67 - { عـجـوز مـثـيـر للإهـتـمـام }

67

( الأرك الثانى : بداية جديدة )

{ عـجـوز مـثـيـر للإهـتـمـام }

فى أحد القصور العشرة كان هان لينغ { المجنون } يرقد على سرير وقدمه المكسورة مضمضة وأمامه طبيب وأمرأة فى الأربعينات بملامح جميلة وشخصية ناضجة.

" كيف هو أيها الطبيب ؟ " سألت المرأة بهدوء ولا يبدو على وجهها علامات القلق كثيراً.

" لا تقلقى لقد صحتت موضع العظام كل ما عليه فعله هو الراحة ، من حُسن الحظ أن جسدك إبنى قوى وأن جانى وراء هذا لم يرد أن يصيب إبنكِ حقاً وإلا لن يكون فقط عليه الراحة لمدة ثلاثة أيام بل حتى شهر لم يكفى هذا بخلاف المضاعفات ، على كلٍ لقد أعددت هذه القائمة الصغيرة من الأطباق المشبعة بالبروتينات والتى ستساعده كثيراً وبفضل قوة جسد إبنك التى أحسده أنا عليها صاحب الستين عاماً فلن يبقى أكثر من ثلاثة أيام فى السرير ، يمكنه الحركة أيضاً ولكن ليس كثيراً ولا يمكنه التحميل على ساقة المصابة وإلا قد يتعرض لمضاعفات حادة " الطبيب.

" شكراً لك " قالت المرأة بهدوء.

" إستأذنكما " قال الطبيب وغادر.

" أسف يا أمى " تحدث هان لينغ بعد رحيل الطبيب وحمل صوته بعض الأسف.

" على ماذا ؟ " الأم.

" على أنى لم أستخدم كل قوتى منذ بِدأ القتال وبسببها جلبت العار لكى ولوالدى " هان لينغ.

إبتسمت المرأة وشدت أذن الشاب وقالت بإبتسامه خطيرة " يبدو أنك لا ترى غيره لتعتقد أن كل من غيره قمامة ".

" أمى... " تألم المجنون " لو لم يكن بسبب الدعامات وبسبب أنى كُنت أستكشف قوته فهل تعتقدين أنى سأخسر " سخر هان لينغ " فقد ذلك الوحش هو من يمكنه الوقوف فى وجهى ".

" إذاً ما رأيك أن تتحداه مرة أخرى بعد أن تستعيد عافيك ولكن عليك أن تعدنى بشئ واحد وهو ألا تؤذيه ، قاتله كما تريد ولا تفعل شيئاً أخر " الأم.

" أمى هل لازلت متمسكة بوعدكِ لتلك المرأة ألم تمت قبل 15 عاماً قبل أن أولد حتى ، ما الدافع لكى تحفظى بكلمتك لها ، ليس وكأنها فعلت شيئاً لك وأمر أخير لقد قتل ثلاثة أشخاص من العائلة الرئيسية ، ثلاث ومن العائلة الرئيسية ليس الجانبية أو حتى الفرعية بل الرئيسية مما يعنى أنه سُحكم عليه بالإعدام لا محالة وحتى لو تدخل والدى وهو قائد العشيرة فلن يتمكن من إيقاف شئ كهذا " هان لينغ.

هزت المرأة رأسها بهدوء وقالت " عليك أن تعدنى ".

" أمى.... ".

" عليك أن تعدنى ".

" حسناً.. " تنهد هان لينغ " أعدكِ أن أقاتله كيفما أحب و... ".

" أكمل ".

" وألا أؤذيه " هان لينغ.

" جيد طفل جيد " وربتت على رأسه.

" أمى ! أنا لم أعد طفلاً بعد الأن " إشتكى هان لينغ ولكن المرأة تجاهلته وببتسامة سعيدة قبته على خده وغادرت.

كان الفتى خجولاً بعض الشئ ولكنه كان سعيداً ، رغم أن معاملة أم لولدها البالغ كطفل يجده بعض الأشخاص سيئاً ولكن هان لينغ ليس واحداً منهم بل صدقاً إنه يحب هذا كثيراً.

*****

دخلت المرأة غرفتها وأخرجت هاتفها وفيها بدأت فى تقليب الصفحات أو تقليب الصور ، من البداية إلى النهاية كانت كل صور ديفيد موجودة منذ أن دخل إلى العشيرة وحتى فى السجن والذى يدل على قوة المرأة داخل العشيرة ولكن هذا ليس غريباً فهى زوجة قائد العشيرة صاحب الكلمة الأعلى وخاصة بعد ما حدث قبل ساعات والذى جعل زوجها قائد العشيرة صاحب الكلمة الوحيدة.

*****

فى منزل والد هان سين والإثنان الأخران.

كان والدهم هادئاً على غير المتوقع.

" سيدى " قالت الخادمة الجميلة ذات العشرين عاماً.

" هل تواصلتى معه ؟ " سأل الرجل.

" نعم يا سيدى لقد وعدنى أنه سيجلبه لك فى غضون يومين " ردت الخادمة.

" جيد " رد الرجل بكلمة واحدة وإلتف ليغادر ويديه خلف ظهرة.

" سيدى " ترددت الخادمة قليلاً " قائد العشيرة لم يصدر حكماً بعد وبعد سقوط هان خسرنا دعمنا بعدما أزال قائد العشيرة كل الشيوخ العشرة من مناصبهم وبفعلنا هذا فسوف نفتح أبواب الجحيم علينا ولن تنتهى إلا بالقضاء علينا جميعاً وإلا لن تتوقف ".

" هل أنتِ خائفة " سأل الرجل وتوقفت خطواته.

" سيدى " نزلت الفتاه على ركبتيها وقالت " لقد كُنت مجرد قمامة من العائلة الجانبية ، بسبب سوء المعاملة مات والدى وأمى وحتى أخى الصغير وأنا تعرضت لكل أنواع الإعتداء حتى قبلنى سيدى ، لم يحمينى فقط ولكنه أعطانى القوة لأقف على قدمى وأواجهة العالم لذا بغض النظر عما سيحدث وحتى لو كان السيد سيقفز إلى النار فسوف أتبعه بكل إخلاص وبلا ذرة ندم واحدة " تحدثت بكل إخلاص.

" جيد " وأكمل طريقة لبضع خطوات قبل أن يكمل " سوف يكون هذا أخر عمل لى فى الحياة وهو الإنتقام من قاتل أبنائى ".

كان الرجل يعرف جيداً عقوبة ما سيفعله ، ليس فقط قد خسر كل دعمة ولكن حتى لو كان موجوداً فالنتيجة سوف تكون نفسها إن تجرأ على فعل ما يريد ، لن يكون حتى قتله وكل فرعه كافياً ، هناك بعد كل شئ العديد من الفروع داخل العائلة الرئيسية أو بمعنى أدق الكثير من القوى ، وبخسارة أكبر الداعمين الذين يمكن أن يستند عليهم أحد داخل العشيرة وهم الشيوخ العشر فالأن أصبحت العشيرة بالمعنى الحرفى بين يدى قائد العشيرة ولا يمكن لأحد أن يعارض سلطته ولكن الرجل يريد ببساطة أن يعارض سلطة القائد وخاصة بعد أن أزال الشيوخ العشرة وبالتالى سوف ينتقم منه قائد العشيرة بأسوء طريقة ليكون عبرة لمن بعده.

*****

داخل السجن كان ديفيد ينظر إلى جدران الكهف بهدوء ، لم يعرف ماذا حدث ولكن بعد نهاية الحلم شعر بأن ندمه ونيه قتله وحزنة إنخفض بمستوى كبير مما جعله أهدأ قليلاً ويمكنه التفكير.

" التأمل فى المواقف الجميلة قبل الموت ليس سيئاً ".

سمع ديفيد الصوت وحدق من خلال القضبان ليرى رجلاً عجوزاً يجلس بأريحية فى الزنزانة المقابلة.

" معك حق ، التأمل فى الأشياء الجميلة قبل الموت عمل جيد ولكنى لم أكن أفعل ذلك " ديفيد.

" أوه ، إذا ماذا كنت تفعل ؟ " سأل العجوز بإبتسامة.

" ليس شيئاً حقاً ، أنا فقط أنظر حولى ، المنظر هنا ليس سيئاً بالضرورة " ديفيد.

" هلا وضحت ما هو الجيد فى هذه الزنزانة ؟ والتى لن تدخلها حتى الجرذان " العجوز.

" الأمر مختلف من شخص لأخر ، ليس كل الأشخاص يملكون عيونى المميزة " ثم لف جسده ومدده قبل أن يغلق عينيه متجاهلاً العجوز تماماً.

إبتسم العجوز فقط ولم يعلق كما أغلق عينيه بالمثل.

" هذا العجوز ليس بسيطاً " ملك الجسد.

" أعلم " سخر ديفيد داخلياً ولم يرد ، فى نظره كان يحاتج إلى الراحة لإستجماع أفكاره ولطرد هذا الشيطان من قلبه ، أما مسألة الإعدام فلم يلقى بالاً بها لأنه حتى لو إضطر فسوف يلجأ إلى عالم الملوك بشكل كامل أى يدخل بكلٍ من جسده وروحة ولكنه لا يريد ذلك الأن فكوكب الأرض لم يعد بسيطاً فى نظر ديفيد مثل السابق وفى رأسه أن للإثنان علاقة كبيرة وليس مجرد تشابه وبالطبع لا ننسى أنه لم يزر قبر أمه بعد.

********

فصلين جديدن من { قصه العرش } فى تتابع مستمر لمدة { 29 يوماً }

تابعونا فى فصلين جديدن كل يوم بإذن الله فى الثامنة صباحاً إلى الثامنة والنصف بتوقيت مصر

اليوم إستثناء

شكراً لكل الداعمين القدماء وأرجوا مجموعة جديدة لأزيد التنزيل

Just keep going

2021/04/29 · 260 مشاهدة · 1146 كلمة
نادي الروايات - 2024