# منظور الشخص الثالث #
بعيدا عن المنفى الذي يقيم به لويس .
في وسط القارة ، حيث يطلق عليها القارة الوسطى ، كانت الجبال الشاهقة ممتدة على طول المشهد ، وفي وسط تلك الجبال ، كانت قلعة مهيبة تقف شامخة على قمتها .
كانت القلعة السوداء تبدوا وكأنها قلعة سيد الشياطين ، كان اللون الأحمر ممتزجا مع القلعة السوداء ، وكان العلم بالونين الأسود والأحمر ، مع سبع سيوف يقف أمامها رجل برداء أبيض يرفرف على قمة القلعه .
وفي أعلى طابق من القلعه كان رجل في منتصف العمر يجلس على مكتبه ، كان الرجل وسيما مع عينين حمراوتين وشعر أسود ينظر ببرود لورقة في يده .
وبجانب الرجل كان الخدم والخادمات يقفون بصمت ، كان الجو قمعيا في المكتب ، وكان الخدم متوترين ، وظهر العرق البارد على جباههم .
مممممم ، هل كل ماذكر صحيح ؟
وفي النهاية كسر الرجل الصمت وسأل .
أجل سيدي ، لقد أتى هذا التقرير من المنفى الآن ، وكل ما ذكر صحيح 100% .
أجاب كبير الخدم بهدوء .
ومن الواضح أن الرجل الذي سأل الآن ، كان والد لويس البيولوجي ماكس إنديخريستو .
تأمل سيد عائلة إنديخريستو في التقرير أمامه ، ولم يعرف هل يصدق أم لا .
من الواضح أن إبنه ولد بموهبة رائعه ، ولولا أنه ولد من نصف شيطان وإنسان ، لكان محور عائلة إنديخريستو ، لكن وقع إسم الشيطان لم يكن سهلا على سكان هذه القارة وكذلك على العائلة .
وحتى التنانين كُحام المانا ، كادوا أن ينقرضوا بسبب سيد الشياطين ، وكان لويس إبن حفيدته ، لذا من الواضح أن القارة لا يمكن أن تتقبله .
تنهد الرجل ، وقال : " هيئو العربه ، سنذهب للمنفى !" .
وسع كبير الخدم عينيه ، وسرعان ما تحرك وقال إحتجاجا : " سيدي لايمكن أن تذهب الآن ! ، الرحلة للمنفى تستغرق أربعة أشهر من هنا ، ونحن لا نملك بوابة الإعوجاج ، لذا سيستغرق الأمر الكثير من الوقت ، ولديك إجتماع مع العائلة الإمبراطورية و الكنيسة في خلالِ شهرين ، إن تحرك للذهاب للمنفى ، فستغيب عن الإجتماع ، وسيسبب هذا الكثير من المشاكل " .
إزداد القمع في الغرفة لدرجة لا تطاق ، وسقط الخدم على الأرض وهم يلهثون .
لكن كبير الخدم ظل يحدق في عيني رئيس العائلة دون أن يرمش .
وفي النهايه تنهد ماكس ورفع الراية البيضاء أولا ، كان ماكس يعرف أن تمرد كبير الخدم كان من أجله ، لذا لم يتابع الأمر أكثر .
" حسنا ، بعد الإجتماع سأذهب للمنفى ! " .
وبهذا إرتاح كبير الخدم واجاب : " كما تتنمى ، وإنحنى لماكس ، وخرج من الغرفة مع بقية الخدم "
إستقرت هالة ماكس القمعية ، وتمتم بكلمات غريبه " إنه مبكر جدا عما ينبغي !! " .
وتابع عمله ، فكونه رئيس لعائلة كبيرة ، كان هناك الكثير من العمل والقرارة لإتخاذها ، ولم يكن الوقت لتشتيت الأفكار .
وبعيدا عن إقليم عائلة إنديخريسو ، وفي جزيرة في منتصف المحيط ، ذات موقع مجهول لا يعرفه أحد في كامل القارة ، كانت الجزيرة تقف فوق وريد مانا هائل ، حتى أن المانا كانت واضحة بالعين المجرده ، ومع المصفوفات الكبيرة لإحتجازها ، أصبحت المانا كثيفة للغاية .
كانت الرؤى واضحة بسبب كثافة المانا ، وإن قدرت كثافة المانا بالمستويات ، فستوكون فوق 900 في هذه الجزيرة .
كان هناك شلال يتساقط في أعماق الجزيرة ، وكان الضباب الأبيض يمنع النظر لداخل الشلال ، وتحت الشلال كانت إمرأة جميلة بعينين حمراوتين ، وشعر أبيض حتى كعبها ، تستحم تحت المياه المتساقطه .
كانت ملامح المرأة جميلة ، بحواجب كالسيوف ، ورموش طويله ، وأنف حاد ، وشفتين زهريتين ، ورقبة بيضاء كاليشم اللبني ، ولاكن ، رغم جمالها إلا أن برودتها واضحة للغاية .
وبجانب المرأة ، خرج صوة مكانكي ، دون مشاعر من الظلام .
" سيدتي ، بدأ المنفى يظهر تحركات غير عادية ! "
تفاجأت المرأة من الخبر ، فأنهت حمامها وخرجت .
كان شعرها الرطب وملابسها المبتلة ، تعطيها سحرا أنثويا هائلا .
تحركة المرأة لبيت خشبي في مكان ما في الجزيرة ، وجلست على الكرسي داخله وقالت : " ماذا حصل بالضبط ؟ " .
كان هناك نفاذ صبر مع صوت المرأة البادر ، وسرعان ما تحرك ظل يشبه الإنسان ، بإستثناء القرون الغريبة على جبته ، وتقدم أمام المرأة بإحترام وتبجيل ، وقدم رزمة من الأوراق لها .
حركت المرأة ذات الشعر الأبيض الحريري يدها الرقيقة ، وأمسكة الأوراق وقرأتها بسرعه .
وعند إنتهائها من القراءة ، أظهرت إبتسامة جميلة على شفتيها الزهريتين .
" لويس ، هل بدأت أخيرا ، أمك كانت تنتظر منذ زمن بعيد " .
وبعد حديثها ، تحولت الإبتسامة لحزن شديد ، ولوم وإستنكار للذات ،
" هل أستحق أن أكون والدة الطفل حقا ؟ " ، سألت المرأة ، ولاكن لم يكن هناك أحد ليجيب .
وبعيد عن كل هذا ، وفي المنفى حيث يقيم لويس .
كان لويس أمام باب الحمام ، وكان خلفه يدين رقيقتين تضمه في عناق حميم .
كانت لينا تحضن لويس بين يديها ، ودموع الحزن في عينيها .
لم يعرف لويس مانوع الدواء الذي أخذته لينا ؟ ، ولم يكن يريد أن يعرف ! ، فأكثر ما أراده الآن هو أن تتركه لينا ، فقد كان يشعر وكأن حشرات مقززة تزحف على جلده في كل مكان .
وبالطبع لم يكن هذا بسبب لينا ، فقد كان لويس مصاب لمتلازمة النظافة القهريه ، وإن لمس أحدهم جسده ، فسيكون شعروه مروعا ، وخاصة الآن حيث لم يكن يرتدي شيءً ، على جزئه العلوي .
وكانت عضلاته واضحة جدا ومنسقة جيدا ، وكأنه تدرب لسنوات طويله ، وكان جسده متناسقا دون سمنة أو نحافة زائده .
تحمل لويس بصبر شديد ، وشعر أنه إن لم تتركه لينا فقد يقطع يديها : " لينا أتركيني من فضلك ، سأستحم الآن ؟ " .
كان صوتاً عاجزا ومليئً بعدم الصبر .
أذهلت لينا من تصرف لويس ، فقد كان صوته قبل قليلا شديد البرود ، والآن رغم كونه باردا ، إلا أن صوته كان به بعض المشاعر .
ظهرت إبتسامة صغيرة على شفتي لينا دون وعي ، وتركت لويس ليستحم .
تنهد لويس بإرتياح ، وقدر أنه إن لم تتركه لينا الآن فقد يقطع يديها حقا .
دخل لويس الحمام ، ولم يعلم بزيارة والده له ، ولا أن والدته مزالت حيه ، وأن مؤامرة كبيرة تحاك في الظل ، وكان هو فحو المؤامرة .
بالطبع حتى لو عرف فلن يهتم ، قد يبدوا لويس شخصا عاديا للآخرين ، لكن روحه في قمة التسامي ؛ وتحميه من أي هجمات عقليه أو لعنة سحريه ، وجسده الذي تجاوز كل قيود العالم ، يمَكِّنه من صنع المستحيل بكل سهوله ، ومع خبرته السابقة قبل دخوله هذا العالم ، عرف أن عدوه قد وصل لمرحلة الإلاه ، وإلم يصبح أقوى بسرعه ، فسيكون الموت مصيره .
بالطبع كان له خطته الإحتياطيه ، لكنه الآن لا يستطيع تنفيذها ، وكان يجب عليه مغادرة المنفى قريبا والتجول في القارة لتنفيذها .
يتبع ..........
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
عذرا على التأخير لظروف خارجة عن إرادتي ، ويأسفني أن أخبركم أن الظروف قد تستمر لأسبوع آخر .
ونأمل دعمكم ، وإعطائي بعض الملاحظات والدعم بتعليق .
قد لا يأخذ منك أكثر من ثلاث دقائق ، ولكن الفصول تأخذ مني عدة ساعات وأيام .