#منظور الشخص الثالث #
أنهى لويس قراءة المذكرات ، ووقع في تفكير عميق بشأن خططه المستقبليه ، ورغم رحيل المشاعر العالقة لصاحب الجسد السابق ، إلا أنه لا يغير حقيقة المشاكل المتروكة بدون حل .
ومع إنتهاء لويس من التفكير توصل لإستنتاج واحد فقط .
- حتى الآن أنا لا أعرف كيف عاش لويس ، وأيضا لا أستطيع الإستفادة الكاملة من المستقبل الذي أعرفه ؛ حتى تبدأ الأكادمية بعد أربع سنوات .
- أيضا لابد من تجهيز نفسه قبل هذا ، وتشمل التجهيزات ، الإستلاء على قلب لورد التنين الأسود ، الذي مات في مواجهت الشياطين ، في وادي الهاوية العميقه .
وقبل كل هذا لابد من أن يصبح أقوى ، فحتى لو تحرك لويس في الوقت الحالي ، وذهب لوادي الهاوية العميقه ، فهو أحمق يريد الإنتحار فقط .
ولحسن الحظ لن يكتشف قلب التنين الأسود قبل سبع سنوات من الآن ، ومع حسابات لويس ، فهو يريد عامين من التجهيز والتدريب ، حتى يصل للمستوى المطلوب لدخول وادي الهاوية العميقه .
هذا في الظروف العاديه ، ولكن إن وصل لثلاث سلاسل ، وأصبح شبه سيد سيف ، فيمكنه الخروج والبحث عن القطع المخفيه ، والأكاسير المفيده ، ويصبح أقوى بسركة أكبر ، وعندها لا مانع من الذهاب للهاوية العميقه .
والآن التفكير في هذا سيضر أكثر من النفع ، فمن البديهي التريكيز على ما أمامك ، بدلا من التركيز على مستقبل لن يُعرف وقوعه من عدمه .
وبعد تصفية ذهنه ، وقف لويس وقد جدد عزيمته ، وتخلص من كل المشاعر الزائدة ، وتحرك نحو باب المكتبة للخروج منها ، والذهاب لغرفة التدريب .
فتح الباب وكان بلتر واقفا أمام الباب ، في إنتظار لويس .
تحرك لويس دون الإهتمام ببلتر ، ووضع يده على قفل الباب لفتح غرفة التدريب الشخصي ، القريبة من المكتبه ، لكنه توقف أمامها وغير نظرته إلى بلتر .
إرتعد بلتر من النظرة غير المتوقعه ، لكنه إنتظر لويس للتكلم أولا ، ومع إستمرار النظر دون كلام ، أصبح الجو بينهما محرجا ، واستولى الصمت على الأجواء .
" يفضل لكِ أن تتخذي قراركِ قريبا !! ".
كان هذا ما قاله لويس لبلتر ، ودخل غرفة التدريب ، ولم ينتظر إجابة بلتر ، التي بقيت متجمدت في مكانها ، وكأن الزمن توقف .
****
# منظور بلتر #
دخل السيد الشاب للمكتبة أمامي ، ولوح لي بيده حتى لا أتبعه ، لا أستطيع إنكار أن جوه البارد كان جذابا ؛ حتى بالنسبة لقاتل مثلي ، ومع وجهه الوسيم وشعره الأبيض ، وعينيه الياقوتيتين ، سيجعل الكثير من الفتيات يقعن له بسهوله .
بالطبع ، كانت هذه أفكارا لا يجب أن تخرج من رأسي أبدا ، وحتى الآن ، لا أستطيع الإعتياد على نظرته التي تكشف كل شيء أمامه .
خرجت من المكتبة وأنا أتسائل مالذي سيفاجئني به بعد خروجه منه .
حتى بلتر نفسها ، لم تعرف أنها كانت تتطلع لخطوات لويس القادمه ، ولم تتعرف على إنجذابها له ، وربما يكون السبب أنه نصف شيطان ، فقد كان الشياطين يغرون فريستهم دون علمها ، وكانت هذه الأمور تحدث غريزيا ، فهي مثل التنفس ، وحتى هم لا يستطعون التحكم بها .
" يبدوا أن لويس يحضر لشيء كبير ، عاجلا أم آجلا "
تحدثت بلتر مع نفسها ، وذهبت لتتم أعمالها العالقه ، ومع هذا كانت هناك إبتسامة صغيرة لم تغادر شفتيها .
إستمر بلتر في عمله حتى اليوم التالي ، ومع هذا لم يخرج لويس من المكتبة بعد ، ورغم تأخره ظلت بلتر تتم أعمالها ، وتجهز طعامه في إنتظار خروجه .
وبعد يوم آخر بدأ القلق يتسلل لقلب بلتر ، وحتى هي لم تعرف سبب قلقها عليه .
وقفت بلتر أمام المكتبة ، وكانت المكتبة هادئة وكأنها أرض خاوية لا حياة فيها .
حركت بلتر المانا في جسدها ، وركزتها على عينها ، وظهر أمامها مظهر لويس يقرأ أربعين كتابا بسرعة خياليه .
تنهدت بلتر ولم تعرف ، هل كانت خيبة أمل ؟ أو أنها كانت مرتاحة ؟
ومع هذا إستمرت في عملها .
" حتى لو كان الشاب الصغير يلعب في المكتبه ، لم يكن عذرا للخدم بترك عملهم "
وكانت هذه قناعتها ، التي أقنعت نفسها بها .
وإستمر الوقت بالمرور ......
وفي اليوم الثالث ، لم يخرج لويس أيضا ...
زاد قلق بلتر ، وهي تنتظر أمام المكتبة مع عربة الطعام ، ورغم قلقها ، إلا أنها لم تجرء على مقاطعة لويس أثناء قراءته ، أو هذا كانت تعتقد .
ومع مرور الوقف ، وفي اليوم الخامس .
أخيرا خرج لويس ، وعند خروجه لاحظت بلتر أن لويس تغير مجددا .
فإن كان بارد في السابق ، وكان برودا جذابا بالنسبة لها ، فقد أصبح الآن يحمل بعض الخطر مع بروده .
أرادت بلتر أن تحيي لويس ، لكن الكلمات ظلت تعلق في رقبتها ولم تخرج .
وكما كان لويس من قبل ، ألقى نظرت سريعة على بلتر ، وتحرك نحو غرفة التدريب .
وعند وصوله أمامها ووضع يده على قفل الغرفة ، وتوقف لويس ، وإستدار لي .
إرتحت قليلا لأنه إهتم بي قليلا ، ولم أدرك حتى أنني مرتاحة لنظرته الباردة ، لكن ما قاله تاليا كان صادماً لي .
" يفضل لك أن تتخذي قراركِ قريبا !! " .
ودخل الغرفة وكأن شيء لم يكن .
وسواء عرف أم لا ، فقد ظلت أفكار لا حصر لها تدور في رأسي .
- هل قصد كوني جاسوسة لسيد العائلة ؟
فقد تم تعيني من قبل سيد العائلة ، لحماية وإرسال تقارير بشكل دوري عن لويس .
- أم أنه كان يعني مرض إبنتي ؟
- أم أنه يقصد طلب إخوته بإغتياله ؟
فقد تم إرسال العديد من الرسائل لي ، من قبل إخوة لويس لقتله والإنتقال لجانبهم ، وكذلك وعدوا بثروة كبيره ومحاولة شفاء إبنتي .
بالطبع لم أتخذ قراري حتى الآن ، لكنني لا أستطيع أن أنكر أن قلب إهتز مرار وتكرار أمام هذه الطلبات ، فمن لن يهتز عندما تكون حياة إبنته على المحك .
لكن الأكثر رعب في كل هذا هو السيد الشاب !!
فرغم علمه بما يحصل ، أظهر أنه أبله ، وأنه لا يعرف شيء .
ولاكن منذ متى ؟؟
منذ متى وهو يعلم ؟ ، هل كان يراقبني طوال هذا الوقت ؟ .
وعند تفكير بلتر في المستقبل الذي يمكن أن يحصل ؛ لو أنها قبلت طلبات إخوته ، أو أنها أجابت على رسائلهم .
هاجم برد قارص عمودها الفقري ، وأرسل رعشات من الرعب في كل أنحاء جسدها .
فهي لم تكن خائفة من الموت نفسه ، ولكن حياة إبنتها شيء آخر .
يتبع ......