"..." وقف الكسندر امام بوابة القصر و هو يشاهد ثيودور و من معه ينزلون من السيارة الفاخرة التي تقلهم

قاد ثيودور المجموعة بهدوء نحو بوابة القصر

" الأب." ابتسم الكسندر مستقبلاً والده بتعبير محايد

" الكسندر." اومئ ثيودور و كل ما خرج من فمه هو اسم ابنه

كان لقاءاً عائلياً غريباً بالنسبة للأشخاص الخارجيين مثل ديفيد و اليوت

" كيف حالك يا الكسندر." ربت ديفيد على رأس الكسندر و ابتسم بلطف " اصبحت أطول مما أتذكرك."

"...." بقي الكسندر صامتاً و هو ينظر إلى ديفيد بعيون غريبة

بعد عدة ثواني أشار الكسندر بإصبعه نحو ديفيد بصدمة. " العم ديفيد!."

"...." رفت زاوية فم ديفيد

هم التقوا لمرات لا تحصى

لماذا يبدو الكسندر و كأنه قد نسي من انا للحظة؟...هذا هو الاحساس الذي شعر به ديفيد

لقد التقوا منذ شهرين تقريباً فقط، أراد ديفيد ضرب رأس الكسندر و تنأنيبه

" فلندخل." دخل ثيودور إلى القصر بسرعة و كان الفريد يمشي خلفه مباشرة

جلس الجميع في غرفة الاستقبال

وقف الفريد خلف ثيودور منحنياّ قليلاً إلى الأمام و هو يهمس شيئاً في اذن ثيودور

كانت تعبير ثيودور رمادياً و لم يخفي إنزعاجه

جلس الكسندر بهدوء و هو يحدق في وجه ثيودور

متى سيدركون أنه لا فائدة من إبعاد الرمح عني؟

بعد أن انتهى ألفريد من الحديث وقف بشكل مستقيم خلف سيده

نظر ثيودور نحو الكسندر

التقت عيونهم للحظة و لكن الكسندر بادر بإبعاد عينيه

تحدث ثيودور. " نحن نشك بأن هناك شبحاً يسيطر على هذا الرمح."

كان من الصعب على ثيودور القبول بأن هذه الكلمات قد خرجت من فمه، بسبب سخفها

لكن المشكلة أن هذا هو التفسير الوحيد الذي توصلوا إليه بعد الكثير من التفكير

" شبح؟!." اتسعت عيون الكسندر

" في الواقع.." نظر ديفيد إلى اليوت "كان اليوت هو من جاء بهذا التفسير."

"حقاً." كانت هناك إبتسامة غير ملحوظه على وجه الكسندر

كانت هذه ابتسامة عادية في نظر الآخرين

لكن بالنسبة لإليوت كانت هذه ابتسامة سخرية و إستهزاء

هذا اللعين...شدد اليوت قبضتيه بقوة خلف ظهره و هو يقاوم الرغبة في لكم وجه الكسندر المستفز

كانت خطة اليوت بسيطة

إذا لم يتم القبض على الكسندر فلن يتم القبض علي

لذلك يجب أن ابعد الكسندر عن الشبهات و هكذا هو سوف أحمي نفسي أيضاً

و الطريقة المثالية لذلك هي جعل الكسندر هو الضحية

لذلك اخبرهم اليوت بأن هناك إحتمال أن شبحاً كان يستهدف الكسندر

هكذا هم لن يشكوا به أو بألكسندر و في نفس الوقت سوف تتوجه أنظارهم نحو شخص آخر و هو الشبح الذي يسيطر على هذا الرمح

صحيح بأنه كان يحاول حماية نفسه إلا أنه كان غاضباً بشكل لا يصدق

كان هو من عليه تنظيف كل هذه الفوضى بينما كان المتسبب الرئيسي بما حدث جالساً هناك متظاهراً بالبراءة

" هل هناك مشكلة؟." همست ماريا التي كانت تجلس على المقعد الذي بجانب اليوت

"لا..." اجاب اليوت بصوت منخفض "لماذا تسألين؟."

" هذا لأنك كنت تنظر إلى الكسندر و كأنك تريد دفنه حياً."

"....." هل كان هذا واضحاً جداً؟

اغلق اليوت عينيه و حاول تهدئة نفسه

لم تكن ماريا تميز نوع العلاقة بين اليوت و الكسندر

حسب كلام الكسندر فأنهما أصبحا صديقين

لكن ماريا كانت تشعر بأنهما اقرب الى شريكين في جريمة من نوع ما

و زاد هذا الشعور عندما لاحظت نظرة اليوت القاتلة

هم مثل الأصدقاء الأعداء

" في هذه الحالة ماذا يجب أن نفعل؟." سأل ديفيد

" اقترح أن نستعين بمساعدة القديسة نير." اقترحت ماريا

"أعتقد أن هذا الحل الافضل يا سيدي." تدخل ألفريد برسمية، "أن القديسة و السيد الشاب صديقان مقربان."

استغل الفريد الوضع للكشف عن العلاقة التي بين الكسندر و نير

" صديق مع القديسة؟." نظر ثيودور إلى الكسندر بصدمة

" نعم." اجاب الكسندر بإقتضاب

زاد تنفس ديفيد للحظة

كانت هذه أخباراً مهمة

كانت القديسة متواجدة في المعبد طوال الوقت

كيف استطاع الكسندر أن يبني علاقة معها؟

هل كانا يعرفان بعضهما قبل أن تصبح هذه الفتاة قديسة المعبد؟

بدأت العديد من الاحتمالات تدور في رأس ديفيد

" في هذه الحالة سوف نأخذ الرمح إلى المعبد."

وصلوا إلى المعبد، الذي لم يكن بعيداً عن القصر، بعد دقائق من مغادرتهم

وقف مبنى أبيض مهيب هناك معبراً عن قدسية هذا المكان

كان بيكو يقف عند مدخل القصر مع بعض البالادين لإستقبالهم

تأكد ثيودور من إبلاغ مسؤولي المعبد عن رغبته في زيارة المعبد لشيء ضروري

و رحب مسؤولي المعبد بهذه الزيارة

تصافح كل من بيكو و ثيودور و تبادلوا التحيات ثم دخلوا إلى غرفة مغلقة في أعماق المعبد

نظر بيكو إلى الكسندر بشك

لماذا هذا الفتى يحمل هذا الرمح؟

كان الكسندر يحمل رمح دم التنين بنظرة مملة على وجهه و كأنه تم إجباره على فعل شيء عكس رغبته

لاحظ ثيودور نظرات بيكو المتشككة تجاه الرمح

" سعال، في الواقع الأمر هو..." بدأ ثيودور يحكي له ما حدث معهم

إستمع بيكو إليه بهدوء في البداية

لكن تعبيره كان يتغير مع إستمرار كلمات ثيودور

ثم نظر الى الكسندر بغرابة

هو سمع عن أساطير الكسندر

الغاء الخطوبة مع العائلة المالكة

محاولة إنتحار

التصرفات الجنونية لألكسندر

هجوم الإشباح على قصر عائلة فورد

و الآن هناك هذا الرمح المسكون

هل هذا الشاب مغناطيس للمشاكل أو ما شابه ذلك؟

" لماذا هذا الرمح يستهدف الكسندر بشكل خاص؟." سأل بيكو و هو يتفحص الكسندر

هل وجد الشبح شيئاً مميزاً في هذا الشاب؟

من منظر المكان حول غرفة الكسندر كان يبدو و كأن الأشباح كانت تحاول إقتحام غرفته

لكن هناك شيء منعها من ذلك

هذا ما زاد شكوكه بخصوص الكسندر و لكنه لا يمتلك دليل و لا يستطيع إستجواب الكسندر لأنه ينتمي لعائلة نبيلة

لكن الأحداث الغريبة إستمرت بالحدوث حوله

هناك شيء مريب بشأن هذا الفتى

ظهرت ابتسامة تافهه على وجه الكسندر. " ماذا لو كان هذا شبحاً لملاحق مهووس، هاهاها."

بدأ الكسندر في الضحك و لكنه خنق ضحكته عندما رأى بأنه لم يضحك أحد على هذه النكتة

هيا يا رفاق انا أحاول تلطيف الأجواء و انتم تفعلون هذا بي؟

انتم لا تمتلكون أي حس فكاهة

نظر الجميع إلى الكسندر بوجوه فارغة

كانوا يواجهون كارثة غير مسبوقة

هم لا يعرفون نوع الكيان الموجود داخل الرمح

قد يكون كياناً يشكل خطراً على الكسندر و على من حوله

و مع ذلك فأن الكسندر كان يلقي نكاتاً السخيفة غير مدرك للقنبلة الموقوتة التي يحملها بين يديه

" سأخبر القديسة بهذا الشأن." غادر بيكو الغرفة عندما إستشعر الجو المحرج في الغرفة

هو لم يكن سعيداً بمساعدة شخص مثل الكسندر الذي كان يحاول أن يستفيد من علاقته مع القديسة

و مع ذلك، كان من واجبه حماية الأبرياء من الأخطار

على الرغم أن الكسندر كان طفلاً تافهاً و مغروراً في نظره، فهو لا يستحق أن يموت على يد روح شريرة

بالإضافة إلى أن القديسة ستكون حزينة

أخذهم أحد الكهنة الى قاعة ضخمة

حيث كان ينتظرهم بيكو و نير

كانت نير ترتدي رداءاً أبيضاً يغطي كامل جسدها مع شعار المعبد على الرداء

لوحت نير عندما رأت الكسندر

لوح الكسندر رداً على تحييتها

لاحظ ثيودور و ديفيد هذه اللفتة البسيطة و لكن ذات الدلالات المهمة

هل هما صديقان حقاً؟

هذا قد جعل ثيودور يفكر بعمق في ما يجب أن يفعله لبناء علاقة مع هذا المختار

وقف الكسندر في منتصف القاعة بينما وقفت نير أمامه

أخبرهم بيكو بأنهم سيتفحصون الكسندر في البداية

مدت نير يدها بتردد و لكنها توقفت في منتصف الطريق

كان عليها أن تلمس الكسندر لتفعيل قدرة التطهير

لماذا أنا مترددة هكذا؟..... سألت نير نفسها بعيون مرتجفة

" تستطيعين فعلها." ابتسم الكسندر و شجعها

"..." شعرت نير و كأنه يعاملها كطفل يخطو خطواته الأولى

بعد عدة ثواني إستطعت وضع إصبعها على صدره

أغمضت عينيها و فعلت قدرتها

بعد دقيقة كاملة فتحت عينيها قائلة. " لا يوجد شيء."

زفر الجميع بارتياح

إذا كان هناك شبح داخل الكسندر فهذا سيشكل مشكلة كبيرة

بعد عشر دقائق تم وضع الرمح على طاولة في منتصف القاعة

كان هناك تعبير جدي على وجه نير

أخبرها بيكو بأن هذا الرمح مسكون بشبح يطارد الكسندر

هي فكرت مباشرة بذلك الكيان الذي استشعرته ثيماس داخل غرفة الكسندر

كان هذا الشبح يطارد الكسندر

هل أن الكسندر لم يكن مدركاً لذلك؟

بدأ عقل نير يتسارع و هي تحاول تجميع القطع لمعرفة الصورة الكاملة

زفرت لتهدئة عقلها ثم لمست الرمح مع عينين مغلقتين

بعد عدة ثواني فتحت عينيها بإرتباك

" هل هناك مشكلة ايتها القديسة؟." سأل بيكو عندما لاحظ تصرفها غير الاعتيادي

" هذا....هل انتم متأكدون بأن هناك شبح داخل الرمح؟." نظرت نير نحو الكسندر

" نحن متأكدون." اجاب ثيودور " هذا الرمح انتقل من العاصمة إلى مدينة كايرن في غضون خمسة عشر دقيقة. إن التفسير الوحيد لذلك هو أن هناك روحاً داخل الرمح."

' ثيماس.' طلبت نير المساعدة من سيدتها

| تفحصت هذا الرمح أيضاً، و لكنني لم ألاحظ أي شيء غريب.| أجابت ثيماس بهدوء

' إذن لماذا يتحرك هذا الرمح من تلقاء نفسه؟."

| حتى انا لا اعرف.| تنهدت ثيماس، هي رأت الكثير من الأمور الغريبة مؤخراً

على الرغم أنها عاشت لآلاف السنين فهي لم تستطع تفسير ما حدث

كان الجميع ينتظرون نير حتى تنتهي من تطهير هذا الرمح

هذا سلط الكثير من الضغط عليها

هي تريد الهروب بأسرع وقت ممكن

التفتت نير نحوهم بإستسلام. " انا لم ألاحظ أي روح في هذا الرمح."

" ما..ماذا، لكننا متأكدون بأن..." تلعثم ثيودور

هو لم يتوقع أن يحصل على هذه الإجابة

هوت نير برأسها. " هي قالت بأنها لم تجد شيئاً غريباً في الرمح."

ابتلع الجميع جرعة من اللعاب

كانوا يعرفون من تقصد عندما قالت 'هي'

كانت نير تتحدث عن ثيماس

حتى ثيماس لم تتمكن من رصد هذا الشبح

هل هناك شبح حقاً في هذا الرمح؟

بدأ ثيودور و ماريا و ديفيد يشككون بوجود شبح في هذا الرمح

بينما كان الكسندر و اليوت يقفان خلف المجموعة

كان الإثنان يرتجفان بعد سماع كلماته نير

بدأت صفارات الإنذار تدوي في عقل اليوت

حتى ثيماس لم تستطع أن ترصد هذا الشبح

امسك اليوت بكتف الكسندر و نظر نحوه بإرتعاب بعيون تقول. ' أين نوع من الكيانات قمت بإستدعائه بحق السماء؟.'

هز الكسندر رأسه بقوة ' انا لا أعرف أيضاً.'

ظهر خط اسود على جبهة اليوت

لماذا أحدثت كل هذه الفوضى إذا لم تكن متأكداً من نوع الكيانات التي تتعامل معها؟

2024/06/26 · 49 مشاهدة · 1576 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025