تسارع تنفس المربية العجوز ، وأصبح لون وجهها غامقا ، وزادت التجاعيد عليه ، ومن الواضح أنها في قمة غضبها .
" حسنا ، لما لا تقود الطريق ؟ ، أم أنك تريد أن تبقينا هنا " .
وعند توتر الموقف ، تحدثت ماريا أخيرا ، ومن نبرة صوتها لم تكن منزعجة بأي شكل من الأشكال ، بل كانت تبدوا متحمست قليلا .
فاجأ موقفها بلتر ، الذي كان ينتظر أن تغضب ، ولم يستطع سوى أن يترك الأمر للويس ، فمع موهبة لويس إنتشر قول بأنه ' إنه لا يتحدث كثيرا ، ولاكن إن تحدث فسيقتلك من الغضب ' .
وكان هذا ما حصل عند حديثه مع خادمة أخته .
" من فضلك يا آنسة " .
تقدم بلتر وتبعته ماريا ومربيتها وحارسان خلفهما .
وبمجرد دخول بلتر القصر دخلت ماريا والمربيه وكان الحارسان على وشك الدخول ، لاكنّ الحراس أمام القصر أوقفوهما .
" آسف ، يمنع دخول القوات المسلحه للقصر ، من فضلك توجه نحو مقر الحرس ، وإسترح هناك "
ذهل الحارس في مكانه ولم يستطع التحرك لفترة من الوقت ، ولم يكن الأمر إلا بحديث رفيقه بجانبه .
" ماذا ؟ ، أنتم تمنعون الحراس الشخصيين للآنسة ماريا ، هل تريدون إهانة العائلة لهذه الدرجه ؟ ، هل تستطيع تحمل العواقب لاحقا ؟ "
كان التهديد بموقف العائلة شيء إعتداد عليه الحراس ، وكان يؤتي مفعوله دائما ، لاكن كان لابد من أن يخيب أمله هذه المره .
من كان سكان هذا القصر ؟
عائلة إنديخريستو ، الشيطان البشري ! ، سفاحوا الدماء ! ، قساة القلوب ! .
وكان الأحمق يهدد شيطان بشريا ! .
أليس هذا طلبا للمتاعب ؟
وقبل أن يتحرك الحارس الآخر ، شاهد الجميع رجلا يطير للخلف بسرعة كبيره ، وخلف وراءه خطا أحمر براقا .
إبتلع الجميع فما جافا ، وكانو خائفين من متابعة خطى رفيقهم .
أراد بعض الحراس الجدال بشأن الموقف القاسي لحراس القصر ، لاكن تم إيقافهم بواسطة ماريا ، التي أظهرت عيناها بريقا لامعا .
" توقف ، هذه قوانين هذا المكان ، ونحن من يجب أن يلتزم بها "
ولخيبة أمل بلتر ، لم تؤتي خدعته الثانية أي مفعول ، وكانت الفتاة هادئة ومتماسكه .
" آسف يا آنسة ، لاكن ومن أجل تجنب أي حوادث ، تم وضع مثل هذه القوانين ، آمل ألا تستاء الشابة من هذا ! "
وبينما كان بلتر عدم ااملامح على وجهه ، كان بقية الخدم يضحكون بشماته ، ومع إبتسامات جذابة .
لم تهتم ماريا بتصرفات الآخرين ، وكان الأفكار داخل عقلها تجعلها متحمسة أكثر فأكثر ، ومن المؤسف أن المربية لم تشاركها نفس المشاعر .
" هل هذه الطريقة التي يستقبل بها أهل إنديخريسو زوارهم ؟ " .
كانت المربية أكثر غضبا ، وكان الجميع ينتظرون منها أن تبصق الدماء .
" أنا آسف حقا أيتها المربيه ، ليس أنا من وضع هذه القوانين والقواعد ، إن كان لديك مشاكل معها ، بإمكانك أن تزوري القلعة السوداء ، ومشاركة أفكارك مع رئيس العائلة ، أعتقد أنه سيكون سعيدا بسماع وجهة نظرك ! "
تحدث بلتر وكان هناك لمحة من التسلية والمرح في عينيه ، وكان صوته يعبر عن إزدراء واضح .
وأخيرا حصل ما أراده الجميع ، وبصقت المرية فما من الدم ، وكاد أن يغمى عليها ، بينما كان الخدم يسجلون طرق بلتر في دفاترهم ، كانت وجوه الحراس تظهر ألوان مختلفه .
وبعد نصف ساعه وصل الجميع لغرفة الضيوف أخيرا ، وبالطبع كانت هناك حوادث على طول الطريق .
حيث سقط دول من الماء بشكل غير متوقع ، وكان من قبيل الصدفة أن تكون المربية تحته ، وكانت هناك بعض السوائل الزلقة غير المرئية أمام طريق المربية أيضا ، وغيرها من الأحداث .
وعند وصولهم أرادت المربية الجلوس على الأريكة بجانب سيدتها ، لكن بلتر تحدث مرة أخرى ويبدوا أنه لن يظهر الرحمة أبدا .
" آسف أيتها المربية ، لاكن الأريكة عالية الجوده ، والقصر لايمتلك أموالا لصيانتها في الوقت الحالي ، لذا هل يمكنك الوقوف بجانب الآنسة الشابة ، حتى يصل السيد الشاب ؟ "
كانت المربية في حالة مزرية ، مثل متسول من قارعة الطريق ، وحتى أن ملابسها كانت ممزقة قليلا
وسعت المربية عينيها ، ونظرت للأريكة ' عالية الجوده ' ، كانت الأريكة قاسية للغاية ، وكانت ممزقة في بعض الجوانب ، ويبدوا أنها وضعت حديثا في مكانها ، حتى أن بعض المسامير كانت تخرج منها .
إن لم تجلس بحذر فلا شك أنك ستجلس على مسمار ما .
وقبل أن تجيب المربية ، دخلت خادمة مع بعض الشاي والمرطبات تجرها في عربه ، وسرعان ما وضعت الخادمة الأواني في مكانها وصبت الشاي وغادرت بسرعة كبيره .
وبالمثل أحنى بلتر رأسه لماريا وقال .
" الآنسة الشابه من فضلك إنتظري قليلا إلى أن يأتي السيد الشاب ، سأذهب لإعلامه بوصولكم " .
وقبل مغادرته ألقى لهم جملة مع السخرية .
" آمل أن تستمتعوا بالضيافه " .
وغادر بلتر الغرفه .
نظرت ماريا للغرفة أمامها .
"......"
كانت غرفة جميلة وفخمه كما يليق بإسم عائلة نبيلة ، وكانت الأريكة أمامها رائعة ومرحه ، وكانت الطاولة مصنوعه من مواد عالية الجودة وباهظة الثمن .
كان كل شيء رائعا بإستثناء الأريكة التي يجلسون عليها .
" المربية ، هل إنتشرة أي شائعات مؤخرا لقتالنا مع عائلة إندخريسو ؟ "
" .... "
" لا "
" ممممم ، إذن هل هناك أي أقوال عن قتالي مع لويس سيدهم الشاب ؟ "
" الآنسه ، هذه أول مرة تلتقين به ، كيف يمكن أن تقاتلوا قبل أن تلتقوا ؟ "
" أه ، إذن لما تتم معاملتنا هكذا ؟ "
" أنا أيضا لا أعرف ! "
ولم تكن ماريا تعرف أن شائعات إنتشرت حول فسخ خطوبتها معه حتى الآن ، وحتى لو كانت تنوي القيام بهذا ، لم تكن تريد فسخ الخطوبة قبل التعرف على لويس ، ولم تعرف أن لقائها مع لويس سيستغرق بضع ساعات أخرى ، مع شاي بارد ، وحلويات مصنوعة مع الملح .
وبعد أربع ساعات ، أنى لويس تدريبه لهذا اليوم ، وبينما كان يستحم كان يخطط أيضا لمغادرته القصر بعد شهر أو شهر ونصف .
" الآن ، هل أذهب لمقابلة تلك الخطيبة المزعومه ؟ "
إنتهى لويس من حمامه ولم يعلم أن خطيبته سألت عنه أكثر من عشر مرات ، وأن بلتر كان يجيب بجفاء ، وأن الفتاة الصغيرة على وشك البكاء الآن .
خرج لويس من الحمام وغير ثيابه وذهب لغرفة الضيوف لمقابلتها .
يتبع .....