تردتت الأفكار داخل لويس ، ولم يكن لديه الكثير من الإجابات ، وحتى الدلائل والقرائن كانت غير واضحه .
ولكن الشيء الوحيد الذي كان متأكدا منه ، هو أنه يجب أن يصبح أقوى ، فقد كانت هذه الهواجس تعطي ضغطا كبيرا على عاتق لويس .
" بكل الأحوال ، مع القوة الكافية لن تكون المؤامرات أكثر من مجرد إنتحار ، ولأصل لهذه المكانة يجب أن أسرّع من خططي "
شجّع لويس نفسه ، وكان ينتظر وصول خطيبته ، رغم أنه لم يهتم بكونه مخطوبا أم لا ، إلا أن خطيبته تمتلك حجر العناصر ، وهو عنصر الضوء الذي يحتاجه .
ومع إبتزازها ، أو أخذه كتعويض لخرقهم العقد بين العائلتين ، سيكون الأمر مربحا ولن تكون هناك خسائر تذكر .
*************
وبعيدا عن المنفى حيث يقيم لويس ، كانت عربة تتحرك بسرعة نحو المنفى ، كانت العربة محمية بالكثير من السحر ، وكانت سرعتها رهيبه .
كان الفرسان يمتطون الوحوش الروحية ، ويحمون العربة من كل جانب .
وفي داخل العربه كانت فتاة في الرابعة عشر من عمرها ، تلعب بقلادة على عنقها .
كانت الفتاة الصغيرة لطيفة وجميله ، وكان من الواضح أنها ستكون جمالا خلابا بعد بضع سنوات .
في الوقت الحالي ، كانت الفتاة عابسة ، وقد زمرة بشفتيها .
وفي مقابل الفتاة كانت إمرأة عجوز تنظر إليها بحنان وكأنها أمها .
" أيتها المربيه ، لماذا يجب أن أذهب للمنفى لفسخ الخطوبة بيننا ؟ ، ألا يكفي أن يقرر والدي فقط ؟ "
تحدثت الفتاة ومن الواضح أنها غير راضية على إجبارها بالسفر للمنفى .
" سيدتي الشابة ، هذا أمر كبير بين العائلتين ، وأيضا ربما يعجبك الفتى المنفي وتغيرين رأيك "
تحدثت المربية بلطف ، وكانت تعرف أن سيدتها متقلبة المزاج ، وكانت تقرر شيء في الصباح ، لتغيره في الظهيرة .
ومع هذا كانت المربية تعرف ذوق سيدتها الشابة كثيرا ، فقد كانت متأثرة برويات الإنتقام ، وكذلك بالشاب البارد الذي أغلق قلبه للجميع مع ماض مأساوي، وكانت تحلم أن يكون زوجها مثل هذا الشخص الذي لا يهتم بأحد سواها .
لم تعرف العجوز كيف يعمل عقل هذه الطفلة الصغيره ؟ ، وهل كانت أمها مصابة بالحمى أثناء الحمل مما أثر على عقلها ، أو أن هذا كان بعد الولاده .
ورغم أن الروايات كثر ، لاكن أين ستجد شخصا باردا ووسيما ومحبا لها فقط ؟ ، إن كان الأمر بهذه السهوله ، فهل ستكون المربية العجوز عانسا حتى الآن ؟ .
" سمعت أن خطيب الآنسة قد تغير ، وأنه لم يعد يهتم بأي شيء سوى التدريب الآن ، ربما يكون زوج أحلامك الخيالي الذي تبحثين عنه الآن " .
تحدثت المربية العجوز بمرح ، وكانت تضايق سيدتها ، ومن الواضح أن هذا الشيء خاص بهما فقط ، فلو كان أي شخص آخر ، لتم إعدام العجوز وفقا للقانون .
" حقا ، هل هذا ممكن ؟ " .
ومن الواضح من إجابة الفتاة أنها وقعت في حيلة مربيتها .
وإستمر الحديث العرضي لفترة من الوقت .
" لويس ، هل أنت حقا الشخص الذي أبحث عنه " .
تمتمت الفتاة لفسها ، وفي حلمها الخاص ، كانت تتمنى مثل الدوق الشمالي البارد في الرويات ، والذي لم يجد أحدا بجانبه عند طفولته ، وفي قرارت نفسها كانت ستكون الدعم لمثل هذا الشخص ، وبعد نهوضه وإنهاء إنتقامه سيكون موجودا فقط من أجلها .
ولكن إن سمع لويس هذا الهراء ، فلا أحد يعلم ماذا سيفكر .
وتابع الوقت سيرانه ، وسرعان ما مضت ثلاث أيام في طفة عين .
***********
أمام بوابة القصر في المنفى ، كان كبير الخدم سبستيان ، ومع صفين من الخدم يمينا ويسار ينتظرون وصول خطيبة السيد الشاب .
ومع التجهيزات الواضحه والبهيجه ، كانت وجوه الأشخاص عكس ذلك تماما ، فهم بشر أيضا ، ومن الواضح أن لويس ترك عليهم أثرا لا يمحى بسهوله .
فقد كانوا مشاركين في مأساته بشكل مباشر أو غير مباشر ، وكان الذنب قد أثقلهم ، وبعد رؤية قسوة لويس على نفسه ، آخر ما يريدون رؤيته الآن هو سخرية خطيبته منه ، وفك إرتباطهما .
ومع هذا من الواضح أن أكثر المعنيين لم يكن موجودا .
" أين السيد الشاب ؟ ، ألم يره أحدكم ؟ "
تحدث سبستيان ، وكان هناك نفذ صبر وتوتر في صوته ، فقد كان لويس مهووسا بالتدريب ولم يظهر وجهه أبدا للترحيب لخاطبته ، وهذا أمر وقح وسيكون له أثر للويس في المستقبل .
" كبير الخدم مازال لويس في غرفة التدريب حتى الآن " .
تحدث أحد الخدم ، وكان أكثر توترا من سبستيان ، وكان وجهه يظهر بعض الخوف .
" وماذا تفعل أمامي إذن ؟ ، إذهب وأبلغه بالحضور حالا ! " .
وسرعان ما حصل ما توقعه الخادم ، لويس يتدرب ولم يهتم بقدوم خطيبته ، وكان كبير الخدم يرحب بها ، كل هذا مشكلة للإثنين ، وكان هو من يتلقى التوبيخ مكان لويس .
لعن الخادم في قلبه ، وركض لإبلاغ لويس ، رغم أنه يعرف بنفسه أن هذا مستحيل عمليا ، فمن الدروس السابقه عرف الجميع أن لويس أصبح غير مبال بمثل هذه الآداب ، فقد تجاهل وصول أخته سابقا .
أظهر الخادم أثرا للتعاطف على وجهه ، وسارع لإبلاغ لويس ، وسواء حضر أم لا ، كان الأمر بيد لويس وليس بيديه .
بعد لحظات وصل الخادم أمام غرفة التدريب وطق الباب ، وسرعان ما خرج صوت غير مبال من الغرفه .
" ما الأمر ؟ "
كان حديث لويس قصيرا ومباشرا ، إبتلع الخادم لعابه وأجاب .
" سيدي خطيبتك على وشك الوصول ، ألا تريد إستقبالها ؟ "
" لما علي ذلك ؟ ، عند حضورهم أرشدوهم لغرفة الضيوف ، وبعد إنتهائي من تدريبي سآتي لرؤيتها ! "
وكما توقع الخادم ، لم يكن لدى لويس أي رغبة في رؤية مخطوبته ، وكان خيال الخادم يتدفق وأظهر علامات الشفقة على وجهه .
كان إعتقاده أن لويس يشعر بالإهانة والخذلان بسبب فسخ الخطوبه ، ولم يخطر أبدا حتى في أحلامه أن لويس قد أعد خطط لإبتزاز مخطوبته ، ثم فك العقدبين العائلتين .
ومن كان يعلم ما هو نوع المشاعر التي سيشعر بها الخادم لو عرف خطط لويس .
عاد الخام وأبلغ سبستيان بقرار لويس ، ووقف في مكانه لإنتظار العربه .
وبعد نصف ساعه ، كانت العربة في مجال رؤية بلتر وقية الخدم .
وسرعان ما وصلت مخطوبة لويس للقصر مع الحراس ومربيتها .
توقفت العربة أمام البوابة وكان الخدم يقفون في صفين وأمامهم بلتر لإستقابلهم .
لاحظ بعض الحراس غياب لويس ، ولم يسعه إلا أن يعبس من موقفه ، ولكنه تذكر سمعة عائلة إنديخريسو وأقفل فمه بإحكام ، ولم يجرؤ على التحدث .
فتح باب العربة وخرجت فتاة في الرابع عشر من العمر تقريبا ، كانت أن الفتاة كانت جميلة للغاية ، وكان لديها حلقتان سحريتان ، وهو ما يعتبر موهبة عالية في عمرها ، ولاكنها ليست مثل المنحرفين الآخرين ، والبطبع لم تصل لمستوى إنحراف لويس .
تقدم بلتر أمام الفتاة وحياها .
" مربحبا بوصولك الآنسة الشابه ، رجاء تفضلي بالدخول " .
نظرت الفتاة يمينا ويسارا ، ولم تجد مخطوبها لويس ، ولم يسعها إلا أن تسأل عنه .
" هل خطيبي موجود هنا ؟ ، لما لا يخرج لإستقبالي ؟ ؛ لقد قطعت مسافة كبيرة للوصول إلى هنا ، لاكنه لم يكلف نفسه عناء إستقبالي حتى ! "
كان تجهم الفتاة الصغيرة لطيفا ، وكانت حجتها مقبولة ، لو لم تأتي لفسخ الخطوبة بالطبع .
سخر بلتر في قلبه ، لاكن تعابير وجهه لم تتغير ، وسرعان ما وجد عذرا وقدمه بسرعه .
" الآنسة الشابة ، السيد لويس في عزلة الآن ، وبكجرد خروجه سيأتي للقائك بشكل طبيعي " .
ولم يسع بلتر إلا أن يتمنى أن يتأخر لويس أكثر في لقائها .
خرجة المربية خلف ماريا ( الفتاة الشابه ) ، وسرعان ما عبرت عن غضبها .
" كيف يمكن أن يكون بلا أخلاق ؟ ألا يخرج لإستقبال خطيبته ؟ "
وكان وجهها محمرا مع إرتفاع صوتها ، بالطبع كان بلتر محترفا في مثل هذه الأمور ، وسرعان ما سخر منها أيضا .
" أنا مجرد خادم ومربي ، كيف يمكنني أن أتحدث في مثل هذه الأشياء ، ما يفعله السيد الشاب ، من شأنه وليس من حقي إجباره إن لم يرد ذلك " .
وكان معنى كلامه واضحا ، أنت مجرد مربية عجوز ، منذ متى كان بإمكانك التحدث عن أخلاق أسيادك ؟ "
فهمت المربية معنى حديث بلتر ، وزاد غضبها ولم تستطع التنفيس عنه ، ولم تعلم أن هذا لم يكن سوى البداية .
يتبع ......