26 - ماضي ! ،أو حاضر !، أم مستقبل ! .

تابعت الحالقات في التصادم ، ومع كل تصادم كانت الحلقات تشكل روابط بين بعضها ، وبدأت في تشكيل دورة دموية جديدة في جسد لويس .

ومع كل إصتدام ، كان تيار خفي من طاقة مجهولة ، يؤثر على نوع لويس .

تابع التيار التحرك داخل جسد لويس ، وكان يعدل على أساس الجسد ، أصبح الدم أكثر لزوجه ، وكانت العروق أشبه بمسارات الفلاذ ، وأصبحت مسارات المانا تتوسع أكثر فأكثر ، وكانت طلاسم غريبة تتشكل فوق صفاح الدم داخل الجسد .

ومع مرور الوقت ، بدأت الطلاسم تتشكل فوق الخلايا والعظام والنخاع .

كانت هناك 6666 طلسما مختلفا تشكلت في كل مكان ، وبعدها ظهر ضوء فضي لامع ، غطى جسد لويس لفترة من الوقت .

كان الضوء يغطيه وكأنه يحميه من شيء ما .

وفي عالم مليء بالظلام الدامس ، عالم لا نور فيه ، كانت روح لويس تسقط في هاوية لا نهاية لها ، بدا أن الهاوية تزداد ظلمة ورعبا كلما سقطت أكثر .

كان لويس فاقد الوعي في هذا العالم ، وبعد فترة غير معروفه ، بدأ لويس في فتح عينيه .

" أين هذا العالم ، لم أسمع أبدا بعالم من الظلام من قبل ؟! "

تحدث لويس لنفسه ، بنبرت فضول دون أدنى خوف ، فقد كان لويس يعاني من بعض المشاكل عند ولادته ، ولم يشعر بالخوف أبدا حتى الآن .

إستمر سقوط لويس لفترة غير معروفه ، حتى أن قوة إرادته بدأت تضعف بشده .

وكلما إستمر سقوطه إزاداد إستهلاك إرادته ، بدا الأمر وكأن هاوية لا نهاية لها تبتلع روح لويس ، وتتذوقها ببطأ .

وعندما شعر لويس أنه لا يستطيع تحمل المزيد ، كان تحول سلالته قد إنتها ، ومع إنتهائه ، ظهر ضوء فضي جميل في وسط الهاويه ، كان الضوء مثل الأمل الأخير للويس .

صر لويس على أسنانه ، وتوجه نحو الضوء ، كان الأمر مثل دودة تتقدم ببطأ شديد للضوء .

ومع وصول لويس أخيرا ، كان شكل روحه ضعيفا للغايه ، وكانت روحه قد إجتازة الحد الأعلى لها منذ زمن بعيد ، ولولا تحول سلالته لكان قد مات منذ زمن بعيد .

قضى لويس عدة سنوات وهو يحاول الوصول للضوء ، وعند وصوله بدأ المشهد حوله يتغير بشكل غريب .

كان أمام لويس كيان غريب !

لم يكل شكله واضحا ، وكان ضباب غريب يغطيه بالكامل ، وكأن لويس غير مؤهل لرؤيته .

وكان هذا الوضع بالفعل ، فمع مستوى حياة لويس في الوقت الحالي ، كان يجب أن يموت عند رؤية الكيان أمامه ، وبفضل التحول الأخير أصبح الأمر ممكنا لبعض الوقت .

كان الكيان هائل القوة ، وقد تجاوز جميع المستويات التي عرفها لويس طوال حياته .

كان شعور غيرب يربط لويس مع الكيان !

غير معروف ، لم يسبق له أن رآه من قبل ، جنسه ، وأصله ، وشكله ، وملامح وجهه ، مجهولة ، وفي نفس الوقت كان هناك شعور بالألفة معه ، أيقن لويس أن الكيان لن يؤذيه ، ومع هذا لم يتخلى لويس عن حذره .

ماذا لو كان الكيان من جعله يشعر بهذا ؟

ورغم أن هذا الإحتامل ضئيل للغايه ، فمع قوة الكيان أمامه ، ليس عليه اللعب بهذه الحيل المبتذله ، فلو أراده ميتا لكان قتله .

كان الكيان وسط بحر من الجثث ، كانت الدماء مثل المحيطات الشاسعة حوله ، وكان الكيان يشعر بالغضب الشديد ، وهو ينظر لفتاة صغيرة تحتضر أمامه .

لم تكن العلاقة بينهما معروفة للويس ، لكن لويس كان يشعر بإرتباط مع الكيان ، وكانت بعض مشاعره تتسرب إليه .

وضعت هذه التسربات حملا ثقيلا على روح لويس ، ومع أنها تسربات على حجم الذرة ، إلا أنها كانت كفيلة لجعل لويس يلهث من التعب ، وبالكاد بقي واعيا .

" خالي ، هل أتيت أخيرا ؟ ، خالي لما لم تأتي مبكرا ؟ ، هل أنا غير مهمة بالنسبة لك لهذه الدرجه ؟ ، أم أنك لم ترد التدخل بشؤون صديقي ؟ "

كانت الفتاة تنادي الكيان بخالي ، أي أنها إبنة أخته ، ويبدوا أنها مهمة لهذا الكيان ، ورغم هذا لم تعرف الفتاة مشاعر الكيان وتابعت التحدث له بوقاحه .

" أليس لدي أي مكان في قلب خالي ؟ "

" ما معنى أن تكون مهم للآخرين ؟ ، كيف تعرف أن شخصا ما مهم لك ؟ " .

أمال الكيان رأسه قليلا ، وسأل ببراءه ، كان لويس يعرف أن الكيان يسأل بجديه ، وكان يعرف أن الفتاة مهمة بالنسبة للكيان ، أكثر مما تعرف الفتاة بكثير ، وإلا هل سيتعب كيان من عياره نفسه من أجل القدوم لها ؟ ، ولاكن من الواضح أن الفتاة لم تعرف هذا !

" يبدو أني غير مهمة لخالي بالفعل ! ، آسفة لأني كنت دوما مصدر إزعاج لخالي ، ولولا أني آخر قريب لخالي ، ربما لم يكن خالي ليأتي من أجلي ؟ "

كان كلام الفتاة مثل السكاكين التي تطعن قلب الكيان ، ورغم هذا شعر لويس أن الكيان لم يغر تعابيره أبدا ، وكان وجهه خاليا من التعابير من البداية وحتى الآن .

ولاكن قلبه كان يتقلب بشده ، ويمكن للويس الذي يلهث بشدة ، وكأنه على وشك الموت أن يؤكد هذا .

" ربما ؟ ، وربما لا ! ، أنا لا أعرف ! ، إذن من أوصلك لهذه الحاله ؟ " .

ومع سؤال الكيان ، شعر لويس أنه يحمل بعض اللوم الذاتي في قلبه .

لو أني وصلت قبل جزء من الثانية فقط ، لكان بإمكاني أن أنقذها ! .

شعر لويس أن الكيان كان يشبهه ، وشعر أنه يحمل أيضا نفس مشكلته .

' قلة المشاعر ، والشعور المقرف والمشمئز عند لمس الآخرين ' .

كانت هذه مشاكل لويس ، وشعر أن الكيان يملك نفس المشكلة أيضا ! .

" هههههههه ، أرى ، أنا لست مهمة أبدا لخالي ، حسنا ، لقد توقعت هذا أيضا ، فخالي لم يلمسني ولو مرة واحدة أبدا ، خالي لم يقم حتى بمصافحتي مرة واحدة ، طوال مليارات السنين ، لقد كنت واهمة للغايه ! " .

ضحكة الفتاة بضعف ، وكأن حياتها على وشك الإنتهاء ، وقالت بصوت يضعف مع مرور الوقت ، ولكن تصرفات الكيان أذهلت الفتات قبل موتها بقليل .

تحرك الكيان أخيرا ، ومسح الدم من وجه الفتات بيديه العاريتين ، وفي نفس الوقت شعر لويس بإشمئزاز شديد للغايه ، وبدأ بالتقيؤ فورا ، حتى أنه كاد أن يتقيأ الدم .

وفي الجهة الأخرى قمع الكيان مشاعره ، ولم تتغير تعابير وجهه أبدا .

" أخبريني ، من فعل هذا ؟ من جعلك هكذا ؟ " .

تكلم الكيان ببرود كالعاده ، وكانت هناك أصوات شبيهة بالإنفجرات داخل قلبه ، وكأن نوع من القيود الشديدة للغاية ، قيود بإمكانها تقييد الكون دون أدنى مقاومه ، كانت هذه القيود تتحطم شيء فشيء ، وكأن الكيان يتحرر من قيود ملعونة وضعة عيله منذ ولادتة .

وسعت الفتاة عينيها ، ونظرة لخالها بمفاجئة كبيرة ، وكما قالت سابقا ، فخالها لم يكلف نفسه عناء لمسها أو تشجيعها طوال الزمن الماضي ، ورغم أنه وفَّر لها موارد خيالية ، وبكميات مهوله ، لايمكن تخيلها ، إلا أن هذا كل ما فعله لها ، ولم يكن هذا ما تريده الفتاة .

فتحت الفتاة فمها ، وقالت من هو العدو الذي جعل شخصا بقوتها في هذه الحالة البائسة .

يتبع .....

2024/08/24 · 120 مشاهدة · 1154 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025