وصل بلتر مع عربة فخمة محملة بجميع أنواع الطعام ، وبالطبع كان الطعام مملوء بالمانا النقيه كما أمر لويس .

رغم التكلفة الكبيرة لكل طبق ، إلا أن لويس وكذلك بلتر لم يهتموا بهذا ، فمع ثراء الدوقيه كان هذا أمرا بسيطا ، ولكن في ذكريات لويس السابقه لم يتمكن صاحب الجسد من الحصول على مثل هذا العلاج .

فكل طبق يكلف المئات من العملات الذهبيه ، وبالنسبة لعامة الناس كانت عملة ذهبيه واحده تكفي عائلة مكونه من أربع أشخاص لأكثر من شهر .

وضع بلتر الأطباق أمام لويس وبدأ في تقديمها " هذا طبق من لحم البط الإمبراطوري ، وهذا لحم الماموث العتيق ، وهذه سلطة مكونة من أوراق اللوتس المعمره وبعض الخضروات المزروعة في حقول المانا الطبيعيه ، وهذا حساء مصنوع من حليب المانا الطبيعي ، مع رش مسحوق أحجار المانا عالية المستوى ... " .

لم يكترث لويس لتقديم بلتر للطعام وبدأ بتناوله ، ورغم أسلوبه الفظ ، إلا أن تصرفاته البارده كانت مملوؤة بهالة نبيلة وكريزما عاليه.

ورغم تنافر الموقف ، إلا أن هذا كان حكم بلتر ، بدأ لويس وجبته وقف بلتر بجانبه ، وفور إنتهائه من طبق كان يأخذ الطبق الفارغ ، ويضع مكانه طبقا آخر .

بالطبع كان بلتر متفاجئاً من شهية لويس ، لكنه لم يجرؤ على سؤاله ، وأكتفى بالصمت ، وكان هذا حال لويس أيضا ، فقد أكل بهدوء وهو يفكر في بدأ تدريبه الجسدي وتدريب المانا والسحر في مرة واحدة ، وأيضا يجب أن يفكر في بدأ تكوين سلاسل المانا .

ففي هذا العالم كان لديهم مفهوم دوائر المانا للسحرة ، والدانجو للفرسان ، وبالنسبة الكهنه حيث يجب تلقي التعميد المباشر في الكنيسه ، وهو شيء مستحيل للويس ، الذي ولد نصف شيطان ، ومع هذا لم يهتم لويس ؛ فالطاقة الإلاهية ليست أكثر من سم لجسده الحالي ، كذلك أراد إستبدال دوائر المانا القديمه بمفهومه الجديد " سلاسل المانا " .

ومع دوران الأفكار أنهى لويس وجبته ونظر لبلتر بجانبه .

" قدني للمكتبة وغرفة التدريب ! "

أومأ بلتر برأسه وسرعان ما قاد الطريق ، وتبع لويس من خلفه ، وعند خروجهم دخل الخدم لتنظيف طاولة الطعام .

كانت غرفة لويس تقع في الطابق الخامس ، وهو الطابق الأعلى في القصر ، وفور خروجه منها كان الممر الواسع والمزيَّن بدقه ، مع المجوهرات النفيسه وغبار الذهب على صور العائلة المعلقه عل الحائط ، وكان أكثر شيء جذب لويس ، صورة لإمرأة جميله تبتسم بسعاده بجانب طفل في السادسه من عمره .

توقف لويس أمام الصورة ونظر إليها ، ورغم عدم ظهور أي مشاعر على وجهه ، إلا أن جسده تحرك دون إرادته ولمس الصورة برفق وموده ، وقف لويس أمام الصوره ووقف بلتر بجانبه ، وعم الصمت الخانق بينهما ، إلا أن الخدم إستمرو في الثرثة عديمة الفائدة .

******

# منظور الخدم في القصر #

كانت الخادمات تنظرن للويس الذي خرج من غرفته بعد أربع أيام ، وكان التعجب واضحا على وجوههم .

- هل هذا الأحمق اللقيط حقا ؟؟

- ألا يمكن أن شخصا آخر إدعى أنه الإبن الثالث للدوقيه ؟

" ألن يكون هذا مجرد نزوة أخرى من نزواته ؟ ، فقد قارب طرده من العائلة ، وكذلك سيتم فسخ خطوبته قريبا ، أليس كذلك ؟ " .

تحدثت الخادمات بحراره ، وكان هناك فضول وسخريه في حديثهم ، بالطبع كان هناك من خرج عن هذا التفكير أيضا ، وكان خادم أمه الذي عرف قصة حيات لويس بالكامل ، ورغم رغبته في مساعدته إلا أنه توقف ، فقد يكون التدخل غير المسؤول مجرد إزعاج جديد فقط ، لكنه الآن شعر بالراحة عند رؤية التغير في عيني لويس .

****

# منظور لويس #

كانت الإمرأة الشبيهة بصاحب الجسد جميلة حقا ، هل هي أمه ؟ ، لكن كان هناك سؤال آخر في ذهني ، فبحسب عمر سباق الشياطين ، لم يكن من المفترض أن تموت في هذا الوقت ، وهذا يعني أن شخصا ما تدخل لتسريع موتها أو قتلها !.

ورغم عدم إهتمام لويس بقصص الماضي ، إلا أنه شعر بشيء يلتوي داخل معدته ، وظهر إنزعاج واضح على وجهه ، وكذلك إستجابة المانا حولي .

تقلبة المانا حولي بشده وضغطت على ممر القصر وجدرانه ، حتى تشققت الأرض حولي ، بالطبع لم أهتم بمحيطي وركزت على نفسي ، فإظهار المشاعر أشبه بكشف نقطة الضعف ، وهذا أمر غير مقبول حتى بالكلمات الفارغه .

أنا الذي إعتاد على قتل مشاعره تماما ، أظهر الغضب في مثل هذا الموقف ؟

وبعد أن فحصت نفسي جيدا ، أدركت أن المشاعر التي تلتوي داخلي لم تكن لي ، بل كانت لصاحب الجسد الذي إستوليت عليه ، وهذا أضاف إزعاجا جديد لا أكثر .

الآن ليس أمامي خيار سوى الإندماج مع مشاعر صاحب الجسد ، أو قتل مشاعره والإستلاء الكامل على جسده .

وكان الخيار واضحا للغاية أمامي ، وقد إختارت الخيار الثاني دون تردد .

وبعد إنتهائي من التفكير ، حصدت مشاعري وسرعان ما هدأت المانا حولي .

نظرت لبلتر الذي كان مغطى بالعرق البارد وينظر إلي برعب .

" تابع طريقك !! "

ولم أضف أي شيء آخر لكبير الخدم .

*****

# منظور بلتر #

دخلت لغرفة السيد الشاب وأنا أفكر في كيفية إستغلاله ، بالطبع أدرك أنه من الخطأ إستغلال طفل بهذه الطريقه ، لكنني قررت بالفعل أن هذا شيء ضروري ، فمهما كان وقحا فقد كانت حيات إبنتي تأتي أولا .

بالطبع سيكون من الجيد الوصول لإتفاق برضا متبادل مع لويس ، ولكن إن فشل الأمر فقد كنت عازمة على العثور على نقطة ضعفه وتهديده بها .

ومع عزمي هذا دخلت الغرفة مع عربة الطعام ، ورتبت طاولت الطعام أمام لويس ، وحتى مع شعوري بالذنب تجاهه ، لكنها مشاعر سرعان ما تخلصت منها ، فهذا هو العالم وهذا طريق العيش فيه .

كان لويس ينظر لي بعيونه الممله ، ونفس الشعور أنني مكشوفة أمام عينيه ، وكأنه لا يوجد أسرار أمامه ، ورغم أنها ليست المرة الأولى لي ، إلا أنني لا أستطيع التعود على هذه المشاعر .

قدمت الطعام ، وتفاجأت بشهية لويس ، حتى أنه إلتهم عشر حصص من الطعام ، وظهرت لحظة نظرت فيها إليه بموده ، لكن سرعان ما إختفت .

" قدني للمكتبة وغرفة التدريب ! "

وسرعان ما أنهى لويس طعامه ، وطلب المكتبة مع غرفة التدريب ، تفاجأت من تغيره الكبير ، إلا أنني لا أريد تكرار خطئي السابق ، وتحركت لقيادة الطريق .

يتبع .......

2024/07/22 · 164 مشاهدة · 1011 كلمة
Ms_kende_2020
نادي الروايات - 2025