بعد دخول سيبستيان ( بلتر ) لغرفة لويس ، تنهد لويس بإنزعاج ، فقد أراد الإستحمام والراحة فورا ، وكذلك شعر بجوع شديد للغايه ، وكان جسده القوي الجديد مرتاح للغايه ؛ وكأنه ولد من جديد ، لكنه متعب عقليا بشده .
لذا تحدث لويس بإنزعاج طفيف " هل أحضرت كل ما طلب منك ؟؟ "
أراد لويس إنهاء عمله بسرعه والإرتياح .
لكن أفكار بلتر لم تكن كذلك ، فنعد دخوله للغرفة ، قابله شاب لم يره من قبل ، ومع جسده المدرب جيدا ، وكثافة المانا حوله ؛ وكأنه محبوب من المانا ، وهذا لم يدخل عقل كبير الخدم .
فالأجناس المحبوبة من المانا لم تكن سوى التنانين والجان في الغابة المحرمه .
كانت التانين حُكام المانا ؛ فقد كان الأمر مفهوما ، وكان الجان جنسا يحافظ على الطبيعه ، ومع هذا لم تفضل المانا إلا بضع أشخاص من بينهم فقط ، وكان هناك شخصين إلى خمسة فقط في كل جيل .
ويجب القول أن كل جيل من الجان ، يمتد لأكثر من ألف عام كامله ، ولو مات أحدهم فقد إنتهى الأمر ، ولن يكون هناك بديل له .
لاكن ، أن تفضل المانا بشريا ، وكان تفضيلها وكأنها أم ترعى طفلها المفقود منذ سنوات .
هذا تجاوز تفضيل الجان وحُكْمَ التنانين بأشواط ، لذا لم يكن مفهوما من قِبل بلتر .
وأيضا لقد تغير شكل السيد الشاب كثيرا ، فشعره الأشعث أصبح حريريا لدرجة رغبتك في لمسه ، وأيضا بشرته أصبحت أكثر نظارة لدرجة حسد النساء ، كذلك أصبحت بشرته أكثر بياضا ، وكان التغير الأكبر في عيونيه الياقوتيه .
إن أمكن وصفها فسيكون أنها أصبحت تنظر بشكل أكثر مملا من قبل ، ومع هذا إبتلع بلتر لعاب جافا ، عند تخيلها تتغير للبرود ، أو إظهار النية القاتله التي تقع خلفها .
إرتجف بلتر وتوقع تغير الكثير داخل القارة ، إن كبر الشاب أمامه .
بالطبع لم يعرف هل سيكون تغيرا إجابيا أو سلبيا ، لكنه سيكون تغيُّرا غير مسبوق في تاريخ القارة .
قمع بلتر أفكاره غير المجديه ، وتقدم وفي يده خاتم فراغ جزئي " كل ما طلبته موجود داخل هذا الخاتم سيد الشاب !! " ، لم يدرك بلتر أنه يتصرف بإحترام شديد عند تعامله مع لويس .
" أحسنت ، إذهب وأطلب من الطهات تجهيز وجبة تكفي عشرة أشخاص ، وأخبرهم أن يستخدموا المكونات التي تحتوي على مانا نقية فقط من الآن فصاعدا " .
تحدث لويس ببرود ولوح لبلتر للمغاده ، وسرعان ما أحنى بلتر رأسه وغارد بسرعه وكأنه يهرب مجددا .
****
سارع بلتر الى الطهاة لينفذ الأوامر ، ولكن عقله كان معقدا للغايه ، فقد إعتقد أنه كان مكشوفا تماما أمام لويس سابقا .
《 هل أعتبر سكوته موافقة ضمنية على أفعالي 》.
كان بلتر يخفي سرا على الجميع ، وكان هذا السر هو جنسه ، فقد كان إسمه مزيفا ، ولم يكن الأمر غريبا من طبيعة عمله ، فقد كان بلتر إمرأة ، ورغم معرفة رئيس الدوقيه بها ، إلا أنها لم تعتقد أن سرها سيكشفه طفل صغير .
تنهدت بلتر وهي تفكر في إبنتها التي تصغر لويس بعامين ، ومع مرضها ؛ أجبرت على خدمة الدوقيه مقابل علاج إبنتها ، فحتى لو كانت قاتلة محترفه ، فهي ليست طبيبة مختصصة ، وكان مرض إبنتها نادرا للغايه ، لم يكن الأمر أنه لا يمكن علاجه ؛ بل كان عدد المصابين به لا يستحق إجراء أبحاث لعلاجهم .
فبدلا من إضاعة الموارد والقوى العالمله على مرض لم يصب به سوى مئات فقط في القارة ، كان القيام بشيء آخر أكثر فائدة بكثير .
لكن ما حصل أمام عينها الآن ؛ أعطاهى أمل جديداً ، قد يستطيع هذا اللقيط علاج مرض إبنتي ، بالطبع الآن تغير لقب اللقيط إلى السيد الشاب .
وكانت بلتر ممن عرفوا طبيعة العالم ، ولن يقوم أي شخص بإعطائها معروف دون مقابل ، وخاصة إن كانت قاتلة محترفة مثلها ، فحتى سيد الدوقية إستغل مرض إبنتها لوضع قيود عليها ومنعها من خيانته .
وكان الأمر مفهوما في عقل بلتر ، لكن الفهم شيء ، والقبول شيء آخر ، ومع تغير السيد الشاب ، جلب لها أملا في الشفاء التام لإبنتها .
بالطبع لن يكون الأمر سهلا أبدا ، فقد كانت تنظر له بإشمئزاز في السابق ، ولم تعلم أنه كان يرتدي ثوب اللقيط حتى الآن ، وبما أنها لم تساعده في السابق ، عند السخرية منه من قبل إخوته ، ومع مقدرتها على مساعدته فقد إستمتعت بعذابه ، وكان هذا شيء يدركه كل من لويس و هي .
فإن ذهبت الآن له ، وطلبة معالجة إبنتها ، فهل سيقبل بهذه السهوله ؟؟ ، إن لم يكن مجنون أحمق حقا فلن يقبل .
حتى وإن وضعت نفسها مكانه فقد كانت الإجابة واضحة بالفعل ، وخاصة بعد أن شعرت ببروده الشديد .
لذا لم يكن أمامها سوى الحصول على ثقته أولا ، ومن أجل مسح الماضي السابق ، يجب الكتابة عليه بحاضر جديد .
ومع هذا وضعت بلتر هدفها بإسترضاء لويس ، أو العثور على ضعفه لإستغلاله ، ووصلت لمطبخ القصر .
****
# منظور لويس #
في هذا الوقت أنهى لويس حمامه ، ولاحظ المانا من حوله ، إن أمكن وصفها فستكون مثل جرو مبلل ينظر إلى مالكه .
جلس لويس على السرير وسمح للمانا بالدخول لجسده .
وبعد لحظه ظهرت أول إبتسامة على وجه لويس منذ دخوله لهذا الجسد ، رغم أنها لم تستمر لأكثر من ثانيه ، بالطبع كان السبب هو جسده بعد صقله وتنقيته إلى المثالية .
كان جسده يستقبل المانا بسهولة شديده ، وكذلك كان ينقيها تلقائيا ، وكانت المانا تقوي جسده بإستمرار وكأنها تثبت فائدتها للويس ، لم يفهم لويس سبب تصرف المانا بهذه الطريقه ، لكنه لم يهتم ، فقد كانت الامبلاة متجذرة في طباع لويس .
إستمر تدريب المانا بدون طريقة ممنهجه لأربع ساعات كامله ، ومع هذا فقد ثبتت الفائدة بالفعل .
بعد تنقية الجسد ، وصلت القوة الجسدية للويس لمستوى الفارس المبتدأ بدون إستخدام المانا ، ومع المانا وصل لقمة هذا المستوى ، متجاوزا المرحة المتوسطه ، وقفز للقمه .
أي أن لويس قام في أربع ساعات بشيء إستغرق الفرسان الحالمين أربع سنوات لفعله ، لكن لويس تنهد بندم فقط ، فقد أراد بلوغ المستوى التالي بشده .
لو سمع الفرسان تنهد لويس بعد قيامه بهذا الشيء المجنون ، لقتلوه وإنتحرو بعده مباشرة ، فبئي حق يسمون أنفسهم ' مواهب ' بدون خجل .
دق دق دق !!
قرع الباب بعد إنتهاء لويس من تأمله ، ومن الجدير بالذكر أن لويس لم يبدأ حتى بالتريب البدني بعد .
وبعد لحظة ، سمح لويس بالدخول ، و دخل بلتر مع عربة محملة بالطعام المشبع بالمانا .
يتبع .......