# تابع منظور بلتر #
خرجتُ من الغرفة وتابعني لويس بهدوء ، ومع هذا ظهرت مشاعر جديدة في قلبي ، لقد شعرت بالألفة مع موقف لويس ، الذي كان مشابها لموقف إبنتي ، فقد كانت تتابعني بهدوء أيضا ، حتى أنني شعرتُ بأنه مثل طفلي .
ومع هذا ، سرعان ما خرجت من أفكاري ؛ بسبب توقف لويس أمام صورة في الممر ، وكأنه يؤكد خطئي حتى في التفكير بهذه الطريقه .
عند نظري للصورة أدركت السبب ، وسرعان ما شعرت بالشفقة تجاه الطفل الصغير ، حتى أنها أردت معانقته للتخفيف عنه .
لقد كانت صورته مع والدته المتوفاة ، وبالطبع عرفتُ أن وفاتها كانت مقصوده ، وبتدبير أحد إخوته أو زوجات أبيه ، مع التعاون بينهم وبين الكنيسه .
وكأن هذا لم يكن كافيا ، سمعت ثرثرت الخدم عن لويس ، بالطبع هاؤلاء الحمقى ، لم يدركوا أن لويس قد نزع قناعه ، وبدأ بالتحرك بجديه ، وأخطاء الخدم من أخطاء سيدهم ، وبصفتي كبير الخدم ، لم أجرؤ حتى على تخيل موقفه تجاهي ، بالتأكيد لم أهتم كثيرا بتصرفاته تجاهي ، لكن حيات إبنتي في يديه الآن .
بدلا من إقافهم قررت إختبار رد فعل لويس ، والحكم عليه ، فحتى الآن لم أراه غاضبا أو يتصرف بشكل مباشر ، ومن الطبيعي أن احدد الجانب المناسب لي أكثر ، على الأقل الجانب القادر على شفاء إبنتي .
ولم تعرف بلتر أنها تختلق الأعذار لنفسها الآن ، وحتى لو إختلقت الأعذار ، فلم يكن لويس ممن يهتمون بأراء الآخرين تجاهه .
وسرعان ما تحرك لويس وكأنه توقع إختباري ، بدأت التقلبات العنيفة للمانا بجانبه ، كانت التقلبات أشبه بساحر بسبع دوائر ، وليس هذا فقط ، كان تقلب المانا يشبه خوف التنين ، وليس غضب البشر أو الشياطين .
بدأت الأرض التي لم تحتمل ضغط لويس في التشقق والتكسر ، وسرعان ما تبعها الجدار بجانبه ، وتمزقت كل الصور على الجدار بإستثناء صورة والدته .
ومع إستمرار هذا لعشر ثوان تقريبا ، سحب لويس المانا حوله ، وهدَأ غضبه ، وكأن كل شيء حصل ليس سوى كذبة .
" تابع طريقك !! "
ومع صوته البارد والممل أصدر أوامره ، وتحرك جسدي غريزيا لمتابعة الطريق ، ولم أدرك حتى أنني كنت أتصبب عرقا باردا طوال الوقت .
****
# منظور لويس #
تحرك بلتر أمامي وقادني للمكتبه وهو يتصبب عرقا ، بالطبع مع ذاكرتي المثاليه وجسدي الذي تجاوز قيود العالم بالموهبة المجردة فقط ، وروحي من خارج هذا العالم ، كانت المكتبة وجبة دسمة بالنسبة لي ، لذا لم أهتم بوقاحة الخدم .
أومأت لبلتر ، ويبدوا أنه فهم ما أرته وغادر من تلقاء نفسه ، وسرعان ما حركت المانا حولي لتصفح الكتب .
مع قراءتي السريعة ، التي تبدوا وكأنني أمرر الصفحات بسرعه كبيرة ، وتقسيم قدراتي العقليه لأقرأ أربعين كتابا دفعة واحده ، إستغرق الأمر مني أكثر من خمسة أيام ، لإنهاء كل الكتب الموجودة داخل المكتبه ، وخلال هذا الوقت لم يقاطعني أحد ، وبهذا إستطعت التركيز على الكتب أمامي براحة بال .
وإكتشفت بعض الأشياء المهمة ، وكذلك عثرت على مذكرات صاحب الجسد السابق ، ومع بعض الفضول فتحت المذكرات المخفيه .
{ أنا لويس الإبن الثالث للدقويه ، أكتب هذة المذكرة لتساعد الشخص الذي سيحل محلي }
وفي أول صفحه بدأ الفضول يزداد داخلي ، مالذي يرغب به حتى يضحي بحياته لإستدعائي ، وبالطبع لمجرد أنه نجح لا يعني أنه فعل هذا لوحدة ، فالإستدعاء يحتاج للكثير من الموارد ، والتي لن يحصل عليها حتى لو دعمته الدوقية بكل قوتها .
ومع هذه الأفكار تابعت قراءة المذكرات
{ أولا ، يجب أن أخبرك ، أنا آسف لما ستسمعه ، فحتى لو لم ترد تلبيت طلبي ، قد تطّرُّ للقيام به ، وهذا ما أتمناه أيضا ، أه ، نسيت أن أخبرك أنني كنت أراقبك قبل أن أبدأ بإستدعئك ، لذا سأدخل في صلب الموضوع مباشرة ، من يجب أن تحذر منهم كالآتي }
{ كل شخص بإستثناء نفسك وحتى الآلهه }
{ أنا آسف لوضعك في هذا الموقف ، ولن أقدم أي أعذار ، لذا تابع للنهاية من فضلك ، أولا ، لاشك أنك أدركت الأمر ، لقد قتلت والدتي بسبب زوجات والدي ، وتعاونهم مع الكنيسه ، وحتى لو عرف والدي بالأمر ؛ فقد أبقى فمه مغلقا ، وأيضا تم إستهدافي من قبل أخي الثاني ماركو هو ومرشحة القديسة إزبيلا ؛ لفوائد مشتركة بينهم ، طبعا أدعيت أنني أحمق لقيط ، وسايرتهم في مشروعهم ، وتركت الإنتقام لك ، و لابد أن تعرف أن القديسين مجموعة أوباش مقيته ، فحتى والدتي التي ساعدتم في إخضاع الملك الشيطاني ، شرق القاره تمت خيانتها من قبلهم ، ولم يكتفوا بهاذا فقط ، فمع وِلادتي بموهبة وصلت لقمة السباق البشري وسباق الشيطاني ، أصبحت شوكة في مؤخراتهم ، لذا إستخدموا اللعنات المحرمه والسحر الأسود لقمعي ، وجعلي أحمقا لا يجيد التفكير ، والآن بعد أن أخذت جسدي سيستهدفونك أيضا ، لذا أخبرتك أن الجميع مشكوك بهم ، ولا تثق إلا بنفسك ، أوه ، كدت أنسى ، لقد تركت لك هدية أخرى ، فمع إستدعائك ، ضحيت بروحي لجعل موهبة الجسد تتجاوز حدود الأعراق ايضا ، تهانينا ، أي أنك موهبة لن تتكرر مجددا ، ومع بعض الوقت ، سيتخلص جسدك من السموم التي تركها السحر الأسود واللعنه ، على أمل أن يسهل هذا طريقك ، ومع إعتذاري إلا أني لن أطلب منك الإنتقام لي ، فهو شيء فشلت فيه بنفسي ، ولن يكون له معنى إن قمت به من أجلي ، لكني آمل أن يعترضوا طريقك وتقوم بقتلهم بنفسك ، فهذا سيخفف الندم في روح أمي المتوفاة }
{ وبحلول الوقت الذي تقرأ فيه المذكرات ، لابد أنك لاحظت بعض مشاعي في جسدك ، لا تقلق بمجرد قراءتك لمذكراتي ستختفي مشاعري معها ، الآن هذا جسدك بالكامل }
{ آمل أن يكون المجد مرافقا لمستقبل الذين يشقون طريقهم الخاص بأيديهم ، لويس إندخريستو } .
ومع نهاية المذكرات المخفية ، إختفت المشاعر العالقة كما قال لويس ، لكن لويس الأبله ، لم يدرك أن ما فعله ليس فعله وحده حقا ، ويبدوا أن شخصا ما قد ساعده دون علمه .
أيضا أين يمكن أن تذهب مثل هذه المشاعر النقية دون إستغلالها ، فقد كنت أختمها ، والآن مع مذكرات لويس ، أصبح الأمر أسهل ، وقريبا سأستخرجها من جسدي ، لإستخدامات أخرى .
وكان هناك شيء آخر أدركته في مذكرات الأبله ، لقد كان الجسد متجاوزا لنوعه الخاص منذ البدايه ، وهذا يفسر الألم الرهيب الذي شعرت به عند تجاوزي الثاني للحدود .
لذا الآن كانت موهبة هذا الجسد قد وصلت فوق المستوى الإلاهي بالفعل ، وإذا لم أمت قبل وقتي ، فسأكون من يتربع على كرسي هذا العالم ، ولابد أن الآلهة اللعينة ، التي ساعدت في إحضاري لهنا ، قد فقدت قدرتها على مراقبتي بعد التجاوز الثاني .
" مممم ، هذا يجعلني أتتوق لرؤية وجوههم اللعينة لاحقا ".
وسرعان ما عدت إلى وعيي ، وبدأت عملي الغير مكتمل حتى الآن ، فمع الخبر السار بأن المشاعر العالقت قد غادرت بنفسها ، الآن لابد من دمج طرق تدريب المانا المعروفة ، والطرق من المستقبل الذي أعرفه ، والطرق التي أملكها ، ومع خبراتي السابقه وموهبتي الكبيره لابد أن أخرج بشيء ثوري ، وكذلك لم أنسى الأشياء التي أحضرها بلتر ، وفي غضون أسبوع لاشك أنني سأولد من جديد مرة أخرى .
يتبع .......