بعد الضرر الذي تعرض له قصر عائلة فورد قبل عدة أيام بدأ العمال بالعمل المستمر لإصلاح الفوضى الذي تسببت به الأشباح
كان العمال ينقلون مواد البناء داخل القصر و لكنهم كانوا حذرين بسبب ما يحدث أمامهم
كان الفريد و كارولين يقفان في مواجهة بعضهما البعض
كانا يحملان ابتسامة لطيفة على وجهها لكن الجو الكثيف الذي ينبعث منهما جعل جميع العمال يتعرقون بغزارة
كان العمال يعلمون بأنهم لا يستطيعون أن يقوموا بفعل قد يعتبر اساءة لأي منهما. لذلك كان وجود هؤلاء الأشخاص المهمين في موقع عملهم مزعجاً بالنسبة لهم
نظر جميع العمال إلى رئيسهم على أمل أن يطلب من الفريد و كارولين مغادرة المكان حتى يستطيعوا العمل بسلام
لكن رئيسهم كان ينظر من النافذة و يتظاهر بعدم رؤية ما يحدث
"..." إستسلم العمال في النهاية و قرروا أن يتظاهروا بعدم رؤيتهما مثلما فعل رئيسهم
" هل يمكنني الذهاب الى غرفة رئيس العائلة؟..". وضعت كارولين يدها أمامها مثل خادمة نموذجية
"بالطبع...سوف افتح لك الغرفة." رد الفريد بابتسامة
هو لم يرد ترك كارولين تتجول في القصر بحرية
كان هذا القصر بمثابة منزله هو لن يجعل مثل هذه الطفلة الوقحة تعبث في المكان من دون مراقبة
" لا داعي لذلك، اعطاني السيد مفتاح غرفته..."
شدد الفريد على قبضته و اصبحت ابتسامته اسوء. " في هذه الحالة لن تكوني بحاجة إلى مساعدتي"
" الفريد!" سمع جميع من في الغرفة صوتاً مذعوراً
سرعان ما دخلت إحدى الخادمات و هي تلهث. " السيد الشاب يريد أن يغادر القصر مرة أخرى..."
أصبح وجه الفريد جدياً عندما سمع كلمات الخادمة
هو لا يعرف لماذا و لكن في كل مره يخرج فيها الكسندر من القصر كان هناك حادث غريب يحدث
لم يكن الكسندر من النوع الذي يحب مغادرة القصر من الأساس. غالباً ما يبقى داخل غرفته لمشاهده التلفاز أو لعب الالعاب
لكن مؤخراً هو أصبح يخرج بشكل متكرر
أو بشكل أصح هو كان يهرب
في اول مرة هو هرب من القصر و ذهب للتجول في الغابة
و بالصدفة ظهر ذلك المجرم الخطير روبن هود
و ليلة أمس غادر الكسندر القصر و حسب الملاحظة التي تركها فهو ذهب لمشاهدة فيلم
بعد عدة ساعات هم تلقوا خبر مقتل منديز و عائلته داخل منزلهم
حسب التقارير فإن جميع من في المنزل قد تم قتلهم
هذا جعل الفريد غير مرتاح بخصوص خروج الكسندر الى المدينة
نظرت كارولين إليهم بفضول
كل ما قالته هذه الخادمة هي أن الكسندر يريد الخروج من القصر
ما سبب ردة الفعل الغريبة هذه؟
لم يكن فقط الفريد من اظهر مثل هذا التعبير
كان الخدم القريبون الذين سمعوا كلام هذه الخادمة قد أظهروا تعبيرات صعبة و كأنهم على وشك التعرض لزلزال
"الفريد!." دخل الكسندر إلى غرفة المعيشة و هو يحمل حقيبة سوداء على ظهره
"السيد الشاب!." استقبله الفريد بسعادة و كأنه يحيي حفيده.
انحنى الفريد بإتجاه الكسندر و همس. " إن كارولين هنا."
كانت كارولين قريبة بما يكفي لسماع همس الفريد
أمسكت بتنورتها الطويلة و انحنت بلطف لتحية الكسندر
" كارولين؟ من هذه؟..". سأل الكسندر
تجمدت كارولين و توقفت كلمات التحية التي كانت ستخرج من فهما
هل هو حقاً لا يتذكرني؟
نحن التقينا مرات عديدة في العديد من المناسبات
أشار الفريد بعينه إلى كارولين
"هممم؟..". نظر الكسندر إلى كارولين التي تجمدت لي مكانها
"لماذا هذه الخادمة تقف هكذا. هل لديك مشاكل في الظهر؟". قال الكسندر بشفقة
عدلت كارولين وضعيتها بسرعة و سعلت بخفة. " السيد الشاب الكسندر، أنا كارولين الخادمة الشخصية للسيد لوكاس.."
كانت كارولين حذرة عندما كشفت عن هويتها، لأنها لا تعرف كيف سوف تكون ردة فعل الكسندر بعدما تقرر أن يتم نقل لقب الوريث إلى لوكاس
هل هو غاضب من لوكاس؟
هل سيحاول أن يسبب المشاكل لي حتى يخفف حقده؟
كانت كارولين خائفة مما سيحدث
"أوه، حسناً...سررت بلقائك..". اومئ الكسندر
كل ما حصلت عليه هي إجابة باهتة.
هل هو لن يفعل شيئاً لي؟
"إن كارولين هنا لنقل رمح دم التنين إلى العاصمة الإمبراطورية." قال الفريد
"عندما تقول رمح دم التنين فأنت تعني الرمح الأحمر ذو النقوش الذهبية الجميلة". سأل الكسندر بتعبير لا يمكن قراءته
"هذا صحيح." أومئ الفريد بالايجاب
"....." صمت الكسندر للحظة و كأنه يفكر بشيء
بعدها حول نظرته إلى كارولين. " هل من الضروري نقل هذا الرمح إلى العاصمة."
"هذه هي أوامر رئيس العائلة.". ألقت كارولين المسؤولية على ثيودور
هي تعرف بأن الكسندر لن يجرؤ على مخالفة أوامر والده
"..." لم يرد الكسندر و بدأت حبات العرق تتكون على وجهه
لم يعرف كيف سيخبرهم بالأمر، لكنه قام بالعبث بذلك الرمح
بدأ الأمر عندما أراد صناعة سلاح روحي
على عكس الجرعات، كانت الأسلحة الروحية نادرة بشكل لا يصدق و تحتاج الى خبراء في الطاقة الروحية مختصين في مجال الأسلحة
هو صنع الجرعة الروحية لذلك أراد تجريب حظه في صناعة السلاح الروحي لعله ينجح
كانت الأسلحة الروحية تتكون من جزئين
جزء مادي و يجب أن يصنع هذا السلاح من مواد قوية و قادرة على تحمل التأثيرات الروحية
كان الجزء الثاني هو الجزء الروحي، و التي تتضمن طقوس لإستدعاء روح لسلاحك
كانت الميزة التي تتمتع بها الأسلحة الروحية هي قدرتها على التطور مع المستخدم
عند زيادة قوتك سوف تضطر إلى رمي سلاحك القديم و البحث عن سلاح جديد يناسب قوتك
لكن الأسلحة الروحية مختلفة تماماً. عندما يزيد مستواك سوف تزيد قوة سلاحك معك
لأن الروح داخل السلاح مرتبطة بك و تتطور معك. كل ما يتطلبه الأمر هو أن تجري بعض التعديلات على الجزء المادي من السلاح لزيادة قوته من هذه الناحية
بالإضافة إلى كون هذه الأسلحة ذات ذكاء يمكنها من مساعدة مستخدمها عند الحاجة
أراد الكسندر أن يمتلك مثل هذا السلاح، لكن لم تتاح له الفرصة للحصول على مثل هذا الكنز
حتى مولش الذي كان يمتلك روح قوية لم يستطع أن يلبي طلبه
انا متخصص في الأختام و الطلاسم. لذلك فإن نسبة الخطأ ستكون عالية إذا حاولت صناعة سلاح روحي، سيكون من المؤسف أن تهدر هذه المواد النادرة على شيء غير مضمون... هكذا أخبره مولش محطماً احلام الكسندر
قام الكسندر بصناعة العديد من الجرعات من قبل و لكنه لم يجرب صناعة سلاح روحي
لذلك هو قرر أن يحاول لمرة واحدة فقط
ماذا لو كنت عبقرية في صناعة الأسلحة... مع هذا الفكر بدأ الكسندر يبحث عن سلاح مناسب ليبدأ خطته
هو لم يرد أن يهدر الأموال على صناعة سلاح جديد. لذلك هو قرر أن يستخدم سلاح موجود في غرفة ثيودور
رمح لونغستون
تسلل الكسندر الى غرفة ثيودور و تفحص الرمح
كان هذا الرمح مصنوع من معدن رائع و مطلي بدم أحد الوحوش
لم يستطع الكسندر أن يحدد ما هو نوع هذه الدماء
قد لا يكون بمقدور البشر العاديين الإحساس بذلك و لكن الكسندر الذي يمتلك روح قوية يستطيع إستشعار قوة هذه الدماء
هذا هو السلاح المثالي الذي يمكنه إستخدامه
مع حصوله على الجزء المادي تبقى الجزء الأصعب و هو إستدعاء الروح
نسبة الفشل عالية و حسب السجلات التي قرأها فإن الجزء المادي قد يدمر في أغلب الأحيان في حال فشلت الطقوس
هذا ما جعل أغلب الناس يترددون في صناعة الأسلحة الروحية خاصة إذا كان سلاح عالي المستوى مصنوع من مواد نادرة
مثلما قال مولش، هذا سوف يكون إهداراً
و لكن الكسندر قد حصل على هذا الرمح مجاناً لذلك لن يتعب نفسه بالقلق بخصوص هذا الموضوع
حتى اذا تدمر الرمح فسوف يعيده إلى غرفة ثيودور و يتظاهر بأنه لا يعرف شيئاً
بدأ الكسندر الطقوس لإستدعاء الروح
يجب أن تقوم بتقديم تضحية لإغراء أحد الأرواح القوية
هو قرر أن يستخدم زجاجة كاملة من الجرعة الروحية التي صنعها
عندما علمت إيلينا بهذا الشأن هي اعترضت على ذلك متهمةً الكسندر بالجنون
| كيف تهدر مثل هذه الجرعة الرائعة بهذا الشكل. يجب أن ينزل البرق من السماء و يقتلك.| إحتجت إلينا
اومئ الكسندر عند سماع كلماتها
بعدها قام بختمها بإستخدام الطلاسم
هو لم يهتم برأيها من الأساس
عندما مرت الطقوس بنجاح كان الكسندر متشوقاً لرؤية النتيجة
هو لم يشعر بوجود أي روح داخل الرمح
هذا لم يقلقه
هو حاول التواصل مع الروح داخل الرمح و لكنه لم يحصل على نتيجة
حتى عندما حاول الكسندر إغراء هذه الروح على التواصل معه باستخدام زجاجة تحوي المزيد من الجرعة الروحية لم يتلقى رداً
هذا جعله يشعر بالحزن
هو أهدر زجاجة من الجرعة الروحية في هذه الطقوس و لكنه فشل في النهاية
سخرت إلينا عندما رأت الكسندر يفشل
هي حذرته و لكنه كان معانداً
أعاد الكسندر الرمح إلى غرفة ثيودور بهدوء من دون علم أحد
لم يكن قلقاً من أن يكتشف أحد حقيقة أنه عبث بهذا الرمح
لكن الآن يريد ثيودور أن يتم نقل هذا الرمح إلى العاصمة
كان هذا الرمح يحتوي بعض آثار الجرعة الروحية التي إستخدمها في الطقوس
لن يستطيع الاشخاص العاديون من اكتشاف هذه القوة الروحية
مع ذلك هناك احتمال وجود شخص قوي داخل العاصمة يستطيع الإحساس بهذه الطاقة
سوف يسأل هذا الشخص...من أين أتت هذه الطاقة
عندها ستتوجه جميع الأنظار إلى عائلة فورد و الكسندر سيكون تحت المجهر أيضاً
قد تكون هذه مجرد أفكار عشوائية لن تحدث في الواقع
السبب في كل هذه الأفكار هو انه كان من النوع شديد الحذر الذي يحاول أن يتوقع أسوء نتيجة و يحاول تجنبها أو تخفيف آثارها قد الإمكان
إذا كانت النتيجة جيدة فعندها سوف يكون سعيداً بشكل طبيعي
سوف يكون من السيء إذا حصلت كارثة جديدة بسبب الأرواح