100 - { جلالتك.... لقد أحضرتُ الفشار }

100

( الأرك الثالث : مجازر )

{ جلالتك.... لقد أحضرتُ الفشار }

" لا زلتَ كما أنت " نقل ديفيد إلى سو يوان وتنهد.

لم تكن معرفته بـ سو يوان سطحية بل عميقة جداً أو على الأقل مِن جانب سو يوان.

قبل سته أشهر سُممت زوجة سو يوان فبحث عن أى طبيب يمكنه علاجها وعرض الكثير من المكافئات الكبيرة ولكن للأسف لم يستطع أحد إنقاذها وماتت.

فى ذلك الوقت لم يكن ديفيد مشهوراً ولا مدينتة كما أن الوقت قد فات للمساعدة عندما وصلت الأخبار إلى ديفيد.

رغم أن زوجة سو يوان ماتت ولكن الحياه لن تتوقف عليها وكونه لورداً ويحكم شعباً بأكثر من مائتى ألف { 200 ألف } فقد فهم معنى دوره ، فقمع حزنه وقاد شعبة للسيطرة على المدن الثلاثة الأخرى فى حدوده قبل أن تتلاشى.

بعد هذه المدة بشهرين أى قبل أربعة أشهر وبسبب شهرة الأبدية وتجارتها بتنقية بلورات الطاقة دعا سو يوان ديفيد إلى مدينتة بأقصى درجات الإحترام ليشكره على صفقات البلورت ويطلب منه شراء البعض لزيادة قوة مدينته.

فى جلوسهم وإستماعهم للموسيقى والإستمتاع بالرقص والطعام وغيره ، دخلت فتاه صغيرة بعمر خمسة أعوام تقريباً وحينما رائها ديفيد وعلم أنها إبنة سو يوان قال عنها أنها مسمومة.

لم يصدق سو يوان هذا ولم يقتنع إلا بعد رؤية السم يخرج من جسد إبنته ومن هنا تشكل إمتنان عميق وحب وإحترام فى قلب سو يوان لـ ديفيد.

الــمــاضــى.

قبل أربعة أشهر.

أخرج ديفيد إبرة فضية عليها لونٌ أسود من جسد الفتاه الصغيرة الجميلة ذات عمر الخمسة أعوام وقال " هذا سم وعاء المرأة... قد يكون الإسم غريباً ولكنه سم يستهدف كلاٌ من الإم والجنين فى بطنها ".

" إذاً أنتَ تقول أن زوجتى مسمومة منذ أكثر من خمسة أعوام " سو يوان.

" نعم هذا صحيح وهذا من خواص سم وعاء المرأة فهو يأخذ وقته فى جسد المرأة ويؤثر على شهيتها شيئاً فشيئاً قبل أن يبدأ فى إمتصاص الطاقة وتقليل نشاط الدماغ حتى تموت الأم " ديفيد.

" إذا كان كلامكَ صحيحاً فكيف لإبنتى عديمة الزراعة ألا تموت وزجتى ذات المستوى الرابع أن تموت " سو يوان.

" هذا عائد لخصائص السم ، فهذا السم يعمل على......

.....

.....

....

...

بالعودة إلى الحاضر.

" ولن أتغير " إبتسم سو يوان وهو يتذكر الماضى.

" قبل أن تقتلونى هلا أسألكم ؟ ، من أرسلكم ؟ ، من يريد حياتى إلى هذه الدرجة ؟ ، أعلم أن الجميع يريد سر التنقية ولكن حياتى...! " حك ديفيد ذقنة " لا أتذكر وجود أعداء لى بهذه القوة بحيث يمكنهم جمع هذا العدد أم أنه أغرائكم بحيث سيتم تقاسم سرى بينكم ".

" إسمح لى بالتحدث " خرج رجل عجوز من خلف سو يوان وقال بهدوء " لورد الأبدية ، لا توجد بيننا عداوة ، فقط نحن نريد السر وطالما دمرت زراعتك وقطعت أطرافك فسوف تحيا ونعدك بألا نمس الأبدية ولا شعبها ".

" أنتَ أيضاً " قال ديفيد داخلياً وهو يتذكر هذا الشخص.

لقد كان الوريث لإحدى المدن بعد الملك القديم الذى كان على وشك الموت ، ولكن رئيس الوزراء طعنه فى ظهرة وألقاه خارج المدينة بعد أن قام بتسميمة وإصابته بإصابات خطيرة ، وقد ساعدة ديفيد ليس فقط فى الشفاء ولكن فى رفع قوته وكذلك ساعده على الوصول إلى العرش.

هو وسو يوان فكروا فى ديفيد كمنقذ... ، كقديس... ، ولكن فى نظر ديفيد فقد كانوا قطعاً لهيمنته المستقبلية.

بالطبع هم ليسوا حمقى لعدم فهم ذلك ، وكذلك ديفيد ليس غبياً ليظن أنهم أطفال ولكن من وجهة نظرهم وهى وجهة النظر الصحيحة التى يتشاركها كل العالم ، وهى أنه لا يوجد غداء مجانى فى هذا العالم.

" أنا أسف " هز ديفيد رأسه مما جعل العجوز يتنهد ويتراجع بينما ظهرت على وجهه ملامح الحُزن وكذلك سو يوان.

" أنا أسف ولكن " إبتسم ديفيد " قبل أن تفعلوا أى شئ لى ما رأيكم أن تشاهدوا هذا ".

أخرج ديفيد حجراً أبيضاً وحطمه مما جعله يتناثر ولكن بدلاً من الإختفاء والذهاب مع الريح ، فقد صعد لحوالى مائة متر وإنتشر ليشكل مستطيلاً بطول 30 متراً وعرض عشرة أمتار.

" حجر الإسقاط " قال واحد من خلف سو يوان بسخرية " ما الذى تريدنا أن نشاهده الأن!.... هل هى مدينتك ؟... هل تريد طلب الررحمة لمدينتك؟... أم أنك تريد مبادلة حياتك بما فى الإسقاط ؟... لا تخبرنى أنك وجدت كنزاً مدفوناً ".

" لا هذا ليس تسجيلاً بل نقل مباشر لـ...... سقوط مدنكم " تشكلت إبتسامة شريرة على وجه ديفيد بينما إنقسمت الشاشة لقرابة المائة وفيها ظهرت الكثير من المشاهد المألوفة للموجودين والتى هى مدنهم.

لم يفهم الجميع ماذا يريد ديفيد فعله بإظهار إسقاط لمدنهم ولكنهم عرفوا الإجابة بعد لحظات.

نسور خضراء مرعبة بطول أكثر من خمسين متراً تظهر فوق المدن رغم أن عددهم فى كل مدينة لا يتجاوز المائة ، ولكن الصدمة هى أنهم جميعاً فى المستوى الخامس وبإحتساب الجميع فهذا يعنى أن للأبدية جيش يتكون من 10.000 وحش من المستوى الخامس.

كان هذا هراءً بكل المقاييس.

لم ينتهى الأمر هنا لأن النسور بدأت تهاجم عن طريق ضرب أجنحتها بقوة للأمام مما أرسل رياحاً مرعبة ترتطم بحاجز شفاف ظهر حول المدينة.

تمكنت الحواجز من صد النسور ولكن هذا مؤقت فحاجز كهذا ينتشر فى كل المدينة مما يجعله ضعيفاً بسبب حاجة التغطية الكبيرة ومستهلكاً بشدة للطاقة ، وهو ما سيستنفذة بشدة وللأسف البلورات لم تكن شائعة وكل مدينة تملك على الأكثر بضع مئات أو أقل ونادراً ما يكون أعلى ، كما أن لوردات المدن لن يضعوا كل بلوراتهم فى مصفوفة الحاجز.

قوة مائة نسر فى المستوى الخامس لم تكن شيئاً يُستهان به وفى بضع دقائق بدأت الحواجز بالتشقق وبعدها..... فالنتيجة معروفة.

" نسور العاصفة " صرخ الشخص الساخر من وقتٍ سابق " كيف تملك كل هذا العدد ".

إبتسم فيه ديفيد وأعاد نظرته إلى الشاشة " شاهدوا بإستمتاع مُدنكم تسقط.. أوه تباً لقد نسيت الفشار ".

" تباً.. على العودة " صرخ ذالك الساخر من وقتٍ سابق وإندفع بسرعة كبيرة للأعلى.

" لا أنصحك بهذا " قال ديفيد دون أن ينظر إليه.

بووووووووووووووم

إنفجار كبير دوى من سقوط الرجل بعد إصطدامه بحاجز شفاف.

" أخبرتك ".

" لن نستطيع الهرب " قال واحد منهم ببرودة " إذا لنأخذه معنا ليوقف هذه المهزلة ".

سمع ديفيد كلامه وإزدادت إبتسامته فلوح بيده وضغط مرعب نزل عليهم وقام بتثبيتهم على الأرض مما جعلهم لا يستطيعون الوقوف وهذا شمل الجميع بلا إستثناء.

نظر ديفيد الوحيد الذى كان واقفاً إليهم وقال " الوصول إلى المستوى الرابع يجعل الشخص يطير بغض النظر عن مساره ناهيك عن أنكم فى المستوى الخامس ، ولكن إنظروا لحالكم ليس الطيران ولكن حتى الوقوف أو الجلوس بشكل طبيعيى لا تستطيعون ".

" مخيبون للأمال " حدق ديفيد فى الأشخاص الذين إلتصقت وجوههم بالأرض وخاصة المائة رفقة سو يوان وهز رأسه بإحباط قبل أن ينظر إلى الشاشة ويشاهد كما لو كان فيلماً.

{ جلالتك.... لقد أحضرتُ الفشار }

*******

فصلين جديدن من { قصه العرش } فى تتابع مستمر لـ { 48 يوماً }

أكملنا بعون الله وبفضله ودعمكم المئوية الأولى..... إدعمونا رجاءً

شاركونا بأرائكم ونقضكم لتحسين القصة

أدعولى بالشفاء لأنى مريض بمرض أدعوا الله ألا يصيبكم به.. وجزاكم الله خيراً

Just keep going

2021/05/18 · 285 مشاهدة · 1121 كلمة
نادي الروايات - 2024