خرج الكسندر من الحمام و هو يمسح شعره بالمنشفة
تنهد، مضى وقت طويل منذ قمت بهذا العمل
يجب أن احرك عضلاتي حتى لا أفقد مهاراتي
كانت إلينا تجلس على السرير و تحدق في الكسندر
كانت محتارة بشأن مشاعر الكسندر
| ألست غاضباً؟. | رن الصوت الآلي من الهاتف الذي تحمله إيلينا
" غاضب؟." سأل الكسندر و هو ينظر إلى نفسه في المرآة
| بشأن الأم و ابنتها.|
"اوه، أنتي تتحدثين عن ذلك..". قال الكسندر بلامبالاة
تحرك نحو إلينا و جلس على السرير. " انا غاضب، لكنني لست غاضباً بسبب موت الام و طفلتها..."
مد الكسندر يده و امسك إلينا. " انا غاضب لأنكي قمتي بمخالفة اوامري و تصرفت عكس الذي طلبته منك"
غاضب بسبب موت شخصين؟
لم يكن الكسندر بارد المشاعر. هو بشري عادي يمتلك مشاعر مثل بقية الكائنات
الجميع يشعر بالتعاطف مع الآخرين و الكسندر لم يكن استثناء.
بعد ان بدأ يتجول في العوالم المتعددة هو رأى جميع انواع الفظائع.
شعر بالحزن الشديد في البداية
بعد مرور بعض الوقت ما زال يشعر بهذه المشاعر
بعد مرور وقت طويل بدأت هذه المشاعر تصبح أخف
بعد سنوات طويلة أختفى هذا الشعور بشكل شبه تام
هناك أشخاص يعانون في كل مكان. أشخاص يموتون، يتعذبون، و مهووسون في جميع الأوقات و الاماكن
ماذا يمكن أن يفعل الكسندر في هذه الحالة؟
بدأ يسأل نفسه...هل يمكنني تخفيف معاناة كل هؤلاء الأشخاص؟
هو ادرك تدريجياً بأن الحياة لم تكن سوى شعلة لهب يمكن أن تنطفئ في أي لحظة.
لم يكن الكسندر يظن بأن بقية الكائنات أدنى منه
فعلى الرغم أنه وصل إلى مستوى نصف عظيم إلا أنه يعرف بأن هناك عدد لا يحصى من الكيانات التي يمكن أن تطمسه بمجرد نظرة واحدة
لم ينزعج من ذلك، و بدلاً من ذلك هو متصالح مع هذه الحقيقة
لا يعرف لماذا و لكنه تذكر محادثة أجراها مع أحد أسياد المسارات
'الحياة لست أكثر من كابوس مستمر من الالم و المعاناة، و الطريقة الوحيدة للهروب هي تحطيم هذا الكابوس'
هو يتفق جزئياً مع كلامه على الرغم من انه ليس مقتنعاً بجزئية تحطيم الكابوس
خاصةً أن المهندس قد طبق هذه المقولة حرفياً
إذا كان هذا العالم هو الكابوس، إذن سأقوم بتدمير هذا العالم
هذا منطق مجنون و ملتوي، لكن هناك عدد لا يحصى يحملون مثل هذه الأفكار
المشكلة ليست في الأفكار المتطرفة و المهووسة التي يحملها المهندس بل في قوته
كان المهندس على مستوى نصف عظيم. بالإضافة إلى كونه سيد مسار المسخ
و بالإقتران مع أفكاره المجنونة تستطيع أن تحزر حجم الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا الشخص
تم تدمير عدد ضخم من العوالم على يديه
حتى كنيسة العناصر لم تستطع أن توقفه
في النهاية استطاع مولش أن يختم هذا الرجل داخل روحي
أصبح مزاج الكسندر اسوء عند تذكر الماضي
نظر الى الدمية التي بين يديه بنظرة حادة
يجب عليه أن يتأكد من معاقبة إلينا كما ينبغي
هو ليس مستعداً لأن يخاطر بوجود مرؤوس يخالف الأوامر بجانبه
كان يعلم كيف يجب عليه أن يجعل هذه الروح الصغيرة مطيعة مثلما يريد
ابتسم الكسندر بمرح و هو يفكر في خطته
---------------
على الرغم أنها تعتبر هذا مهيناً إلا أن إلينا لم تجرؤ على القيام بأي حركات مفاجئة عندما امسك بها الكسندر بهذه الطريقة
هذا الشاب يمثل لغزاً يصعب عليها حله
هو يمتلك مهارات رائعة يمكن أن تجعله من افضل المواهب
بالإضافة إلى قدرته النفسية التي يمتلكها
هي رافقته في مهمة قتل منديز
لذلك رأته كيف اقتحم القصر بكل مهارة مثل لص محترف
و كيف قام بصيد الحراس واحداً تلو الآخر مثل قاتل خبير
من طريقة فعله لهذه الأمور استنتجت إلينا أن هذه ليست المره الاولى التي يقوم فيها الكسندر بهذه الأفعال
كان هادئاً بشكل غريب و كأنه يقوم بعمل روتيني يفعله منذ سنوات
لكنه مجرد مراهق بشري في السابعة عشر من عمره
كيف استطاع أن يكتسب مثل هذه الخبرة في هذه السن المبكرة؟
التفسير الوحيد لذلك هو أنه كان يدرس و يتدرب على القتل في بطن امه
هي تستطيع أن تفهم وجود عبقرية لا تخضع للمعايير العادية
لكن الاكثر خطورة من موهبته هي المعرفة التي يمتلكها
كان الكسندر قادراً على صناعة جرعات غريبة لم ترها إلينا من قبل
و أهمها هي الجرعات القادرة على تعزيز الروح
هي لم تعلم بوجود مثل هذه الجرعات من الأساس
و هناك التقنيات الغريبة التي يستطيع أن يؤديها الكسندر عند دخوله في قتال
من أين أتت هذه المعرفة؟
هل ينتمي هذا الفتى إلى منظمة غريبة أو طائفة من نوع ما
هذا ما جعل إلينا أكثر حذراً عند التعامل مع الكسندر
هو الشخص الوحيد القادر على صناعة الجرعات لتعزيز روحها
و في نفس الوقت هي لم ترد أن تدخل في صراع ليس من المضمون أن تنتصر فيه
إن الكسندر يمتلك طلاسم قادره على جعلها عاجزة عن الحركة بشكل تام و كأنها مقيدة بسلاسل
بعد مراقبته لعدة أيام توصلت إلى أن الكسندر شخص حذر و يأخذ كل شيء في الحسبان
لذلك هناك إحتمال كبير بأنه يمتلك تقنيات أخرى لهزيمتها إذا نشأ بينهما صراع
كل ما يمكنها فعله هي تحمل إساءاته على الأقل حتى تستعيد قوتها بالكامل
لكنها شعرت بعدم الإرتياح عندما رأت الإبتسامة اللعوبة على وجهه
"....." هي شعرت بأن عقابها لن يكون سهلاً كما توقعت
---------
"كارولين...لم اتوقع أن تزورينا." وقف الفريد في غرفة المعيشة و يديه خلف ظهره مع ابتسامة مهذبة على وجهه
وقفت أمامه فتاة مراهقة ذات شعر أزرق غامق قصير، كانت الفتاة ترتدي ملابس خادمة. "سيد الفريد، أنا أعتذر على زيارتي المفاجئة. لكن رئيس العائلة قد طلب مني أن أجلب له بعض الملفات المهمة إلى العاصمة.."
انحنت كارولين بأدب
كان الفريد يحافظ على هدوئه و لكن كان غاضباً من الداخل
كانت هذه الفتاة هي خادمة لوكاس.
يبدو أن ثيودور يريد أن يقوم بنقل الرمح الذي توارثته عائلة فورد عبر أجيال إلى العاصمة
كان هذا الرمح يمثل رمز العائلة و هو شيء ضروري في إحتفال تنصيب الوريث
من الواضح أن ثيودور سوف يقوم بنقل لقب الوريث إلى لوكاس في العاصمة