68

( الأرك الثانى : بداية جديدة )

{ الـكـل يـتـأمـر }

فى منزل هان يوفى { الخالة لمن نسى }

كانت هان يوفى تتحرك ذهاباً وإياباً وعلى وجهها علامات الذعر.

" تباً.. تباً ، ماذا أفعل " هان يوفى " لقد قتل ثلاثة أشخاص ، والدهم لن يرحمه ".

" لما لا تذهبين إلى زوجة القائد فقط بدلاً من السير ذهاباً وإياباً هكذا " قال الخادم العجوز بشفقة.

" زوجة القائد ، أحمق ، هل تعتقد أن القائد سوف يستمع إلى أحد الأن ، لقد نجحت خطته بعد فترة طويلة والأن بذهاب الشيوخ العشرة لم يتبقى لأحد كلمة غيره ولن يسمح حتى لزوجته بتضييع ما حصل عليه فى النهاية.... القائد.... تباً... ذلك اللعين والذى بسببه خسرتُ دعمى " هان يوفى.

" لقد فعل القائد ذلك عمداً ، أوكل مهمة العثور على وريث هان للشيوخ العشرة رغم معرفته أنهم لن يتمكنوا من العثور عليه ، أقسم بأنه لم يكن يتوقع سقوط هان ولكن بعدم العثور عليه كان سيُزيل واحداً أو إثنان من الشيوخ وبسقوط هان الأن قام بعزل كل الشيوخ بتهمة ضياع ميراثهم... القائد حقاً شخص صبور لقد كان يخطط لأجل ذلك منذ سنين وعالم الملوك قدم له الفرصة التى يحتاجها على طبق من فضة " الخادم.

" هل أنهيت هرائك ؟ " صرخت هان يوفى " إذا كنت تملك أى فكرة عن إخراج إبن أختى من هذه المعضلة فسوف أسمعها بكل سرور وإلا أخرج حالاً ".

" لما أنتِ شديدة القلق هكذا ، لستِ الوحيدة من فقدت دعمها بل الجميع بعد أن خفض قائد العشيرة وضع الشيوخ إلى الحضيض ، المهم أن القائد لم يُصدر حكمه بعد لذلك لازال لدينا أمل وخاصة بعد القوة التى أظهرها إبن أختك " الخادم.

" تباً لك ، هل أنت أحمق ولا تعرف شخصيته ، ألا تعلم مدى حبة لأبنائه ، فى المرة الماضية تجاهل الموضوع لأنها كانت مجرد إصابات ولكن الأن الأمر مختلف ، لقد خسر دعمه ومعه تعطلت الكثير من أعمالة ما لم يكن كلها بسبب قائد العشيرة وبخسارة أبنائه لم يعد هناك ما يهمة فى الحياة وحتى لو كان الثمن رقبته فلازال سيجد طريقة لقتل ديفيد " هان يوفى " لذلك أنا أسألك مرة أخرى.. هل تملك حلاً ".

" لا ".

" إذاً أخرج " صرخت هان يوفى.

" حسناً " أماء الخادم ورحل مفكراً " وضيعة ، هل تعتقدين حقاً أنى تقربت منكِ لجمالكِ !... غبية بل لأجل دعمكِ ومواردكِ وأعمالكِ وبخسارة أكثر من 90% منها بسبب قائد العشيرة فهل تعتقدين أنكِ لازلتى بنفس القيمة لى " سخر الخادم " قريباً وقريباً جداً سوف أمتص كل ما تبقى لكِ وهذا سوف يكون تعويضى على ما أنفقته من وقت معكِ ".

بالعودة إلى هان يوفى فكرت " يبدو أنه سيكشف عن ألوانه الحقيقة قريباً " سخرت ولم تعلق على الموضوع كثيراً.

فى نظر الخادم كانت هان يوفى مركزاً قوياً يحوى موارد هائلة يمكن أن يستند عليه كما كانت هان يوفى مغرمة به بسبب حنانه وعطفه ولكن فى نظرها فهو مجرد أداه ليس إلا ، فى عالم الأعمال لا توجد عواطف وخاصة للأشخاص مثل هان يوفى والذين كانوا صبورين جداً.

*****

على قمة أسوارٍ عالية وقف عَلَمْ كبير يرفرف مكتوب عليه – هان – وعليه صورة لتنين ثعبان أحمر وممسكاً بالعَلَمْ صراخ الجنرال " تحيا هان ".

" تحيا ".

أتى صوت مدوى من فوق الجدار وداخله للعديد من الأشخاص هز الأرض والأشجار خارج السور.

كان ديفيد أسفل الجدار يحدق بصدمة فى الشخص الممسك بالعلم ليس الممسك بالعَلَمْ فقط بل الأشخاص بجواره.

" هان شين ، روكسى ، هان رو و....... فالن " صدم ديفيد.

" فالن " صرخ ديفيد بأعلى صوته ولكن لم يرد عليه أحد بدا وكأنهم يتجاهلوه.

إستمر ديفيد بالصياح ولكن لم يرد عليه أحد وفجأه عندما قرر القفز نحوهم وجد شخصاً يخرج بينما قام فالن والبقية وحتى الجنودى على الجدران بالإنحناء.

" جلالتك " إنحنى فالن وتبعه البقية.

" هو.. ! " صدم ديفيد لأن هذا الشخص كان هو بخلاف الملابس الأنيقة التى يرتديها الرجل الذى يشبهه فكل شئ أخر كان نفسه بكل تفاصيلة.

فجأة رأى ديفيد مشهداً لا يُصدق.

راى الملك يمد يده وبكل وحشية تمر يده من صدر فالن لتخرقة وتخرج من الجانب الأخر حاملة قلب فالن.

" جلالتك.!... لما ؟ " صدم فالن.

بينما كان ديفيد مصدوماً من المشهد صرخ " لااااااااااااااااااااا ".

ولكن فجأة إنتقل إلى جسد الرجل الذى يشبهه.

" لما ؟ " فالن.

سمع ديفيد صوت فالن المثير للشفقة والغير راغب والغير مصدق مرة أخرة ولكن الفرق هذه المرة أنه كان على بُعد بوصةٍ* منه.

{ 2.54 سنتيمتر }

سمع ديفيد كلام فالن فحدق فى اليد التى تخرج من ظهر فالن وتتبع مصدرها ليجد أنها يده.

شحب ديفيد وسحب يده على عجل ولكنها رفضت التزحزح.

" أنااااااا... خدمت جلالتك بإخلاص وهذا جز.. سعال.. جزائى " إرتعش جسد فالن غير مصدق وهو يحدق فى ديفيد.

" لا.. لا ، أنت تعلم كم أحبك " صرخ ديفيد ولكن يبدو أن فالن لم يصدقه " أنا.... لا... أصدق " وأغمض عينيه.

" لا.. لا ، لا تمت ، رجاءً " صرخ ديفيد على فالن الساقط بين يديه ولكنه قد مات بالفعل.

" جلالتك " إقترب هان شين وإنحنى " أنا أريد الرحيل من هان ".

سمع ديفيد صوت هان شين وتمتمة الجنود على السور.

" الجنرال العام يريد الرحيل ! ".

" هذا ليس غريباً ، لقد قتل الملك حارسة الشخصى ، ليس مستحيلاً أن يقتل البقية ".

" الجنرال العام لا يريد إتباع ملك مثله ".

" ونحن أيضاً لا نريد إتباعه ".

على صوت الجنود بينما تحول تعبير ديفيد لقبيح وإرتعش جسده.

" سوف أرحل الأن " إلتف هان شين.

" وأنا أيضاً " إنحنت روكسى " إعذرنى جلالتك " وإلتفت لتغادر.

" وأنا أيضاً ".

قدم هان رو والإثنان الأخران طلبهما ورحلا ولكن فجأة إختفى ديفيد من مكانه وظهر خلف هان شين وأخترق صدره.

" جلالتك... أنت! " لم يعرف هان شين ماذا سيقول قبل أن يموت وعلى وجهه علامات التساؤل وعدم الرغبة.

" أهربوا " صرخ هان رو وعلى الفور تفرق الجنود والإثنان الأخران وكذلك روكسى.

" لا.. لا ، لا تهربوا ، هذا ليس أنا " صرخ ديفيد ولكن لم يخرج صوت من فمه بينما أكمل ديفيد ذبح الجميع بداية من روكسى.

كان الأمر أشبه بأن شخصاً ما يتحكم فى ديفيد أو بمعنى أدق.... جسدة.

ظل ديفيد يصرخ داخلياً بينما إستمر من يتحكم بجسدة فى القتل من الأقرب من ديفيد إلى الأبعد ، واحداً تلو الأخر حتى ذبح كل أهالى هان ولم يترك أحداً.

2021/04/30 · 265 مشاهدة · 1026 كلمة
نادي الروايات - 2024