3 - المقدمة الجزء الثالث : الجزء الأول ( في مواجهة خمسمائة جندي )

" كوجو......."


قالها الكابتن إدوارد و دراكو ثم انطلقا , الكابتن يليه دراكو علي الساري الرئيسي .....


إن كوجو تعويذة تعمل علي زيادة القدرات الجسدية و تحسين الحواس الخمس و يتوقف مدي التعويذة علي القدرة السحرية لملقيها , ففي حالة دراكو الذي يعد نصف ساحر نصف بشري كان منبع الطاقة السحرية قادماً منه نفسه علي خلاف الكابتن الذي كان بشرياً كاملاً فهو يستخدم آثر و الآثر هي أداة يخزن فيها الغبار السحري و قد كان آثره خاتم الجمجة الذي يرتديه في يده اليسري ......



لقد كان سباقاً مع الزمن حيث أنه يجب عليهم أن يصلو إلي نهاية الساري قبل وقوعه بالكامل حتي يحصلون علي قوة دفع كافية لتحقيق هدفهم , لهذا ها هو إدوارد يتقدم بسرعة هائلة علي الساري الساقط و يقفز بين جناحي الأشرعة لكي يصل إلي القمة .....


لقد كان يجري علي عمود خشبي طويل متداعي.....


و يجب عليه أن يسرع .....


العمود يسقط.....


و الأمواج تميل السفينة .....


و الرصاص يخترق الهواء محلقاً بسرعة جنونية .....



و السماء الغاضبة التي ترسل إليهم نصال البرق تريد أن تضع لسفك الدماء هذا حد....


تبقي القليل هذا هو كل ما يفكر به حالياً فنعم تبقي القليل و يتموا الجزء الأول من الخطة و مع كل إشعاعٍ أزرق ينير السماء يخفق قلبه لأنه يخشي أن تصيبه و يفسد كل شئ .....


خطوات قلال ....


خطوة تليها أخري ثم ها هو قد بلغ أخر الخط....


لا يجب أن ينتظر ....



لا يجب أن يتمهل ....


لا يجب أن يفكر....


يجب أن يقفز بكل ما أوتي من قوة ....


لهذا و هو يضرب بقدميه الأرض دافعاً الساري قفز....


لقد كان الأمر أشبه بالطيران ....


بين السحاب الأسود الذي يغلف المشهد من حوله....


هو لا يري إلا أشرعة سفينة البحرية البيضاء ....


هو لا يري إلا الجناح الممتد من يمين و يسار الساري الرئيسي الذي يريد من قدميه أن تعانقه .....


لا يجب أن ينظر لالأسفل ....


واضعاً يده اليمن يعلي قبعته كي لا تقع ....


اقتربت قدماه من الجناح العلوي الذي يقع تحت مقصور الرؤية ....


عانقت قدماه الجناح....



و لكن علي ما يبدو أن قوة دفعه كبيررة لذا كاد علي وشك الوقوع ...



يمد يده اليمني ممسكاً بالساري و يده اليسري لتحيط به محتضناً إياه , تلاشي خطر السقوط....


شهيق ...


زفير ....



لم تهداً نبضات قلبه المتسارعة إلا بعدما سمع صوت الأرتطام من جواره معلناً قدوم زائر اخر....


لقد كان دراكو ....


و قد كان هبوطاً ممتازاً....


نظر إليه الكابتن ثم هدأ قليلاً و قال له " ... هيا بنا ...."


مرة أخري أخذ الشعاع الأزرق باكتنافهما و مرة أخري تفوها بنفس الكلمة ....


" كوجو....."


ليقفزا بعدها , الكابتن أولاً يليه دراكو ....


حينما قفز الكابتن تشقلب الكابتن في الهواء جاعلاً قدميه تواجه السماء ثم قام بثني ركبتيه و ضمهما إلي صدره و بعدها قام بتوجيه ساقيه بزاوية 85 درجة نحو السارية ثم أخذ في ترديد التعويذة مرات كثيرة لزيادة الغبار المستعمل و زيادة التأثير ....



ثم جاء بعده دراكو.....


قفز دراكو لا بالقفزة القوية بل الضعيفة , هو لم ينوي القفز إلي مسافة بعيدة بل أراد أن تلامس قدماه قدمي إدوارد .....


لهذا تراهما يقفان علي قدمي أحدهما الأخر في الهواء ...


تري الكابتن و هو يلتفت مجدداً أثناء السقوط بفعل قوة دراكو لتجعل قدماه مواجهة إتجاه سفينة الكابتن إزميرالدا .....


" كوجو ...."


دفع الكابتن و دفع دراكو ....


قفز الكابتن و قفز دراكو....


بإستعمال قوة الدفع الناتجة من قفزة الكابتن الناتجة عن استنفاذ ثلاث أرباع مخزون الخاتم من الغبار قفز دراكو نحو نحو سفينة إزميرالدا و توجه الكابتن كالرمح نحو الشراع ....


ما يجب أن يحدث الأن هو أن يصطدم الكابتن بالشراع ثم يسقط نحو السفينة ليماطل الطاقم و الأدميرال إلي أن يتمكن دراكو من الساحرة و يأخذ الختم الذي يتحكم بها و من ثم سيتمكنون جميعاً من الهروب ....



نعم خطة جيدة ...


لكن البرق كان له رأي أخر ....


أثناء توجه الكابتن نحو الشراع أصابته الصاعقة....


بالطبع اصطدم بالشراع لكنه سقط نحو متن سفينة الأعداء , لا لم يمت بل سقط علي ظهره و بفضل استخدامه كمية كبيرة من الغبار لم يصبه من الضرر الكثير.....


لكنه شعر بالدوار ....


لكنه شعر بالألم ....


لقد شعر بالألم منذ أن اصطدمت به الصاعقة في قدميه فشعر بالكهرباء و هي تسري في جسده , شعر بقدميه و كأنهما ينتفخان و عظامه و كأنما تسحق و شعر بالدوار ....


ثم سقط من أرتفاع شاهق نحو متن السفينة ليمتد الألم ويتنوع في جسده و كأنها حفلة أقامها الألم فيه ....


سرعان ما أحاط به الجنود موجهين أسلحتهم إليه ....


لقد كان مجال رؤيته مشوشاً قليلاً و يشعر بألم في رأسه و حرارة في جسده ...


لقد كان سمعه ضعيفاً ....


" أمـ..... لا تد.....حـ...روه...."


لقد سمع صياحاً و صراخاً و لكن لم يفهم منه شئ ....


لم يفهم إلا أنه يجب عليه النهوض ....


لذلك تقلب ....


وضع يده اليمني علي الأرض بجانب جانبه الأيسر و الرجال من حوله يصرخون ....


يجب أن أنهض ....


الجميع يعتمد علي ....


احكم قبضتاه و أخذ يدفع نفسه رويداً رويداً حتي بات علي ركبتيه ....


لقد كان يشعر بالدوار و حركته تلك جعلت رأسه يشعره بالثقل ....


لقد كان يصارع جفناه لكي يمنعهما من أن ينغلقا ....


إلي أن شعر بذلك...


لقد كان شعوراً غريباً ....


هو شعور بالخطر لا قادم من الرجال الذين يحيطون به ....


لا قادم من السفينة أو البحر ....


لا قادم من السماء ....


بل قادم من الكيس الذي يربطه حول فخذه الأيمن ....


من الكيس الذي يضع فيه القنابل ....


بعناية و بهدوء مد يده اليمني ليفتحه ....


" ما الـ... تفعله لا تتـ...حـ..ك "


لم يعباً بمن حوله ....


لم يعباً بشئ ....


نظر أفراد البحرية إلي الكيس الذي يلتف حول فخذه ...





لقد كانت القنابل مشتعلة....


الأثني عشر قنبلة ....


الكابتن : ".........."


أفراد البحرية : ".........."



تباً.....



بسرعة و بين هلع البحرية قطع الكابتن الحبل الذي يلتفت حول فخذه ثم ألقاه خلفه ....


متناسياً الألم و كل شئ أخترق صفوف من يحطونه و جري ثم قفز .....


لم يعي شيئاً إلا صوت أنفجار قنابله المدوي....


و رائحة البارود التي ملئت الجو .....


كم يكره هذه الرائحة ....


نهض من علي الأرض و شعور الضعف الشديد يغزو قدماه و نظر إلي الخلف ليجد النيران و الأشلاء في كل مكان....


هو يشعر بالدوار ...


لكن يجب عليه القتال ....


لقد سقط بعدما ضربه البرق تحت صاري السفينة و عندما ألقي كيس القنابل ألقاه في مقدمة السفينة لهذا إذ احتسبت عدد القتلي في هذا الأنفجار ستجده عدد قليلاً يعد بأصابع اليد لكن الأمر ما زال مربكاً و مثيراً للدهشة بالنسبة لرجال البحرية , فالرجل الذي قفز من سفينته وسط عاصفة بحرية و مناوشات بالبنادق بين القراصنة و البحرية ثم ضربته صاعقة ليسقط من أرتفاع شاهق يقارب الخمس و العشرين متراً قد نهض و قام بقتل ما يقارب من عشرين فرداً منهم مدمراً مقدم السفينة لمح البصر و هؤ=و في حالة سيئة

....


نظر إليه كابتناً من أفراد الطاقم من بين ارتباكه وحيرته ورآه مترنحاً ....


لقد كان يشعر بالغضب ....


لأن من قتلوا الأن هم طاقمه.....


لان من قتلوا الأن هم أصدقاءه ....


هم إخوته .....


هم عائلته....


سأقتلك يا هذا ....


قالها لنفسه لهذا القرصان القذر الذي ألقي بنفسه إلي سفينة البحرية و ياليتها إحدي السفن العادية بل هي سفينة أدميرال بالبحرية و قتل منها من قتل و هو الان يقف مترنحاً تلعب به رياح البحر و ترنحه حركة السفينة بين يدي الموج....


سأقتلك ...

سأقتلك...


لهذا الألم الحارق في صدري ....


سأقتلك ....


" مـ_______ت!!"


صرخ بها الكابتن و هو يسحب سيفه من غمده ملوحاً به من خصره الأيسر إلي ناحيتته اليمني في شكل دائري ....


سأشطرك نصفين يا هذا ....


عندما وصل السيف إلي منتصف طريقه قام إدوارد بوضع يده اليسري علي إخر ذراع الرجل اليسري من ناحية كتفه الذي جاء ملوحاً سيفه تجاهه ....


لم تكن عضلاته تحت طاعته .....


لقد تمرد جسده عليه .....


مترنحاً شاعراً بالدوران ....


رأي أن الحل الوحيد هو أن يتبع التيار ....


لم تكن هناك قوة تتواجد في ذراعه اليسري لكنه وضعها علي اخر ذراع الرجل الذي جاء يهاجمه مرتكزاً علي كتفه , هو لم يمسك بيده و لم يحكم الأمساك بل وضع راحة يده علي كتف الرجل و بكتفه الذي إنضم لمخيم المتمردين ثم قام بالدفع بصدره الأيسر ....


باعد قدمه اليسري و ارتكز عليها بوزنه....

و رمي بقدمه اليمني في شكل دائري إلي الخلف ....


لقد كانت القوة الناتجة من تلويح الكابتن لسيفه كافية لإعطاء إدوارد مع رميه لقدمه اليمني القدرة علي الألتفاف حول قدمه اليسري ثم وضع قدمه اليمني خلف الكابتن , و أثناء دورانه أمسك بيمناه سيفه ثم أخرجه من غمده و بحركة رشيقة قام بلف السيف جاعلاً نصله مشيراً إلي الاتجاه المضاد , و عندما اتم دورانه رحب النصل بظهر الكابتن ثم تركه بسرعة جاذباً الكابتن بيسراه .....


لم يشعر الكابتن بأي قوة في يد القرصان اليسري ....


لم يشعر الكابتن بأي قوة في جسد القرصان بآسره مع ذلك....


مع ذلك كان هناك شئ يخترقه من الخلف في ثوانٍ معدودات من حركته ....



لم يشعر بالألم ....


لم يشعر بنار شديدة تستشعرها حواسه تأتي من مكان الطعنة ....


لقد كانت سريعة ....


لقد كانت قوية .....


لم يفهم ما حدث لكنه قد فاق من عمي غضبه ....


لقد نظر إلي جسده ....


نظر إلي جسده بينما جذبه ذلك القرصان ليصطدم بشئ خلفه و يفقد توازنه ثم باستخدام السيف الذي سحبه القرصان من ظهره فقط الرب يعلم متي قام بذلك.....


نظر إلي جسده بعدما رأي شيئاً يلمع لوهلة في مجال نظره ....


لقد نظر إلي جسد تدفقت الدماء بغزارة من مكان كان من المعتاد أن يحوي رأساً ليدرك بعدها أنه جسده ....


لقد كان قطعاً مثالياً .....


من رجل يترنح أصابته الصاعقة واً و سقط من ارتفاع كبير ....


لقد كان قطعاً مثالياً لم يجعله يشعر بالألم.....


لقد رأي الكابتن و أفراد البحرية المتبقين واقفين و فكهم السفلي قد لامس الأرض من التعجب ....


ليظلم بعدها الكون من حوله.....



(يتبع....)

______________



هااااااااااااا






2017/07/09 · 350 مشاهدة · 1579 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024