60 - لماذا يجب أن يكون الكسندر دائماً؟

هل أنا في النعيم؟

سأل اليوت نفسه و هو يجلس مقابل ماريا التي كانت مشغولة بالتحدث عبر الهاتف

كان يقضي عطلته في منتجع يطل على البحر

هو أراد أن يهرب من كل الفوضى التي حدثت مؤخراً

و الأهم أنه أراد الإبتعاد عن تلك الكارثة التي تمشي على قدمين التي إسمها الكسندر

هو لم يرد التورط معه أكثر من ذلك

لكن تلقى اليوت مكالمة هاتفية مفاجئه عندما مسترخياً على الشاطئ

كان المتصل هو ثيودور

لم يجرؤ اليوت على تجاهل هذه المكالمة و إلا سيكون رأسه هو الثمن

كلفه ثيودور بمهمة تتضمن التوجه إلى العاصمة الإمبراطورية

شعر اليوت بالمرارة عندما علم بأن عليه قطع عطلته

هو كان يحصل على إسبوعين فقط كعطلة سنوياً

لماذا كان يجب أن تستدعيني الآن؟

انا استحق بعض الراحة

لكن سرعان ما تغيير مزاجه عندما أخبره ثيودور أن عليه مرافقة ماريا في هذه المهمة

" لا تقلق يا سيدي، سوف اقوم بواجبي على أكمل وجه." ضرب اليوت صدره بثقة كاملة

هكذا كيف انتهى به الأمر هنا

كان اليوت ينظر إلى ماريا مع التأكد أنها لا تلاحظ نظراته المختلسة

حاول الحصول على جرعة ماريا التي يحتاجها

إن جرعة مارياتوسين سوف تكون كافية لجعل يومه أكثر إشراقاً

لكن يجب عليه أن يكون أكثر حذراً حتى لا يصبح مدمناً

أغلقت ماريا هاتفها و وضعته على الطاولة أمامها

" ما هي المهمة؟." كان اليوت فضولياً

كان صوت ثيودور مستعجلاً و قلقاً عندما اتصل به

هذا ما جعله يتسائل عن سبب تصرف ثيودور

اغضمت ماريا عينيها. " قاموا بنقل رمح دم التنين إلى العاصمة..."

اومئ اليوت

كان هذا الرمح ضرورياً في حفل تنصيب وريث عائلة فورد

هو رأى هذا الرمح عندما تم تنصيب الكسندر كوريث للعائلة

" و ماذا حدث؟." سأل اليوت، لأنه لم يعرف ما هي المشكلة مع الرمح

" تم سرقة الرمح." فتحت ماريا عينيها العميقة

تفاجئ اليوت للحظة. " تم سرقته من أمام السيد ثيودور؟."

" كان ديفيد ميدغار هناك أيضاً، و حسب ما قاله لي الأب فإن الرمح كان أمامهم مباشرة، لكن عندما أبعدوا نظرهم عن الرمح للحظة واحدة اختفى فجأة." هزت ماريا رأسها في حيرة

كان اليوت عاجزاً عن الكلام

كان ثيودور فورد و ديفيد ميدغار من أقوى المحاربين في الإمبراطورية

من هو ذلك الشخص الذي يجرؤ على سرقة الرمح من تحت أنوفهم

هذا مثل طلب الموت

لكن عليه الاعتراف بقدرة هذا السارق المذهلة لأنه استطاع القيام بهذه المهمة المستحيلة

نفض اليوت هذه الأفكار و سأل، "إذن ماذا يجب علينا أن نفعل؟."

نهضت ماريا من مقعدها و تحركت نحو الباب، " سوف نساعد عملاء المخابرات في البحث عن السارق."

" سوف أذهب لتفحص كاميرات المراقبة."

نهض اليوت للمغادرة

"اليوت." نادته ماريا

توقف اليوت و نظر نحوها بإستغراب

" انا اسف لأنك اضطررت لقطع عطلتك بسبب هذه المشكلة." نظرت ماريا في عينيه

" عن ماذا تتحدثين؟." ابتسم اليوت "أن المشكلة التي تواجهك هي مشكلتي أيضاً."

و أيضاً انا لا أستطيع أن اخالف أوامر والدك إذا لم أرد أن أفقد رأسي...لم يقل اليوت هذا حتى لا يفسد الجو

ابتسمت ماريا. " شكراً."

اومئ اليوت و غادر

عندما أغلق اليوت الباب خلفه وضع يده على صدره

كان قلبه ينبض بسرعة

متى كانت آخر مرة رأيت فيها ماريا تبتسم

نادراً ما أظهرت ماريا تعابير على وجهها، و هي من النوع التي تحتفظ بوجه جامد في أغلب الأوقات

لذلك كانت رؤية هذه الابتسامة يستحق قطع عطلته في منتصفها

كان على اليوت أن يشكر السارق الذي مكنه من كسب هذه الفرصة النادرة

ارغغ!

تعثر اليوت و كاد أن يسقط

يبدو انني قد تلقيت جرعة زائدة من مارياتوسين

يجب أن أكون حذراً في المرة القادمة

------------------

"هاه...". جلس اليوت على الكنبة و تنهد بتعب

قام بمرافقة عملاء المخابرات لتفحص كاميرات المراقبة

لكنهم لم يجدوا أي دليل حتى بعد البحث في جميع الكاميرات لمدة ثلاث ساعات كاملة

كانت ماريا تجلس على مائدة الطعام و هي تضع يديها على الطاولة

كان امامها طبق يحتوي على بعض الخضار و قطعة لحم

" يجب أن تأكلي شيئاً." نصحها اليوت

" ليس لدي شهية لتناول أي شيء." أغمضت ماريا عيونها و هي تنغمس في أفكارها

كان اليوت سعيداً في البداية لأنه سيتمكن من قضاء بعض الوقت مع ماريا و لكنه لم يكن مرتاحاً من رؤيتها في هذه الحالة

إن هذه السرقة سوف تسبب إحراجاً كبيراً لعائلة فورد

و بالنسبة لماريا فإن كرامة العائلة و سمعتها هي الأهم

لذلك، هي تريد أن تحاول حل هذه القضية قبل أن تنتشر على نطاق واسع

رن صوت الهاتف في جيب ماريا.

أخرجت الهاتف من جيبها بحركات متعبة

كان ثيودور هو المتصل

بمجرد أن قرأت اسم المتصل استعادت نشاطها مباشرة

هل وجدوا الرمح أخيراً؟!

وضعت الهاتف قرب أذنها. " الأب!."

بعد عدة ثواني أصبح تعبيرها متحمساً. " حقاً؟ هذا رائع!."

عرف اليوت من تعبيرها أن ثيودور استطاع ايجاد الرمح

" أين؟." كان صوت ماريا مصدوماً و غير مصدق

نهض اليوت من مكانه و وقف بجانبها

أغلقت ماريا الهاتف و على وجهها تعبير مدروس

" هل وجدوا الرمح؟." سأل اليوت

اومأت ماريا برأسها دون أن تجيب مباشره

" هل قبضوا على السارق؟."

هزت راسها نافيةً

" إذن أين وجدوا الرمح؟."

" في غرفة الكسندر." همسات ماريا

" الكسندر!." صرخ اليوت و هو يتراجع خطوة

لماذا هذا الإسم مرة أخرى؟

فكر اليوت في إحتمال جنوني

هل يعقل أن الكسندر قد جعل ذلك الرمح ملعوناً؟

أصبح وجه اليوت شاحباً عند الوصول إلى هذا الإستنتاج

لماذا يجب أن يكون الكسندر دائماً؟

" هل هناك مشكلة؟.". تفاجئت ماريا من ردة فعله

كان اليوت شخصاً رزيناً و صارماً أغلب الوقت

لذلك نادراً ما يفقد رباطة جأشة هكذا

كل ما فعلته هو ذكر أسم الكسندر

هل حدث شيء بينهما خلال فترة غيابي؟

" اوه، لا، لم يحدث شيء.". إبتسم اليوت و هز رأسه بقوة

ضيقت ماريا عينيها من تصرف صديقها

كان يبدو كشخص يحاول إخفاء شيء سيء قام به

و لا يبدو أن اليوت ينوي التحدث بهذا الشأن

يجب عليها إستجواب الكسندر عندما تعود الى القصر

" هيا بنا إلى القصر." تقدمت ماريا بخطوات ثابتة

" هيا بنا." قال اليوت بنبرة شخص ذاهب الى منصة الإعدام

2024/06/25 · 39 مشاهدة · 944 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025