# منظور الشخص الثالث #

أكمل لويس طعامه وذهب لغرفته .

وبينما غادر لويس قاعة الطعام ، وقف بلتر متصلبا مكانه وهو ينظر للمقعد الفارغ الذي كان يجلس عليه لويس .

هااااا .....

تنهد بلتر بمراره ، يبدوا أن طلب المساعدة منه أصعب بكثير مما توقعت .

تحركت الأفكار داخل عقل بلتر ، وخرج معها القلق الذي كانت تحتجزه في قلبها .

فمع تدريبها الصارم منذ طفولتها ، أصبحت تتحكم جيدا بمشاعرها ، ولم تظهر أي ضعف أمام الآخرين ، وبإستثناء مرة واحدة ، كانت عند تبني إبنة صديقتها الراحله ، كانت هذه المرة الثانية طوال حياتها البالغة إثنان وعشرين عاما .

" هذا أصعب كثيرا مما ظننت ، ويبدوا أنه يصبح أصعب في كل ثانية تمر "

فكرت بلتر في تصرفات لويس ، وكان واضحا لها أنه أصبح منعزلا عن الآخرين أكثر فأكثر ، وفي الآونة الأخيرة ، يبدوا أنه لا يظهر أي تفاعل على وقاحة الخدم ، وكذلك صورة والدته ، وهذا يعني أنه أقفل على قلبه بالفعل ، إن لم يكن قد تحجر قلبه تماما .

ورغم أفكارها السلبيه إلا أنها لن تستسلم أبدا ، حتى لو تخلت عن كل شيء ، فإن شفاء إبنتها كان كافيا لها .

هزت بلتر رأسها وأبعدت أفكارها السلبيه ، وتابعت عملها ، فحتى لو فكرت طوال الوقت فلن يتغير شيء إلا لو تحركت أولا .

***

في غرفة لويس المظلمه ، كان لويس يحرك الطاقة داخل جسده ويقوي عضلاته وأوتاره ، ويوسع مسارات المانا داخل جسده أكثر .

بالطبع كان هذا ضربا من الجنون للآخرين ، ولو شاهده فارس عابر ، لقام بضربه بسيفه فورا ، فتدريب لويس الحالي ، ليس أكثر من تدريب جاهل .

وكان هذا صحيحا في كل القارة بإستثناء لويس ، الذي فاقت موهبته المتسامين بكثير ، ومع الإكسير الذي تناوله فلن تكون سرعة تدفق المانا داخله بطيئة أبدا ، بل على العكس سيكون من الصعب عليه التحكم بها جيدا ، ما لم يوسع مسارات المانا أكثر ، لذا حتى لو كانت مساراته واسعة للغاية ، فسيكون لديه ما يكفي من المانا لنقلها لكل خلية من جسده .

ومع حب المانا له ، وإعتراف العالم بكونه ساحرا متساميا ، كان هذا لعب أطفال بالنسبة له .

لكنه الآن كان يركز بشدة ، وكان العرق البارد يغطي السرير وكأنه مستنقع حوله .

بالطبع كان هذا بسبب قيام لويس بإبتكار تقنية لتحويل الطعام لمانا ، وضخها لسلاسل المانا وبقية جسده .

وفي نفس الوقت كان يزيد من إجمالي المانا داخل الدانجو أسفل بطنه ، ومع قيامه بالكثير من الأشياء في نفس الوقت ، كان التركيز كبيرا جدا .

وبعد فترة فتح لويس عينيه ، وأطلق زفيرا طويلا من الهواء العكر ، وكأن جبلا قد أزيح عن كتفيه .

" مزال الطريق طويلا أمامي ، ومع هذا بمجرد إتقان وطبع هذا التدريب على جسدي ، سيصبح الأمر مثل التنفس ، وسيقوم به جسدي بدون إرادتي ، وسأصبح أقوى مع كل نفس "

ومع هذا لم يسترخي لويس أبدا ، فقد عرف بالفعل مصير الكسالا من تجاربه السابقه ، وهو شيء لا يريده أن يكون مصيره .

إستمر لويس في التدريب وفقد إدراكه للوقت .

وهكذا مر الوقت وأشرقت الشمس .

****

ومن ناحية أخرى ، كانت بلتر التي أنهت أعمالها باكرا ، وتتقلب في السرير ولم تستطع النوم .

بالطبع لم يكن السبب أن الفراش غير مريح ، أو أنها تعاني من إصابة أو مرض ما .

" آآآه .... ، لن أستطيع النوم أبدا إن إستمر الأمر على هذا النحو ! "

وكان السبب تصرفات لويس البارده تجاه الجميع ، وتغير موقفه حتى بالنسبة لصورة أمه التي يعتز بها كثيرا .

في البداية كان يتوقف لا إراديا في كل مرة يمر بصورة والدته ، ومع هذا فقد قلت تصرفاته تجاه الصورة تدريجيا ، وتوقعت بلتر أنه سيرميها بعيدا عما قريب .

وإن حصل ذلك ، فهذا يعني أن مشاعره ماتت ، وأنه أصبح بلا مشاعر مثل الآله .

ولحسن الحظ أو سوءه ، فإن أخته الكبرى ، وهي من القلائل القريبين منه ، ستصل بعد تسعة أيام ، ومع وصولها ستكون بلتر قادرة على تقييم مشاعر لويس ، والحصول على طريقة للتقرب منه .

" لا يمكنني أن أجلس مكتوفة الأيدي لتسعة أيام أخرى ، يجب أن أتحقق من تصرفات لويس ، حتى وصول أخته !! " .

وبهذا شجعت بلتر نفسها ووقفت لمتابعة تحركات لويس اليوميه .

*****

بعد خمسة أيام .......

كان للويس روتين يومي لا يتغير ، كان يستيقظ في الصباح الباكر قبل شروق الشمس ، يتناول الإفطار ، يذهب لغرفة التدريب ، أو يطلب من بلتر كتبا نادره ، أو غير موجودة في المكتبة ويقرءها ، وعند حلول الظهيرة ، كان يخرج من المكتبة بعد إستحمامه ، ثم يذهب لتناول الغداء ، ثم يعود لغرفة التدريب مجددا ، وفي وقت العشاء كان يخرج ويتناول عشاءه ويعود لغرفة التدريب مجددا حتى وقت متأخر من الليل ، ثم يستحم ويذهب للنوم في غرفته .

وكان الخدم وبلتر مندهشين من روتينه وإدارته لوقته بشده ، كما أنه لا يتحدث إن لم يكن أمرا ضروريا .

وكان بلتر أكثر دهشه ، لمعرفتها بصعوبة إتباع مثل هذا الروتين القاسي ، فحتى تدريباتها لم تكن بهذه الشده في مثل عمره .

ومع قلقها من موته المفاجأ بسبب التدريب ، وقلت النوم والإرهاق ، كانت تذهب لغرفة المراقبة وتراقب مستواه الحيوي .

[ مستوى تركيز المانا Lv 200 ]

[ مستوى كثافة المانا Lv 200 ]

[ مستوى الجاذبيه Lv 25 ]

[ مستوى الحيوية للمتدرب ' نائم - طبيعي ' ]

وسرعان ما ظهرت الصدمة على وجه بلتر !!

" *....* "

نائم ......

هل نام في هذه الظروف ؟ ، مع كثافة المانا العاليه ، وهو شيء مفيد عند التدريب ونقائها العالي ( التركيز ) ، يجب أن تدار بشكل منظم ودقيق ، أو سيؤدي هذا لتلف مسارات المانا داخل الدانجو للفارس ، أو دوائر المانا للساحر ، أو الإصابة بتسمم المانا .

لكن لويس ينام داخل غرفة التدريب مع هذه المستويات الجاهلة .

ثم خطرت فكرة خطيرة لبلتر .

" هل كان الإنجاز الذي إعترف به العالم هو هذا ، أو أن العالم يساعده بهذه الطريقة بسبب إنجازه " .

ومع هذا تعمعت أفكار بلتر و مخاوفها .

يتبع .........

2024/07/24 · 136 مشاهدة · 982 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025