خليج شيزكلار
..
المكان الذي شهد الجولة الأولى من حرب الظلمات ، تلك المياه الشيطانية التي أصبحت بمثابة القبر للكثير من الارواح المسكينة
ساحة معركة مشؤومة خسرت فيها الإمبراطورية الكثير
، سواءا بالماضي عندما اغار مايكار على الالتراس و تعرض لهزيمة ساحقة ضد بياتريس
أو الان بعد بداية الحرب وعلوق قوات الإمبراطورية داخل الفخ المتقن الذي أعده لورد الالتراس غافيد لیندمان
لكن على عكس المرة السابقة .. المعركة لم تنتهي بهزيمة كاملة لجانب الإمبراطورية .
فعلى نهاية المعركة ، شهد العالم اجمع ذلك العرض، الهائل للقوى الجبارة ، عندما شق فراي ستارلایت الخليج بأكمله لنصفين بضربة واحدة "
سواءا حلفاءه أو أعداءه جميعهم لم يستوعبوا ما رأوه سابقا
..
..
بمجرد اطاحته بغافيد ليندمان و من معه ، فراي ستارلايت عاد على الفور إلى اسطول الإمبراطورية مستعملا انتقاله الآني
واقف بين جنود الإمبراطورية المنهارين ، هو مر عليهم
الواحد تلوا الآخر ، مستعملا قوته لتمرير الاورا لهم جميعا .
بفضل مخزون الاورا من الفئة SSS ، فراي قد إمتلك ما يكفي لدعمهم جميعا .
..
مع كل لمسة منه ، كان الوهج البنفسجي اللطيف يمر بهدوء منعشا أولئك الذين كادوا يفقدون حياتهم منذ دقائق معدودة .
ذلك الوهج البنفسجي قد كان غريبا ، رغم أنه بدا مشؤوما ، باردا و قاتلا .
..
نفس القوة التي غدت ذلك الهجوم الكاسح الذي شق خليج شيزكلار لنصفين "
..
إلا أنه جاء بتأثير مغاير لقوات الإمبراطورية
هو لم يمرر لهم الاورا فحسب ، بل أكثر من ذلك بكثير ..
مع كل تدفق لتلك القوة الغريبة ، احس جنود الإمبراطورية و كأنهم بدأوا يفهمونه
..
يفهمون الشاب الذي أعلن إسمه للعالم قبل هجومه الفتاك .. فراي ستارلايت
..
..
على عكس أولئك الوحوش الجبابرة الذي قاتلوا بشكل اعمى ، معاملين إياهم مثل علف مدافع .. مجرد حيوات لا قيمة لها
..
هو رآهم ، و أدرك وجودهم و أعطى لحياتهم قيمة
. كان غامضا ، عرفوه بالماضي كاللورد ستارلايت القذر .
الحثالة الذي من المفترض ان يموت منذ وقت طويل جدا .
..
بطل الفيكتورياد الغريب الذي تسبب بموت الكثيرين باليوم الموالي لفوزه .. الرجل الذي اهان الإمبراطور مايكار فاليريون علنا يوم محاكمته
"أحد مقاتلي فرقة الطليعة .. فراي ستارلايت "
..
حتى الان ، هو لم يبدو لهم سوى مجرد وحش "
..
"وحش صغير إمتلك الكثير من الامكانيات "
...
مجرم كان من المفترض أن يموت ، لكن حكام الإمبراطورية قد ابقوه على قيد الحياة ، ليستفيدوا من قوته .. ليكون بمثابة درع لهم و يموت عندما يحين الوقت المناسب .
..
جميع مقاتلي الإمبراطورية الحاضرين بدون استثناء قد امتلكوا أراءهم السلبية عنه ، لكنها و بشكل عجيب قد تبخرت ببضع ثواني "
..
..
لقد تحولت مشاعر الكراهية ، البغض ، و الاحتقار لشيء آخر تماما .
..
بأعين دامعة .. بعضها بكت دما
..
..
وقف جنود الإمبراطورية الواحد تلوا الآخر بعدما دفعتهم او را فراي ستارلایت للوقوف مرة أخرى
. سواءا كانت أطرافهم مبتورة ، أو أمعاؤهم مسكوبة حتى لو حرقوا احياء .
..
حتى لو تألموا بشدة لدرجة الرغبة بالموت
هم اجبروا انفسهم على الوقوف ، بينما إتبعوه جميعا
بين الحطام و الدمار .. هم لم يستطيعوا الاشاحة
..
بأنظارهم عنه و كأنه قد سحرهم بنوع من المهارات الغريبة "
..
..
سيلين بنفسها كانت بينهم ، محاولة البقاء معهم حتى النهاية على الرغم من انها لم تستطع المشي من الأساس
..
كل ما أستطاعت القيام به هو دفع نفسها بواسطة اورا الرياح الخاصة بها ، هي زحفت فوق الأرض غير مهتمة بمظهرها .
..
إذا عنى الامر أن تبقى بالقرب منه ، فهي كانت مستعدة للقيام بهذا القدر على الاقل
من بين 10 آلاف مقاتل من الإمبراطورية ، و بعد الصراع المرير الذي خاضوه ضد وحوش الكابوس و قوات الالتراس
لم يتبقى الان سوى 4000 رجل بالكاد
. من بين 121 سفينة تكون منها أسطولهم الحربي ، هلكت 64 سفينة .
..
بعضها اغرقتها وحوش الكابوس ، البعض الآخر دمرته قذائف العدو .
..
السفن الناجية لم تكن بافضل حال ، و المياه التي
سبحت بها لم تكن الخاصة بالبحر الشيطاني بعد الان
بل أصبحت حمراء قاتمة من كمية الدم المرعبة التي
خلفتها جثث الحلفاء و الاعداء على حد سواء
..
بين الجثث و الدمار ، وقفت قوات الإمبراطورية
..
جميعها خلف فراي ستارلایت ، متبعين اياه بشكل اعمى
بعدما فتنهم بنوع من السحر الذي لم يفهمه أي منهم
. فراي اعطاهم ظهره حتى الان ، لكنه استدار اليهم فجأة
، بينما واصلت اعينه السوداء اطلاق ذلك الوهج البنفسجي المرعب
. "مقاتلوا الإمبراطورية ، الحرب قائمة و لم تنتهي بعد
. "ممسكا بسيوفه .. اشار فراي بالدارك سيستر نحو اليمين ، اما باليريون فنحو اليسار
. محاصرين قوات الإمبراطورية المتبقية ، العدو كان لا يزال حاضرا
. فهجوم فراي ستارلايت لم يدمر سوى القوات التي تواجدت من الجهة الامامية ، و لم يلمس التي جاءت من اليسار واليمين
بمعنى آخر ، و رغم انه نجح بابادة 15 الف رجل
. إلا أن قوات الالتراس كانت لا تزال تملك 20 الف مقاتل آخر بالانتظار ...
..
10 آلاف من اليمين ، و مثيلها من اليسار
. بمعنى آخر ، العدو كان لا يزال يملك ضعف القوات التي جاءت بها الإمبراطورية
دون ذكر أن جانبهم قد خسر بالفعل 6000 مقاتل
بالفعل
الالتراس توقفوا عن مهاجمتهم مؤقتا لانهم و على ما
يبدو لم يتعافوا بعد من صدمة ما حدث للتو
..
فقد شهدوا بام اعينهم أحد تلك الأحداث التاريخية التي لا تروى سوى لاحقا كقصص تتناقلها الاساطير
قلائل هم الذين يستطيعون قتل 15 ألف شخص
بهجوم واحد بهذا العالم
و لسوء حظ الالتراس ، أحدهم موجود بالجانب المعادي لهم
وحش ينفس مستوى الكارثة الذي كان عليه ابراهام ستارلايت بالماضي
..
"واقف بالمقدمة ، بدا ذلك الرجل و كأنه قادر على مواصلة المضي قدما للأبد "
..
"يا مقاتلي الإمبراطورية ، انا اقف أمامكم هنا الان كرجل خاض نفس الجحيم الذي مر به كل واحد منكم "
"العدو أكثر منا ، أكثر وحشية منا ، أشد بأسا منا لقد قتلوا الكثير من أخواننا و أخواتنا "
..
واقف هنا امامكم ، أنا أرى الكثير عندما انظر الى
وجوهكم ، ارى اليأس ، أرى الحزن ، ارى الغضب . ارى الندم .. لقد رأيت كل شيء ، لقد كنت ولازلت شاهدا "
على قصة نضال كل واحد منكم "
"قد لا أعرف أسماءكم ، لكنني أعرف ما هو أكثر من ذلك بكثير
. "أنا شاهد على قصة رجال أشداء ، و نساء شديدات البأس ، محاربون قرروا الموت واقفين على اقدامهم ، لا راكعين على ركابهم
. " إن خلفنا وطنا و أزواجا و اخوات بالانتظار ، و أمامنا عدو يظن أن بإمكانه سرقة كل ما عشنا من اجله
. "فاليكن اليوم شاهدا ، بإسمي ! فراي ستارلايت إبن آبراهام ستارلايت أن السماء لتسقطن عليهم جحيما !"
"إنهم أكثر عددا منا ! فاليكن ! ، هنا و الان سأثبت لكم أن الواحد منكم يساوي ألفا منهم ! انتم لستم مجرد جنود .. أنتم هم النجوم في ليل هذا العالم ، و نحن !
نحن هم من سيكتب التاريخ
. "إتبعوني الان ، ليس نحو النصر ، بل نحو الخلود
. "دعوا الأرض ترتجف تحت خطاكم ، و دعوا أعداءنا يعرفون ... معنى الخوف
. "فراي ستارلايت مختتما كلماته النارية تلك ، رافعا سيف الدارك سيستر نحو السماء
.. شهد العالم ذلك المشهد الذي يخطف الانفاس مرة أخرى
.. بظلمات الليل ، و ساحة الموت و الدم تلك التي قاتلوا بداخلها
.. كان سيف فراي ستارلايت بمثابة منارة الضوء ، التي أرتمهم الطريق
. "10 آلاف خطوة من الظل
"كل شيء حدث بالعرض البطيء امام اعينهم
.. كل كلمة خرجت من فم فراي ، قد حفرت عميقا داخل ذاكرتهم
.. "أسلوب فراي ستارلايت: "Nameless Judgement"
لقد كانت نفس الضربة الهائلة
.. نفس الاسلوب الجبار الذي شق خليج شيزكلار لنصفين
.. الان ، ها هو فراي ستارلايت يريهم إياه مرة أخرى ، و يريهم أن كلماته تلك لم تكن مجرد إستعراض فارغ لا معنى له
. بتلويحة واحدة من الدارك سيستر ، إهتز الفراغ ، و إنقلب العالم رأسا على عقب مرة أخرى
. هجوم فراي ستارلايت لم يضعف قط ، بل بدا و كأنه قد اصبح اقوى
.. وكأن ابواب الجحيم قد فتحت على مصراعيها بوجوههم ، و وجوه قوات الالتراس التي تمركزت على الجهة اليمنى بأوجه تملكها الرعب
.. خوف من الموت الأسود الذي تربص بهم دون وعي منهم
.. هجوم فراي شق خليج شيزكلار مرة أخرى ، ماسحا 10 آلاف مقاتل آخر من الالتراس من الوجود
. أي قوة هي هذه ؟
أي عظمة هي هذه ؟
مالذي يشاهدونه الان ؟
ولادة اسطورة .. مباشرة أمام أعينهم
. فراي ستارلايت دمر الجانب الايمن من قوات الالتراس بالكامل مرسلا اياهم الى جحيم الموت الذي لم يرحم احدا
. بعد اطلاق ال Nameless Judgement ، ظهرت إبتسامة مرعبة على وجه فراي ، بينما سقط على ركبة واحدة محاولا تمالك نفسه
. امامه ، ظهر شق عظيم آخر قسم البحر لإثنين ، لكن اللورد ستارلايت لم يبدو بأفضل حالاته
.. رغم ذلك ، هو لم يسمح لقوات الإمبراطورية المتمركزة خلفه بالإنتباه للحظة ضعفه تلك
. "جميعنا نعلم ان اي رجل من محاربي الإمبراطورية يساوي العشرات منهم
. "لقد كانت 35 الف ضد 10 آلاف في البداية ، دون احتساب مخلوقات الكابوس
. الان .. لقد اصبحت 10 آلاف ضد 4 آلاف
. لازالت الإمبراطورية تفتقر للارقام ، حتى بعد اطلاق فراي لل Nameless Judgement مرتين
. لكن الفرق بين معنويات الجانبين كان هائلا
. جانب الالتراس الذين تملكهم الرعب و اليأس من وحش يملك من القوة الجبارة ما يكفي لهز العالم
. و جانب الإمبراطورية الذين شهدوا ولادة اسطورة حية امامهم ، اسطورة سيحكون عنها لأبنائهم ذات يوم ، و لأحفادهم بعدهم
. "إلى الامام ، يا جنود الإمبراطورية .. لمنح الموت شيئا يكتبه في سجلاته للأبد !!"
صرخة فراي مرة أخيرة
.. صرخة جعلت قلوب المقاتلين المتمركزين خلفه تكاد تنفجر داخل صدورهم
. عيونهم الدامعة المحتقنة بالدماء قد حدقت به بشدة ، بضوء جديد و مشاعر متفجرة لم يعرفوا كيف يسيطرون عليها بعد الان
. الرجل الذي قاتل من اجلهم ، البطل الذي دمر أعداءهم من اجلهم
. الجبار الذي إعترف بوجودهم
. هاهو يقف أمامهم قائدا لهم ، مستعملا نفسه كدرع لهم
. كل ذلك إنفجر دفعة واحدة ، مطلقا العنان لكل تلك المشاعر المكبوتة داخل قلوبهم
. يقال انه في ذلك اليوم ، صوت صراخ جنود الإمبراطورية الجنوني كان بمثابة طبول حرب سمعت على بعد آلاف الكيلومترات
.. بدا و كأنهم جميعا تحولوا لوحوش غريبة ، دفعتهم قوة عجيبة جاعلة اياهم آلات قتل
. لقد ركضوا جميعا ، متجاهلين إصاباتهم و آلامهم
. ركضوا و قاتلوا بكل ما لديهم بينما هزوا العالم بصرخة الحرب الخاصة بهم و هالتهم الموحدة المشؤومة
. أمام اعين طليعة الإمبراطورية ، بقيادة بلودمادير
.. لم يستطع سنو و الاخرون سوى الوقوف جانبا مشاهدين العرض المذهل
.. منذ البداية و حتى النهاية ، هم لم يفهموا شيئا مما حدث
. جنود الإمبراطورية إندفعوا متجاهلين اياهم متبعين فراي ، مستهدفين الجانب الايسر الذي إحتوى على ما تبقى من قوات الالتراس
. مقاتلوا الإمبراطورية ، اولئك الجنود الضعفاء الذين لم يكن لهم اي دور يذكر قد تحولوا فجأة الى وحوش مرعبة هزت الاراضي و البحار على حد سواء
. بالوقت الحالي ، هم بدا و كأنهم سيتبعون فراي إلى أعمق نقطة من الجحيم لو تطلب الامر
. حتى هم الذين كانوا على نفس الجانب قد شعروا بالرهبة من المشهد
. فما إدراك بالاعداء
.. أعداء إستقبلوا إثنين من Nameless Judgement التي لم ترحمهم مطلقا
.. "هذا مرعب حقا .. من كان يظن أن هذا النوع من الوحوش موجود على جانب الإمبراطورية"
متواجدة بمقدمة احد السفن ، حدقت الإيمبيريل ماريا بقوات الإمبراطورية التي هاجمتهم بلا رحمة ، و بوحشية جعلت الالتراس يبدون لطفاء مقارنة بما أصبحوا عليه
.. ماريا في تلك اللحظة تذكرت ما قاله ميرغو ذات مرة
. أن الاجابة التي بحثوا عنها لوقت طويل لربما تتواجد بالجانب الآخر
.. الالتراس قد كانوا بحالة فوضى كاملة الان ، فهم لم يعرفوا متى قد تنزل عليهم ال Nameless judgment , القادمة التي تنهي حياتهم .
خوفهم ذاك ، و يأسهم قد جعلوهم لقمة سائغة لقوات الإمبراطورية الذين كانوا بقمة معنوياتهم .
جانب الالتراس تعرض لخسائر هائلة بمجرد تلاحمه مع العدو
قذائف المدافع السحرية لم تتوقف عن القصف منذ البداية و حتى النهاية
..
جنود الإمبراطورية إستنزفوا قوتهم حتى آخر قطرة ، مواصلين القتال مهما كان الوضع الذي وصلت اليه اجسادهم
..
مادام فراي امامهم ، فهم سيواصلون المضي قدما
مهما كانت العقبة .. مهما كان العدو ، مهما كان الخطر أمامهم .
الكثير منهم قد ماتوا في خضم ذلك الجنون ، لكن ما .
كان مؤكدا .. هو أن عدد الاعداء الذين ماتوا على أيديهم قد تخطى ذلك بكثير
..
بين قوات الالتراس .. لم يستطع أولئك بالقيادة فعل شيء سوى رؤية الجولة الاولى من الحرب و هي تنتهي بكارثة لجانبهم
"كم هو مرعب .. ذلك الفتى هناك ، انا لا أظن أنني سأتمكن من هزيمته لو واجهته
..
"متمركزين باحد السفن القيادية للالتراس ، تحدث الهولو سموغ بوجه كئيب ، لقد كان بحالة رثة ، بملابس ممزقة و بعض الجروح المتفرقة فوق جسده
لسوء حظه ، كان سموغ موجودا بالجانب الايمن من أسطول الالتراس ما جعله يستقبل ال Nameless Judgement بشكل مباشر
بفضل صلابته هو تمكن من النجاة
لكن رغم ان الضربة قد تم اطلاقها من مسافة بعيدة ، و لم تستهدفه هو بشكل خاص الا ان الامر قد إنتهى به مصابا بشدة "
..
"إنه اسوء من والده ، لا أصدق أن شخصا واحدا قد تمكن من قلب مد المعركة بهذه البساطة
..
"جالسا بالجانب ، علق بايلور مونلايت لورد الالتراس الجديد ، و هو يشهد ظهور نجم جديد داخل عائلة ستارلايت
..
بهذه اللحظة الحرجة من الحرب ، حتى اللوردات و الهولو قد كانوا مترددين ما إذا كان يجب عليهم الهجوم و المخاطرة بقتال ذلك الوحش
..
حتى هم قد كانوا خائفين من أن يصبحوا ضحايا لذلك السيف الذي لا يرحم ، و تلك القوة الجبارة التي لم يروا لها مثيلا من قبل
..
لكن ما كان يجهله الالتراس ككل ، هو أن فراي قد بلغ بالفعل الحد لعدد المرات التي يستطيع فيها إطلاق تلك الضربة
كانت هجمة خارقة حقا ، و هي ذروة فراي الحالية .
لكن ضربة كتلك لم تكن شيئا يستطيع فراي تكراره حتى بمخزون الاورا الخاص به من الفئة SSS .
بعد التدريب بجنون و دون توقف ، فراي توصل الى انه لا يستطيع اطلاق ذلك الهجوم سوى مرة واحدة بكل يد .
مرة بيده اليسرى ، و مرة بيده اليمنى .
اي محاولة إضافية ستفجر ذراعه من شدة الضغط .
لكن أعداءه لم يعرفوا بحقيقة وجود حد كذاك ، و هذا ما جعل الابتسامة على وجه فراي تتعمق بينما قاتل قوات الالتراس من الأمام ، بينما تبعه كل جنود الإمبراطورية .
..
لقد نجح لوحده بقلب حرب رأسا على عقب ، منقذا الإمبراطورية من كارثة ما كانت ستعصف بهم.
..
فرقة الطليعة هي الأخرى بقيادة بلودمادير قد إنضمت على الفور لفراي ، متولين أمر الأقوى من جانب العدو رغم أن الالتراس كانوا لا يزالون متفوقين عدديا بالبداية ، إلا أن قواتهم قد تعرضت للإبادة
..
جنودهم سقطوا الواحد تلوا الاخر كالذباب أمام عنفوان فراي و من معه برؤية التحول الدراماتيكي بالمجريات الحرب ، و أخذ الخسائر التي تكبدوها بعين الاعتبار ."
..
وجد غافيد ليندمان الذي كان هو القائد الاعلى لجيش الالتراس نفسه معلنا عن إعطاء الامر الذي لم يتخيل قط أنه سيمرره .
..
"إنسحاب !!!"
بصرخة منقطعة النظير عززتها الاورا
.. أعلن غافيد ليندمان عن نهاية الجولة الاولى من حرب الظلمات ، بهزيمة مدوية لجانب الالتراس
وكأنهم كانوا بانتظار الامر ، بدأت قوات الالتراس تتراجع على الفور ، هربا من اولئك الوحوش الذين التهموهم احياء
لكن جنود الإمبراطورية واصلوا مطاردتهم لساعات بلا كلل و لا ملل ، غير آبهين لحالتهم الجسدية ، مادام فراي لا يزال يطارد العدو ، فقوات الإمبراطورية قد ركضوا خلفهم دون توقف
حجم التأثير الذي أحدثه فراي لم يكن مفهوما ، لكنه كان عظيما جدا بكل تأكيد .
"أقتلوهم !"
أبيدوهم ، و إنتقموا لكل أولئك الموتى الذين غادروا هذا العالم بسببهم
"مزقوهم !"
إسفكوا دمائهم ، قطعوهم اربا اربا بأبشع طريقة ممكنة كما فعلوا هم مع أحبائكم
"دمروهم !"
علموهم معنى الرعب ، علموهم شعور أن يكونوا هم من يتم صيدهم
."لا رحمة ! لا ترحموهم !"
"كل كلمة قالها فراي ، قد أصبحت امرا مطلقا لكل واحد من مقاتلي الإمبراطورية و هذا ما جعل جنونهم يبتلع كل شيء امامهم في تلك الليلة ، مات الكثيرون "
..
عدد كبير جدا من الارواح ما صبغ البحر الشيطاني بالاحمر عدد الموتى كان جنونيا ، و القتل استمر لساعات طويلة جدا ."
في النهاية ، و بعد مطاردة حدهم أخيرا بعدما إستنزفوا ارواحهم بتلك المعركة حتى فراي بنفسه قد بلغ تلك الحدود ، لكن ذلك لم يظهر عليه باي شكل من الاشكال .
..
"بعدما لم يعودوا مضطرين للقتال بعد الان ، كثيرون هم الجنود الذي سقطوا أماكنهم مغما عليهم "
..
بعضهم سقطوا نياما بعدما أهلكهم التعب ، و البعض الآخر قد ماتوا مكانهم بعدما إختفت تلك القوة التي جعلتهم يضغطون على انفسهم حتى النهاية
..
المعركة الأخيرة و المطاردة باكملها قد أخذت 8 ساعات كاملة أما الجولة الاولى فقد إستمرت ل 12 ساعة.
..
نصف يوم شهد فيه العالم من الدمار الكثير ، و من الموتى ما هو أكثر محاطين بكم هائل من الجثث ، و انقاض السفن و بقايا الحرب .
..
لم يتبقى من أسطول الإمبراطورية المهيب سوى 21 سفينة
عدد الناجين كان لا يكاد يبلغ 2000 حتى
..
من بين 10 آلاف مقاتل فخور من الإمبراطورية ، مات 8 آلاف منهم
..
أما ال 2000 المحظوظون الذي نجوا ، فمعظمهم قد تعرض لإصابات مرعبة ادخلت الكثير منهم حالات بين الحياة و الموت
يمكن القول أن طليعة الإمبراطورية لن تستطيع القتال باي معارك اخرى في اي وقت قريب من جهة أخرى ، و من 35 الف رجل جاء بهم الالتراس ، و 3000 مخلوق كابوس بحري .
..
مات كل مخلوقات الكابوس ، و تم إبادة 29 الف رجل منهم اللورد غفارديول قد تعرض لإصابة قاتلة قسمته لنصفين و موضوع نجاته من عدمه قد كان مجهولا تماما .
..
على الرغم من أن كلا الجانبين قد عانى الكثير ، إلا أن الفرق بينهما قد كان واضحا
..
"الإمبراطورية هي من فازت بالجولة الاولى ، و الفضل يعود له الرجل الذي قلب مد الحرب بمفرده ."
..
" فراي ستارلايت "
..
إنتهت الجولة الأولى بانتصار شاق وصعب للامبراطورية ، لكن الحرب كانت بعيدة كل البعد عن الانتهاء.
بعدما حقق فراي إنتصاره ، هو تجول بين سفن الإمبراطورية المتبقية اللورد ستارلایت و رغم تحمله للمعركة بأكملها بنفسه ، إلا أنه لم يتزعزع قط ..
بخطى ثابتة ، مشى كالملك بين ما تبقى من جنود الإمبراطورية كانت هذه هي المرحلة الاسوء من الحرب ، مرحلة ما بعد المعركة .
بعدما حققوا انتصارهم ، و إنطفأت تلك النار التي ابقت اجسادهم واقفة تقاتل حتى النهاية
..
سقط جنود الإمبراطورية الواحد تلوا الاخر ، منهارين .
بعضهم من إنهار من الالم والتعب الذي نال منهم بشدة و البعض الآخر انهاروا متأسفين و متباكين على ارواح اولئك الذي غادروهم بلا عودة لقد خسروا الكثير حقا .
..
رغم انهم فازوا ، إلا أنهم لم يسعدوا بذلك الانتصار قط .
فكل ما كان مسموعا هناك بخليج شيز كلار ، هو صوت البكاء و الانين الصامت ..
بالإضافة الى نعيق الغربان التي نزلت من السماء كعادتها لتتغدى على الوليمة التي جهزها البشر لها من جهة أخرى ، كانت الطيور العملاقة التي ظهرت من العدم بالماضي تحلق بهدوء هناك بالاعلى ، و اعينها تلك التي بدت مثل ازواج من المجرات تحدق بارض البشر التي سفكت بها الدماء آكلوا الفوضى بدوا مستمتعين حقا بما كانوا يشاهدونه.
أعين جنود الإمبراطورية بدت ميتة ..
خالية من الحياة ..
بدوا مثل ارواح فارغة ، مجرد أجساد لم يعد يحركها شيء بعد الان ..
متمركزين بالمقدمة ، كان افراد الفرقة الخاصة لا يزالون يحاولون مواكبة ما حدث ..
تجول كل من سنو ليونهارت و القديسات يوراشا و اوريل بين السفن الواحدة تلوا الأخرى ، معالجين الجنود الواحد بواسطة القوة المقدسة التي وهبت لهم من لورد الضوء تلك القوة المباركة قد عالجت و أنقذت الكثيرين من حافة الموت ، لكن على الرغم من معالجتهم لهم ..
إلا أن جنود الإمبراطورية لم يتفاعلوا قط مع البطل سنو و من معه لم ينظروا اليهم حتى ، فأعينهم الفارغة لم تفعل شيئا سوى التحديق بالفراغ سنو ليونهارت لم يتفوه بالكثير منذ بداية المعركة ..
لقد قاتل بنشاط قاتلا عددا كبير من مخلوقات الكابوس و الالتراس على حد سواء ..
كانت هذه هي حربه الأولى ، و يمكن القول أن تأثيرها قد بدا جليا عليه فهو لم يرى هذا القدر من الموت والدم يجتمعان بمكان واحد من قبل لقد مات الكثيرون ، وسيموت المزيد والمزيد مستقبلا لقد كان على دراية بهذا القدر بالفعل ، لكنه لم يستطع سوى أن يلعن ..
كنا سنتعرض للإبادة هناك ...
خطة ايغون فاليريون قد وضعتهم جميعا بموقف كهذا ، لقد كانت الجولة الاولى و بوضوح ستنتهي بكارثة لجانب الإمبراطورية ، فالاعداء قد كانوا أكثر منهم ب 3 اضعاف ، ناهيك عن مخلوقات الكابوس التي إستعملوها اثناء القتال مهما نظر الى الوضع ، لقد كانت تلك معركة من جانب واحد .
فحتى لو قاتلوا بكل ما لديهم ، كانوا سيحاصرون و يموتون بالنهاية دون أن يقدروا على فعل اي شيء هذا ما كان سيحدث ، لولاه هو في تلك اللحظة ، ادار سنو رأسه بينما حدق بذلك الفرد الواحد الذي غير مجرى التاريخ فراي ستارلایت هذا الاخير كان يتجول بالسفن جميعا متفقدا أحوال الجنود الواحد تلوا الآخر ..
مقاتلوا الإمبراطورية جميعهم قد قاسوا الكثير ..
الكثير جدا لدرجة أن اعين العديد منهم قد فقدت ضوءها لكن بمجرد رؤيتهم اياه ..
بمجرد لمحهم إياه يقترب ، شاهد سنو ليونهارت ذلك المشهد العجيب ..
الفرسان الجرحى ، المتلاعبات بالموجات ، الكبار ذوي الخبرة ، حتى أولئك المساعدون الاقل شأنا الذين لا قيمة تذكر لهم .
ستراهم جميعا ، رجالا او نساءا ، صغارا أو كبارا ستراهم جميعا ينهضون من جديد ، ذاهبين إليه محيطين به من كل حدب و صوب ..
أعينهم الميتة ستعود للحياة بشكل سحري ، بينما تنهمر الدموع منها بدون توقف ..
أحد العجائز ، محارب قديم من الإمبراطورية قد اقترب من فراي بتردد ..
العجوز قد كان بحالة مزرية ، فأحد اذرعه قد بترت من مكانها ، بينما عانى من اصابات حرجة العجوز مد يده نحو فراي ، ثم في تلك اللحظة هو أنبته لحقيقة أن تلك اليد قد كانت مغطاة بالدم و القذارة ، فبادر ساحبا اياها ..
خجلا من لمس الرجل الواقف ..
امامه بمثل تلك اليد لكن قوة خفية قد أجبرته على الوقوف مكانه ، بينما امسك فراي بتلك اليد ، متمسكا بها بقوة بكلتا يديه .
فراي لم يقل الكثير .
فقد رأى كل شيء بالفعل ، و أدرك كل ما عانى منه الجنود الواقفون من حوله "أنا آسف ..
فقط لو كنت أقوى مما أنا عليه الان ، لربما ..
لم يكن ينتهي الامر هكذا " لربما ..
لم يكونوا سيعانون ما عانوا منه ، و لم يكونوا ليفقدوا احباءهم و إخوانهم بالحرب فراي إعتذر بصدق هو لم يلم ضعفهم ، ولا قيلة حيلتهم لم يحاول اخذ الفضل ، ولا المجد ..
بل لام نفسه ، و عاتبها على إخفاقه الجنود قد سمعوا ذلك بوضوح .
و يمكن القول انهم جميعا قد فكروا بالشيء نفسه مالذي يقوله هذا الرجل بالضبط ؟
هل حقا هو يعتذر منهم ؟
هو من بين كل الناس ، يعتذر لهم ؟
..
إعتذاره ذاك لم يجلب أي سعادة لهم ، بل تسبب بشيء آخر لهم ..
شعور عميق ، بالذنب ، و قلة الحيلة الرجل امامهم قد خاض الحرب بمفرده تلك لم تكن الإمبراطورية ضد الالتراس لقد كانت الالتراس ضد فراي ستارلايت هو من أخذ على عاتقه مسؤولية الحرب بأكملها مخرجا إياهم من حصار مميت حصار كان سيقتلهم اجمعين ببضع ساعات بالكثير .
فراي هو من حال دون ذلك ، هو من حمل كل شيء لوحده .
و قد قام بعمله على أكمل وجه من بين 3000 مخلوق كابوس ، لقد قتل 1250 منهم بنفسه.
من بين 35 الف مقاتل من الالتراس ، لقد قتل 25 الف رجل منهم لوحده .
لقد قدم كل ما يمكن تقديمه ..
بل أكثر من ذلك بكثير .
..
الرجل أمامهم هو معجزة من نفس عيار ابراهام ستارلایت .
الذي وجب عليه الاعتذار لم يكن هو بل هم ارفع رأسك ، أيها البطل فلا يوجد تعتذر عليه " قال العجوز بابتسامة والدموع تملؤ عينيه "إنه لشرف لي انني قاتلت الى جانبك ، لورد ستارلایت لقد خضت هذه الحرب ملاحقا ظهرك ذاك ، و سأواصل القتال بجانبك إلى أن توافيني المنية ..
لا أظن أنني سأحضى بنهاية أفضل من هذه 11 حتى لو بدا وكأن العالم سينهار أمامهم ، حتى لو كان عدوهم اقوى منهم بمئات ..
لا ..
بل آلاف الاضعاف ..
مادام فراي ستارلايت هو من سيقودهم ، فسيتبعونه حتى النهاية.
"سنقاتل بجانبك !
لورد ستارلايت!"
"سنتتبعك حتى النهاية !
لورد ستارلايت!"
"سنموت من أجلك !
لورد ستارلايت!"
فجأة ..
و رغم أن الارهاق و التعب قد نال منهم منذ وقت طويل ..
إلا أن الجنود قد بدأوا يصرخون من جديد ، جاعلين خليج شيزكلار يرتعش تحت وطأة زخمهم العجيب .
لقد احاطوا جميعهم بفراي ، بينما واصلوا الصراخ و الهتاف لوقت طويل جدا إلى أن جفت أفواههم و أصبحوا مجبرين على التوقف ..
فراي منذ البداية و حتى النهاية ..
لم يقل أي كلمة أخرى ، بل فقط مشى بينهم بابتسامة على وجهه .
إبتسامة مختلفة عن تلك الابتسامة الكئيبة التي لطالما أبرزها بالماضي ، بل كانت ابتسامة واثقة ، منعشة لمحارب من القمة .
"إذا هذه هي قوة إبن ذلك الرجل" واقفا بالجانب ، مراقبا من بعيد .
تحدث بلودمادير بوجه فارغ ، و هو يشهد بداية اسطورة فراي ستارلايت .
كان من المفترض أن يكون هو القائد الاعلى للطليعة ، لكنه لم يتكبد عناء اعطاء الاوامر بعد الان .
لقد علم بالفعل أن الجنود لن يتبعوا احدا بعد الان سوى فراي ستارلايت نفسه .
البطل الذي اراهم المعجزات اليوم .
"إنه مشابه لوالده حقا ..
من حيث القوة الجبارة " من أجاب على بلودمادير ، لم يكن سوى فينيكس صنلايت ..
الرجل الذي كان ذات يوم استاذ فراي .
أعين فينيكس النارية قد شهدت عودة عصر المعجزات اليوم .
"لأكون صريحا ، أنا لم أفهم يوما فراي ستارلايت ، ولا قوته العجيبة تلك ..
اليوم هو أبرز مستوى من عيار أمثال والده ابراهام ..
من حيث القوة التدميرية ، هما متشابهان " كلاهما إمتلك نفس النوع من القوة ..
القوة الكافية لقلب العالم رأسا على عقب .
"هما متشابهان ، لكن في نفس الوقت مختلفان .
أبراهام كان ساطعا ، متألقا ..
نجما بين النجوم .
شخص يمكن وصفه بالبطل الغير متوج .
بطل لم يختره لورد الضوء ، بل إختاره الناس .
أما فراي ، فقوته بدت مختلفة.
"هو أشبه بالجلاد ، لا البطل" "جلاد خرج من الهاوية ليسلط العقاب على أولئك الذين تجرأوا على الوقوف ضده ، وحش بين الوحوش ..
وحش يجهل العالم المدى الحقيقي لحدود قوته " على عكس آبراهام ستارلايت ، البطل اللامع .
فراي ستارلايت هو الوحش الذي صنعه هذا العالم ، لهذا حصل على لقبه ذاك ..
"الموت الأسود" كارثة ستسبب الموت و الدمار اينما حل و إرتجل .
محدقا بالدمار الذي خلفه هجومه الخارق ذاك ..
فينيكس حدق لبعض الوقت بمخلفات الحرب .
عندما شهد السابق على الاطلاق الثاني لهجمة Nameless Judgement ، على الرغم من أنه كان بنفس الجانب .
إلا أن من تلك الضربة لم تكن موجة نحوه .
إلا أنه لم يستطع سوى الشعور بالرعب ، من تلك الاورا الغريبة التي حملها ذلك الهجوم .
اورا مختلفة عما إستعمله فراي ستارلايت عادة ، و كأنه تخص شخص آخر تماما .
جنود الإمبراطورية لم يفهموا الامر ببساطة لانهم لم يصلوا المستوى الذي يخولهم الشعور بها من الأساس .
لكن فينيكس لمح جزءا من تلك القوة .
لقد كانت ..
موحشة .
باردة ، مظلمة ، مشؤومة .
مهما حاول فينيكس التفكير بكلمة مناسبة تصفها ..
إلا أنه لم يستطع .
و من يلومه ؟
فهو لم يرى مثيلها من قبل .
لكنها بالتأكيد قد تركت أثرا واضحا عليه ، ما جعله يتساءل ..
ماذا يكون فراي ستارلايت بالضبط ؟
هو حليف ، تلميذ دربه بنفسه .
مقاتل عظيم يقاتل بجانبه ..
حاليا .
لكن أي مستقبل ينتظرهم يا ترى ؟
فينيكس لم يعرف الإجابة .
فراي إمتلك سحرا خاصا به ، لقد جعل جل الجنود جميعا موالين له .
لم يعد هنالك وجود لفراي المكروه بعد الان ، بل أصبح معبود المئات ..
بدون أدنى شك ، هم كانوا تحت رحمته الان ، فما سيقرره من الان فصاعدا هو ما سيحدد مصير فرقة الطليعة .
الحرب لم تنتهي بعد ، و هم لم يحققوا هدفهم حتى الان .
بعد مطاردة الالتراس عميقا ، و رغم انهم توقفوا عن إتباعهم منذ بعض الوقت .
إلا أن سفن الإمبراطورية قد كانت قريبة جدا الان .
قريبة من أرض الالتراس التي تواجدت خلف البحر الشيطاني .
بمعنى آخر ..
الجولة الثانية ستبدأ قريبا ...
جولة اخرى ستتسبب بالكثير من الأهوال لهم بكل تأكيد .
منذ البداية ، 10 آلاف لم يكونوا كافيين قط ، و لم يتم منهم ما يكفي من القوة ما جعل عدة علامات استفهام تطرح حول خطة الامير ايفون فاليريون المزعومة .
الامر بدا و كأنه ارسلهم ليتم ذبحهم فحسب .
لكنهم لا يزالون أحياء ، بل فازوا حتى ..
ما جعل الامير ايفون يبدو و كأنه قد قام بدوره على اكمل وجه .
بأقل القوات ..
حقق انتصارا عظيما .
لكن تلك لم تكن الحقيقة قط ، فما فوزهم اليوم سوى نتيجة مجهودات شخص واحد .
لكن الحياة لم تكن عادلة يوما ، و في النهاية إنتهى الامر لصالح ايفون مرة أخرى .
قوات الإمبراطورية ، ب 2000 رجل بالكاد قد واصلت الزحف نحو قارة الالتراس ..
بانتظار بداية الجولة الثانية .
..
..
مر الوقت بسرعة ، و مضت الليلة الاولى منذ نهاية المعركة بخليج شيزكلار .
قوات الإمبراطورية كانت لا تزال تبحر ببطء ، لكن بثبات نحو اليابسة الخاصة بالعدو .
بسفينة الطليعة ، و تحت سماء الليل المرصعة بالنجوم .
ترنح فراي ستارلايت ، ممسكا بالحائط بيد بينما نزل الخطوة تلوا الأخرى داخل السفينة متجها نحو غرفته الخاصة .
اللورد ستارلايت و رغم حافظ على نفسه متزنا حتى الان ، لقد خاض غمار الحرب ، قاد الجنود ، و قاتل بالمقدمة .
و حقق النصر .
ثم مباشرة بعد ذلك ، بقي بين الجنود ، و تجول بكل مكان ..
شارك الاورا الخاصة به معهم ، و ساعدهم ، و أعطاهم كل ما استطاع تقديمه .
لينتهي به الامر داخل اجتماع مطول مع بلودمادير و البقية ، حيث تمت مناقشة وضعهم الحالي ، و ما إذا كان عليهم الاستمرار.
..
الاجتماع استمر لساعات طويلة ، و انتهى بقرار مصيري .
..
بعد تحقيق الانتصار ، هم لم يستطيعوا اضاعة جهودهم و العودة للامبراطورية سامحين للاعداء باعادة بناء صفوفهم .
بالتالي ، تم إتخاذ القرار .
هم سيخاطرون بكل ما لديهم ..
ب 2000 رجل من اجل محاولة وضع موطئ قدم للامبراطورية داخل أرض الالتراس .
بمجرد نجاحهم بذلك ، ستتمكن قوات الإمبراطورية الحقيقية من القدوم ، ما سيكون بدوره البداية الحقيقية للحرب .
لتحقيق ذلك ، دورهم قد كان مصيريا و محوريا .
فراي قد قدم كل ما لديه حتى النهاية ، و لم يتزعزع قط .
لكن الان ، و بعدما انتهى الامر و وجد نفسه وحيدا بعيدا عن الانظار ، إنهارت تلك الاكتاف اخيرا بينما فتح باب غرفته ، راميا بنفسه للداخل بآخر ما تبقى له من قوة .
بخطوات متعثرة ، هو دخل الغرفة التي لم تحتوي سوى على سرير واحد و مكتب بسيط ..
هو حاول رمي نفسه فوق السرير ، لكن أقدامه قد خانته قبل أن يحقق ذلك ما جعله ينهار ارضا ، ثم و باللحظة الاخيرة ..
..
و قبل ان يرتطم رأسه بالارضية الصلبة .
تفاجأ فراي برؤية نفسه يهبط فوق سطح أنعم مما كان يظن .
ثم عندما رأى تلك الاذرع البيضاء النحيلة تتمسك به ، هو أدرك أنه لم يكن وحيدا ..
بضحكة جوفاء ، هو تحدث بصوت خافت بدا عليه التعب .
...
"إنقاذ رائع "