عاد الكسندر الى قصر عائلة فورد

كانت السماء مظلمة بالفعل و النجوم تزين السماء

سألهم عما فعلته كارولين في غيابه

أخبرته بياتريكس أن كارولين قد اخذت الرمح مع بعض المستندات و غادرت القصر بسرعة

هز الكسندر رأسه بشفقة

هو صلى حتى لا يتعرضوا لحادث غريب بسبب هذا الرمح

عاد الكسندر الى غرفته و اخرج دمية الدب من الحقيبة و رماها على الأرض بعد فك قيودها

حاولت إيلينا النهوض بدعم نفسها بيديها و لكن قدميها لم تكن قادرة على حملها

سقطت إيلينا على الأرض غير قادرة على الحركة لفترة

هي لم تكن قادرة على إظهار ذلك على وجهها و لكن كانت تشعر بالغضب الشديد من الكسندر

نظرت بحقد نحو الكسندر الذي جلس أمامه مكتبه و هو يتفحص بعض الاوراق

هي لم تتوقع أن يعاقبها الكسندر بهذه الطريقة الشنيعة

من المجنون الذي سيفكر بإستخدام الأطفال في شيء قاسي مثل العقاب

هي ظنت بأن الكسندر لن يمنحها من تلك الجرعة السحرية، أو يطلب منها القيام بمهمة صعبة و مزعجة

لكن أن يقوم بشيء مثل جعل الأطفال يعذبونها بهذه الطريقة المهينة، ما زال الأمر صعباً

ما زلت تتذكر كيف أن اولئك الشياطين كانوا يرمون عليها الماء و العصائر بوحشية و بربرية

لو كانت إيلينا حرة فهي بالتأكيد ستضرب كل من هؤلاء الشياطين الصغار حتى يتعلموا كيف يعاملون الأخرين بإحترام

نظرت إيلينا إلى المتسبب في كل ما حدث لها

كان الكسندر مركزاً في كتابة شيء ما

هو كان يكتب بعض الأشياء بين الحين و الآخر

ظنت إيلينا أنه يكتب وصفات الجرعات التي يعرفها

لذلك هي استغلت عدم تواجده في الغرفة و حاولت قراءة تلك الأوراق

لكن تلك الأرواق كانت مكتوبة بلغة لم تستطع أن تفهمها

، و شكت بأنها لغة قديمة لم تعد مستخدمة

هذا دفعها للبحث في الانترنت عن هذه اللغة

و لكن مهما بحثت هي لم تستطع إيجاد اي شيء مرتبط بهذه اللغة

لعنت ايلينا حظها

لماذا هذا الوغد حذر جداً

كان هذا الحذر و التشكيك في كل شيء هو ما يجعل الكسندر عدواً لا تريد إيلينا مواجهته

كان عليها أن تعترف بأنها كانت فضولية بشأن محتويات تلك الأوراق

كان هذا الوغد يمتلك معرفة مجهولة المصدر، و إذا استطاعت فك رموز هذه الأوراق و نقل تلك المعرفة إلى عائلتها فهي ستستطيع أن تحقق فائدة كبيرة لهم

كانت إيلينا تنتمي إلى عائلة نبيلة من عرق مصاصي الدماء

قتل والدها في الحرب، و كان أخيها بعمر العشر سنوات فقط، لذلك لم يستطع المشاركة في الحرب، و لكن كان على العائلة أن ترسل شخصاً للقتال في الحرب

تطوعت إيلينا للمشاركة في الحرب بدلاً من أخيها

على الرغم من موهبتها و قوتها فهي لا تعتبر نفسها قادرة على قيادة أسرتها

كان نظام العائلة صارماً، الذكور هم من يقودون العائلة

و لم تخطط إيلينا لأن تكسر هذا القانون

كان أخيها الصغير هو مستقبل عائلتها، إذا مات في الحرب فإن عائلتهم سوف تنهار، لذلك كان لزاماً عليها القتال لحماية دماء أسرتها

هي حققت الكثير من الإنجازات و لكن للآسف تم قتلها في هذا المكان

بقيت روحها نائمة حتى ايقظها الكسندر مع بقية الأرواح

هي كانت مرتاحة عندما علمت أن عائلتها قد نجت من تلك الحرب و أن هناك العديد من الورثة الأقوياء الذي ظهروا خلال هذه السنوات

هذا جعلها تشعر بالسعادة لأن تضحيتها لم تذهب سدى، و شعرت بالفخر لأن تقدم الأسرة كان بسبب تضحيتها

و الان هي تشعر بأنها تمتلك فرصة أخرى لتقديم المزيد للعائلة

إذا استطاعت الحصول على المعرفة و الجرعات المذهلة التي يمتلكها الكسندر

فإن عائلتها سوف تفتح لها افاق جديدة

لكن كان عليها أن تتصرف بحذر

هي لم تكتشف كل اسراره حتى الآن

كانت خائفة من المنظمة التي ينتمي لها الكسندر.

ماذا سيحدث إذا انزعج الشخص القوي الذي يدعمه؟

قد يقتلها أو يستهدف عائلتها في حال استفزته

" إيلينا." توقف الكسندر عن الكتابة و نظر إلى إيلينا بعبوس

جفلت إيلينا عندما نادى بإسمها

ماذا يريد منها هذا الشيطان؟

ألم يكتفي من تعذيبها؟

تراجعت عدة خطوات إلى الخلف و رفعت يديها معبرة عن رغبتها في الدفاع عن ما تبقى من كرامتها

" رائحتك قذرة. اذهبي للإستحمام."

"..." نظرت إيلينا نحوه بصمت

" هل تريدين أن ادخل معك الى الحمام." كان الكسندر مستمتعاً بموقفها.

"..." تدلت يديها على الجانب و خفضت رأسها بخجل

كم كان مهيناً أن يقال لها مثل هذا الكلام.

تمنت لو تتمكن من دفن نفسها في أقرب حفرة

تحركت بخطوات متخاذلة نحو الحمام

هي أقسمت أنها ستنتقم من الكسندر و من اولئك الأطفال اللعينين

---------------------

كان مجموعة من الخدم مجتمعين في أحد غرف القصر

كانت هذه هي المنظمة تم إنشاؤها من قبل بعض الخدم لكبح جماح الكسندر الذي كان يسبب الفوضى في كل مكان

لكن بعد الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة، أصبح هؤلاء الخدم يجتمعون مع بعضهم لتبادل الأحاديث و اللعب و الشرب

كان الفريد و بياتريكس و مايكل يجلسون و يلعبون الورق

بينما كان شين يتحدث مع الخدم الشباب و يضحكون بصوت عالي

و جلس بعض الخدم على طاولة في الزاوية ليشربوا و يستمتعون بأحاديث للشباب أو يركزون مع العجائز الذين يلعبون الورق

" سمعت أنك ذهبت مع الكسندر الى حضانة أطفال." سأل مايكل الذي كان يرتدي وجه البوكر مركزاً على الورق بين يديه

" هذا صحيح." اجاب الفريد بلامبالاة

" كيف سار الأمر؟." سألت بياتريكس بفضول

" كان الأمر طبيعياً، هو اشترى بعض الألعاب للإطفال." ابتسم الفريد عندما تذكر وجوه الأطفال السعيدة بتلقي هذه الهدايا

" السيد الشاب لطيف جداً." قالت بياتريكس بدفئ

" انا متفاجئ أنه لم يسبب مشكلة جديدة، هاهاها." ضحك مايكل

" هذا صحيح... كل ما كان في الأمر هي تلك الدمية الغريبة..." حبك الفريد حاجبية

"دمية غريبة؟." سأل شين

كان الخدم يستمعون بفضول إلى المحادثة بينهم

سمعوا جميعاً أن الكسندر و الفريد قد ذهبا إلى حضانة الأطفال

و جميعهم أرادوا معرفة ماذا حدث هناك و ما سبب ذهابهم إلى ذلك المكان في المقام الأول

" نعم...كانت دمية دب غريبة." قال الفريد و هو يسحب ورقة

حل صمت رهيب على الغرفة فجأة

رفع الفريد رأسه و نظر إليهم

رأى بأن الجميع كانوا ينظرون إليه بتعابير غريبة

" دمية دب؟....". عدل ثومسون, الذي كان يحمل كوب خمر، وضعيته و نظر إلى الفريد بصعوبة. " هل كانت دمية دب حمراء ذات بطن بيضاء؟."

" كيف عرفت ذلك!" انفتحت عينا الفريد على اتساعهما

ابتلع الجميع لعابهم و هم يتذكرون ما مروا به في ليلة هجوم الأشباح

و من تلك التجارب المروعة التي مروا بيها، هي دمية الدب التي كانت تتحول في القصر

رأى بعض الخدم هذه الدمية، و حسبما قال ثومسون فإن تلك الدمية دخلت إلى غرفة الكسندر ثم اختفت بلا أثر

الآن ظهرت الدمية فجأة مع الكسندر

هل تم الإستحواذ على الكسندر؟

اصيب جميع الخدم بالرعب عندما فكروا في هذا الاحتمال

"..." شعر الفريد بأن هناك شيء خاطئ فيما يحدث

"ماذا يحدث هنا؟!"

----------------

"هذا الرمح رائع كما رأيته لأول مرة." وقف رجل ذو شعر اخضر يرتدي بذلة رسمية سوداء أمام صندوق مستطيل مبطن بقماش احمر

كان هذا الصندوق يحتوي على رمح دم التنين الذي تم نقله من مدينة كايرن إلى العاصمة الإمبراطورية

" لكنك رأيته لمرة واحدة فقط يا ديفيد.". سخر ثيودور الذي كان ينظر إلى صديقه

كان ديفيد ينظر إلى الرمح بإنبهار. " اتفق معك، أنا رأيته في الحفل الذي أقامه والدك عند تنصيبك كوريث للعائلة. لكن مظهر هذا الرمح بقي عالقاً في ذهني."

" هذا جزء من سحر هذا الرمح." أومأ ثيودور موافقاً على كلمات ديفيد

ابعد ديفيد عينيه عن الرمح و نظر إلى ثيودور. " انا لن أتغيب هذه المرة عن تنصيب وريثك. و سوف احضر سيرا معي."

"اوه، سيرا هنا؟ ما زال هناك أسبوعان حتى بداية الأكاديمية." كان هناك تلميح من الشك في صوت ثيودور

" حسناً... لا اعتقد أننا سوف نرى مثل هذا الحفل لفترة طويلة، و لا اريد تفويت هذه الفرصة." كان هناك نظرة عميقة في عيون ديفيد

كان تنصيب كوريث لعائلة فورد هو أهم مناسبة تشغل المجتمع النبيل هذه الأيام

كان جميع النبلاء حريصين على إقامة علاقة مع المختارين

و الحفل الذي تقيمه عائلة فورد هي الفرصة المثالية لهم

كان ديفيد يريد أن يفتح موضوع الخطوبة بين ابنته و لوكاس

و لكنه كان محرجاً بعض الشيء

هو لم يرد أن يظن صديقه بأنه يريد الإستفادة من علاقتهما

"ثيودور.." قال ديفيد بصوت رزين

كان ثيودور يستمع بصمت إلى ديفيد

تابع ديفيد. " الأمر بشأن سيرا—"

انقطعت كلمات ديفيد في منتصف الطريق

هو نظر عن طريق الصدفة إلى الصندوق المستطيل و بقيت عينيه مثبته عليه

" هل هناك مشكلة؟." سأل ثيودور بعبوس عندما رأى أن ديفيد توقف عن الكلام بلا سبب

" الرمح..." همس ديفيد

" ماذا؟." رفع ثيودور حاجبه

" أين ذهب الرمح؟." ما زال ديفيد ينظر إلى الصندوق المستطيل بعيون غير مفهومة

نظر ثيودور إلى الصندوق المستطيل بتساؤل

كان الصندوق فارغاً تماماً

"..." استغرق الأمر عدة ثواني حتى يستوعب ثيودور ما حدث

أين ذهب الرمح بحق الجحيم؟

2024/06/24 · 46 مشاهدة · 1374 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025