"أريد الذهاب الى قصر عائلة فورد..". وقفت نير أمام بيرنارد

كان بيرنارد يجلس على مكتبه و ينظر إلى نير بقلق. "قد يكون المكان خطيراً، اقترح أن ننتظر حتى تنتهي الشرطة من التحقيق و بعدها يمكنك الذهاب ما رأيك؟.."

"هذه فرصة نادرة لتجربة قوة التطهير الخاصة بي، لذلك أريد الذهاب..". أصرت نير على موقفها

فرك بيرنارد جبهته بسبب الصداع

جاءت نير إلى مكتبه في الصباح الباكر و طلبت منه أن يسمح لها بالذهاب الى قصر عائلة فورد

هو رفض بشكل قاطع طلبها

كيف يمكن أن يسمح للقديسة أن تذهب الى مكان مسكون

لكنها كانت مصرة و رفضت أن تغادر مكتبه حتى يسمح لها بالذهاب

هي تقول بأنها تريد أن تتدرب على إستخدام قوة التطهير و لكن لم يكن بيرنارد يريد المخاطرة بإرسال نير إلى ذلك المكان

" لا اعتقد بأن ذهاب القديسة إلى ذلك القصر سوف يكون مشكلة...". كان بيكو واقفاً خلف بيرنارد و يديه خلف ظهره

نظر بيرنارد إلى تلميذه. " ما زال يبدو الأمر خطراً بالنسبة لي.."

طمأنة بيكو. "سوف أرسل مجموعة من البالادين معها.."

بقي بيرنارد صامتاً و يبدو أنه يفكر في فكرة بيكو

" سوف يذهب معها جيسون، إيما و انا..".

"حسناً..". إستسلم بيرنارد تحت إقناع بيكو. "القديسة، قومي بتجهيز نفسك للمغادرة. ارجو أن لا تقومي بأي شيء خطير.."

"لا تقلق يا سيد بيرنارد..". ابتسمت نير و هي تغادر الغرفة من دون تأخير

ابتسم بيرنارد عندما رأى حماسة نير

"قد تكون مختاراً و شخصاً له مستقبل مشرق و لكن الآن هي مجرد طفله صغيرة..". ارتفعت شفتي بيكو بخفة

"انت محق..". حول بيرنارد نظره الى بيكو الذي كان يقف خلف الكرسي. "أنا لا أستطيع أن أفهم سبب قبولك لطلبها.."

"إن عائلة فورد هي اقوى عائلة في مدينة كايرن و وريثهم هو أحد المختارين، أنا أفكر ببناء علاقة جيدة معهم..". شرح بيكو

"أنا أفهم قصدك....و لكن هل انت متأكد من رغبتك بالذهاب إلى ذلك المكان؟.."

"ماذا تقصد؟.."

"انت تخاف الأشباح، صحيح؟..".

"بالطبع لا!". اتسعت عينا بيكو عندما سمع افكار بيرنارد

"لا؟". كانت هناك نظره غريبة على وجه بيرنارد

ما زال يتذكر وجه بيكو المرعوب و الذعر الذي أصابه الليلة الماضية

جميع الدلائل تشير إلى أن بيكو يخاف من الأشباح

"سعال..في الواقع كنت مصدوماً قليلاً من ظهور شيء مثل الأشباح، لكنني لا أخاف من الأشباح..". كان بيكو مبتسماً و لكنه لم يستطع أن يخفي خدوده المحمرة

قد تكون الليلة الماضية أسوء ليلة في حياته

هو ظن بأنها نهاية العالم

من يستطيع أن يلومه؟

كانت الأشباح مجرد كيانات موجودة فقط في قصص الاطفال

لكن الليلة الماضية غزت الأشباح المدينة

حتى الرجل الهادئ مثله سوف يصاب بالذعر

" اوه، أنا أفهم..". اتسعت ابتسامة بيرنارد و هو ينظر بلطف الى بيكو

أدرك بيرنارد أن بيكو كان يحاول الحفاظ على ما تبقى من كرامته

"سوف اذهب لتجهيز نفسي..". اختلق بيكو عذراً لمغادرة الغرفة

كان يشعر بالعار بسبب النظرات الغريبة التي يلقيها بيرنارد عليه

------------

"السيد اليوت, ما زلنا نحقق في القصر. لا يمكنك الدخول هكذا..". قال أحد رجال الشرطة الذي كان يتبع اليوت

وصل اليوت الى قصر عائلة فورد للقاء الكسندر

يجب أن يتوصلوا إلى نوع من الاتفاق لحل المشكلة التي وقعوا فيها

توقف اليوت عن المشي و التفت إلى الشرطي. "أنا هو الرئيس الحالي لعائلة رايمان، و من واجبي تفقد صحة الكسندر بنفسي.."

كان كل ما قاله اليوت مجرد هراء

لو كان بإمكانه ذلك فهو يريد خنق الكسندر الذي جعله غير قادر على النوم الليلة الماضية

ما زال اليوت غير قادر على نسيان صور تلك الاشباح التي التقطتها الكاميرات

كانت اشكال تلك الاشباح كافية لجعله يعاني من الكوابيس لإسبوع كامل

هل كان الكسندر يحاول فتح بوابه إلى العالم الآخر أو شيء من هذا القبيل؟

وصل إلى باب المكتبة التي كان يتم فيها إجراء التحقيق مع عمال القصر

" كنت نائماً طوال الوقت. لذلك أنا لا أعرف أي شيء عما حدث الليلة الماضية.."

كان اليوت على وشك أن يفتح الباب و لكن يده تجمدت في منتصف الطريق عندما سمع الصوت القادم من داخل المكتبة

هذا صوت الكسندر

هو قادر على تمييز صوت الكسندر حتى لو تحول إلى رماد

كنت نائماً؟

انت لا تعرف ما حدث؟

أراد اليوت الاندفاع و اخبار الضباط بأن هذا الفتى كان كاذباً من الدرجة الأولى

اهدئ يا اليوت أن رقبتك على المحك. قد يتم تدمير عائلة رايمان إذا تسربت الحقيقة

اخذ اليوت نفساً عميقاً و دخل الغرفة

نظر الجميع إلى اليوت

كان هناك رجل ذو ملامح وجه عادية يجلس على الكنبة

بينما كان الكسندر يجلس على المقعد المقابل له و وقف الفريد خلف الكسندر

نهض الكسندر من الكرسي عندما رأى اليوت. " اليوت! لماذا انت ترتدي مثل هذه الملابس؟ الجو بارد هنا قد تصاب بالبرد.."

نزع الكسندر المعطف الذي كان يرتديه و سلمه إلى اليوت

اخذ اليوت المعطف. و هو يحاول أن يحزر نوايا الكسندر

نظر اليوت و الكسندر في بعضهما و كان بينهما محادثة صامته

الكسندر: 'هل أخبرت أحداً بشأن المواد؟'

اليوت: ' هل تظن أنني أريد أن يتم إبادة عائلتي بتهمة تأدية طقوس شيطانية'

"اليوت؟ انت اليوت رايمان، صحيح؟..". قاطعهما الضابط كلاوس. "لكن لماذا انت هنا؟."

أراد اليوت أن يفتح فمه

و لكن الكسندر رد بسرعة. "نحن اصدقاء.."

"...." منذ متى نحن أصدقاء؟

أغلق كلاوس دفتر الملاحظات الذي كان يمسكه في يده و وضع القلم في جيبه. " وصل السيد اليوت إلى هنا بسرعة. أرى انكما قريبان من بعضكما.."

لا، نحن لسنا قريبين كما تظن

كان الأمر يزداد تعقيداً لكن اليوت لم يستطع الإعتراض على كلمات الكسندر الآن

"لكن ما زال هناك أمر يحيرني..". وضع كلاوس يده على ذقنه و هو ينظر إلى الكسندر. "لماذا لم تهاجم الأشباح غرفتك...".

تجمدت الدماء في عروق اليوت

هل اكتشف هذا الضابط شيئاً

ضحك الكسندر بخجل و هو يفرك خده بلطف. "اعتقد أنني كنت محظوظاً فقط. يبدو أن هذه الكيانات الشريرة لا تهاجم الأشخاص الصالحين مثلي.."

صالح؟

انت؟

كانت قدرة الكسندر على التحكم في تعبيرات وجهه و التمثيل رائعة لدرجة أن اليوت كان يريد أن يمنحه جائزة

جعل الكسندر جيش الأشباح يهاجم المدينة، و بعد كل هذه الفوضى وصلت به الوقاحة إلى أن يدعو نفسه بالشخص الصالح

"هاها، اعتقد أنك محق. أن السيد الكسندر شخص جيد بالتأكيد، لابد أنك مبارك من قبل الالهه..". ضحك كلاوس و هو ينهي الموضوع. " لدي بعض المهام لتأديتها، ارجو أن تعذروني.."

"كنت أريدك أن تبقى هنا لتتناول الغداء معي..". اظهر الكسندر خيبة أمل طفيفة

"هاهاها، في المرة القادمة. تلك الأشباح سببت الكثير من الفوضى و يجب أن أقوم بتنظيفها..". ضحك كلاوس

ترك الكسندر انطباعاً جيداً في ذهن كلاوس

في نظر كلاوس كان الكسندر متواضعاً و لطيفاً مع الآخرين

حتى أنه نزع معطفه لأنه كان قلقاً من أن يصاب صديقه بالبرد

لم يشك كلاوس للحظة بأن الكسندر كان متورطاً في غزو الاشباح للمدينة

كيف يمكن لهذا الفتى الطيب أن يتورط مع تلك الكيانات المخيفة؟

"الفريد، رافق السيد كلاوس إلى الخارج.." أمر الكسندر

"حاضر..". انحنى الفريد بلطف ثم نظر إلى كلاوس و هو يمد يده بلطف. "من هنا يا سيد كلاوس.."

غادر كلاوس و معه الفريد

كان اليوت يقف جانباً و هو يشاهد ما يحدث و كأن مسرحية كانت تجري امامه

هل انتهى الأمر هكذا؟

هل صدق الضابط كل ما قاله الكسندر من دون أن يشك في أي شيء؟

شعر اليوت للحظة بأنه تعرض للخداع من قبل الكسندر

2023/11/25 · 118 مشاهدة · 1130 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025