تحرك شفاتي الفتاة ، ولكن لويس لم يستطع سماع حديثها ، كان الكيان أمامها يمسح شعرها بلطف ، ومن الواضح أن هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها هذا .
" يبدوا أنهم سئمو العيش لفترة طويله " .
أجاب الكيان ببرود غير مسبوق ، ثم حرك رأسه تجاه لويس .
لمح لويس الخطوط العريضة لوجه الكيان ، لكن هذا أقصى ما إستطاع الوصول إليه .
" لقد رأيت ما يكفي بالفعل ! ، عد فأنت غير مؤهل للبقاء أكثر من هذا " .
ومع حديث الكيان ، شعر لويس بكم هائل من المانا يدفعه لأعلى الهاوية بسرعة كبيره ، وبعد ثوان قليله ، قفزت روح لويس فوق الهواية ، وشعر بطاقة تجذبه بسرعة لجسده .
*********
أفاق لويس وكان مغطاً بالعرق بالبارد ، وسرعان ما إلتفت يمينا ويسارا .
كانت الغابة حوله كما هي ، وكانت المانا الكثيفة حوله أقل كثافه ، وكان جسده مثل الثقب الأسود يبتلع المانا بشراهه .
" صحيح ، السلسلة الثانيه ؟ "
تساءل لويس عما حصل لإختراقه ، وسرعان ما تفحص قلبه والسلسة الأخرى التي كثفها ، وتفاجأ بالتغيرات التي حصلت .
ليس السلسلة الثانية فقط ، بل كان جسده قد شهد تغيرا نوعيا كبيرا .
يجب أن تعلم أن التغيرات السابقة التي قام بها لويس كانت تغيرات كميه ، وكانت فقط للتخلص من مراقبة الآخرين له ، ومن ضمنهم إرادة هذا العالم ، فقد تجاوز لويس قيود العالم ، ولاشك أنه سيجذب إنتباه إرادة العالم وستحاول تقيده بكل الطرق ، وأفضل طريقة له وهو في حالت ضعف هي تجنب مراقبتها .
ولاكن الآن شعر لويس أنه موجود في هذا العالم وفي نفس الوقت غير موجود ، ففي السابق كان إعتماد لويس على المانا في هذا العالم وهي تحمل جزء بسيطا من إرادة العالم ، والآن هناك طاقة أخرى مجهولة تحجبة عن هذا العالم ، مما يوفر حجاب ضد إرادة العالم ، ولن تعرف إرادة العالم به ما لم يقم بشيء كبير يؤثر عليها .
وأكثر من هذا مسحت هذه الطاقة جميع الإرادات من المانا داخله ، فكل شيء من هذا العالم يحمل إرادته الخاصه ، والمانا ليست إستثناء ، والآن بإمكانه أن يقول أن المانا داخله تخصه حقا ! .
ولاكن ، كيف حصل هذا ؟
وما هي الطاقة المجهولة داخله .
" حسنا ، على الأقل كان الإختراق ناجحا ، لم أتوقع أن الإرث الذي حصلت عليه سابقا ، كان بهذه القوة ، حتى الآلهة ستجن إن علمت به ، وربما كانت الطاقة الغريبة جزء منه أيضا !! "
لخص لويس ما فهمه حتى الآن ، ورغم هذا لم تختف الأسئلة في ذهنه .
هل الكيان مرتبط بطريقة ما بالمراث الذي عثر عليه سابقا ؟ ، ولما كان هناك إرتباط بينه وبين الكيان ؟ ، وماذا أراد الكيان بإظهار هذا المشهد له ؟ ، ولما شارك جزء من مشاعره معه ؟ ، وكيف إستطاع الشعور بها ؟ .
الكثير من الأسئلة في ذهن لويس ، ومهما فكر في الأمر لم يكن هناك إجابات لها ، وبدلا من هذا كثرت الأسئلة .
تخلا لويس عن التفكير وتابع فحص جسده الجديد ، وليس من القليل وصفه بالجديد ، فقد إمتزجت الحلقات مع بعضها دون ترتيبات لويس ، وكذلك كانت السلاسل مرتبطة بالنقاط التي أنشأها لويس سابقا ، وأكثر من هذا كان هناك سائل أسود في قاع الدانجو خاصته ، وكان السائل يمتص المانا بشراهة كبيره .
قدر لويس أن سبب إنخفاض الكثافة داخل غرفة التدريب كان بسبب السائل .
فحص لويس السائل ، ولم يستطع إكتشاف شيء عنه ، ولم يسبق للويس أن رأى مثل هذا السائل أو سمع به .
لكنه لاحظ أن السائل له فوائد كبيره ، وكان هذا شعوره فقط ، فمع إمتصاصه الكبير للمانا ، سيكون مفيد بشكل من الأشكال ، وحتى لو لم يعرف لويس كيف بعد ، فسيعرف لاحقا في المستقبل .
أنهى لويس تدريبه المكثف ، وإنتبه للوقت .
ستة عشر يوما !!
كان هذا الوقت كان لويس غائبا فيه عن الوعي ، وقد تجاوز حده بكثير .
" بلتر هل الطعام جاهز ؟ "
إتصل لويس ببلتر وسأل .
" نعم سيدي الشاب ، بإمكانك الخروج الآن والأكل مباشرة ، لاكن ... " .
أجاب بلتر وكان متردد وعاجزا هل يواصل أو يؤجل الأخبار للويس .
" ماذا هناك ؟ ، تحدث ! "
" سيدي الشاب ، خطيبتك ستصل بعد ثلاث أيام للتحدث عن خطبتكما ! "
تحدث بلتر ولكنه إبتلع بقية كلماته ، وكان خائفا من رد فعل لويس ، فقد كان لويس طفلا صغيرا تحمل الكثير ، وقد يكون قدوم خطيبته لإعلان الإنفصال ثقيلا على لويس ، وقد تتحطم إرادة لويس بسبب هذا ، على الأقل كان هذا خوف بلتر .
" ممم ، وصلوا أقرب مما تصورت ، حسنا ، أخبرني عند وصولهم " .
أجاب لويس بعدم مبلاه ، مما جعل بلتر مرتاحا وحزينا في نفس الوقت .
هل فقد الطفل أي أمل للناس في هذا العالم ؟ .
شعرت بلتر بحزن كبير من رد فعل لويس ، ويبدوا أن لويس لم يعد لديه أي أمل أو توقعات لأي شخص في هذا العالم ، ولن يسمح لأحد بالإقتراب منه بسهوله .
خرج لويس من غرفة التدريب وواجه بلتر .
كان جسد لويس قد تطور مرة أخرى ولم يكن هذا بعيدا عن توقعات بلتر ، ولكن عينيه فقدت بريقها القرمزي السابق .
الآن كانت عينيه لا تظهران أي شيء .
فراغ !! .
فراغ مطلق ! ، لاوجود لأي شيء آخر ، ولامكان لأي شيء آخر .
بدى وكأنه دمية بدون روح ، مجرد جثة متحركه ، وهذا مزق قلب بلتر أكثر ، وإزداد سوء الفهم أكثر .
تحرك لويس ليستحم ، ولم ينتبه لأفكار بلتر ، ولم يهتم بها .
بينما كان بلتر واقفا في مكانه لفترة طويله .
هااااا .
تنهد بلتر وتحرك وهو يتمتم لنفسه : " لقد تحطم حقا ، هذه المرة لا أعرف هل يستطيع الوقوف مرة أخرى أم لا ؟ " .
كان بلتر يعتقد أن خبر إنفصاله عن خطيبته قد حطمه ، ففي توقعاتها كان الأمل الأخير للويس هو ترك العائلة والذهاب كصهر لعائلة خطيبته .
ولكن الوقع شيء آخر ، وحطم هذا الوقع القاس لويس .
لو عرف لويس أفكار بلتر فلن يعرف هل يضحك أم يبكي ، لاكن لا شك أنه سيرفع القبعة لخيال بلتر الهائج .
إستحم لويس وأكل وعاد لغرفته ، وبدأ بتقدير قوته ، وسعان ما إرتاح لتقدمه .
" من كان يتوقع أن هذا الرقم له هذه الميزات "
عرف لويس في المراث الذي حصل عليه أن إنشاء 666 حلقة في سلسلته الأولى ، و6666 ،في سلسلته الثانيه سيحصل على قوة كبيرة .
أخرج لويس يده وشكل خنجرا من المانا ، كان الخنجر الأسود قوي وحاد للغاية ، وهو ما يوضح تحكم لويس ونقاء المانا خاصته ، وكذلك بعد التحول الذي حصل عيله ، عرف لويس أن قوته قد فاقة فارس القمه ووصل لسيد مبتدأ ، رغم عدم تقدم عالمه كثيرا .
إبتسم لويس في قلبه وشعر بالراحة ، الآن وقد وصل لمستوى العابقرة في عمره الذين يتدربون بقسوة منذ طفولتهم ، ولكن هذا فقط ليس ما أراده لويس .
فهو يريد الوصول لمستوى غير مسبوق ، وبمجرد ظهور هذه الأفكار تذكر الكيان في حلمه مجددا ، ولم يعرف هل حصل هذا حقا أم أنه كان مجرد حلم ، فحتى الآن كان الحلم غير واضح ، ولكن المشاعر فيه مازالت حية ليطلق عيها مجرد حلم .
يتبع ......