# منظور لويس #
بمجرد مغادرة بلتر للغرفه بدأ لويس عمله ، ولم يكن له علم بالأفكار المجنونة في رأس بلتر بعد مغادرته .
وقرر لويس أن ينهي عمله بدلا من الإهتمام بأشياء مزعجه ، وسرعان ما بدأ بالتحكم بالمانا ، وظهرت التقلبات العنيفة حوله .
عرف لويس أن الأمر سيكون مؤلم ، لكنه أمر ضروري لتأمين المستقبل ، وجعل نفسه كيانا لن يجرء الآخرون على التفكير في إزعاجه .
فقد كان هذا أسلوبه ، وسيستمر الأمر في المستقبل أيضا .
قبض لويس على يديه وتنهد ، وبدأ في ترسيم روحه الجديد داخل جسده الجديد ، ومع مساعدة المانا النقية ، في بعض الأمور ، سيكون أكثر إستقرارا ، لكن الكثير من التدخل لن يكون جيدا أيضا .
ومع ترسم روحه بدأ جسده يتبع الروح أيضا .
تحطمت العظام والأوتار ، وتمزقة العظلات ، وتكونت على أفضل شكل يناسب الروح ، وتكرر أمر مرارا وتكرار .
وكان على لويس أن يمنع صراخه المؤلم من الخروج ، وتحمل الأمر من البداية حتى النهايه ، بمجرد قوته العقلية فقط .
ومع إستمرار التحطم والشفاء مجددا ومجددا ، بدأ التغير الأول أخيرا .
تصلبت العظام وأصبحت أكثر قوه ، لكن التغير الأهم كان في النخاع الشوكي ، فقد إختلط مع المانا ، وأصبح أكثر مرونه وكأنه تجاوز حدود جسده الحالي .
بالطبع تبع ذلك الكثير من الفوائد ، لكن لويس لم يهتم الآن بها ، فقد كان تركيزه على نخاعه الشوكي ، وسرعان ما حرك المانا لتنقيته من أي شوائب وزيادة مرونته وقوته ، فقد كان أحد أسس الجسد .
ومع النخاع الشوكي ، والقلب ، والأعضاء الداخلية ، و مسارات المانا ، و العقل ، هذه الأشياء التي يجب التركيز عليها ، وسيتبعها بقية الجسد بشكل طبيعي .
كان وعي لويس في حدوده ، مع كون هذه البداية فقط ، لكنه لم يستطع تحمل إطلاق صراخه ، فإن صرخ الآن ، ماذا سيفعل لاحقا ، ومع سيلان الدم الأسود من فمه عض على شفتيه حتى قطعها .
لكنه لم يعرف حتى أنه نزف كثير من شفته السفليه ، ورغم الألم إلا أنه ركز على نخاعه دون الإكتراث لأي شيء آخر .
وبعد مضي نصف يوم من العذاب بدأت أفكار الإستسلام تدخل عقل لويس .
- ألن يكون الأمر جيد مع هذا المستوى ؟؟ ، هل يجب أن أتابع تعذيب نفسي أكثر ؟؟ ، ألن يكون هذا كافيا ؟؟
ومع تسلل الأفكار في رأسه ، إلا أنه رفضها بعد فترة وجيزه ، فلم يكن الإستسلام للألم أسلوبه ، ورغم كونه يتمتع بأنانية كبيره ، إلا أنه لم يكن لطيفا مع نفسه أيضا .
وبعد ساعة وصلت أخيرا الأخبار السارة للويس ، وعرف أنه وصل لنقاء كامل لنخاعه الشوكي ، وبدأ فورا في تقوية قلبه وتنقيته ، وكانت هذه الخطوة الثانيه والأكثر أهميه ، فلو فشل بشأن نخاعه فأقصى ضرر هو الشلل ، لكن القلب مختلف فأي فشل مهما كان صغيرا سيكون الموت هو ما ينتظره .
أخذ لويس نفسا عميقا وبدأ في تنقية قلبه وتقويته ، فمع القلب القوي سيرتفع عدد سلاسل المانا التي ينوي وضعها عليه لاحقا ، لذا لا مجال لأي خطأ ، والنتيجة المرجوه لابد أن تكون المثالية المطلقه .
تحركت المانا مع الدم داخل جسد لويس ، وسرعان ما بدأ تنقية القلب ، برفق وحذر .
تشكل العرق البارد فوق جسد لويس ، وبدأت المانا حوله في التقلب بشكل أكثر عنفا ، ورغم هذا سرعان ما تم منعها بواسطة لويس .
وكان هذا أحد الأخطاء التي يقع فيها المبتدؤون ، فبمجرد قبول المساعدة من المانا المحيطه ، فلن تكون المانا الموجوده داخل الجسد نقية بنسبة 100% أبدا .
وبعد لحظه بدأ أول تغير في قلب لويس ، وبدأ في النبض بشراسه وكأنه على وشك الإنفجار ، وتبع هذا آلام لا يمكن وصفها .
خرج الدم الأسود مجددا من الفتحات السبع للويس ( العينين والأنف والأذنين والفم ) ، وصر لويس على أسنانه .
عرف لويس أن ما يفعله مجرد جنون محض ، ولن يفعله أي شخص آخر ، لكنه لم يهتم أبدا .
منذ متى كنت أقلد الآخرين ؟ ، منذ متى إمتنعت عن شيء لأنه خطر ؟؟ .
ومع خروج الدم الأسود الذي بدأ في التغير للون الأحمر ببطأ ، عرف لويس أنه إقترب أخيرا من هدفه .
إستمرت تنقية القلب لفترة طويل ، وكأنها الأزل بالنسبة للويس ، ولكن الواقع كان أكثر قسوة مما توقعه لويس من قبل ، فمع كل الألم والمعانات حتى الآن ، لم يمر سوى عشر دقائق فقط .
وبعد فتره فقد لويس إحساسه بالوقت تماما ، وتابع حتى إنتهى من صقل وتنقية قلبه .
وبعد إنتهاءه نظر للوقت ، وحتى الآن لم يمر سوى يوم ونصف منذ بدأه في ترسيم روحه ، وتكييفها مع جسده الجديد .
تنهد لويس بشده ونظر للمرآه ، كان شاب بوجه شاحب و دموي ، وملابس مغطاة بدماء سوداء ودماء طازجه ، ينظر إليه ببرود ، أذهل حتى لويس نفسه .
فقد كانت المانا في الجو تتأثر بأصغر فكرة من أفكار لويس ، لكن لويس إعتبرها أمرا طبيعي وتابع عمله .
الآن يجب أن ينتهي من العقل مع مسارات المانا مع بعضهما البعض ، وكان هذا إجراء ضروري للكفاءة المطلوبه التي يريدها ، وأيضا لتسهيل الأمر لاحقا عند الأعضاء الداخلية .
ولم يكن بوسع لويس سوى التنهد عند معرفة الألم الذي ينتظره ، وكذلك لم يستطع أن يرتاح الآن ، وإلا فإن عمله سيفسد ويعيده من جديد ، وستكون المثالية مستحيلة عند إعادته مجددا .
" لابد لي من التحمل ، لقد إنتهية من الجزء الصعب بالفعل !! " .
شجع لويس نفسه وبدأ في تحريك المانا مجددا ، وسرعان ما تقلبت المانا في الجو بشكل ينذر بالخطر .
راقب لويس المانا التي تبدوا وكأنها تتذمر لعدم السماح لها بالمساعدة ، وبالطبع لم يهتم لويس بهذا أيضا ، فإن كانت تريد المساعدة فلن يتأخر الوقت بعد الإنتهاء من وضع الأساس ، والسماح لها بالتغلغل في السلاسل حول قلبه لاحقا ، بالطبع لن ينسى أمر الدانجو أسفل سرته لتقوية جسده بالمانا لاحقا ، وإلا لن يستطيع مسامحت نفسه على هذا العذاب أبدا ، ففي رأيه لم يكن مازوشيا بأي شكل من الأشكال ، ولم يكن ممن يستمتعون بتعذيب أنفسهم .
يتبع ......
************
السلام عليكم
شباب هدي رواية مؤلفه وياريت اتخبروني برايكم ، وكيف اتكون أفضل ، أو إذا كان عندكم أسئله على الرواية ، سؤحاول الإجابه قدر الإمكان .
ولا تنسوا الدعم ، فدعمكم حافز لتقديم المزيد .