ورغم أفكار الجميع إلا أن لويس لم يهتم بشكل خاص .

فمهما كانت أفكارهم ، فهي ليست من شأنه ، ومدامت لم تؤثر عليه فلم يمانع .

ومع بقاء أربع أيام ، لوصول أخته الكبرى ، زاد تدريب لويس وقوته بشكل سريع .

وكذلك زاد إتقانه للسحر بشكل أسرع .

حتى الآن ، ومع سلسلة سحرية واحدة ، أتقن لويس كل أنواع سحر الدائرة الأولى ، وكذلك أصبح قادرا على إستخدامه بشكل فعال في القتال ، وأصبح قادرا على أداء الصب المتعدد والسريع .

وكل هذا في أسبوع واحد فقط ، كما أنه أنشأ سحره الخاص للدائرة الأولى .

" ما زال ، لايزال تقدمي بطيئً للذهاب للخطوة الثانية من الخطه "

ومع هذا لم يكن راضيا ، ويجب الإشارة الى أنه أصبح في بداية الفارس المتوسط ، بدون إستخدام المانا لتقوية جسده .

ومع إستخدام غرفة التدريب ، ومواجهة الخصوم الأقوياء في عالم الخيال ، حصل على الخبرة الضرورية للمعارك بشكل مطرد .

ومع نموه المستمر زاد شوقه للقوه ، فلم يكن لويس يحب التفاخر والغرور ، وكان يدرك جيدا كونه موهبة لا تتكرر أبدا ، ومع هذا كان ضعيفا في الوقت الحالي .

فحتى لو كانت أفاقه المستقبلية مشرقة للغاية ، فلن يكون هناك أي معنى لو مات الآن .

وبالحكم على كمية المانا المستقرة داخل الدانجو خاصته ، أدرك أن إختراقه الأول أصبح قاب قوسين أو أدنى ، وأن سلسلة المانا خاصته إستقرت بشكل ممتاز ، ويستطيع تشكيل السلسة التالية على الفور .

لكنه قرر تأجيل هذا لبعد عودة أخته الكبرى ، وكما أنه يريد منح جسده فترة سماح لبعض الوقت .

فلن يأتي خير من معرفتها بسرعة تقدمه الحاليه ، وبعد أخته كان عليه أن يبتز عائلة خطيبته اللطيفه ، ثم يدفع الدانجو خاصته للإختراق ، ويكون السلسة الثانيه ، ويبدأ رحلته في القارة وجمع القطع المخفيه حولها .

فلم يكن من شأن لويس أن ينجوا العالم أو يهلك ، فحتى لو كانت قطعة ضروريه لبطلة اللعبة اللعينه ، كان ينوي أن يستولي عليها ، ويزيد من قوتة بشكل أسرع .

هاااااا ....

تنهد لويس وتابع تدريبه المستمر .

*****

# منظور لينا إندخريستو #

كنت أقوم بعملي كالمعتاد ، أستيقظ في الصباح وأجهز نفسي وأتناول الإفطار ، ثم أذهب للعمل في الأكادمية العليا .

من حسن الحظ أن هناك الكثير من المواهب في الأكادمية .

حسنا ، لم يكن غريبا ، بمجرد معرفتك أن مواهب القارة المتميزة ، تجتمع داخل الأكادميه ، ومع إختبار القبول الصعب ، يجب أن يكون الموجودين هنا هم الأفضل في القارة بأكملها .

ومع هذا لم تكن لينا مرتاحة مثل السابق .

وكان السبب واضحا لها ولخادمتها بجانبها .

ومن الواضح أن السبب كان أخي الصالح .

قبل بضعة أيام ، وصلة رسالة من المنفى الموجود فيه لويس ، ولم يكن الأمر غريبا ، فقد وضعت أحد أتباعي داخل القصر ، وكانت تصلني تقارير بفترات منتظمة عنه .

لكن التقرير الأخير لم يكن عاديا أبدا ...

وكان هذا سبب طلبي لإجازة لأسبوع ، حتى أرى أحواله بنفسي .

ورغم شفقتي عليه ، إلا أنني لم أتدخل لمساعدته أبدا ، فبحسب القاعدة الحديدية لعائلة إندخريستو ، يجب على أفراد العائلة التعامل مع شؤونهم الخاصة بنفسهم ، والمنافسة على منصب رب الأسرة بقوتهم الخاصة .

ومع هذا لم أتدخل لمساعدة لويس أبدا ، وكنت أنظر له من بعيد ، وأرسلت من ينقل أخباره لي .

وكانت الأخبار صادمة للغايه .

[ لويس أصبح غريبا مؤخرا ، وكأنه شخص آخر ، تغيرة تصرفاته بشدة ، وأصبح أكثر برودا ، وبدأ تدريبه الخاص ، وترك الكحول ، ولم يعد يضايق الخادمات ، أو يطلب العاهرات ، وأصبح ينظر للجميع وكأنهم عشب في قارعة الطريق ، وهذا ليس كل شيء ، فمؤخرا أحدثَ ظاهرة ارشمال السحر ، وزاد إنعزاله عن الآخرين ، وبدأ عيشه في غرفة التدريب ولا يخرج إلا للطعام أو النوم ]

هاااا ...

أطلقت تنهيدة طويلة ونظرت للخادمة بجانبي ، وأعطيتها التقرير ووقعت في دائرة افكاري .

فظاهرة السمو للساحر كانت نادرة جدا ، وآخر مرة حصلت فيها ، كانت قبل مئتي عام ، ويقال أنها توضح علاقات صاحبها مع الآخرين ، ومع كونه يمتلك القدرة للوصول للسمو ، فالعالم يساعده على الوصول لها بشكل أسرع ، ومن بين المساعدات التي يقدمها ، هي توضيح العلاقات الإنسانية التي تربط صاحب الظاهرة مع الآخرين ، وذلك ليسهل له التركيز على السحر ، وترك العلاقات غير المجدية للساحر ، وبالطبع هذا لم يكن سوى الوقت الحاضر ، ومن الممكن تغيير العلاقات لاحقا للأفضل أو الأسوء ، لكن يصبح من الصعب التقرب من الساحر أكثر بكثير من السابق ، ويقال أنه يصبح مهوسا بالسحر ويترك كل شيء آخر .

" ماذا تعتقدين إليسيا ؟ "

تفاجأت الخادمة وكأنها لم تتوقع أن أسألها ، ولكنها هدأت بسرعه وبدأت تفكر في إجابه .

" ممممم ، ألا تعتقدين أن هذا مجرد نزوة أخرى !"

لم أستطع سوى أن أتنهد مجددا على إجابة الخادمة الفاتره ، ومع هذا أردت أن أفهم نظرة الآخرين للويس ، فمع كون الجميع غير مبالين به ، ربما أكون أكثر المقربين منه الآن .

وتشكلت إبتسامة صغيرة على شفتي لينا الورديه دون أن تدرك .

" هل تعتقدين هذا حقا ؟ إليسيا !! "

" أجل الآنسة الشابه ، فلا يمكن للبشر أن يتغيروا بهذه السهوله ، لذا أقرب ما يكون هو أنها مجرد نزوة أخرى "

لم تكن إجابة إليسيا خاطئة بالضرورة ، ولكن ، لو كان السمو السحري شيء يمكن الحصول عليه بنزوه ، لما تميز سحرة السمو عن الآخرين ، ولابد أن الأصغر سيلفت الإنتباه بالتأكيد .

" هاااا ، إليسيا ، الأمر ليس بهذه السهوله ، فلو كانت مجرد نزوة تجعل الشخص ساحر سمو ، وهو في الدائرة الأولى فقط ، لكان الجميع سحرة سمو الآن " .

وكانت هذه المشكلة الثانية التي لم تفهمها لينا ، مجرد ساحر بدائرة واحدة ؛ يصبح ساحر سمو ؟ هذه أكثر نكتة سخيفة في تاريخ القارة بأكملها .

" أعتذر ! ، كانت أفكاري قصيرة للغايه ! "

خفضت إليسا رأسها وأعتذرت .

لكني لم أعرف سبب قلقي أبدا ، ألن يكون من الجيد أن يصبح الأخ الأصغر المستضعف قويا ، فبإستثناء الطفلة المتبناة ، لم يكن أحد غيري لطيفا معه ؛ حتى بالكلمات الفارغه ، ثم إن أصبح أقوى ألن يكون أفضل ؟؟ .

ومع دوران الأفكار داخل رأسي ، لم تكن هناك إجابة أبدا ، وكان لابد من ذهابي لرؤيته شخصيا ، على الأقل حتى لو كان بارد ، فلن يكون معاديا لي ، أليس كذلك ؟ .

ولم تعرف لينا أنها كانت تريد علاقة أخوية حنونة مع لويس ، وأن هذا سيكون هوسها في المستقبل .

وسرعان ما نهضت لإعطاء محاضرتها داخل الأكادمية ، فكونها بروفيسورا في قمة الدائرة السادسة ، جعلها موقع ترحيب اينما ذهبت .

وإستمر الوقت بالمرور ولم يعد هناك سوى بضع ساعات ، على لقاء لويس بلينا ، وزاد الترقب والتوتر داخل قلب لينا ؛ دون أن تعرف السبب .

يتبع ......

2024/07/25 · 122 مشاهدة · 1097 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025