"ما زلت اعتقد انها لن تكون مشكلة كبيرة إذا استخدمتم رمح آخر". حاول الكسندر إقناعها بالتخلي عن هذا الرمح
" رئيس العائلة يريد هذا الرمح..." ذكرت كارولين اسم ثيودور مرة أخرى للضغط على الكسندر
هز الكسندر كتفيه. " إذا كنتي تريدينه إلى هذا الدرجة يمكنك الذهاب و أخذه."
كان نواياه نقية عندما نصحها
لكن يبدو أن هذه الخادمة الصغيرة لا تقدر حسن نواياه. في هذه الحالة ليس هناك داعي لإتعاب نفسي في الإستمرار بإقناعها
سيتم نقل الرمح إلى العاصمة، إذا حدثت مشكلة فإنهم من سوف يتحملون مسؤولية تنظيف الفوضى
نظر الكسندر الى الخادم العجوز. " الفريد اريد الذهاب إلى هذا المكان..."
أخرج الكسندر هاتفه و استخدم تطبيق خرائط لتحديد مكان معين على الخريطة
بعد أن حدد الكسندر المكان قام بتسليم الهاتف الى الفريد
التقط الفريد الهاتف و نظر إلى الخريطة
بقي صامتاً للحظة و هو يحاول أن يتأكد بأنه قرأ اسم المكان بشكل صحيح
" حضانة الأطفال؟." ضيق الفريد عينيه بإرتباك
"هذا صحيح." اومئ الكسندر برأسه بحماسة
لماذا يريد الكسندر الذهاب الى حضانة الأطفال؟
لم يكن الفريد هو الوحيد الذي فكر في هذا السؤال
حتى كارولين كانت تنظر بفضول إلى الكسندر
ابتسم الكسندر بلطف عندما رأى النظرات الفضولية و المتسائلة على وجوه الجميع. " أنا اريد أن أظهر دعمي للأطفال في يوم الطفل."
"لكن يوم الطفل بعد أربعة أشهر." قال الفريد بشك
على ماذا يخطط الكسندر هذه المرة؟
كان جميع الخدم يشعرون بأنهم على وشك مواجهة أحد المواقف التي تسببها غرابة أطوار الكسندر
" هذا ليس وقت الاعذار. هيا بنا لننطلق." أشار الكسندر الى الامام مثل قبطان يأمر طاقمه بالإبحار
ركض الكسندر الى الخارج
لمس الفريد جبهته بسبب الصداع. نظر نحو كارولين و قال بتعب. " يمكنك القيام بما تريدينه، أنا لدي الكثير من العمل بالفعل."
"..." لم تتحدث كارولين و شاهدت الفريد يركض خلف الكسندر بسرعة
هي لاحظت وجود تغيير في تصرفات الكسندر
هو كان منطوياً على نفسه و لا يتحدث مع الآخرين بسهولة
هي لم تره يبتسم من قبل
لكنه الآن مختلف كلياً عن السابق
و لا يبدو أنه منزعج من قيام والده بنزع لقب الوريث منه
هل يعقل أن انطباعها عنه كان خاطئاً
هو لا يبدو كالشخص السيء الذي توقعته
مع هذه الأفكار تحركت كارولين لتنفيذ مهمتها
-------------
وقف الكسندر و الفريد أمام حضانة الأطفال
كان الكسندر يبتسم بمتعة
بينما حمل الفريد تعبيراً فارغاً غير قادر على استيعاب سبب رغبة الكسندر في المجيء إلى هذا المكان
تحرك الكسندر بإتجاه الحديقة التي كان يلعب فيها الاطفال
كان أغلب الاطفال يبلغون الخامسة من العمر أو اقل
كان يلعبون في الألعاب المخصصة لهم في الحديقة بينما يتم مراقبتهم بعناية من مسؤولي الحضانة
" السيد الشاب, نحن محظوظون لتلقي مثل هذا الشرف." انحنت امرأة عجوز و انحنى بقية العاملات اللاتي يقفن خلفها
" انا هنا لمراقبة الأطفال لبعض الوقت." رفع الكسندر يده بخفة حتى يسترخي الحضور
لم تفهم مديرة الحضانة ماذا كان يقصد الكسندر و لكنها ردت بأدب. " يمكنك أن تشعر بالراحة في هذا المكان."
تحرك الكسندر نحو مجموعة من الأطفال و خلفه الفريد الذي كان يحمل حقيبتين كبيرتين
طلب منه الكسندر أن يتوقف عند أحد متاجر الألعاب حتى يشتروا العاباً للأطفال
" يا اطفال!..". صرخ الكسندر و هو ينشر ذراعيه مما جذب انتباه الاطفال
نظروا بفضول إلى الشاب الذي جاء فجأة إلى المكان
هو أخرج لعبة من الحقيبة التي كان الفريد يحملها و رفعها بيديه للأعلى. " طلبت لكم العاباً مجانية."
" يااااي!"
" العاب.."
دوت صرخات الحماسة من الأطفال و ركضوا نحو الكسندر بحماسة
وزع الكسندر الالعاب عليهم بسرعة
" لماذا هذه الدمية مقيدة هكذا؟." سألت طفلة كانت تحمل دمية دب حمراء اللون مع بطن أبيض
كانت دمية الدب مربوطة اليدين و القدمين بحبل فضي يحتوي على نقوش سوداء غريبة
نظر الفريد بشك إلى هذه الدمية
هو لا يتذكر بأنهم قاموا بشراء مثل هذه الدمية المريبة
نزل الكسندر على ركبتيه حتى يصبح في مستوى نظر الفتاة و ربت على رأسها بلطف. " هذه الدمية كانت سيئة التصرف. لذلك يجب أن تقومي مع اصدقائك بمعاقبتها."
نظر جميع الأطفال إلى دمية الدب بفضول
كانت هذه الدمية مختلفة عن بقية الدمى كان شكلها الغريب جاذباً لإنتباه الأطفال
" اذهبوا و عاقبوها." صرخ الكسندر كجنرال يأمر جنوده
صرخ الاطفال و هم يجمعون حول دمية الدب و يقومون بضربها و رش الماء عليها
"..." نظر الفريد إلى ما يحدث أمامه بتعبير فارغ
ما الذي تعلمه لهؤلاء الأطفال بحق الجحيم؟
هز الفريد رأسه بيأس
يبدو أنه الكسندر لن يتخلص من غرابة اطواره مهما حصل
-----------------
جلس الكسندر على الإرجوحة و هو ينظر
إلى الأطفال الذي كانوا يستمتعون بالالعاب الجديدة التي حصلوا عليها
راقبهم الكسندر بمتعة و بشكل أكثر دقة كان يراقب الأطفال الذي كانوا يلعبون بدمية الدب
كان الأطفال يجرونها على الأرض بينما رش أحد الأطفال عصيراً علي الدمية
هاها، كيف تشعرين يا إيلينا
لم يكن يريد أن يعاقب إيلينا بطريقة تقليدية
أراد عقاباً فريداً يجعل إيلينا تفكر أكثر من مرة قبل أن تقرر مخالفة أوامره
قالت إيلينا أنها كانت جنرالاً في جيش مصاصي الدماء الذين قاتلوا في الحرب قبل قرنين
الكسندر يعرف هذا النوع من الأشخاص
هم أشخاص يتمتعون بكبرياء عالي و شخصية كريهة تنظر بإزدراء إلى من هم أدنى منهم في القوة و المنصب
كان العقاب المثالي لمثل هذا النوع من الأشخاص هو أن يتم الدوس عليهم بشدة
و اذا كان الشخص الذي يدوس عليهم أدنى منهم فإن تأثير العقاب سيكون اقوى
لذلك، هو قرر أن يجعل إيلينا عاجزة عن الحركة بإستخدام أحد الأختام ثم سيجعل مجموعة من الأطفال يسيئون معاملتها باكثر طريقة مهينة
عندها سوف يتعرض كبريائها لضربة كبيرة
أو على الأقل هذا ما فكر هو فيه
قد تكون إيلينا مثله من النوع الوقح الذي لا تهتم بمن يدوس عليها ما دامت سوف تنجو
في هذه الحالة سوف يفكر في طريقة عقاب جديده اذا قامت بمخالفة أوامره مره اخرى
نظر الكسندر الى ساعته و قال لألفريد الذي يقف خلفه. "حان وقت المغادرة."
اومئ الفريد بصمت
اتجه الكسندر نحو الأطفال
توقف الأطفال عن اللعب و نظروا إلى الشاب اللطيف الذي أعطاهم هذه الهدايا
فكر بعضهم في أنه يريد أن يأخذ هذه الألعاب مما جعلهم حزينين
" يا اصدقائي الصغار...." صرخ الكسندر
هز الفريد رأسه
هل انت مضطر للصراخ؟
تابع الكسندر. " هذه الألعاب ستكون لكم."
صرخ الأطفال بفرح و هم يحملون ألعابهم بسعادة
" ماذا عن دمية الدب؟."
اقترب بعض الأطفال و هم يحلمون إيلينا
اخذ الكسندر دمية الدب و هو يبتسم لهم بلطف. " هذه الدمية أصبحت قذرة، و ستنزعج عوائلكم إذا رأوها معكم. سوف اخذها معي، تستطيعون أخذ دمى أخرى."
"شكراً."
شكره الأطفال و هم يركضون بإتجاه الحقائب لأخذ الألعاب التي يريدونها
وضع الكسندر ايلينا داخل الحقيبة التي معه و خرج من المكان برضى