# منظور الشخص الثالث #

أنهى لويس أول خطوة في خطته الكبيره ، وبالطبع قد يلزم بعض التعديل من حين لآخر ، لكن هذا أمر للمستقبل وليس الآن .

وبمجرد إنهائه لأول جزء من خطته ، حان الآن الوقت للتحرك نحو الخطوة التاليه والإعداد لها .

هدييير .....

اطلقت معدة لويس هديرا عاليا ، فحتى لو تجاوز حدود عرقه مرتين ، وأصبح فوق المتسامين ( الآلهه ) من حيث الموهبه ، فقد كان مجرد إنسان قوي قليلا بين جيله فقط ، وكان لابد من الشعور بالجوع بعد أسبوع على آخر وجبة له .

وكان هذا تقدير لويس لنفسه فقط ، أما الآخرون فلو علمو بإنجازاته لصعقوا ، وخاصة بعد الحادثة الأخيره .

فمع إنتشار الشائعات حول القارة عن الظاهرة التي التي مر بها لويس ، فقد كانت ولادة شخص ذي قوى جباره وتميزه بين جيله .

" هل الأحمق حقا هو السبب لهذه الظاهرة ؟؟ "

" هذا غير ممكن ! ، فقد كسرت هذه الظاهرة الرقم القياسي السابق ، وتجاوزت الخمسين كيلومتر ! "

كان من المعروف أن حجم الظاهرة مرتبط بقوة صاحبها ، وكلما كانت أكبر كان صاحبها أقوى .

ولهذا لم يصدق الخدم أن صاحب هذه الظاهرة هو لويس الأحمق المنحل .

لكنهم لم يستطيعوا الإنكار أكثر ، وقد حصل هذا أمام أعينهم ، وكان لويس بلباسه الأبيض مع القليل من اللون الأحمر ، وشعره الأبيض الطويل ، وعيونه اليقوتية الداميه ، وسط الغيوم السوداء ، والبرق الأرجواني ، يطغى على كل حضور ، وكأنه متسامي يواجه العالم ويخترق حدوده .

صفق بلتر بيديه لجذب الإنتباه له ، وحصل ما يريده تمام .

توجهت العيون الفضولية نحو بلتر ، وإنتظرو بفارغ الصبر أن يفتح شفتيه لهم .

" تحركوا الآن ، ما حصل ليس من شأننا ، وبما أن السيد الشاب أنهى أول تدريب له ، لا بد أنه جائع الآن ، وإن لم تريدوا رؤيته غاضبا ؛ أسرعوا بتحضير الطعام " .

أنهى بلتر أوامره ولم يشرح شيء للخدم ، وحتى لو شرح فلن يستطيعوا الفهم ، وكان هذا إهدارا لأنفاس بلتر ووقته .

****

# منظور لويس #

بحسب ثرثرت الخدم ، إكتشفت أن أختي الكبرى ستزور القصر بعد عشرة أيام من الآن ، وكان الوقت ضيقا بالفعل ، ولم أرد إهدار المزيد على منه على أشياء لا داعي لها .

شعرت بالخدم يتحركون بسرعة لتحضير الطعام ، وكان بلتر يشرف عليهم بنفسه ، وكذلك كان الجو الغريب يخيم عليهم ، وبفضل حواسي التي أصبحت لا تقارن بما كانت عليه ، كان كل فعل لهم واضحا لي حتى لو أغلقت عيني .

أبعدت ظروف الخدم من ذهني ، وغرقت في التفكير لخططي المستقبليه .

"الآن وقد إستهلكت الإكسير المسموم ، تم الإنتهاء من الأساس الخاص بي للوقوف فوق الجميع ، بالطبع إن تحرك ' هو ' ، سينتهي الأمر بمجرد فكرة منه ، لكنه الآن في سبات عميق ولن يستيقظ قريبا "

لذا غيرت أفكاري للإستفادة من القطع المخفية حول القارة ، بالطبع هذا يلزم الكثير من التجهيزات للمضي قدما بدون مشاكل ، وكانت المشاكل كما هو متوقع ، إخوة لويس وأخواته ، وبحسب مشاعره السابقه ، كانت أخته الصغرى مهووسة بجعله ملكً لها ، وكانت أخته الكبرى تنظر إليه بشفقه ، ومع كونها ساحرة في قمة الست دوائر ، إلا أنها لم تقم بمساعدته حقا

بالتأكيد هي غير ملزمة بمساعدته ، لكن المزعج هو إظهار اللطف له ، ويبدوا أن لطفها ليس أكثر من نفاق عديم الفائده ، فلو تحركت لمساعدة والدته لكان بإمكانها إنقاذها ، ورغم كونها ساحرة مبتدئه بست دوائر في ذلك الوقت ، إلا أنها علمت بالفعل بخطة إخوتها لقتل والدة لويس ، لكنها حكمت أن مساعدته غير مفيدة لها بالضروره ، وربما كان لطفها المزعوم مجرد تبرير لوقوفها كمتفرجةٍ في ذلك الوقت .

أيضا هذا لم يكن موضوع تفكيري الآن ، فمع كونها مشاهدا في ذلك الوقت ، يجب أن تكون مشاهدا عند تحركي لتصفية الديون لاحقا ، فلم يكن لويس السابق أحمقا أبدا ، وأظهر أنه لا يمكن الثقة بأحد ، وكان حكمه صحيحا ، فأخته الكبرى لم تقدم أي مساعدة مفيدة حقا ، إن نظرت للأمر بموضيعيه ، وكانت أخته الصغرى ، مجرد فتاة تم تبنيها للعائله بسبب موهبتها المفرطه ، ولم تكن هناك علاقات دم أو علاقة أخوية بينهما حقا ، لذا كان حكم لويس السابقا صحيحا في نظري أيضا ، فإن كانت تريد المساعدة حقا ، كان بإمكانها وقف التنمر غير المشروط ضد لويس ، لكن لم يقم أحد بذلك ، وحتى لو كان له أسباب ، فيجب أن يمتلك نفس الأسباب عند تحركي لتصفية الديون ، وبالطبع لم أكن شخصا لطيفا حتى بالكلمات الفارغه ، عند تصفية الديون ، فعادة ما يرد الخير بضعفيه ، ويرد الشرَّ بألف ضعف .

" سيدي الشاب الوجبة جاهزه !! "

تم مقاطعة أفكاري من قبل بلتر ، وبمجرد نهوضي من فوق الصخرة التي كنت جالسا عليها ، تبين أن الليل قد حل ، ولم أدرك ذلك بسبب تركيزي على خطتي القادمه .

نظرتُ لبلتر الذي كان متوترةً أمامي .

" قد الطريق !! "

تحرك بلتر فورا ، وتبعت خلفها .

وبعد عدة دقائق من المشي ، وصلت لغرفت الطعام ، وكانت المائدة جاهزة بالفعل ، وكانت محملة بطعام يكفي عشرين شخصا ، وكان هذا من ترتيب بلتر أيضا ، فبعد تدريبي زاد إحتياج الطاقة لجسمي ، وكانت بلتر مدركة لهذه الحقيقه ، سواء كان لكونها قاتله ، أو لمعرفتها الواسعه .

جلست أمام الطاولة وبدأت بتناول الطعام ، من الدجاج إلى اللحوم والحساء والسلطه وغيرها ، وكان كل صنف يحتوي على مانا نقية وعالية الكثافه .

****

# منظور بلتر #

تقدم لويس نحوي ، وكان الجو حوله يزداد إنعزالا وبروده .

سمعت في السابق أن أحد شروط ظهور البرق الأرجواني ، وصول صاحبه لإدراك نفسه وعلاقاته مع من حوله .

لكن بلتر لم يعلم أن لويس إستخدم البرق الأرجواني لتطهير أي مشاعر باقيه للويس السابق .

وللأسف كان هذا صحيحا ، الآن زادت برودة تصرفات السيد الشاب وحركاته ، وأصبحت عيناه أكثر إنعزالا ومللا .

وعندما نظرت لعينيه مطولا ، تسلل شعور برعب غير مسبوق وخنق قلبي ، لم أفهم كيف يمكن لطفل أن يظهر هذا الرعب والوحده ، وتسابقت الأفكار في عقلي ، وسرعان ما تشابكت وأصبحت أكثر إرتباكاً .

" الآن قد تكون الفرصة الأخيرة لتخليص القارة من هذا الوحش الصغير قبل أن يكبر "

وبالطبع لم أستطع حمل نفسي على فعل هذا ، فحتى لو كان سيقود القارة للخراب في المستقبل ، فقد كان آخر أمل لي في شفاء إبنتي .

ولم تعرف بلتر حتى سبب إيمانها بأنه قادر على علاج إبنتها حتى .

يتبع ....

2024/07/24 · 133 مشاهدة · 1043 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025