وصل اليوت و ماريا إلى مدينة كايرن بعد يوم كامل من السفر بلا توقف

أراد اليوت أن يرتاح لبعض الوقت

لكن ماريا رفضت أن تمنحه فرصة للراحة و قامت بجره إلى القصر مباشرة

هي أرادت التحقيق في هذه القضية بأسرع ما يمكن

ظهر الإعياء على وجه اليوت

هو سافر ليوم كامل من دون راحة

و الآن عليه مقابلة هذا الوغد الكسندر

كان يشعر و بكل ثقة أن الكسندر هو المتسبب في هذه الحادثة

السؤال هو لماذا فعل هذا الشيء الغبي

جلس الكسندر على أحد المقاعد في المكتبة بينما جلس ماريا و اليوت مقابله

كان اليوت ينظر إلى الكسندر بشدة، كانت نظرته تقول ' ماذا فعلت هذه المرة بحق الجحيم؟.'

نظر الكسندر اليه بعيون بريئه تقول. ' اقسم بأرواح اسلافي الستة عشر بأنني لم افعل شيئاً هذه المرة.'

' هل تريد مني أن أصدق هراءك؟.' ازداد عبوس اليوت و تشوه وجهه

"...." كانت ماريا تشعر بأنها تعترض طريقهم

هما كانا ينظران إلى بعضهما من دون التحدث بكلمة

لكن تعبيرات وجوههم و نظراتهم كانت توضح أنهم كانوا يفهمون بماذا يفكر كل منهما و كأنهما يستخدمان التخاطر، كان هذا مستوى مذهل من العلاقة

لكن منذ متى كانت علاقة هذان الإثنان قوية هكذا؟

كان اليوت يتصرف بتهذيب مع الكسندر كما يتصرف مع الجميع

لكن علاقتهم كانت سطحية جداً

كيف اصبحا قريبين هكذا في مثل هذا الفترة القصيرة؟

شعرت ماريا بأن العديد من الأشياء قد حدثت في هذا الشهر

" حسناً." قاطعتهم ماريا، لأنها لم ترد أن تبقى خارج المحادثة، " انت قلت انك لم تلاحظ أي شخص دخل غرفتك."

" نعم." أومأ الكسندر ببساطة

نظر اليوت إليها. " تفحصت كاميرات المراقبة و لم أجد أي شخص مشبوه يدخل أو يخرج من القصر."

وضعت ماريا يديها على ذقنها. " قال الفريد بأنه قد وجد الرمح داخل غرفتك عندما دخلوا إلى الغرفة؟."

ضيق الكسندر عينيه

الفريد؟

هم كانوا مجموعة من الخدم و ليس فقط الفريد

يبدوا أنهم يحاولون تجنب الإستجواب

لم يعرف الكسندر لماذا جاءوا إلى غرفته في ذلك الوقت المتأخر

لكنه لم يشك بهم

هو يعرف جميع هؤلاء الخدم و جميعهم موالون لعائلة فورد و بعضهم قاموا بتربية الكسندر

هم لن يقوموا بشيء يؤذي الكسندر، لذلك هو لن يشير إلى أن هناك مجموعة كاملة قامت بإقتحام غرفته حتى لا يوقعهم في مشاكل

" هذا صحيح، انا كنت نائماً عندما جاء ألفريد للإطمئنان علي، عندها إستيقظت لأجد الرمح في غرفتي." أجاب الكسندر بخنوع

هزت ماريا راسها في عدم فهم. " لكن لماذا يتعب اللص نفسه بسرقة الرمح معرضاً حياته للخطر ثم ينقله إلى غرفتك؟." مهما فكرت ماريا في الأمر لم تستطع التوصل إلى ٱجابة مناسبة

هي معتادة على التعامل مع الأمور بمنطقية

لكنها لن تستطيع التعامل الأمور العشوائية و التي لا تسير على مسار محدد بسبب صعوبة التنبؤ بنتائجها

هي لم تفهم سبب تصرف اللص أو ما هي النتيجة التي يريد الوصول إليها

" هل يمكننا أخذ الرمح و المغادرة.". أراد اليوت المغادرة بأسرع ما يمكن

هو لا يريد البقاء هنا لثانية واحدة

من يعرف ماذا يمكن أن يفعله الكسندر

يستطيع اليوت أن يراهن بثقة بإحدى كليتيه على ان الكسندر كان متورطاً بطريقة ما في هذه القضية

ما زال هذا المخادع يرتدي قناع البراءة على الرغم من كل ما فعله

قد تستطيع خداع الآخرين لكنك لن تستطيع خداعي

" انت محق." وافقت ماريا على كلماته

أمرها ثيودور بجلب الرمح إلى العاصمة بأسرع ما يمكن

هما أخذا الرمح و غادرا من دون قول كلمات اضافيه

كان الكسندر ينظر إليهم من خلال النافذة بعيون عميقة

كان ينتظر شيئاً حتى يؤكد أفكاره

--------------------

أشعر أنني سوف اموت

وصل اليوت إلى أقصى حدوده

لقد سافر لمدة يومين متتاليين و لم يرد شيئاً أكثر من رمي نفسه على فراش مريح و الغوص في عالم الاحلام

لكن ماريا اصرت على التوجه إلى والدها مباشرةً بعد وصولهم الى العاصمة

لم يرد اليوت أن يظهر الضعف أمامها لذلك قرر التحمل بصمت

هما نقلا الصندوق الذي يحتوي الرمح إلى القصر الذي تملكه عائلة فورد في العاصمة

كان ثيودور و ديفيد ينتظرانهم عند الباب لإستقبالهم

" الأب." نزلت ماريا من السيارة و وقفت أمام والدها مثل جندية أتمت مهمتها

إبتسم ثيودور و وضع يده على كتفها. " لقد بذلت جهدك."

إبتسمت ماريا على مديحه. " كل شيء في سبيل العائلة."

كان ثيودور راضياً جداً عن ماريا

كانت ماريا دائماً تصل إلى توقعاته

حتى أنه يعتبرها افضل من لوكاس من حيث مهاراتها القيادية و الإجتماعية

لو كانت ذكراً لقام بجعلها رئيساً للعائلة من دون ادنى تردد.

هي دائماً ما تقوم بأفضل ما لديها على الرغم أنها تعرف بأن ثيودور لن يمنحها الكثير

تنهد ثيودور و هو يفتح الصندوق الذي تم وضعه على الطاولة أمامه

كان الرمح مستقراً في الصندوق بثبات

لم يعرفوا حتى الآن كيف تم سرقة هذا الرمح

بعد إنتهاء هذا الحدث و عندما تستقر الأمور و تختفي الشائعات سوف يتأكد من إيجاد ذلك اللص و يجعله يدفع الثمن.

" حسناً، لقد تم حل هذه المشكلة." ربت ديفيد على كتف ثيودور مرة واحدة

كان مرتاحاً لأنه تم حل هذه المشكلة

هو كان متواجداً وقت السرقة، لذلك سيكون من المحرج إذا بدأت الاخبار تنتشر بهذا الخصوص

" سوف أدعوكم إلى قصري للإحتفال، و لن اقبل أي رفض." قاطع ديفيد ذراعيه مع تعبير معاند

ضحك ثيودور على تصرفات صديقه

هو يعرف بأن ديفيد كان يحاول تلطيف الجو المتوتر

هز ثيودور رأسه. " حسناً، انا لن ارفض عرضك، لكن لننقل هذا الرمح أولاً—"

أختنقت الكلمات في حلق ثيودور عندما التفت إلى الصندوق

كان الصندوق فارغاً

نظر كل من ماريا و ديفيد و اليوت إلى الصندوق بعيون غير مصدقة

ألم يكن الرمح هنا منذ لحظات

هل تعرضنا للسرقة مره اخرى؟

لم يتحدث أي منهم لعدة ثواني

كانوا يحدقون في الصندوق بعيون واسعة

" الجحيم!." شتم إليوت غير عابئ بالحاضرين

-----------------

كان الكسندر يجلس في المكتبة يقلب صفحات أحد الكتب الكيميائية

تنهد بعد لحظات و أغلق الكتاب

كان باله مشغولاً بما حدث سابقاً

عاد الرمح إلى غرفته بعد أن تم نقله إلى العاصمة

كان هذا دليلاً على أنه قد تحول إلى سلاح روحي يمتلك وعياً

و بما أنه سلاحه الروحي فهو سيعود إليه بشكل تلقائي بإعتباره مالكه

لكن لماذا لا يستطيع أن يشعر بأي رابطة روحية بينهما؟

و لماذا لا يستجيب السلاح عندما حاول التواصل معه

حسناً....هذا لا يهم، انا استطعت الحصول على سلاح روحي في النهاية

كان سعيداً بهذه المفاجئة السعيدة

لكن كيف نجح؟

حتى الخبراء الروحيون لن يستطيعوا التأكد من نجاحهم بمحاولة واحدة

موهبة في صناعة الأسلحة الروحية؟

هذا ليس سوى هراء مطلق

إن صناعة الأسلحة الروحية يحتاج إلى سنوات من التدريب و الخبرة المتراكمة و المعرفة التي يجمعها الشخص من الكتب أو التحاور مع الخبراء الآخرين

كل ما هناك هو (الإمكانات)

لكن حتى لو كنت تملك قوة روحية قوية و قدرة على التواصل على الأرواح فإنك لن تستطيع أن تقوم بأي شيء اذا لم تحصل على المعرفة الكافية في هذا المجال

هذا ما جعله مصدوماً عندما فكر في إحتمالية نجاحه في صناعة سلاح روحي من محاولة واحدة

إذا علم أسياد المسار الروحي بذلك فقد يقومون بالقبض عليه و تشريحه

كراك! كراك!

قطع صوت تكسير اواني زجاجية افكاره

نظر إلى مصدر هذا الصوت ليجد بأن هناك خادمة كانت تنظر نحوه برعب

لا، لم تكن تنظر نحوه بل تنظر خلفه

أدار الكسندر رأسه و هو يستطيع تخيل ما هو الشيء الذي جعل هذه الخادمة تتصرف هكذا

كان هناك رمح أحمر مستقر على الحائط خلفه

ها نحن مرة اخرى

2024/06/25 · 46 مشاهدة · 1158 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025