"هممم، سيد منديز..علي أن أعترف بأنك شخص كريم.."
كان الكسندر يجلس على الأريكة و قدميه على الطاولة بينما كان يبحث في محفظة النقود التي وجدها عندما قام بتفتيش منديز
أخرج الكسندر جميع النقود و وضعها في جيبه من دون تردد
لماذا هو يقوم بكل هذا؟
هو لا يهتم صراحةً بكون منديز رئيساً لقطاع الطرق
و هو لا يهتم بالقضاء على الشرير الذي حول حياة الآلاف من المغامرين إلى جحيم
في نظره فإن منديز ليس أكثر من سمكة كبيرة وقعت في شباكه
أن منديز مجرم و يمتلك الكثير من الأموال
في هذه الحالة ما هو الشيء الذي يمنعه من القيام بسرقة هذا المجرم؟
إن محفظة منديز تحتوي على أموال تساوي ضعف الأموال التي حصل عليها من سرقة النبلاء الشباب في الغابة
هذا جعل الكسندر يشعر أكثر بأنه قام بالشيء الصحيح
وجد الكسندر صورة عائلية في المحفظة
أخرج الكسندر الصورة و نظر إليها. "انت تمتلك عائلة لطيفة.."
"ماذا تريد مني.."
تمكن منديز من الحديث بعد عشر دقائق من تسممه إلا أنه لم يستطع تحريك جسده بعد
نظر الكسندر اليه بعمق
يبدو أنه وجد نقطة الضعف التي سيستخدمها ضد هدفه
رمى الكسندر الصورة على الارض بجوار منديز. " في الواقع لقد ارسلت أحد رفاقي حتى يرفه عن زوجتك و ابنتك الصغيرة في الطابق العلوي.."
"ايها الوغد..". تغير تعبير منديز بشكل جذري. "أن مشكلتك معي، لا تمد يدك على عائلتي.."
"بالطبع لن تقوم بذلك..". رفع الكسندر يديه ببراءة. " انا لست مثل هذا الشخص البارد..."
نظر منديز إلى جثث الحراس المرمية فوق بعضها البعض
" لا تلمني على ذلك...أعني ماذا كان من المفترض أن أفعل غير قتلهم. هم لن يستمعوا لي..".
"ماذا تريد مني بحق الجحيم ؟". كان منديز يصر على أسنانه و هو ينظر إلى الكسندر بعيون مشتعلة
لو كانت النظرات تقتل لكان الكسندر قد مات الآلاف المرات بسبب تحديق منديز
" أريد الوثائق أو اي دليل على هويات قطاع الطرق الذين يعملون معك. و اريد معلومات عن الضباط الفاسدين الذي يساعدون قطاع الطرق على دخول الغابة..". كشف الكسندر عن هدفه
"لا املك ما تريد..". رد منديز
لكن الكسندر كان متأكداً من أن منديز يمتلك هذه المعلومات
هو امسك بإثني عشر مجموعة من قطاع الطرق و قام بالتحقيق معهم
نحن نعمل مع منديز... هكذا قال جميع قطاع الطرق من دون استثناء
هل هذه مصادفة أو سوء فهم؟
لم يصدق الكسندر ذلك
كان منديز تاجر قد ظهر في السنوات الأخيرة
هو يدير شركة لتجارة الأسلحة و الدروع
كانت الأسلحة التي تبيعها شركة منديز رخيصة و عالية الجودة. لذلك، كان أغلب المغامرين يتعاملون مع شركة منديز
يستطيع الكسندر أن يحزر بسهولة ما هي آلية عمل هذه الشركة
كان قطاع الطرق يسرقون الأسلحة و الدروع و الجرعات من المغامرين
ثم يعطونها لشركة منديز
بعدها تقوم الشركة ببيع هذه المواد المغامرين مرة أخرى بسعر زهيد
كان الكسندر يقدر العقلية التجارية لهذا الرجل
" منديز....لا تجعلني أفعل شيئاً لا اريد فعله..." وقف الكسندر امامه بنظرة باردة
بقي منديز صامتاً
"انت ستموت و عائلتك سترافقك إلى العالم الاخر..." قال الكسندر ببطئ
تشوه تعبير منديز عن سماع كلماته
"لكن...". رفع الكسندر إصبعه. " أخبرني بالمعلومات التي اريدها، عندها سأتركك تهرب مع عائلتك خارج الإمبراطورية. ستكون حياتكم صعبة و لكن على الأقل سوف تكونون عل قيد الحياة."
كانت هذه هي صفقة الشيطان
على الرغم من الخيار الصعب الذي يجب أن يتخذه إلا أن ذلك أفضل من موت عائلته
اغمض منديز عينيه و قال مستسلماً. " هناك حاسوب في مكتبي...كلمة السر هي 'ليفيا'. "
توجه الكسندر الى مكتب منديز من دون أن يقول كلمة
هو تجول في القصر قبل أن يصل منديز إلى هنا
بحث في كل مكان و لكنه لم يجد شيئاً له صله بموضوع قطاع الطرق
يبدو أن منديز كان حذراً في عمله
حاول الكسندر البحث في الحاسوب و لكنه كان محمياً بكلمة سر
هو حمل جميع الملفات التي وجدها في حاسوب منديز
انفتح فمه على اتساعه عندما رأى حساب منديز البنكي
كان رؤية كل هذه الأموال التي لا يستطيع أن يضع يده عليها أمراً مؤلماً
هذه الأموال مودعة في حساب منديز البنكي، إذا أراد الكسندر الحصول على هذه الأموال فيجب عليه تحويل هذه الأموال إلى حسابه البنكي
المشكلة أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنه سوف يتم تتبع هذه الأموال و عندها ستكتشف السلطات هوية الشخص الذي اقتحم قصر منديز
باااااام
سمع الكسندر صوت عالي قادم من الطابق العلوي
"اشلي!". بدأ منديز في الصراخ
عبس الكسندر و ذهب إلى السلالم ليصعد إلى الطابق العلوي متجاهلاً صرخات منديز
هو قام بإحتجاز الزوجة و ابنتها في هذه الغرفة
دخل الكسندر إلى الغرفة ليجد امامه منظراً دموياً
كان الدم في كل مكان و كانت هناك جثة لأمرأة في منتصف الغرفة و رأس طفلة في الخامسة من عمرها في أحد أركان الغرفة
كان إلينا تقف بالقرب من جثة المرأة و هي تحمل سيفاً اطول من جسدها بأضعاف
" ماذا حدث؟." حبك الكسندر حاجبيه
رمت إلينا السيف و التقطت الهاتف. | هاجمتني هذه المرأة |
" أو هيا يا إلينا، هذه المرأة لن تستطيع قتلك. كان بإمكانك إخضاعها بدلاً من قتلها..". هز الكسندر رأسه و لم يشتري قصة إلينا
| لن اخاطر بالتعرض لإصابات. | دافعت إلينا عن نفسها
تنهد الكسندر و خرج من الغرفة
هو نزل من السلالم ببطئ
لم يرد أن تنتهي هذه المهمة بهذا الشكل
كان يريد قتل منديز و ترك الام و ابنتها احياء
لكن يبدو أن الأمر لم يسر الأمر كما يشاء
" الكسندر، ايها الوغد. انت وعدتني أن تتركها و شأنهما.". صرخ منديز بهستيرية عندما رأى الكسندر يدخل إلى الغرفة
كان الغضب و الكراهية قد اعميا بصيرته لدرجة أنه لم يلاحظ دمية الدب التي كانت تمشي بجانب الكسندر
"اهدأ يا رجل...". لوح الكسندر بيديه. " هما لم يصابا بأذى، سوف اترككم تجتمعون كما وعدتك..."
" هاااه، هل سوف تتركنا حقاً. " كان هناك تعبير يائس على وجه منديز. كان يشعر بأن هناك شيء خاطئ، لكنه كان يريد أن يتمسك بالأمل مهما كان ضئيلاً
" بالطبع..". ركع الكسندر على ركبتيه و امسك برأس منديز بلطف. " انا وعدتك بأنكم ستكونون معاً في النهاية."
ابتسم الكسندر بدفئ
كيك!
كسر الكسندر رقبة منديز بسرعة
كان منديز يحتفظ بنفس التعبير على وجهه غير مدرك لما حدث له قبل موته
" هااااه..". نهض الكسندر و غادر المكان بهدوء
نظرت إلينا إلى ظهر الطفل البشري بعمق