2 - الفصل الثاني ، المجلد الأول

#منظور سيبستيان #

إستيقظ كبير الخدم سيبستيان قبل الفجر كعادتعه ، وبدأ عمله مثل أي يوم ، وبالطبع لم ينسى شتم الأحمق الذي يخدمه .

كان الأبله لويس ثالث أبناء رئيس العائله ، وكان أغبى إنسان واجهه سيبستيان حتى الآن ، وقد إعتقد بصدق أنه لن يواجه شخص أغبى منه لبقية حياته .

فقد أمضى لويس حياته كله في ثلاث أشياء رئيسيه ، ولم تكن شيء جيدا حتى بالكلمات الفارغه .

النساء ، الكحول ، القمار .

إن حصل أن سألك إبنك ذات يوم كيف يصبح لقيطا أحمقا ؟؟

فأخبره أن يكون ودودا مع العناصر الثلاث السابقه ، وينتي الأمر ، تهانين أصبحت لقيطا يسجله التاريخ في هذه المرحله .

وكذلك كان لويس ، رغم موهبته الخارقه ، وجسده المبارك ، كان أحمقا غير مسبوق ، ومضيعة للموهبة التي ولد بها .

ومع هذا لم يستطع سيبستيان إلا أن يتنهد ، فقد كان لويس نصف شيطان مكروه من الجميع منذ طفولته .

وربما كان هذا سبب وصوله لهذه الحاله ، مع كره عائلتهِ له .

تابع كبير الخدم عمله ، وهو يفكر في مثل هذه الأفكار عديمة الفائده ، حتى سمع صوت باردا وهادءا يناديه .

سيبستيان !!

كان صوت لويس يناديه !

وسع كبير الخدم عينيه في صدمه ، وتعجب من تغير صوت سيده ، بالطبع الذي تغير ليس الصوت نفسه ، بل الجوهر الذي يحمله .

بفضل كون سيبستيان قاتلا محترفا ، فقد كان قادرا على التعرف على التغيرات الصغيره في حركات الوجه ، والصوت ، وغيرها ، وكانت هذه أشياء ذات ضرورة قصوى في عمله .

بالطبع مع خبرته العميقة في هذا المجال ، سمع الكثير من الأصوات ، وحكم على الشخص مبدئيا من صوته .

وحتى الآن كانت الأصوات الباردة التي سمعها لرجال أقوياء بما يكفي لتحريك القارة بأكمالها ، وخالية من المشاعر .

لكن صوت سيده الشاب بدى أكثر برورة بأشواط ، وكذلك هدوءه الغريب ، الذي يبدو مثل الهدوء قبل العاصفه .

بدأت المشاعر التي أخفاها سيبستاين بعمق في الظهور ، وكان أولها هو شعور بدائي إعتقد أنه فقده منذ زمن بعيد .

كان ' الخوف ' !! ، الذي نسيه سيبستيان منذ زمن بعيد .

إبتلع سيبستيان لعاب جاف وتحرك ليواجه مصدر هذا الصوت ، ورغم أنه لم يلاحظ إلا أن ذراعيه إرتجفتا لبعض الوقت .

" ما الأمر سيدي الشاب ؟؟ "

بعد وصول بلتر لغرفت لويس ، سأله مباشرة عن سبب إستدعاءه .

" أخرج هذه العاهرات من غرفتي ، وغير السرير أيضا ، لديك خمس دقائق " .

صدم سيبستيان مرة أخرى ، الفتى الصغير الذي كان خائفا منه سابقا ، لم يعد موجودا وكأنه شخص آخر ، وفوق هذا الصوت البارد والوجه الهادء بدون أي مشاعر ، جعل الرعب يترسم في قلب بلتر .

تحرك بلتر بسرعة لينفذ الأوامر وكأنه ممسوس بشيء ما ، ومع خبرته كقاتل محترف ، عرف أن ما وصله لم يكن طلبا أو إلتماسا صغيرا ، بل كان أوامر من كيان لا يمكن رفضه .

شعر سيبستيان بأن حياته ترتبط بكيفيت إرضاء الشاب الصغير أمامه ، ولم يكن هناك مجال للتفاوض أو الرفض لأوامره .

وبعد إنتهاءه بسرعه تحدث بلتر مجددا " هل هناك أي شيء آخر سيدي الشاب ؟؟ " .

كان بلتر يحاول معرفت مزاج الشاب أمامه ، وكانت محاولته فشلا طبيعيا ، فلم يتفاعل لويس بأي شكل ، وكانت نظرته ممله ، وكأنه ينظر للرمل خارج منزله ، وبعد لحظه حصلت ظاهرة غريبة أمام بلتر جعلته يرتجف دون أن يدرك نفسه .

تحركت المانا في الهواء بناء على رغبت الشاب أمامه ، وكأنه أمر مسلم به .

بالطبع لم يهتم لويس بهذا ، لكن سيبستيان كان مختلفا .

تحريك المانا في الهواء بناء على فكرة أو رغبة فقط دون إستخدام المانا في الجسد كان مستحيلا عمليا .

فقد كانت المانا في الهواء لا تتحرك إلا بتفاعلها مع مانا أخرى خاضعة لشخص آخر ، وحتى مع الأبحاث التي أجرتها الإمبراطوريه وبرج السحره في كل مكان ، وصلوا الى أن الأمر مستحيل ما لم تكن تنينا حاكمُ كل المانا .

والآن شاب في السادسة عشر من العمر جعل هذا المستحيل ممكنا ، ومع هذا الإنجاز لم يرف له جفن وكأنه أمر طبيعي .

حتى أن بلتر شك في أنه نصف تنين وليس نصف شيطان ، ومع هذا لم يهتم لويس بأفكار بلتر وتابع كتابته على الورقه وسلمها لبلتر .

" أحضرها في أربعة أيام ، أو أكتب خطاب إستقالتك ! "

كان لويس يعتقد أن الكفاءه مهمة للغيايه لذا وضع حدا زمنيا سخيفا لهذه المهمه ، وهو يعرف أن شهرا لن يكون كافيا لجمعها ، ولكن بلتر أساء فهم لويس .

《 إن لم أكن مفيدا فلا حاجة لي للبقاء على قيد الحياة 》.

كان هذا فهم بلتر ، ففي عمل كقاتل إن لم تنجز المهمة فيجب عليك إنهاء حياتك .

وبعد رؤية المطلوب في الورقة لم يستطع بلتر سوى أن يشعر بالرعب ، فأغلب العناصر مواد شديدة السمية ، وإن تم مزجها مع بعضها فلابد أن السم المكون منها سيقتل حتى رئيس الدوقيه في لحظه ، وبدأت الأوهام تتشكل في رأس بلتر .

- هل يريد أن يغتصب كرسي الدوقيه ويقتل عائلته ؟؟

- هل يريد إغتيال الإمبراطور ؟؟

- هل ، هل ،من الممكن ، هل يريد ؟؟؟ .

والكثير غيرها ، لذا لم يسعه سوى السؤال ، وكان هذا خطأ كبيرا منه ، كما كشف له المستقبل القريب .

" هل لي أن أسئل بشأن إستخدامك لهذه المواد السامه ، سيدي الشاب ؟؟ "

وبمجرد إنتهاء سؤال بلتر ، برد الجو في الغرفه ، وشعر بضغط كبير غير معلن ، وتغيرة النظرة الممله في عينين الشاب أمامه ، وبدأ ينظر له بإشمأزاز ودنيويه .

إنتشر الخوف في جسد بلتر ، وندم على سؤاله ، حتى مع خبرته عرف أنه غير مسموح بمعرفة نية العميل ، أو المشكلة الخصة به ليتقدم للطلب ، وبعد هذا أتى الصوت البارد ليأكد شكوكه .

" هل أنت في موقف لسؤالي عن نيةي في إستخدامه ؟؟ "

أحنى بلتر رأسه وإعتذر ، وتحرك بسرعة وكأنه يهرب لينفذ الأوامر ، وكان يريد الإعتذار عن خطئه بأفعاله ، وإنهاء مهمته بسرعه ليأكد فائدته .

فمثل هذه الكائنات ليس لها مشاعر ، وكانوا يهتمون بالفوائد والخسائر ، لذا إن أثبت فائدته فيمكنه التمسك بالشاب وضمان مستقبل مشرق ، على الأقل ، ألن يكون هذا أفضل من الموت الآن ؟؟

يتبع ......

2024/07/21 · 160 مشاهدة · 1002 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025