دخل لويس لغرفة الضيوف ، ووجد أن خطيبته الصغيرة على وشك البكاء ، ومع هذا فقد ألقى التحية بشكل طبيعي ، وكأن شيء لم يكن .

وفي الواقع لويس لا يعرف شيء عما فعله الخدم مع سبستيان ، ولم يأمر بمثل هذه الأمور الصبيانيه ، فهو يريد إبتزاز الفتاة ثم تركها في سبيلها .

ولم يكن في نيته تعميق العلاقة ، أو إثارة. الإستياء ، أو الإنتقام ، ولم يهتم برأي خطيبته به .

" مرحبا ، أنا لويس إنديخريستو "

وما فاجأ لويس حقا ، أن وجه خطيبته تغير فور رؤيته ، وزالت الدموع فورا .

كانت الفتاة تنظر إليه بنظرة غريبة في عينيها ، ولم يعرف لويس ما هذه النظرة ، إلا أنه شعر بأنها لن تكون جيدة في النهاية .

" آسف لتأخري " .

تقدم لويس وجلس على الأريكة المقابلة ، ووقعت عينى لويس على المربية خلف ماريا ، وبالمناسبة عرف لويس إسم خطيبته قبل دخوله الغرفة مباشرة .

عبس لويس على مظهر المربية العجوز ، التي كانت مبتلة ولم تجف المياه عنها حتى الآن ، وكذلك مظهرها الغريب ، وكأنها متسول من قارعة الطريق ، ومع هذا لم يقل شيء بشأن المربية .

حرك لويس يدة ورن الجرس على الطاوله .

" مرحبا سيدي الشاب ، هل هناك ما أستطيع مساعدتك به ؟ "

وبعد لحظة قصيرة خرج سبستيان وألقى التحيه .

" أبعد هذه الأريكة القذرة عن نظري ، وأحضر شيء يجلس عليه البشر على الأقل " .

أمر لويس بصوته الا مبالي كالعاده ، وهذه المرة كانت نظرة بلتر مليئة بالشفقه .

" أمرك سيدي الشاب " .

" وأيضا أحضر بعض الملابس لترتديها العجوز هنا ، لا أعتقد أن هذه الملابس مخخصة للناس الطبعيين "

" حاضر سيدي الشاب " .

وفي هذه اللحظه ، كان وريد قد ظهر على جبين المربية .

" ماذا تقصد أن ملابسي ليست للناس الطبيعيين " .

تحدثت الخادمة مع غضب شديد في صوته ، وكانت تقمع نفسها حتى لا تضرب لويس .

" بلتر ، هل يحب كبار السن ملابس المتسولين هذه الأيام ؟ "

قمع بلتر ضحكه ، ويبدو أن لويس لم يخب ظنه أبدا .

" لا ، سيدي الشاب ، يبدوا أن هذا تفضيل المربية فقط "

" إذا كان كذلك ، فأبعد هذه المتسول عن نظري ، لا أحب الأشياء القذرة " .

إرتعشت عضلات وجه المربية العجوز ، وكان خط صغير من الدم يخرج من شفتيها ، وكان لون وجهها أحمرا من الغضب .

" متسولة قذرة ؟ ، هل تهين عائلتي الآن أيها السيد الشاب ؟ " .

تحدثت المربية بعد أن إبتلعت الدم في فمها ، وقالت بغضب .

أشار لويس بإصبعه لمكان في الغرفه ، وتوجهت الأنظار نحو المكان بشكل طبيعي ، وكان هناك مرآة يظهر فيها الجميع هناك ، ثم تحدث لويس بهدوء كالعاده .

" هل تعتقدين أنك نظيفة الآن ، إن كانت هذه معايير عائلتك ، فأعتقد أنني سؤهين عائلتك بشكل طبيعي ، وإن لم يكن كذلك ، هل أنت من تهين شرف عائلتك الآن ؟ " .

بصقت المربية الدم ، وأغمي عليها .

وسع بلتر عينيه وصفق في قلبه للويس ، وقرر التعلم من هذا الفتى الصغير ، وكانت ماريا مذهولة من مناقشة لويس مع المربية الآن ، وكانت تنظر لمربيتها بشفقة ، وهزت رأسها الصغير ، ثم نظرت للويس بمزيد من الإعجاب ، ويبدوا أن رجل أحلامها قريب منها .

" جيد ، خذها وأرمها في النهر أو أي مكان يتحم فيه البشر ، وأعطها بعض الملابس ، وأحرق ملابسها القديمة حتى لا تنشر مرض غريبا في القصر " .

ذهل الموجودون من قسوة لويس !

لم يرحم المربية العجوز أبدا حتى في غيبوبتها ، وكانت ماريا سعيدة لأن مربيتها أغمي عليها ، فلو كانت مستيقظت لكان الوضع أسوء .

أحنى بلتر رأسه ، وأمسك رجل المربية وسحبها خارجا ، وعند وصوله للباب ، نظر لإحدى الخادمات وقال .

" أحضر شخصا لتنظيف القذارة التي خلفها هذا الشيء " .

نظرت الخادمة لبلتر ولويس ، وكانت عينها مثل السمكة الميته ، وعرفت للتو ما معنا تعاون السيد والخادم بحق .

كانت ماريا مذهولة وكان فمها مفتوحا على مصرعيه وهي ترقب مربيتها تجرّ مثل الحيوانات .

أغلق الباب بعد التنظيف وتبديل الأريكة ، وكان لويس ينظر لماريا امامه .

" إذن الآنسة ماريا ، مالذي أحظرك طوال الطريق هنا ؟ " .

سأل لويس .

كانت ماريا متوترة أمام لويس ، ولم تشعر أبدا أن الشخص الذي أمامها كان صبي في مثل عمرها ، وكان أشبه بوجود مرعب وبارد ، وبالصدفه كان هذا رجل أحلامها .

أما بالنسبة لمربيتها ، فلاشك أن مربيتها تحرف روح التضحية والإيثار ، وستتفهم موقفها بالتأكيد .

" أنا هنا لأتعرف على خطيبي ! ، ألا يمكنني ؟ " .

رفع لويس حاجبيه ، وكلن هذا منافيا للخطة المسبقه .

' مابال قعل هذه الفتاة ومربيتها ؟ هل يتعاطون المخدرات معا ؟ ' .

كان لويس يتعجب في ذهنه ، وبكل الأحوال مازالت الخطة نفسها ، يجب الحصول على القلادة منها .

" إذن ، أتيتي لرؤية وجهي ؟ ألم يحصل بالفعل ؟ "

" التعرف يختلف عن رؤية وجهك ، رغم أن وجهك جميل حقا ! "

لم تكن ماريا ممن يحفظون الكلمات ، وكانت تقول ما يخطر في بالها مباشرة .

" لكني سمعت أنك قادمة لفسخ الخطوبه ، ألم يكن هذا في بالك أيضا ؟ " .

" حسنا ، كان هذا موجدا سابقا ، لكن أفضل أن أرى بعيني من أن أسمع بأذني " .

هزت ماريا أكتافها ، وتحدثت بغنج .

جعد لويس حاجبيه ، وكان في معظلة الآن .

إن لم ينجح الإبتزاز ، فهل نجرب السرقه ؟ فكر لويس في ذهنه ، وكان يولزن الإجابيات والسلبيات ، وتمت مفاطعته من قبل ماريا .

" إذن أريد أن أبقى هنا لشهر تقريبا ، هل لريك مانع في هذا ؟ " .

" أجل لدي مانع ، هذا القصر ليس حضانة للأطفال ! " .

أجاب لويس بشكل مكانكي ، ولم يرحم ماريا .

" ألست طفلا أيضا ، أنت في نفس عمري تقريبا " .

قالت ماريا بغضب وهي تراقب رد فعل لويس .

" إن أرت البقاء فيجب أن تدفعي ثمن إقامتك ؟ " .

" هل تعتقد أنك تتحدث مع متسول ؟ " .

" أليست العجوز من قبل أحد المتسولين ؟ " .

أجاب لويس وهو يراقب ماريا ، في رأيه كانت العجوز متسولا مع الإلتزام بقيافة المتسولين بأي ثمن .

" هاه ، هل مربيتي متسول في عينيك ؟ " .

" أوه ، إذن أنت خليفة تلك المتسوله ، هل تأسسون طائفة المتسولين ؟ " .

إنفجرت ماريا في الضحك ، إن كان الأمر من منظور لويس ، فهي حقا متسول يتبع متسولا ، ولم تعرف كيف ترد على هذا .

" حسنا ، أنا ماريا أركينو ، حكام الغرب في الإمبراطورية " .

قدمت ماريا نفسها ، وكانت تتوقع أن لويس سيتفاجأ ، لكن لويس خيب ظنها ، وكان بلا تعابير .

" حسنا ، أين كنتي هل لديك ثمن الإقامة أم لا ؟ " .

نظرت ماريا للويس بعيون ميته ، ولم تعرف هل كان لويس يلعب مقلبا معها ، أم كان حقا لا يعرف حكام الغرب ' أركينو ' .

وهذا شبه مستحيل من في الإمبراطورية لا يعرف حكام الغرب ، وبعد لحظه تحدث لويس .

" القلادة التي ترتدينها مثيرة للإهتمام ، ما رأيك أن تكون ثمن إقامتك ، وبالمناسبة كم مدة بقائك ؟ " .

يتبع .........

2024/09/24 · 94 مشاهدة · 1186 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025