رمشت ماريا بعينيها ، ولم تعرف هل كان هذا هدف لويس ، أو أنه لم يصدق أنها حقا من أركينو .
ورغم أن القلادة هدية من والدتها ، إلا أنها لم تكن ثمينة في نظرها ، فقد أعطتها لها والدتها في عيد ملادها السابق ، ولم تقل والدتها شيء عن هذه القلادة ، وكانت عادية في نظر ماريا .
فكرة ماريا قليلا ، ثم إبتسمت بخبث ، ونظرت للويس .
عينان قرمزيتان ، وشعر أبيض مع بريق فضي ، وكذلك وجه منحوت ، وجسد مدرب جيدا ، ومزاج منفصل وبارد ، وكأنه يقول إبتعد عني .
ومع ماضيه وشهرته المعروفه ، لقد كان مواصفات البطل البارد في رواياتها التي قرأتها ، ولم تكن تريد أن تفوتها الفرصة في الإقتراب منه .
لكنها تعرف أن الإقتراب بسرعة وبدون مواقف وأسباب واضحه ، كان مشبوها ، وسيجعل لويس يحذر منها .
" حسنا ، سؤعطيك القلاده ، لكني سأبقى لشهر على الأقل ، وعند مغادرتي ، سأستبدل القلادة بالمال ، هل هذا جيد بالنسبة لك ؟ " .
سألت ماريا مع إبتسامة خبيثه ، في رأيها ستكون هي المنتصرة الأخير ، مع فرصة الإقتراب من لويس ، وكذلك ستستعيد هدية والدتها عند مغادرتها ، أما المال فلم يكن شيء في نظر ماريا .
أومأ لويس برأسه ووافق على عرض ماريا ، فحتى لو حصل على القلادة ليوم واحد فقد كان كافيا ليحصل على صفة النور ، وهو ربح كبير له ، أما بقاء هذه الفتاة لشهر ، فلم يهتم ، فهو ليس من سيرافقها ويعتني بها .
على الأكثر ستكون تلك المتسولة العجوز ، وبعض الخدم من سيعاني ، أما هو فقد حان وقت التحضير بجدية لرحلته .
ألقت ماريا القلادة للويس ، لكن لويس لم يكلف نفسه عناء أخذها ، ففي رأيه إنها قذرة ، وحرك المانا لإلتقاطها ، وسرعان ماخرج من الغرفة .
فقد إنتها ما يريده ولم يكن هناك المزيد لقوله .
خرج لويس ووجد الخادمة تنتظر أمام الغرفة ، وكانت تقمع ضحكها ، ويبدوا أنها سمعت المحادثة مع لويس وماريا قبل قليل .
" بما أنك سمعت ما حصل ، فأخبر بلتر أن يجهز غرفة لهم لمدة شهر مع الضيافة الازمه ، وهذه المرة ستكون الضيافة الحقيقيه " .
وأكمل لويس طريقه لغرفته ، ولم يتم بالضجيج خلفه .
وصل لويس لغرفته وبدأ بإخراج صفة النور من القلاده ، ومع هذا فقد لاحظ أن صفة النور تحاول المقاومه .
' هل كانت والدة ماريا ، تحاول منح صفة النور لإبنتها ' .
وإلا هل ستقاوم صفة النور ، وهذا يعني أنها بدأت بالتعرف على ماريا كسيدتها ، قبل الإندماج معها .
هل هذه الطريقة السرية لعائلة أركينو ، لوراثة صفة النور في كل جيل .
من المؤسف أنك قابلتني ، ومن المؤسف أنك لم توضح لماريا أهمية القلادة ، وبما أن والدة ماريا لم تمت ، فهي لا تعتز بالقلادة كما كانت في اللعبه ، ولم يكن من الصعب إنتزاعها منها ، ومع هذا يبدوا أني سأستغرق ثلاثة أيام حتى أحصل على صفة النور .
********
تابع لويس سحب صفة النور من القلادة ، وبالمثل أنهى بلتر تحميم المتسولة العجوز ، وألقاها لبعض الخادمات لتغيير ملابسها ، وذهب للمطبخ لرؤية كيف تسير الإعدادات .
ومع هذا كانت خادمة تنتظره أمام باب الخدم ، وهي تضحك .
" مالذي يضحكك ، وكيف تسير الأمور من جهت السيد الشاب ؟ " .
سأل بلتر مع بعض الترقب ، لكن الخادمة لم تقل شيء وأخرجت مذكرة من صدرها وأعطتها لبلتر .
عبس بلتر قليلا لكنه مزال يقرأ المذكرة بسرعه .
" هذا تجاوز توقعاتي ، تلك الفتاة لم تأتي لفسخ الخطوبة ، وهي ستقيم في القصر لشهر ، وحتى السيد الشاب طلب العناية بهم ، وأخذ القلادة منها كرهان على دفعهم ثمن الإقامه " .
تحدث بلتر مع إبتسامة خفيفة على شفتيه ، وكان المحادثة بين ماريا ولويس مثيرة للإهتمام ، فقد كان هدف لويس مبهما ، وأخذ القلادة من ماريا ، وكانت ماريا لا تعرف قيمة القلادة التي ترتديها ، ولكن بلتر عرف قيمتها ، وهذا جعل بلتر يتسائل ، ماذا يريد لويس من القلادة ، وحتى لو أراد صفة النور داخل القلادة فهل يستطيع أخذها في زمن قصير مثل شهر واحد .
يجب أن تعرف أن وراثة صفات المانا لا يحصل بسرعة كما تتخيل ، وخاصة إن كنت قد أيقظت صفة المانا خاصتك ، ويجب أن تبقى صفة المانا بقرب جسدك لعام على الأقل ، قبل أن تتعرف عليك صفة المانا كسيدها ، وتبدأ طقوس طويلة ومعقدة لوراثة الصفة الثانية .
لكن لويس أرادها لشهر فقط ، هل كان فقط لدراستها ، فحتى القلادة مصنوعة من مواد نادرة وقيمه .
وبكل الأحوال هذا لم يمنه بلتر من القيام بعمله ، والآن أصبح الزوار غير المرغوب فيهم ضيوفا ، ويجب تقديم الضيافة اللائقة لهم .
تحرك بلتر لغرفتة بعد أن انهى الآستعدادات اللازمه ، ووجد ورقة طويلة في إنتظاره ، فور دخوله .
نظر بلتر للورقة وعرف أنها مكتوبة بواسطة لويس ، وكانت المطلوبات كثيرة للغاية ، وتكلف ثروة ضخمه ، وكان ملاحظة مكتوبة أسفل الورقه .
" إستخدم الأموال المصروفة لي طوال السنين السابقه " .
إبتسم بلتر بضعف ، وكان لويس يعرف أيضا مقدار الأموال المخصصة له ، وكان ثمن الأشياء المطلوبة يساوي الأموال المخصصة له .
تحرك بلتر لتجهيز المواد المطبوبة ولم يكن لدي أي شكوى تجاه لويس ، وفقد كان يحاول تعويض الطفل المظلوم .
ومع هذا الحال لم يخرج لويس من غرفته لثلاثة أيام ، ولم يشارك الضيوف في أي وجبه ، وكان مشغولا بإستخراج صفة النور من القلاده .
وكانت المربية مرتاحة في ضيافة إنديخريستو ، ولم تعد الحوادث العشوائية تحصل معها .
بينما كانت ماريا تفكر في كيفية إغواء لويس ، وكان بلتر قد ذهب للمدن والجبال المحيطة لتجهيز المواد التي طلبها لويس .
وكان بعض الخدم يجهزون غرفة الحدادة ، بناء على أوامر لويس .
" هل يعرف السيد الشاب ، كيفية صنع الأسلحه ؟ "
" ماذا لو كان ؟ ، وماذا لو لم يكن ؟ ، هذا ليس من شأننا لنهتم به ، وأيضا إفعل أكثر وتحدث أقل " .
" بخيل ، لما لا يمكنني أن أسئل هذا؟ ، وأيضا ألست فضوليا لم أمر السيد الشاب بتجهيز غرفة الحدادة ؟ " .
" أنا فضولي أيضا ، لكننا خدم هنا ، وليس لدينا حق السؤال عن نوايا السيد الشاب " .
" حسنا حسنا ، قديم الطراز " .
وسرعان ما تعرض الخادم لضربة على مؤخرة رأسه .
" ألم أقل لك تحرك أكثر وتحدث أقل ، هل تريد إغضاب بلتر عند عودته ؟ " .
فكر الخادم قليلا ثم إرتجف جسده ، ولم ينسى هوية بلتر الحقيقية ، فلا تنظر له وكأنه عجوز يخدم شاب صغير ، فلو أراد بلتر لمات جميع سكان القصر دون أن يعرفوا كيف ماتوا .
أومأ الخادم برأسه وأكمل عمله بصمت .
وكذلك في غرفة لويس ، كان لويس يجلس متربعا وهو مغمض العيني ، وكانت أمامه قلادة تطفو في الهواء .
كانت القلادة تحيط بها تشكيلات قوي لحجزها ، وكانت القلاة تشع بضوء قوي ، ومع هذا لم تتمكن القلادة من الهروب من التشكيل .
وبعد عدة ساعات هدأة القلادة أخيرا .
يتبع .........