رفع فراي رأسه محدقا بالقرون الطويلة التي أطلت عليه من الخلف .
سانسا قد ظهرت من العدم كعادتها من الظلمات ، بينما حملت جسد فراي المنهك واضعة اياه فوق السرير ، بينما تركت رأسه يستقر فوق حجرها .
"تبدو منهارا ، أحقا أنظر الان لنفس الشخص الذي هزم الالتراس بمفرده؟" بينما مسحت شعره بهدوء ، سخرت سانسا من فراي الذي بدا حاليا بغاية الضعف ..
أقل واحد من الالتراس سيكون كافيا لهزيمته الان .
رد على ما قالته سانسا ، فراي إرتدى نفس الابتسامة تلك الابتسامة التي اظهرها لقوات الإمبراطورية بالسابق .
"ليس سيئا أليس كذلك ؟" محدقة به ، لم تستطع سانسا إدعاء القوة أكثر من ذلك ..
وجه فراي ، أعينه ، تعابيره ، الطريقة التي تحدث بها ، هالته ..
كلها بدت اكثر نضجا ، أكثر قوة ، بدا مختلفا .
هذا التحول لم يجعل سانسا تستطيع العبث معه كثيرا كما كانت تفعل بالماضي ، فالتحديق طويلا لن يفعل شيئا سوى جعل قلبها ينبض بشكل اسرع .
بإيماءة بطيئة ، هي أجابت بصوت خافت ..
"أجل ، لم أظن قط أنك لا تزال أقوى مني حتى بعد تحولي لشيطانة .." رغم أنها أكثر من تواجد بالقرب من فراي بالاشهر الأخيرة ، إلا أنها لم تكن تعرف إلى أي مدى بلغت قوته .
فهي لم تكن تطيل البقاء معه لكي لا تزعج تدريبه .
لكن حتى هي قد كانت مصدومة من المدى الذي وصل إليه ..
"أخبرتك من قبل ، أنا هو الوحش هنا لا أنت " فراي نهض من مكانه ، رغم أنه كان متعبا بعد إخراج كل ما لديه ، إلا أنه أصبح قادرا على إخفاء كل ذلك ببراعة .
سانسا تذكرت كلماته بالماضي ، عندما اخبرها أنه وحش أشد رعبا من تلك الكيانات المسماة بالشياطين .
بعد رؤية قوته السابقة ، هي بدأت اخيرا تفهم ما عناه .
لكن بنظرها ، هو لم يبدو كوحش قط .
بعد كل شيء ، أي وحش هو ذاك الذي قد يملك تلك الجاذبية الغريبة من حوله ؟
جاذبية تجعل الكل يتبعونه بشكل اعمى كما حدث سابقا .
لقد أصبح اللورد ستارلايت محبوبا من الجميع ، بعدما كان مكروها ذات يوم من قبلهم .
ذلك هو نوع التأثير الذي إمتلكه فراي حاليا .
سيتبعه المزيد و المزيد من الاشخاص مستقبلا ، هي لن تكون سنده الوحيد بعد الان .
فراي ولد ليكون ملكا ، و قائدا .
كلاهما جاءا من الظلام ، لكن على عكسها هي ، ظلامه قد كان مميزا .
هو سيواصل الابتعاد أكثر فأكثر ، سانسا أدركت ذلك بالفعل .
ذلك لم يفعل شيئا سوى إنشاء بعض الحيرة داخل قلبها .
كشخص ظل طريقه منذ زمن .
فتاة وحيدة فقدت الكثير من الاسباب التي تواصل من اجلها الحياة ، هي لم تعرف ما يجب أن تشعر به عندما ترى السبب الوحيد الذي يبقيها حتى الان يحلق بعيدا .
حتى لو أنكر الامر و رفض أن يعترف به ، سانسا شيطانة .
مخلوق قدر يتغذى على الحياة نفسها ، مخلوق خلق ليجلب الموت و البؤس دوما .
يستحيل أن يسعد أي شخص بتواجدها بالقرب منه .
عندما غزت هذه الافكار رأس سانسا ، هي فكرت بأن تبقى بعيدة لبعض الوقت .
لكنها كانت فطنة جدا ، و إنتبهت لحالة فراي منذ بعض الوقت ، مكتشفة امر ضغطه على نفسه بعد إخراج كل تلك القوة ..
عندما رأته يتحمل الامر وحيدا ، هي وجدت نفسها تذهب تلقائيا إليه بدون وعي منها ، من أجل إراحته ، لتكون هناك من أجله .
و هكذا إنتهى بها الامر داخل غرفة فراي ، مدركة لوضعها ..
سانسا بدأت تتساءل ما إذا كان ما تقوم به هو الشيء الصحيح لفعله ..
الكثير قد كان يشغل بالها مؤخرا ، و قد بلغت نقطة مسدودة منذ بعض الوقت ..
سارحة بالها بعيدا ، عادت سانسا إلى الواقع أخيرا عندما اقترب فراي منها بدون انذار .
"يبدو أن الكثير يشغل بالك " هو قال بوجه لم تستطع قراءته مطلقا ..
لقد كان قريبا جدا ، و سانسا لم تكن بحالة تسمح لها بالبقاء قوية امامه ، لذلك سارعت بابعاده .
"لقد ضغطت على نفسك كثيرا مؤخرا ، يجب أن تحصل على بعض الراحة" هي ادارت وجهها محاولة النهوض ، و الابتعاد ..
لكن فراي امسك بها على الفور ، دافعا إياها فوق سريره ..
مستلقية هناك ، بينما ثبت فراي كلتا ذراعيها ..
هي لم تستطع فعل شيء سوى التحديق به بذهول هو الذي إعتلاها الان .
"لقد ضغطت على نفسي حقا ، لم يسبق لي قط بلوغ هذا الحد ، لكنني بالتأكيد لا أزال أملك ما يكفي من القوة لأقوم بهذا " آخذا إياها على حين غرة ، بادر فراي بسرقة قبلة من سانسا التي لم تستطع التحرر من قبضته ..
كانت تلك هي المرة الاولى التي يأخذ بها فراي المبادرة ، ما جعل وجه سانسا يحمر على الفور ..
هي حاولت دفعه بعيدا ، لكنها لم تستطع إستحضار أي قوة امامه ..
تلك لم تكن قبلة عادية ، فهي كانت عميقة لدرجة أنها أحست و كأن فراي على وشك سحب روحها من داخل جسدها .
ثم بعد ثواني اخرى من التقبيل المستمر ، إنهارت سانسا أخيرا بعدما هربت كل القوة منها ما جعل المقاومة امرا غير ممكن لها ..
فراي الذي واصل مزج شفاهه بشفاهها حتى الان قد احس بقبضة ذراعها تخف شيئا فشيئا ، بينما إسترخى جسدها بالكامل الان ..
ما جعله يدرك أنها قد تركت نفسها له بالكامل الان ، ليفعل ايا كان ما أراد فعله .
برؤية وجهها المحمر ، ذلك الخجل الذي نادرا ما أظهرته له مؤخرا ، فراي أخيرا أطلق سراحها بعدما سرق شفاهها لوقت طويل ..
سانسا بدت مرتبكة تماما الان ، ما جعل مظهرها مضحكا له ، لكنه لم يطل التحديق كثيرا ، بل بادر بمعانقها بسلاسة واضعا فمه لجانب اذنها .
"فالتبقي بجانبي ، سانسا " في تلك اللحظة ، توسعت أعين الاميرة الشيطانية بعدما ادركت ما كان فراي يحاول فعله .
لقد رأى بوضوح ما كانت تعاني منه ، و كيف أرادت الابتعاد ، فبادر باتخاذ الخطوة الاولى موقفا إياها ..
لقد كان هو من تمسك بها هذه المرة ، لا العكس .
سانسا لم تكن تستطيع المقاومة مطلقا عندما تكون بجانب فراي .
نقاط موتها تجاهه قد تجاوزت الحد منذ وقت طويل بالفعل ..
لذلك عندما يذهب اليها بهذه الطريقة من تلقاء نفسه ، طالبا منها البقاء بجانبه ، لم يكن هنالك سوى اجابة واحدة يمكنها إعطاؤها له .
هي لم تستطع الكلام حتى ، فإجابتها قد تجلت بالإيماء المتكرر الذي قامت به .
تلك كانت نعم .
ما جعل فراي يحتضنها بقوة اكبر بعدما حصل على ما أراد .
في النهاية ، كان هو من أنقذها ، و ليس العكس .
..
..
بالجانب الآخر من العالم ..
..
هناك بأراضي الإمبراطورية .
قامت القيادة العليا تحت ايغون فاليريون بإعلان ضخم تمت إذاعته بكل مكان ..
..
"لقد انتصرت الإمبراطورية بصدامها الأول ضد الالتراس !
10 آلاف مقاتل من جانب البشر قد قهروا 35 الفا من أتباع الشياطين !" بينما عمت الافراح أرجاء الإمبراطورية ، و تنفس سكانها الصعداء ، بعدما سمعوا أخيرا أول اخبار سعيدة منذ وقت طويل .
كان الامير ايغون فاليريون لا يزال يحرك الخيوط من الخلف ، بينما اخذ المجد و الثناء من الواجهة .
بينما تم تجهيز ال 80 الف مقاتل المتبقين لجيش الإمبراطورية ..
كان هنالك اجتماع طويل يجرى داخل الجدران المغلقة ..
بحضور السير آلون ، و الكثير من الاوجه المعروفة داخل الإمبراطورية ، أعلن الامير ايغون فاليريون .
"ستواصل الحملة الإمبراطورية المضي قدما لإنهاء المهمة التي كلفوا بها .
" قرار ايغون جاء مباشرة بعد وصول الاخبار من جانب اسطول الطليعة .
هو لم يأخذ ثانية واحدة ليفكر حتى ، ما أثار استغراب الكثيرين ، و غضب شخص معين .
"ألم تسمع ما نقله التقرير قبل قليل ؟
ايها الامير ايغون ..
لقد واجهوا جيشا يفوقهم ب 3 اضعاف !
و بالكاد نجو بعد خسارة 8 آلاف رجل !
كيف تريد منهم مواصلة المضي قدما هكذا؟!" حتى ال 2000 المتبقون قد كانوا بحالة مزرية ، و لن يقدروا على القتال بقوتهم الكاملة حتى ..
بأخذ كل ذلك بعين الاعتبار ، لم تستطع آدا ستارلايت فعل شيء سوى الاعتراض على قرار الامير .
لكن هذا الاخير لم يتزعزع .
"لورد ستارلايت ، أرجوا أن تأخذي بعين الاعتبار أن هذا قرارهم هم أيضا" مشيرا لحقيقة انهم قد قرروا بالفعل المواصلة ، ثبت الأمير ايغون فاليريون قراره .
"لقد سألتني قبل قليل ما إذا سمعت ما نقله التقرير ، دعيني أسألك السؤال نفسه ، أفعلت أنت ؟" مشيرا للحقائق ، إستعرض ايغون منطقه .
"لقد شهد العالم ولادة اسطورة مشابهة لابراهام ستارلايت هناك بارض الالتراس ، فأخوك فراي ستارلايت قد أباد معظم قوات العدو بمفرده .
" "صحيح خسرنا 8000 مقاتل ، لكن النخبة بقيادة بلودمادير لا يزالون بافضل حالاتهم ، بمعنى آخر لا تزال فرقة الطليعة تملك ما يكفي من القوة القتالية لمواصلة المضي قدما .
" "لا حاجة لاضاعة الوقت ، ولا ارسال المزيد من الدعم لهم ، فقد حكمت أن ما لديهم كافي بالفعل ، و لذلك قراري نهائي .
" بحزم ، الامير أعلن مرة أخرى .
"سيوصلون تأدية مهمتهم حتى النهاية .
" أمام المنطق البارد لايغون فاليريون ، لم يكن هناك الكثير مما يمكن لآدا فعله .
الامير قد حقق النتائج ، و مادامت النتائج تتحدث فلن يشتكي احد .
لهذا السبب كان السير آلون صامتا حتى الان..
ايغون فاليريون نجح بواسطة خطته بخطف الانتصار الاول بحرب الظلمات ، مستعملا 10 آلاف مقاتل فقط ، مقاتلون هزموا جيشا يفوقهم عددا بكثير .
إستعمل قوة صغيرة لتحقيق إنجاز ضخم ، و حافظ على معظم قوات الإمبراطورية الحقيقية بالخلف .
لقد أبان الامير على حنكته و كفاءته .
لكن آدا لم تستطع سوى أن تتساءل ...
أكان من الصائب التفكير بالامر بتلك الطريقة ؟
إنتصار الطليعة لم يأتي بسبب خطط ايغون او دهائه ، بل بقوة أخيها .
لو حذوفه من المعادلة ، جيش الإمبراطورية كان سيتعرض للإبادة بسرعة هائلة ما يدمر خطة ايغون على الفور .
لكن بسبب وجود فراي هناك ، تغير الواقع 180 درجة .
و هنا كانت المشكلة .
مهما فكرت بالامر ، ايغون يستحيل أن يعرف أن فراي ستارلايت قد إمتلك كل تلك القوة بالمقام الاول ، يستحيل ان يكون قد فكر مسبقا أن أخاها سيقوم بتحقيق معجزة كذلك
..
بمعنى آخر ، ما يحدث حاليا لم يكن سوى حظ مطلق .
حظ صب لصالح الامير .
لكن آدا لم تكن مقتنعة ، فلا وجود لحظ كذاك بعالمهم .
أمام إبتسامته الماكرة ، هي لم تستطع سوى أن تفكر ..
...
أي نوع من الاشخاص كان الامير ايغون فاليريون
...
و أي أسرار تلك هي التي أخفاها حتى الان ؟
...
المستقبل وحده كفيل لإعطائها الإجابة .
...
...
بينما تغير العالم أكثر و أكثر مع كل ثانية تمر .
كان هنالك رجل وحيد قضى أيامه منعزلا عن العالم اجمع ..
الإمبراطور مايكار فاليريون بدا مختلفا جدا عن ما كان عليه سابقا ..
على عكس تألقه المبهر بالماضي ، علامات التقدم بالسن قد بدأت تظهر جليا عليه ، رفقة تلك اللحية الخفيفة التي غزت وجهه .
الإمبراطور قد عومل الان كسلاح دمار شامل ، سلاح سيتم الافراج عنه عندما يحين الوقت المناسب .
لذلك هو قد قضى ايامه وحيدا ، داخل غرفته الخاصة التي لم يسمح لاحد بدخولها .
غرفة جليدية غمرها البرد و الصقيع ، بينما تم وضع تابوت غريب بمركزها .
متكئا على ظهر ذلك التابوت الجليدي ، كثيرا ما جلس مايكار وحيدا هناك ، يحدث نفسه بكلمات غير مفهومة .
تارة تكون عشوائية بدون هدف .
و تارة تكون فارغة بدون معنى .
رمحه العظيم الصنفاير قد كان موضوعا بعناية بالجانب ، رفقة درع الفيوم نايت العظيم .
أسلحة عظيمة كان هو الوحيد الذي حصل حق استعمالها .
محدقا بها ، تذكر مايكار بعض الذكريات القديمة الجميلة ما جعله يضحك لوحده كالمجنون .
"بالتفكير بالأمر ، لقد إستخدمتهم ضدك بذلك اليوم ، قاتلتك بكامل قوتي لكنك هزمتني بسهولة ، ذلك كان مؤلما حقا يومها " تنهد مايكار بخفة ، بينما واصل الحديث مع نفسه .
"هل كنت تعرف أننا مجرد مخلوقات ضعيفة تعيش حياتها بزاوية الكون ، يا صديقي القديم ؟" "ما نحن سوى جزء صغير من كون شاسع يعج بالوحوش ، ووحوش تجعلني أنا ..
الرجل الذي إعتبره الكثيرون الاقوى مجرد غر لا قيمة له " مسترسلا بالحديث ، ضرب مايكار سطح التابوت بخفة منزعجا .
"ماذا ؟
ألا تصدقني ؟
هذه وقاحة منك يا صديقي ، لكن دعني أخبرك شيئا ، أنا إلتقيت بأحدهم بالفعل " "لقد كان غريبا حقا ، شيء لم ارى له مثيلا من قبل ..
لقد علمني الكثير من الامور العجيبة ، منها الطريقة التي تمكنت بواسطتها من استعادة جثتك يا صديقي ، فكن ممتنا و شاكرا ولا تكذبني مرة أخرى " محدقا ناحية سقف الغرفة الباردة ، تذكر مايكار لقاءه مع ذلك الشخص الغريب ..
بدون ادنى شك ، هو لم يكن بشريا .
"أتساءل أي نوع من الوحوش هي تلك التي تتجول بيننا دون ان ندركها ..
الفكرة تخيفني يا صديقي ، فأنا لا أعتقد اننا نحن البشر سنتمكن يوما من بلوغ ذلك المستوى .
" "آه ..
لكنك مختلف ، فأنت كنت مميزا ..
لقد كنت أفضلتنا ، لذلك آمنت بصدق انك تستطيع بلوغهم ..
لكنك خيبت أملي يا صديقي العزيز " واضعا رأسه بجانب مقدمة التابوت ، ألقى مايكار بنظرة أخرى على الرجل النائم بالداخل ..
ملامحه لم تتغير كثيرا ، هو أغلق أعينه بهدوء منذ وقت طويل جدا ..
شعره قد أصبح شديد البياض كثأثير جانبي لنوع القوة التي حافظت على جسده ، بدا مثل ملك نائم غادر الحياة بعدما قدم كل ما استطاع تقديمه لها .
في تلك اللحظة ، نهض مايكار مبتعدا اخيرا عنه .
"لقد خنتني ..
يا صديقي ..
لقد غادرت وحيدا و تركتني خلفك ..
آبراهام ."
...
منظور فراي ستارلایت
لقد حل الصباح ، معلنا بداية يوم جديد ، يوم آخر داخل الرحلة الطويلة المعروفة باسم الحياة.
شعرت بجسدي متيبسا ، لقد حصلت على قسط جيد من النوم البارحة على غير العادة .
فمؤخرا نادرا ما كان يغمض لي جفن .
..
منذ حصلت على جسدي الخارق الذي ميزني عن سائر البشر ، لم يعد النوم ضروريا مطلقا ، بل أصبح بمثابة
مهرب من الواقع.
مجرد عالم من الاحلام أهرب إليه عندما تخنقني الدنيا و يشتد حملها علي
نهضت بهدوء ، جالسا فوق سريري متفقدا جسدي
..
متحسسا الواحدة تلوا الاخرى ، شعرت بالقوة تتفجر بعروقي من جديد بعدما استنزفت نفسي مؤخرا ...
فوق جسدي العاري ، لم يكن هنالك أي خدش ولا شائبة ، لقد كان مثاليا و هذا يعود لقدرة التجدد الخاصة بي التي محت كل إصاباتي من الوجود
..
لقد مضت 3 سنوات منذ تناسخي بهذا الجسد ، 3 سنوات قاسيت فيها الكثير .. سنين صنعت ما أنا عليه حاليا .
أحسست و كأنني اراها امامي الان بكل وضوح ، نفسي من الماضي.
ذلك الانا الضعيف الذي تملكه اليأس ذات يوم داخل غرفته عندما علم أنه تناسخ داخل عالم روايته
شعرت وكأنني قد تسلقت عددا لا يعد و لا يحصى من الجبال منذ ذلك الوقت
لقد أصبحت أقوى .. أقوى بكثير .
..
لقد اكتسبت ما يكفي من القوة لهز العالم ، و هزيمة
أعدائي فوق هذه الأرض
لكنني كنت أعلم أن العديد من الجبال لا تزال تنتظرني بالأمام .
جبال أشد علوا من أي عقبة واجهتها حتى الان
المحن أمامي ستزداد صعوبة من الآن فصاعدا ، لقد كنت مدركا لذلك منذ رأيت إسم ويسكر بالمهمة النهائية التي فرضها النظام
للتصدي لتلك الأهوال ، أنا مضطر لاصبح أقوى بكثير مما أنا عليه الان.
علي مواصلة المضي قدما ، علي أن أصبح ذلك الوحش الذي يملك ما يكفي من القوة ليقف بتلك المنصة التي يقف عليها جبابرة هذا العالم لوحدهم
لفعل ذلك ، علمت أنني سأضطر لدفع الكثير بمقابل القوى الجبارة التي سعيت لها .
ربما سأخسر نفسي ، ربما سأفقد شيئا مهما جدا لا أستطيع العيش بدونه .. لربما ستحطمني الحياة أكثر
من أي وقت مضى "
..
سأخسر الكثير ، لكن هنالك شيء واحد لن أخسره مهما حدث ، و مهما كلف الثمن.
و هو الهدف الذي وضعته لنفسي ، ذلك الهدف الذي أعطاني ما يكفي من الدافع لأعبر الجحيم نفسه لو تطلب الامر .
الهدف الذي جعلني قادرا على المضي قدما و مواصلة القتال أيا كان ما سيقف بطريقي
بطريقة ما ، شعرت وكأنني بدأت اخسر أجزاءا من نفسي ، بما في ذلك المشاعر التي أعمت بصيرتي كثيرا بالماضي
مبعدا خصلات شعري الابيض الذي اصبح أطول مؤخرا من فوق وجهي ، حدقت بسقف غرفتي .. الغرفة التي إهتزت من حين لآخر ما أثبت أن السفينة كانت لا تزال "
تواصل المضي قدما "
بهذه اللحظة من الهدوء النادر بأوقات الحرب ، لم أستطع فعل شيء سوى العودة بالزمن قليلا إلى الوراء ، للحظة التي واجهت فيها نصف الشيطان غفارديول ."
لم أتخيل قط ، ولا في أحلامي .. أنني سأتمكن من السيطرة على نفسي أمام الرجل الذي قتل أحد اقرب الناس إلي الرجل الذي قتل دانزو . "
ظننت أنني سأهتاج بمجرد أن اراه ، لقد قضيت ساعات
و ساعات طويلة أفكر بالطريقة الانسب للإنتقام منه
طريقة تجعلني أقتله بأكثر الطرق ألما ، بلا رحمة ولا شفقة . "
..
أردت أن اخرج عليه كل تلك القوة التي جمعتها حتى الان طوال فترة تدريبي
..
لكن عندما جاءت لحظة الحقيقة ، وجدت مشاعري تلك قد تلاشت بشكل سحري "
..
و كأن أحدهم قد صب مياها باردة فوق تلك النار الهادرة التي تأججت داخل قلبي
مهما حدقت به ، غفار ديول لم يعد يبدو لي سوى كعدو وجب علي قتله ، مثله مثل أي وغد آخر من قوات الالتراس ."
..
مجرد حشرة اخرى ، كيان قذر سيكون العالم مكانا اجمل بكثير بدونه "
طريقة التفكير هذه هي ما جعلني قادرا على التعامل مع الجولة الاولى من الحرب بتلك الطريقة ، الطريقة التي عادت علي بأفضل النتائج
لقد إكتسبت حب كل مقاتل بجيش الإمبراطورية ، جاعلا إياهم يتبعونني بدون وعي منهم ، لقد منحتهم الامل عندما اشتدت عليهم الظلمات ، و أريتهم المعجزات عندما بدا العالم و كأنه سينتهي أمامهم
و أسمعتهم ما أرداوا سماعه ، بالوقت المناسب ، و المكان المناسب ، و قد فعلت كل ذلك متعمدا
لم أفعلها حبا بهم ، ولا عطفا عليهم
بل فعلتها لأنني أردتهم أن يتبعوني بالمستقبل ، لاحقق الهدف الذي رسمته أمامي منذ وقت طويل
.
لقد تلاعبت بهم جميعا ، أنا.. من بين كل الناس
مثلما تلاعب أولئك من هم بالاعلى بمصيري و حاولوا العبث به ، ها أنا ذا أتلاعب بمن هم من حولي
أفعال تليق بأمثال الامير ايغون ، و غيره ممن إحتقرت .
"لقد تغيرت كثيرا .. حقا فعلت "
..
لكن لا بأس ، حتى لو بدوت منافقا ، حتى لو تحولت الحثالة البشر .
لا بأس ، فعدد الذين أردت الافضل لهم قد كان قليلا جدا ، لدرجة أنهم يعدون على الاصابع
هذه لم تكن سوى البداية
..
"علي أن أتماسك
..
حتى النهاية
..
مجددا عزمي ، إنتهيت من أفكاري الداخلية ، و حاولت النهوض من السرير ، لكن إنتهى بي الامر متجمدا مكاني
عندما وجدت زوجا من الاذرع النحيلة تعانق خصري
..
لقد كانت هكذا منذ البداية ، لدرجة أن جسدي قد اعتاد وجودها ما جعلني أنساها بشكل كامل
بجانبي ، كانت سانسا تنام بهدوء و سلام
بغض النظر عن تلك القرون المظلمة المنبثقة من تاج رأسها ، هي بدت مثل الملاك النائم لقد كانت لطيفة حقا . "
..
ببطء ، تسللت بعيدا بينما وضعت غطاء السرير فوق جسدها مخفيا مفاتنها التي كثيرا ما انزلقت اعيني ناحيتها بدون وعي مني .
بهذه اللحظة بالذات ، نحن بدونا مثل الازواج ، أزواج يعيشون حياتهم بهدوء داخل منزلهم المتواضع ."
عندما تخيلت الامر ، هو لم يبدو سيئا على الاطلاق ، بدا مثل نهاية جميلة قد أطمح لتحقيقها ذات يوم .
لكن الان ، نحن لم نكن ذلك الزوج المسالم ، بل فراي ستارلایت الوحش ، و سانسا فاليريون الشيطانة اللذان قدر لهما أن يكونا أول من يخوض غمار الحرب و المعارك .
..
"أينما تواجدنا ، سيتواجد الموت و الدم على حد سواء كلانا قد تقبل هذه الحقيقة منذ وقت طويل ، و قد كنا مستعدين لمواصلة المضي قدما رغم كل شيء معا . "
"مقبلا جبينها بهدوء ، إنسحبت على الفور بسلاسة تاركا اياها وحيدة بالخلف ، مغادرا الغرفة بعدما ارتديت درعي الأسود ، و جهزت نفسي لخوض غمار يوم آخر بارض الاعداء ."
..
"أراك لاحقا "
..
قلت بابتسامة بينما غادرت الغرفة مغلقا الباب من خلفي
..
بمجرد قيامي بذلك ، شعرت بسانسا تتحرك من مكانها على الفور بشكل أخرق
هي قد كانت مستيقظة طوال الوقت ، لكنها لم تأتي بأي حركة ، أفترض أنها لا تزال مرتبكة بعد ليلتنا اللطيفة و الطريقة التي أخذت بها زمام المبادرة .
إدعاء النوم قد كان تصرفا اخرقا منها ، خصوصا عندما اكون قادرا على قراءة افكارها ، لكنني قررت التماشي معها ، لقد كان من المضحك التفاعل مع سانسا المرتبكة أكثر من سانسا الشيطانة المسترجلة بعد كل شيء .
هذا هو نوع العلاقة التي كانت تجمعني مع الشيطانة سانسا فاليريون ، افترض ان المستقبل يحمل الكثير من التموجات و المنعطفات .
لكن و بدون أدنى شك ، سانسا هي شخص أحببت تواجده من حولي ، لذلك قررت إبقاءها بجانبي ، لانها كانت أحد الأشخاص القلائل الذي إهتممت لأمرهم .
أيا كان ما أخفاه المستقبل ، نحن سنواجهه ... معا .
...
...
...
"لورد ستارلايت ، لم أحسبك شخصا يكثر من النوم "
بمجرد عودتي للواجهة ، إستقبلني مدير المعبد السابق بلودمادير .. ذلك الرجل العجوز قد كان لا يزال متمركزا بمكانه منذ بداية الحرب .
"أعتذر ، لقد رمت المعركة السابقة بظلالها علي أخيرا ."
أجبت ، ليومئ لي .
"لا ألومك ، من أنا لأعاتب البطل الذي أنقذ مؤخرتنا جميعا و أنجانا من الموت ؟"
بضحكة جافة ، إنضممت إلى بلودمادير بمقدمة السفينة التي قادت ما تبقى من الاسطول .
مدير المعبد السابق قد غير من طريقة تعامله معي كثيرا منذ المعركة الاخيرة ، هذا القدر قد كان واضحا بشكل جلي لي .
"لم أنقذ أحدا بعد ، ففي أي منا قد يفقد رأسه بأي لحظة ، تلك مجرد معركة واحدة ، و الحرب بعيدة كل البعد عن نهايتها "
"صدقت"
أجاب بلودمادير باختصار ، بينما تطلع كلانا نحو الافق .
بدا و كأن بلودمادير قد أراد الغوص اكثر بمحادثتنا اللطيفة ، شعرت بفضول حقيقي منه تجاهي ، لكننا إضطررنا لقطعها ، لان ما تواجد أمامنا قد جذب جل إهتمامنا .
"وصلنا أخيرا .. "
من بعيد ، و لأول مرة منذ عدة أيام .. ظهرت اليابسة أمامنا أعيننا أخيرا .
شيء آخر غير البحر الازرق الشاسع الذي أحاط بنا لأيام بلياليها .
تلك الأرض كانت هي قارة الاعداء .
قارة الالتراس .
و ها أنا اعود إليها بعدما غبت عنها لبعض الوقت .
"حان وقت الجولة الثانية "
قال بلودمادير ، بينما أومأت .
"ستكون معركة صعبة . "
أعدادنا كانت قليلة ، و العدو سيقاتل فوق ارضه .
يمكن القول أن فرصنا بدت شبه معدومة بلغة الارقام ، لكن ذلك لم يعني الكثير أمام القوة الجبارة .
هنا و الان ، انا كنت مستعدا لقلب الارض فوق رؤوسهم و دفنهم جميعا لو تطلب الامر .
تبادلت نظرة لحظة ذات مغزى مع بلودمادير ، ليومئ كلاها للآخر .
كان هو القائد الاعلى لهذا الاسطول ، لكنه فهم بوضوح أن صاحب الكلمة الاخيرة هنا ، قد كان انا ولا أحد سواي .
لذلك منظفا حلقي ، و معززا إياه بالاورا . اطلقت نداء الحرب لكل مقاتل من جانب الإمبراطورية .
"إنتباه!"
مثل نداء سماوي ، سقطت أوامري على واحد من جنود الإمبراطورية .
مجرد كلمة واحدة جعلتهم يتأهبون جميعا ، متخلين عن أيا كان ما إنشغلوا بالقيام به.
"إخواني و أخواتي الجنود ، إستعدوا للمعركة ، فقد بلغنا أرض العدو "
ساحبا كلتا سيوفي ، و وقفت بمقدمتهم جميعا .
"إتبعوني ، و لنزلزلنّ الأرض من تحت أقدامهم "
لم أضطر لإلقاء أي خطاب حرب هذه المرة ، فكلماتي القليلة تلك قد كانت كافية لجعل الجنود يصرخون جميعا بقلب رجل واحد .
كلهم كانوا مستعدين لدفع أنفسهم حتى آخر نفس لهم ، و هذا ما أردته منهم .
"الان .. لنرى ما أعده العدو لنا هذه المرة "
كانت أرض الالتراس لا تزال تبعد بعشرات الكيلومترات عن مكاننا ، لكن هذه المسافة اكثر من كافية لي لنشر مجالي .
بأعين توهجت بضوء بنفسجي شديد السطوع ، ركزت حالتي و حواسي لأقصى حدودها .. مطلقا أياها لأغطي مساحة مرعبة من هذه الارض الملعونة .
لقد تمكنت من الشعور بما تواجد بالجانب الآخر بوضوح ، و هذا بالضبط ما جعلني أعبس بشكل تلقائي .
ارض الالتراس ، اليابسة الأولى التي أطلت على البحر الشيطاني و التي جزمت بأنها ستكون ساحة المعركة الخاصة بالجولة الثانية ..
..
قد إنتهى بها الامر بشكل غير متوقع لتكون .. خالية .
..
"هم لم يتكبدوا عناء حشد جندي واحد حتى .. "
..
المكان الذي يفترض به أن يكون أهم حصن عسكري للعدو ، قد إنتهى به فارغا .
ما قلته سابقا قد كان مسموعا لجميع الحاضرين بالقرب مني ، و هو لم يكن شيئا توقعته اي منهم .
"هل أنت متأكد من كلامك ؟ فربما يخفي العدو نفسه ببساطة "
تدخلت القديسة يوراشا ، متشككة بحكمي ، فحتى هي التي بلغت الفئة SS+ لم تملك ما يسمح لها برصد الاعداء من هذه المسافة .
"لا تستخفي بحواسي أيتها القديسة ، فلا وجود لمخلوق دون الفئة SS+ يستطيع الهرب من مجالي "
هذا الجسد الذي صقلته بالحديد و النار لن يكذب علي .
"لا نستطيع المغامرة و الدخول بقوتنا الكاملة ، فاحتمال ان تكون تلك الساحرة قد جهزت فخا من نوع ما لا يزال قائما ."
آخذا الخطوة الاولى ، أشعلت الاورا الخاصة بي بينما إستعددت للذهاب .
"لذلك ساستطلع المكان بنفسي ، يرجى لمن يملك ما يكفي من القوة للحاق بي "
معطيا أوامري باختصار ، توهج جسدي مرة أخيرة قبل أن أختفي من أمام الجميع .
ثم بالثانية الموالية ، كنت واقفا فوق ارض العدو بالفعل .
الإنتقال الاني الخاص بي سيعمل دوما مادامت النقطة التي أستهدفها تقع داخل مجالي ، ما عنى أن الظهور اللحظي بارض العدو لم يكن صعبا لي .
بمجرد أن وطأت قدمي تلك الأرض الجرداء القاحلة ، وجدت نفسي أتفقد محيطي ..
مهما حاولت إستكشاف المكان بواسطة هالتي ، انا لم أستطع رصد أي شيء ، و لا حتى ذرة أورا واحدة .
"هم حقا تخلوا عن هذا المكان .. "
هل حقا سيسمح لنا الالتراس بوضع موطئ قدم لنا هنا بهذه السهولة ؟
أنا لم أتوقع ذلك ، ليس بعدما رأيت الطريقة التي تصدوا لنا بها بخليج شيزكلار ..
هم بدوا مستعدين لإستعمال كل القوة الممكنة لمنعنا من دخول اراضيهم ، أتخبرني الان انهم قد تخلوا عن كل ذلك بهذه البساطة؟
..
الامر بدا مريبا تماما لي .
..
"يبدو أن الجولة الثانية سيتم تأجيلها على نحو غير متوقع "
من خلفي ، صدى هذه الكلمات لما إشتد الظل من تحتي ، و خرجت سانسا بهدوء واقفة الى جانبي .
لقد أتت أخيرا ..
"بمعرفتي لقائدتهم ، بياتريس لن تقوم بشيء لا معنى له هناك بالتأكيد مؤامرة من نوع ما "
قلت باختصار ، بينما تطلعت نحو الافق .
"لكن لا فائدة من التفكير بهذه الطريقة الان "
ليس و كأنني سأكتشف ما تخطط له بياتريس بهذه السهولة ، لذلك لم يكن لي سوى أن أصبح بالتيار .
بينما إقتحمت السفن الواحدة تلوا الاخرى ارض الالتراس ، كان ذلك بمثابة الاعلان ..
"لقد نجحت مهمة فرقة الطليعة .. "
لقد بلغنا أرض العدو ، و الان لم يتبقى سوى شيء واحد ."
..
بمجرد وصولهم ، إجتاح الجنود المكان ، بينما مرر بلودمادير أوامره على الفور ..
"جهزوا بوابة الاعوجاج بأقصى سرعة ! يجب أن نهيئ الساحة الرئيسية للقوات الرئيسية بأسرع وقت ممكن !"
تجاوبا مع كلماته ، بدأ السحرة على الفور يجهزون لعملية النقل الضخمة التي كانت ستتحدث قريبا .
هم أخذوا على عاتقهم بناء البوابة التي ستستقبل جيش الإمبراطورية الحقيقي ..
الجيش الذي سيخوض الحرب الحقيقية ضد الالتراس .
صحيح أن المهمة نجحت حتى الان ، لكن هذا لم يعني أن الالتراس لن يهاجموا .
إحتمالية ظهورهم قبل إنتهاء عملية تجهيز البوابة لا تزال قائمة ، لذلك لم يكن امامنا خيار سوى التكتل هناك أمام البوابة من اجل حمايتها في حال ظهور أي خطر .
لكن مهما إنتظرنا ، فمخاوفنا لم تتحقق قط .
..
"يبدو أن العدو يفكر بطريقة مختلفة تماما عنا.
..
محدقا بالافق ، تحدث فينيكس بمزاج ناري ، بينما بقي متأهبا .
لقد كان محقا ، فعدونا لا يمكن التنبؤ به مطلقا .
"ليس لنا خيار سوى الاعتماد على صديقنا المغتال اذا ، ليرينا الطريق "
قلت أنا الآخر ، كنا نحن الاثنين واقفين بمقدمة كل القوات .
بذكر أمر غوست ، لم يستطع فينيكس سوى أن يعبس ..
"لا زلت غير مقتنع يا فراي ، أحقا إرساله كان الخيار الصحيح ؟"
كإجابة على سؤاله ، أومأت .
"لا تستخف بغوست ، فهو يملك الكثير تحت حزامه ، و ما يقوم به حاليا هو تخصصه في المقام الأول "
"أتمنى أن تكون محقا .."
أجل .
لقد حدث ذلك على نهاية المعركة الأولى ضد الالتراس ، غوست الذي كان مختبئا داخل ظلي طوال الوقت قد إستغل الفوضى العارمة التي حدثت اثناء القتال ، ليتسلل لصفوف الاعداء دون أن يشعر به أحد .
كانت حركة جريئة إقترحها بنفسه ليرى أي نوع من الاسرار يخبئها الاعداء ، و قد وافقت عليها بالفعل .
غوست الان يخوض معركته الخاصة بعيدا عنا ، آخذا على عاتقه أمر تولي مهمة محفوفة بالخطر قد تنتهي به ميتا باي لحظة.
لكن لانه كان غوست بين كل الناس ، كنت أثق انه سيتولى الامر ..
متابعا إياه بواسطة منظور اللاعب الثالث ، واصلت مراقبة صديقي المغتال .
"حسنا .. حتى لو فشلت يا صديقي ، فسأهرع لإنقاذك لذلك لا تتردد ، و أرهم معدنك الحقيقي . "