إستمر لويس في إفراغ المانا وملئها ، مرارا وتكرا ، ليلا ونهار .
حتى أنه فقد إحساسه بالوقت ، وكان هذا طبيعيا عند دخول العزله ، فبمجرد تركيزك على شيء ما تفقد إحساسك بالوقت ، وكان هذا أيضا السبب في بحث الناس عن مكان آمن للعزله .
وكان رؤساء العائلات الكبيره يخفون خبر دخولهم للعزلة .
فإن دخل أحدهم للعزلة وعرف الأعداء بهذا ، فستكون فرصة ذهبية للهجوم على العائلة وإنهائها .
ومع إستمرار لويس في عمله ، كان بلتر قد جهز المعادن ومواد الكيمياء .
*******
# منظور بلتر #
إنتظرت قدوم الآنسة الشابة بفارغ الصبر ، وكان الإنتظار مؤلما جدا .
فقد كانت إبنتي المريضه غائبة عن الوعي ، وبحسب الخبراء الذين وظفهم رئيس العائلة ، يبدوا أن إبنتي ستعيش بهذا الشكل حتى 9 سنوات أخرى .
وإستيقاظها من عدمه يعتمد على إكتشاف العلاج من عدمه .
وبعد بضعة أيام وصلت الآنسة أخيرا ، ولكن لويس لم يأتي للترحيب بها .
شعرت وكأن خنجرا ضرب قلبي ، وفي نفس الوقت كنت أندم على الماضي .
فلو أني ساعدته بأي شكل من الأشكال لكان من السهل طلب مساعدته الآن .
ومع أن لويس لم يكن خبيرا في هذا المجال ، إلا أن حدسي كقاتلة محترفه أخبرني أن لويس يستطيع شفاء إبنتي .
رغم كونه موقفا سخيفا ، إلا أني قررت الثقت بحدسي ، فهو من أنقذني من مواقف موت كثيرة في الماضي .
وبعد قدوم الآنسة الشابه ، رافقتها لقاعة الطعام لرؤية لويس .
عند دخولنا كانت الشابة متوترة وأفصحت عما في قلبها بسرعه .
" هل يجب علي ؟ ، لا أذكر أن شيء كهذا كان من واجباتي !".
وكان رد لويس باردا !
شهرت وكأن جبلا وضع على قلبي !
هل تجمدت مشاعر لويس حقا ؟؟
أليس هناك مكان في قلبه بعد الآن ؟ هل أغلق قلبه تماما ؟
بدأت مناوشات بين لويس وخادمة لينا ، لكن لم يدخل شيء في أذني !
كان شعور تحطم الأمل مريعا !!
ولاكن من ألوم ؟ ، كنت أعرف كيف عاش لويس طفولته ، وكيف كان وحيدا بعد وفات والدته ، وكيف تم نبذه من الجميع .
ورغم كونه طفلا صغير لم يذنب بشيء ، لكني لم أساعده ، ومع إنحارف لويس وتغيره لطابعٍ شيطاني .
لامه الجميع ولم يأخذ أحد ظروفه في الإعتبار ، والآن أريد أن أحصل على مساعدته بعد كشف قناعه ؟؟ .
لو كنت أنا فهل سأقبل ؟؟ .
ظهرت مشاعر كثيرة داخل قلبي ، وعند رفع عيني ، كان لويس قد غادر من القاعه .
نظرت لينا نحوي ثم سألت الخدم عن بعض الأشياء .
أجابة الخادمه ، ثم ظهرة إبتسامة على وجه لينا ، وركضت خلف لويس وتبعتها !! .
وبعد عدة دقائق ، وجدت لينا غرفة التدريب فارغه، ولم يكن لويس موجودا داخلها .
إرتبكة ثم تذكرة المكتبه ، وتوجهنا نحو المكتبه ، وكان هذا مكان لويس إن لم يكن موجودا داخل غرفة التدريب .
وكان كذلك ، فقد كان لويس يجلس بجانب النافذه ، وكانت أشعة الشمس تعطي خلفية رائعة للطفل الصغير .
وكان شعره الأبيض مع بريق الشمس مذهلا ، كانت عيناه الياقوتيتان تركزان على محتويات الكتاب .
كان مشهدا جميلا لمشاهدته !
ذهبت لينا خلف لويس ، ويبدو أن لويس يركز على الكتاب ولم ينتبه لوجود لينا خلفه .
ثم تحدثت لينا مع لويس وهي تبتسم .
أومأ لويس برأسه ، ونهض هو ولينا وذهبا ليكملا العشاء .
في هذا الوقت لم أكن أعرف كيف كانت تعبيراتي ، ولاكن من الواضح أنها ستكون ذهولا خالصا .
وسعت عيني بصدمة كبيره .
وكان الشاب لم يقفل قلبه كليا بعد ، على الأقل إستجاب لأخته الكبرى ، وتبعها مثل فرخ يتبع أمه .
تغيرت المشاعر داخل قلبي بسرعة كبيره ، وحل الأمل بدلا من اليأس ، وكان شعورا مريحا حقا .
وسرعان ما تبعت الإثنين .
وفي وقت العشاء ، ذهبت لينا لإحضار لويس ، و كنت أنتظرهم بفارغ الصبر ، وعند تأخرهم ، كانت العديد من المشاعر السلبية تلعب بي .
وعندها فتح الباب وكان لويس ولينا هما من دخل ، نظر لويس للطاولة ، ثم نظر لخادمة الآنسة للحظه ، ثم حول نظره لي .
شعرت وكأنني مكشوفة أمام تلك النظره ، وسرعان ما وضحت ما حصل .
" سيدي أصرت الآنسة الشابة على تناول الطعام معا ؛ بحجة أن الطاولة كبيرة وعدد الأشخاص الذين يجلسون عليها قليل " .
تقبل لويس الأمر بسهولة وجلس بقرب لينا ، وبدأ بالأكل ، وكانت لينا بجانبه تحضر الطعام أمامه .
كان لويس يبدوا مثل طائر صغير يقبل كل ماتعطيه إياه أمه ، رغم إرتباكه إلا أنه لم يرفض أبدا، كانت غريزة الأمومة تستيقظ داخلي دون أن أدرك .
لمت نفسي كثيرا على ما مضى ، ولكن ماذا يمكن للندم أن يغير ؟ أليس من الأفض إصلاح الحضر بدلا من الندم ؟ .
وبعد هذا دخل لويس عزلة أخرى ، كان هذا طبيعيا ، فعند بدء التدريب كانت كثرت العزلات مع وقت قصير أمرا منتشرا .
بدت لينا وإليسيا مرتبكتين ، وكانت لينا حزينة ، ظنا منها أن لويس يريد تجنبها ، واسية لينا وإنتظرنا خروج لويس .
عند ظهور علامات على خروجه ، أمرت بإعداد الطعام ، وذهبت مع لينا لإنتظاره ، وإنضمت لنا إليسيا .
ولم يطل الأمر طويلا حتى صرخت إليسيا وهي تغطي فمها وأشارت لأسفل الباب .
وكانت الدماء تتدفق وكأنها فيض من نهر ، ومع هذه الدماء كانت الشوائب تغير لون الدم للأسود قليلا ، وهذا أثر للعنة أصابة صاحب الجسد .
بردت عيناي وكادت نية القتل أن تظهر ، وسمعت لينا تطلب فتح الباب ، ويرعان ما نسيت أني أخفي هويتي وفتحت الباب بدون مفتاح .
وكان مظهر لويس صادما لأبعد الحدود !! .
كان لويس يعيد تشكيل جسده ، وكان هذا طبعيا ولاكن ! ، كان لويس يحطم عظامه وأوتاره ويخلطها بالمانا ويعيد تحطيمها مرارا وتكرار .
كان مشهدا دمويا ومؤلما حتى بمشاهدته !!
هل هذه الطريقة التي يترب بها طفل في السادسة عشر من العمر ؟
حتى أبشع المنظمات في العالم السفلي لن يقوموا بهاذا !
لكن لويس إختارها ، والأكثر من هذا ، لم يصرخ لويس أبدا ، لا !، لم يصدر لويس أي صوت وكأنه لم يملك أي شعور .
هل إعتاد الطفل على الألم ؟ هل أصبح هذا الألم المروع وهذه الطريقة الجاهلة دون أي إستعداد شيء طبيعي بالنسبة له ؟ .
إلى أي مدى وصل إنحطاط هذه العائلة ؟ هل هم بشر أصلا ؟
هل إستمتعوا بعذيب طفل الى هذا الحد ؟.
مالذي مر به لويس ليكون هذا الألم شيء طبيعيا بالنسبة له ؟
ولم تعرف بلتر أن اللعنة من تدبير الكنيسه ، وأن عائلة إندخريستو كانت تحاول مساعدة لويس ، لكن غضبها قد تجاوز الحدود الآن .
ولولا سقوط لينا مذهولة والدموع تنهمر منها ، ربما قامت بلتر بمحاولة قتلها .
يتبع .....