" نعم...نعم، وجدت الخادمة الرمح في المكتبة، حيث كان السيد الشاب يقرأ هناك و كان الرمح خلفه مباشره...أخبرني أنه لا يعرف شيئاً."

"..." نظر الكسندر الى الفريد الذي كان يتحدث بحذر مع ثيودور

أبلغت الخادمة الفريد بأنها وجدت الرمح في المكتبة، و بعدها تجمع جميع الخدم في المكتبة ليتحققوا من صحة هذا الخبر

و مع ذلك لم يجرؤ أي منهم على الاقتراب من الرمح

اليس من المفترض أنه تم نقل هذا الرمح الى العاصمة؟

لماذا ظهر مرة أخرى هنا؟

منعهم الفريد من لمس الرمح أو تحريكه حتى يقوم بإبلاغ ثيودور بما حدث

أخبره ثيودور بأن الرمح قد وصل إلى العاصمة بالفعل

هذا جعل الفريد مرتبكاً أكثر.

كيف وصل إلى هنا اذن؟

في أول الأمر هم اعتقدوا بأن هناك شخص سرق الرمح و رماه في غرفة الكسندر

على الرغم أن هذا لم يكن منطقياً إلا أنهم قبلوا هذه الفكرة

هناك الكثير من المجانين في هذا العالم، و من يعرف ما هي الأشياء الغريبة التي يمكن أن يفعلوها

لكن المرة الثانية كانت مختلفة

ليس فقط أن الرمح تم سرقته

بل ظهر على بعد الآلاف الكيلومترات من مكان تواجده في أقل من خمسة عشر دقيقة

حتى أسرع المركبات سوف تحتاج إلى يوم كامل لقطع هذه المسافة

نظر الفريد إلى الكسندر الذي كان يحدق في الفراغ بلامبالاة

كان الجميع مضطربين بسبب ما يحدث

لكن الكسندر كان يجلس هناك و يتعامل مع الأمر و كأنه ليس له علاقة به

على الرغم من أن الرمح كان يظهر في مكان تواجد الكسندر في كل مرة

هو سأل الكسندر ما إذا كان لاحظ شيئاً غريباً أثناء تواجده في المكتبة

الكسندر اجاب بأنه لم يلاحظ شيئاً غير طبيعي

إذن كيف دخل اللص إلى هناك و وضع الرمح على عبد خطوات من الكسندر؟

هل كان هناك لص من الأساس؟

بدأ ألفريد يشعر بأن الموضوع لم يكن سهلاً كما يبدو

------------------

فكر يا اليوت فكر

إن مستقبلك على المحك، يجب أن تتجنب شكوكهم و إلا ستنتهي حياتك هنا...و ينتهي حبك أيضاً

نظر اليوت إلى ثيودور الذي كان جالساً و هو يشبك يديه أمام فمه

بينما وقف ديفيد أمام النافذه و يبدو أنه يفكر بعمق

كانت ماريا تجلس و هي تضع إصبعين على جبهتها و هي عادة طورتها عند التفكير في الأمور المعقدة التي تواجهها

كان الجميع يفكرون في ما حدث قبل ساعة من الآن

كان الرمح أمامهم مباشرة

ثم اختفى الرمح فجأة من مكانه

بعد خمسة عشر دقيقة اتصل الفريد و أخبرهم بأن الرمح ظهر في المكتبة حيث كان يقرأ الكسندر

هذا جعلهم مصدومين

خمسة عشر دقيقة فقط

كيف انتقل الرمح إلى هناك؟

و لماذا ظهر بجانب الكسندر مرة اخرى؟

كان هذا ما يشغل بال هؤلاء الثلاثة حالياً

فقط اليوت كان يعرف بشكل تقريبي ماذا حدث

هو وحده يعلم ماذا بإمكان هذا الفتى فعله

هو يشك بأن الكسندر قد عبث في الرمح بطريقة ما مما تسبب في هذه الحادثة

كيف فعل هذا؟

مهما فكر في الأمر لم يستطع التوصل إلى نتيجة منطقية

لكن الكسندر كان قد إستدعى جيشاً من الأشباح سابقاً، لذلك فإن إليوت لا يعتقد بأنه يمكن الحكم على الكسندر بالمنطق السليم

هذا ما جعله أكثر خوفاً من أساليب الكسندر

يجب أن لا أجعل هذا الشخص عدوي... سجل اليوت ملاحظة في ذهنه

هو ارتكب خطأً فادحاً بمساعدة هذا الوغد منذ البداية

لكن لا فائدة من البكاء على ما حدث بالفعل

يجب عليه أن يبعد نفسه عن الشبهات بأي طريقة كانت

عندما غادر ثيودور و ماريا المدينة تولى إليوت إدارة مدينة كايرن

بعد حادثة ظهور الأشباح أرسلت العاصمة الفرسان الإمبراطوريين

بينما ارسلت الكنسية العديد من الكهنة و البالادين

كان اليوت هو من استقبلهم بإعتباره الرئيس المؤقت للمدينة

على الرغم أنه كان يبتسم أمامهم إلا أنه كان يتعرق بغزارة

أي شخص من هؤلاء المحاربين الشرسين كان يستطيع أن يفجر رأسه الرقيق بصفعة واحدة

لم يتوقع بأن يتم إرسال كل هؤلاء الفرسان الأقوياء للتحقيق في هذه القضية

إذا إكتشفوا تورطه في هذه الحادثة فسوف تنتهي حياته أو في أفضل الأحوال سوف يقضي ما تبقى من عمره في السجن

لذلك حاول اليوت بشتى الطرق التظاهر بالجهل و اخفاء حقيقة معرفته لسبب ظهور الاشباح تلك الليلة

استمر التحقيق لمدة أسبوع كامل و مع ذلك لم يستطيعوا إكتشاف سبب هذا الهجوم الغريب

بعد عدم الحصول على أي نتيجة تم إغلاق القضية بشكل نهائي

كان اليوت بطبيعة الحال هو أكثر شخص سعيد بهذا الخبر

لكن الآن بعد أن ظهرت قضية جديدة إلى السطح سوف يبدأ الكلام مرة أخرى عن الأشباح

لكنه سيكون المهاجم هذه المرة، و لن ينتظر أن يتم محاصرته مرة اخرى

رفع اليوت رأسه و نظر الحاضرين قائلاً بصوت عميق. " الأشباح! ."

نظر الجميع نحوه بإستغراب

كانوا ينتظرونه لإكمال كلامه، مما أكسبها المزيد من الثقة. " أعتقد أن هذا الرمح يتم السيطرة عليه من قبل أحد الأشباح."

" لقد فكرت في هذا الإحتمال ايضاً...و لكن." كانت عيون ماريا غير مؤكدة

" في هذه الحالة، لماذا يعود ذلك الرمح إلى الكسندر في كل مرة؟." أراح ديفيد ظهره على الكرسي و سأل

" ماذا لو كان ذلك الشبح يستهدف الكسندر." طرح اليوت نظريته

كانت إجابته مبهمة و لكنها كانت كافية

كيف للبشر أن يفسروا تصرفات الأشباح؟

كل ما عليه فعله هو إلقاء اللوم على الشبح و هم سيبدأون بالتفكير في الأمر و اختلاق نظريات و قصص بأنفسهم

" ألا يعني ذلك أن الكسندر في خطر؟." عدل ديفيد وضعيته بمجرد أن فكر في كلام اليوت قليلاً

انت مخطئ يا سيدي، الكسندر هو الخطر....رفت زاوية فم اليوت للحظة لكن سرعان ما إستعاد تعبيره

" يجب أن نذهب الى القصر حالاً." نهض ثيودور و غادر الغرفة بلا تأخير

تبعه ديفيد بسرعة

بينما أمسكت ماريا بإليوت الذي كان يريد الصراخ بعدم رغبته بالذهاب إلى هناك

ارجوكم، خذوني إلى الجحيم و لكن لا تجعلوني اذهب إلى ذلك القصر

تجمعت الدموع في زوايا عيون اليوت

------------------

كان الكسندر يمشي إلى غرفته بهدوء

قام الفريد بوضع الرمح في أحد الغرف و اقفلها حتى يتأكد بأن لا احد من الخدم يلمس الرمح عن طريق الخطأ أو بدافع الفضول

هز الكسندر رأسه على إجراءات الخادم العجوز

هذا لا فائدة منه

الرمح سيخرج من هناك في كل الأحوال

فتح الكسندر باب غرفته ليجد بأن الرمح الاحمر كان على سريره

تنهد الكسندر

كان هذا متوقعاً

كانت ايلينا تقف في أحد زوايا الغرفة و تنظر بحذر إلى الرمح

نظرت إلى الكسندر الذي دخل الغرفة من دون كلمة.

" هل رأيتي كيف وصل الرمح إلى هنا؟." كان الكسندر فضولياً بشأن الطريقة التي ينقل فيها الرمح من مكان إلى آخر

كانت الغرفة التي استعملها ألفريد مغلفة بالكامل و لم تكن هناك نوافذ ليخرج منها الرمح

هل لهذا الرمح القدرة على الانتقال الآني؟

هذا سيكون رائعاً

| لا أعرف...ظهر هذا الرمح فجأة عندما كنت استعمل الحاسوب.|

أخرج الكسندر هاتفه و اتصل على الفريد

" السيد الشاب؟." رن صوت الفريد عبر سماعة الهاتف

" الرمح موجود في غرفتي." قال الكسندر ببساطة

تووت!

تم إغلاق الخط على الفور

لم يستغرق الأمر سوى عدة ثواني ليظهر الفريد في غرفة الكسندر

كان هذا سريعاً، يبدو أنه مصدوم من هذا الخبر... وقف الكسندر جانباً، ليترك المجال لألفريد

حدق الفريد في الرمح بعيون غير مصدقة

" لكن...كيف؟." تلعثم الفريد في كلامه

هز الكسندر كتفيه. " لا أعرف أيضاً، وجدته هنا عندما وصلت."

نظر الفريد إلى الكسندر بعيون ضيقة. " هل الرمح يطاردك؟."

2024/06/25 · 43 مشاهدة · 1135 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025