تابعت الحالقات في التصادم ، ومع كل تصادم كانت الحلقات تشكل روابط بين بعضها ، وبدأت في تشكيل دورة دموية جديدة في جسد لويس .
ومع كل إصتدام ، كان تيار خفي من طاقة مجهولة ، يؤثر على نوع لويس .
تابع التيار التحرك داخل جسد لويس ، وكان يعدل على أساس الجسد ، أصبح الدم أكثر لزوجه ، وكانت العروق أشبه بمسارات الفلاذ ، وأصبحت مسارات المانا تتوسع أكثر فأكثر ، وكانت طلاسم غريبة تتشكل فوق صفاح الدم داخل الجسد .
ومع مرور الوقت ، بدأت الطلاسم تتشكل فوق الخلايا والعظام والنخاع .
كانت هناك 6666 طلسما مختلفا تشكلت في كل مكان ، وبعدها ظهر ضوء فضي لامع ، غطى جسد لويس لفترة من الوقت .
كان الضوء يغطيه وكأنه يحميه من شيء ما .
وفي عالم مليء بالظلام الدامس ، عالم لا نور فيه ، كانت روح لويس تسقط في هاوية لا نهاية لها ، بدا أن الهاوية تزداد ظلمة ورعبا كلما سقطت أكثر .
كان لويس فاقد الوعي في هذا العالم ، وبعد فترة غير معروفه ، بدأ لويس في فتح عينيه .
" أين هذا العالم ، لم أسمع أبدا بعالم من الظلام من قبل ؟! "
تحدث لويس لنفسه ، بنبرت فضول دون أدنى خوف ، فقد كان لويس يعاني من بعض المشاكل عند ولادته ، ولم يشعر بالخوف أبدا حتى الآن .
إستمر سقوط لويس لفترة غير معروفه ، حتى أن قوة إرادته بدأت تضعف بشده .
وكلما إستمر سقوطه إزاداد إستهلاك إرادته ، بدا الأمر وكأن هاوية لا نهاية لها تبتلع روح لويس ، وتتذوقها ببطأ .
وعندما شعر لويس أنه لا يستطيع تحمل المزيد ، كان تحول سلالته قد إنتها ، ومع إنتهائه ، ظهر ضوء فضي جميل في وسط الهاويه ، كان الضوء مثل الأمل الأخير للويس .
صر لويس على أسنانه ، وتوجه نحو الضوء ، كان الأمر مثل دودة تتقدم ببطأ شديد للضوء .
ومع وصول لويس أخيرا ، كان شكل روحه ضعيفا للغايه ، وكانت روحه قد إجتازة الحد الأعلى لها منذ زمن بعيد ، ولولا تحول سلالته لكان قد مات منذ زمن بعيد .
قضى لويس عدة سنوات وهو يحاول الوصول للضوء ، وعند وصوله بدأ المشهد حوله يتغير بشكل غريب .
كان أمام لويس كيان غريب !
لم يكل شكله واضحا ، وكان ضباب غريب يغطيه بالكامل ، وكأن لويس غير مؤهل لرؤيته .
وكان هذا الوضع بالفعل ، فمع مستوى حياة لويس في الوقت الحالي ، كان يجب أن يموت عند رؤية الكيان أمامه ، وبفضل التحول الأخير أصبح الأمر ممكنا لبعض الوقت .
كان الكيان هائل القوة ، وقد تجاوز جميع المستويات التي عرفها لويس طوال حياته .
كان شعور غيرب يربط لويس مع الكيان !
غير معروف ، لم يسبق له أن رآه من قبل ، جنسه ، وأصله ، وشكله ، وملامح وجهه ، مجهولة ، وفي نفس الوقت كان هناك شعور بالألفة معه ، أيقن لويس أن الكيان لن يؤذيه ، ومع هذا لم يتخلى لويس عن حذره .
ماذا لو كان الكيان من جعله يشعر بهذا ؟
ورغم أن هذا الإحتامل ضئيل للغايه ، فمع قوة الكيان أمامه ، ليس عليه اللعب بهذه الحيل المبتذله ، فلو أراده ميتا لكان قتله .
كان الكيان وسط بحر من الجثث ، كانت الدماء مثل المحيطات الشاسعة حوله ، وكان الكيان يشعر بالغضب الشديد ، وهو ينظر لفتاة صغيرة تحتضر أمامه .
لم تكن العلاقة بينهما معروفة للويس ، لكن لويس كان يشعر بإرتباط مع الكيان ، وكانت بعض مشاعره تتسرب إليه .
وضعت هذه التسربات حملا ثقيلا على روح لويس ، ومع أنها تسربات على حجم الذرة ، إلا أنها كانت كفيلة لجعل لويس يلهث من التعب ، وبالكاد بقي واعيا .
" خالي ، هل أتيت أخيرا ؟ ، خالي لما لم تأتي مبكرا ؟ ، هل أنا غير مهمة بالنسبة لك لهذه الدرجه ؟ ، أم أنك لم ترد التدخل بشؤون صديقي ؟ "
كانت الفتاة تنادي الكيان بخالي ، أي أنها إبنة أخته ، ويبدوا أنها مهمة لهذا الكيان ، ورغم هذا لم تعرف الفتاة مشاعر الكيان وتابعت التحدث له بوقاحه .
" أليس لدي أي مكان في قلب خالي ؟ "
" ما معنى أن تكون مهم للآخرين ؟ ، كيف تعرف أن شخصا ما مهم لك ؟ " .
أمال الكيان رأسه قليلا ، وسأل ببراءه ، كان لويس يعرف أن الكيان يسأل بجديه ، وكان يعرف أن الفتاة مهمة بالنسبة للكيان ، أكثر مما تعرف الفتاة بكثير ، وإلا هل سيتعب كيان من عياره نفسه من أجل القدوم لها ؟ ، ولاكن من الواضح أن الفتاة لم تعرف هذا !
" يبدو أني غير مهمة لخالي بالفعل ! ، آسفة لأني كنت دوما مصدر إزعاج لخالي ، ولولا أني آخر قريب لخالي ، ربما لم يكن خالي ليأتي من أجلي ؟ "
كان كلام الفتاة مثل السكاكين التي تطعن قلب الكيان ، ورغم هذا شعر لويس أن الكيان لم يغر تعابيره أبدا ، وكان وجهه خاليا من التعابير من البداية وحتى الآن .
ولاكن قلبه كان يتقلب بشده ، ويمكن للويس الذي يلهث بشدة ، وكأنه على وشك الموت أن يؤكد هذا .
" ربما ؟ ، وربما لا ! ، أنا لا أعرف ! ، إذن من أوصلك لهذه الحاله ؟ " .
ومع سؤال الكيان ، شعر لويس أنه يحمل بعض اللوم الذاتي في قلبه .
لو أني وصلت قبل جزء من الثانية فقط ، لكان بإمكاني أن أنقذها ! .
شعر لويس أن الكيان كان يشبهه ، وشعر أنه يحمل أيضا نفس مشكلته .
' قلة المشاعر ، والشعور المقرف والمشمئز عند لمس الآخرين ' .
كانت هذه مشاكل لويس ، وشعر أن الكيان يملك نفس المشكلة أيضا ! .
" هههههههه ، أرى ، أنا لست مهمة أبدا لخالي ، حسنا ، لقد توقعت هذا أيضا ، فخالي لم يلمسني ولو مرة واحدة أبدا ، خالي لم يقم حتى بمصافحتي مرة واحدة ، طوال مليارات السنين ، لقد كنت واهمة للغايه ! " .
ضحكة الفتاة بضعف ، وكأن حياتها على وشك الإنتهاء ، وقالت بصوت يضعف مع مرور الوقت ، ولكن تصرفات الكيان أذهلت الفتات قبل موتها بقليل .
تحرك الكيان أخيرا ، ومسح الدم من وجه الفتات بيديه العاريتين ، وفي نفس الوقت شعر لويس بإشمئزاز شديد للغايه ، وبدأ بالتقيؤ فورا ، حتى أنه كاد أن يتقيأ الدم .
وفي الجهة الأخرى قمع الكيان مشاعره ، ولم تتغير تعابير وجهه أبدا .
" أخبريني ، من فعل هذا ؟ من جعلك هكذا ؟ " .
تكلم الكيان ببرود كالعاده ، وكانت هناك أصوات شبيهة بالإنفجرات داخل قلبه ، وكأن نوع من القيود الشديدة للغاية ، قيود بإمكانها تقييد الكون دون أدنى مقاومه ، كانت هذه القيود تتحطم شيء فشيء ، وكأن الكيان يتحرر من قيود ملعونة وضعة عيله منذ ولادتة .
وسعت الفتاة عينيها ، ونظرة لخالها بمفاجئة كبيرة ، وكما قالت سابقا ، فخالها لم يكلف نفسه عناء لمسها أو تشجيعها طوال الزمن الماضي ، ورغم أنه وفَّر لها موارد خيالية ، وبكميات مهوله ، لايمكن تخيلها ، إلا أن هذا كل ما فعله لها ، ولم يكن هذا ما تريده الفتاة .
فتحت الفتاة فمها ، وقالت من هو العدو الذي جعل شخصا بقوتها في هذه الحالة البائسة .
يتبع .....