منظور غوست اومبرا -

قلائل هم أولئك الذين شاهدوا هذا العالم من الظلال .

أن ترى كل شيء من خلال السواد ، و تتخذ من ذلك اللون المشؤوم ملاذا لك ، جاعلا إياه سلاحك الاعظم .

بهذه الطريقة ، عشت حياتي كلها حتى الان .

بفضل مهارتي الخاصة التي صقلتها منذ نعومة أظافري ، أصبحت قادرا على إخفاء وجودي بشكل كامل ، و عندما أتجول بين الظلال ، لن يستطيع أحد ضبطي حتى لو كان أقوى مني .

مادمت لا اكشف عن نفسي ، لن يستطيع أحد رصدي .

و هذا ما عولت عليه ، عندما إختبأت بين ظلال جنود الالتراس .

الجانب الاخر من العالم يملك اسراره الخاصة ، البوابات التي حمتنا ذات يوم من بطش تلك الكيانات الهائلة التي سكنت بالاعلى قد فتحت الان على مصراعيها .

أهوال الماضي قد تعود بأي لحظة ، لا .. لربما هي عادت بالفعل .

مهمتي ببساطة الان ، هي إكتشاف ما خبأه الالتراس ، و كشف الغموض أخيرا عن مآربهم .

مختبئا بين الظلال ، واصلت التعمق أكثر و أكثر داخل صفوف الكيان المسمى بالالتراس .

في البداية إعتقدت أنهم سيتكتلون على ضفاف البحر من أجل التصدي لطليعة الإمبراطورية ، يمكن القول أن فرصنا بدت ضئيلة جدا مقارنة بالاعداد الهائلة للالتراس .

لكن تفكيري هذا قد كان خاطئا جدا ، فهم لم يتوقفوا حتى بعد بلوغ اراضيهم .

بعد مراقبتهم لبعض الوقت ، إكتشفت كم كانوا غرباء ، تصرفاتهم ، الطريقة التي حملوا بها أنفسهم ..

لقد كانوا غرباء لدرجة جعلتني أتساءل .. هل هم بشر مثلنا حقا ؟

كلما تعمقت بين صفوفهم ، زدت يقينا بمدى جهلي عنهم .

..

لقد إتبعوا نظاما غريبا للدم ، بدا و كأنهم يحددون الرتب حسب ما وصفوه هم بذوي النسبة الاعلى للنقاء .

البشر الذين تحملوا اكبر قدر من الدماء الشيطانية يميلون ليكونوا الاقوى بين الدم الاعلى .

و تعدادهم قد كان كبيرا جدا لدرجة جعلتني أصاب بالحيرة .

يمكن القول أن القيمة الاجمالية لقواتهم تخطت ال

100 الف بكثير ، ما جعلها تتجاوز تلك الخاصة بالامبراطورية .

لكن هذا لم يكن ما جئت من اجله .

كان هنا المزيد لإكتشافه ، لذلك واصلت المضي قدما .

و ياليتني لم أفعل ..

بمجرد تسللي ابعد ، تفاجأت بمنظر مرعب بالانتظار ..

هناك داخل السهول المقفرة .. رأيت جيوشا هائلة .

جيوش تعج بمخلوقات الكابوس .. مخلوقات وحشية لم تعش سوى من اجل نفسها و إفتراس غيرها ، قد اصبحت بطريقة ما خاضعة و مطيعة تماما للالتراس .

الشائعات كانت صحيحة ، هم حقا يسيطرون على مخلوقات الكابوس .

الآلية التي جعلتهم قادرين على تحقيق ذلك كانت

مجهولة تماما ، لكنني حزرت أن تلك الرموز الغريبة التي تواجدت على اجسادهم لها علاقة وثيقة بالامر .

لكنني لم أستطع التفكير بالامر كثيرا ، فما رأيته بعد ذلك جعلني أعيد مراجعة نفسي بشكل كامل .

و كيف لا أفعل ، بعدما رأيتهم يجرون مخلوقا عظيما .. سيد كابوس مثل سيدة الثمان ارجل .. كائن هائل مثلها يتم إقتياده و كأنه حيوان من نوع ما .

هي لم تكن الوحيدة ..

الكوزموس ، الابيس واشر .. جميع اسياد الكابوس قد كانوا حاضرين ..

هم حقا أخضعوا وحوش الكابوس التي بلغت قوتها الفئة SS+ .

هذه كانت كارثة كانت عظمى حقا .

كارثة كان يجب أن يعلم عنها فراي و الاخرون .

مهارتي بالتسلل جعلتني خفيا تماما ، مادمت لا أقترب كثيرا فلن يكتشفني أي مخلوق ، لكن بعض المصنفين الشديدي القوة يستطيعون ملاحظة وجودي .

لذلك حسمت قراري ، بأن أعود و أنسحب .

ما رأيته كان كافيا ، المعلومات التي حصلت عليها تكفي .

حاولت إقناع نفسي بهذه الكلمات ، و جعل نفسي أتراجع من بين خطوط العدو .

حتى أنا عانيت الامرين لتقبل هذه المهمة المستحيلة التي أوكلني بها فراي .

لو لم أكن على معرفة به ، لإعتقدت أنه يريد قتلي بجعلي أتسلل بين صفوف الاعداء بهذه الطريقة ..

لقد تغير صديقي الغامض ذاك كثيرا مؤخرا ، أفترض أن ما قاساه حتى الان قد ألقى بظلاله عليه اخيرا .

مفكرا بالشخص الذي أصبح عليه ، ذلك المحارب العظيم الذي حقق المعجزات داخل ساحة المعركة ..

هو لن يكون راضيا لو عدت إليه بهذا القدر المثير من الشفقة أليس كذلك ؟

ما اراده مني هو شيء أكثر و اشد اهمية ، معلومة قيمة قد تغير مجرى الحرب .

لقد أرادني أن أخاطر بحياتي .

"يا فراي ، يا اخي .. أشعر أنني أملك الكثير لأقوله لك ، ربما لم أستطع إيصال العديد مما يحول داخل صدري نظرا لشخصيتي التي جعلتني لا أتفوه بالكثير ، لقد طلبت مني أن أخاطر بحياتي ، و هذا بالضبط ما سأفعله . "

عاقدا العزم لمواصلة المضي قدما حتى النهاية .

تسللت أعمق و أعمق داخل صفوف الالتراس .

تبعت من بعيد و عن عمد أشداءهم ، خصوصا ذلك اللورد .. غافيد ليندمان .

التواجد بقربه يعتبر بمثابة محاولة للانتحار ، لإتباعه اضطررت لدفع حواسي و غرائزي لاقصاها ، مستعملا أسلوب الظل الخاصتي بحذر ..

لقد تبعته هو و قواته لساعات ، ساعات طويلة تحولت لأيام ..

أيام بلغ فيها تركيزي اقصاه ، لدرجة أن الدماء بدأت تتقطر دون وعي مني من اعيني ..

لقد نال مني التعب و الوهن ، لكنني لم أستطع التوقف .

لو خسرت تركيزي و لو لثانية واحدة ، علمت أنني سأحفر قبري بيدي .

لقد لاحقته لأيام .

كثيرا ما إعتقدت أن ما أفعله بدون معنى ..

لكن ذلك لم يكن صحيحا ، و هذا ما أيقنته عندما رأيتهم يبلغون وجهتهم أخيرا ..

غافيد ليندمان و من معه قد توقفوا مباشرة امام صرح عظيم ، مبنى هائل بدا و كأنه مبعد من نوع ما .

لقد كان شاهقا ، لدرجة أنني لم أستطع لمح قمته مطلقا ، لكنني شعرت بتقلبات القوى الهائلة الصادرة من أعلاه بوضوح .

ذلك الضغط المشؤوم جعلني أتوقف مكاني لوقت طويل ..

فقط مالذي تواجد بأعلى ذلك الدرج ؟

واقفا هناك بين الظلال ، صرخت كل خلية داخل جسدي علي لأهرب .. لأدير ظهري و أغادر باسرع وقت ممكن .

لكن أقدامي قد خانتني ، فهي تأبى الحراك مهما حاولت.

لساعات طويلة ، بقيت واقفا مكاني ، أحدق بقمة ذلك الصرح .

حرب عظيمة هي تلك التي إستقبلها عقلي بتلك اللحظة ، هل أهرب ؟ هل أواصل ؟

ما هو القرار الصحيح ؟

بقيت ثابتا مكاني لوقت طويل ، إلى أن تغيرت ذبذبات الاورا الغريبة المنبثقة من الاعلى ، ما أثبت أن شيئا ما كان على وشك الحدوث ..

شيء ضخم .

على الارجح ، هذا ما أرادني فراي أن أشاهده ..

بعدما بلغت هذا الحد ، المواصلة بدت أشبه بالانتحار .

لكنني لم أستطع التراجع .

خطوة تلوا الأخرى ..

زحفت بين الظلال ، و صعدت ذلك الدرج ..

عتبة وراء عتبة ، إقتربت ببطء ، من معرفة الحقيقة ..

أيا ما إنتظرني هناك بالاعلى ، فهو كان مشؤوما .

فضغط الاورا زاد بشكل جنوني مع كل خطوة ..

لأكون صريحا ، لقد أردت الهرب ، أردت التراجع ..

لكنني لم أستطع فعل ذلك ببساطة ، و كأن قوة غريبة تدفعني للأمام ..

و كأن أحدهم يتحكم بجسدي من مكان آخر ..

لقد كنت مجبرا على المواصلة ، و هذا ما فعلته .

ثم بعد ما بدا و كأنه سيستمر للابد ، بلغت القمة أخيرا .

"يا فراي ، أي لعنة هي هذه التي ألقيتها علي ؟"

فقط ... كيف بحق الجحيم جعلتني أبلغ هذا الحد ؟

لقد تساءلت ..

لكن مهما كانت تلك التعويذة ، فهنا ينتهي مفعولها ، فلا وجود لقوة ستتمكن من تحريكي للامام الان .

فما تواجد امامي ، كان شيئا يفوق إستعابي .

فوق منصة هائلة الحجم ، تم بناء بوابة عملاقة بمركزها ..

بوابة أشعت بضوء احمر مشؤوم .. بوابة أحاط بها و ركعت امامها العشرات من المخلوقات ..

مخلوقات قذرة ، بقرون مرعبة ، و ملامح مظلمة .

لقد كانوا شياطين .. العديد منهم ..

جميعهم بدوا و كأنهم ينتظرون شيئا ما ..

شيء ضخم ، و لم يطل الانتظار .

فالبوابة توهجت بشدة ، بينما دفني ذلك الضغط مكاني."

..

لا أعلم أي تعبير أبرزه وجهي ، لكنني كنت متأكدا أنه ليس وجها يسر الناظرين .

فالخوف الذي تملكني لم يكن شيئا قد إختبرت مثيله بحياتي بأكملها ..

من داخل البوابة ..

خرج شيطان قذر .. شيطان طفى جسده بالهواء ، أعينه الحمراء تلك حدقت بلا مبالاة بكل الحشود الراكعة من حوله ..

تواجدت 4 قرون ملتوية فوق رأسه ، و قد بدا جسده

هشا جدا ، لكن فقط الغبي من سيصدق شيئا كهذا .

فالضغط الذي سلطه لم يكن شيئا قد رأيت مثيله من قبل..

لكن المرعب بالامر لم يكن ذلك الشيطان .. لا .. لقد كان شيئا آخر تماما .

فأعيني قد بقيت مركزة على تلك البوابة التي واصلت التوهج ، معلنة وصوله .

لقد كان هو من جعل قلبي يغرق عميقا داخل صدري ، هو من جعلني اكاد أصرخ بعدما هددت روحي بمغادرة جسدي ..

هذه الاورا .. هذا الضغط ..

أعظم من أي شيء رأيته بحياتي .. أشد فتكا من أي وحش قابلته بحياتي ..

ذاك .. ذلك الشيء ..

ذاك هو الموت .

جسد ضخم ، زوج من القروم المظلمة ، أعين بنفسجية ، و مئات النتوءات العجيبة المتشكلة فوق جسده ..

خطوط سوداء عجيبة مزقت وجهه ..

بدا مخيفا ، و كأنه كتلة من القذارة .. كتلة من الموت تشكلت بأظلم زاوية من هذا الكون الشاسع .

ذلك الشيطان هو الاخر قد دخل البوابة و الملل بادي على وجهه .

"أحقا هذه هي الارض التي إختارها السيد ؟"

محدقا بما تواجد من حوله ، هو بدا خائبا ، فإذا بالشيطان الاخر بجانبه يجيبه بضحكة مكتومة .

"لطالما كانت دوافع السيد ويسكر مجهولة ، لكن النتائج دوما ما تكون مذهلة ، و هذه المرة لن تكون إلا إستثناء"

"أعلم هذا القدر بالقدر بالفعل ، فأنا من يقوم بالاعمال القذرة نيابة عنه "

بتلويحة من يده ، منزعجا لسبب ما ..

أرسل الشيطان موجة مذهلة من القوة الجبارة ، ماسحا كل الشياطين امامه من الوجود .

"كم مرة أخبرتك يا جيببيتو ، أن الجيوش لا قيمة لها عندما أكون حاضرا ؟"

هو سأل بغضب ، ليضحك الشيطان الآخر المسمى جيببيتو بخفة .

"آسف ، آسف ، أنا أحيانا أتناسى انك حصلت على روح التناسخ الخاصة بالملك "

تبادل الاثنان بعد الكلمات ، كلمات سمعتها بوضوح ، ما جعل حالتي تصبح أسوأ و أسوأ مع كل ثانية تمر ..

و السبب ، هو أنني أدركت هوياتهم بالفعل من كلامهم...

الشيطان الاعلى ذو الرتبة 13 .. جيببيتو

و الاخر ..

الرتبة التي جعلت الانفاس تهرب مني ..

الرتبة العاشرة .. أحد الشياطين العظيمة الاقوى على الاطلاق .. زيبار .

إدراكي لهوياتهم لم يزد الامر سوى سؤاء ..

ما يقف امامي الان ، هو ليس واحدا ، بل اثنين من الشياطين التي تملك من القوة ما يكفي لإنهاء الحرب على الفور بكارثة لجاب البشر .

الشيء الوحيد الذي شعرت به ازاءهم بجانب الخوف ...

هو اليأس ..

خصوصا عندما رأيت جيببيتو يستدير نحوي بتلك

الابتسامة المختلة ..

"بالمناسبة ، مالذي سنفعله مع صديقنا المتطفل هناك ؟"

لا شك بذلك ..

هم علموا بوجودي منذ البداية ..

مرسلا موجة غريبة من الضغط .. قام المدعو جيببيتو بابادة ظلالي على الفور كاشفا عن وجودي ..

"همف .. تلك الحشرة ؟ إنه ضعيف جدا لدرجة أنني لم أعطي وجوده قيمة . "

خطى زييار خطوة للأمام ، فإذا بضغط جبار يصدر منه .

ضغط جعلني أشعر و كأنه قد أسقط السماء فوق رأسي .

هو قد تقدم ببطء نحوي ، بينما تضخم إطاره المظلم امام عيني ..

برؤية زميله يتقدم دون سابق إنذار ، تدمر جيببيتو بلا حول ولا قوة .

"تذكر يا زييار ، نحن غير مسموح لنا بالمشاركة بهذه الحرب .. ليس بعد "

أوامر سيده كانت مطلقة ، لكن زييار لم يبدو مهتما كثيرا .

"و من يهتم إذا ماتت حشرة واحدة ؟"

أه ..

إذا هذا ما أنا عليه ..

مجرد حشرة .. حشرة تزحف أمام حوت ضخم .. وحش هائل يملك من القوة ما يكفي لقلب العالم رأسا على عقب ..

برؤية كيف وقف امامي ، و الانفاس التي هربت مني .

أنا ادركت .. أنني هنا و الان .. سأموت .

زييار مد يده ، أما انا .. فتجمدت مكاني منتظرا النهاية .

لكن النهاية لم تنتهي ، فما حدث قد فاق تصوري بكثير .

قبضة زييار .. قد تم صدها بواسطة سيف أسود مألوف .

أعين زييار المرعبة قد حدقت بإهتمام .. نحو ذلك الضيف الذي ظهر من العدم .

بمجرد وصوله ، هو أطلق هالته بإعجوبة بأبعاد الضغط الذي فرضه شيطان الرتبة العاشرة ..

"هوووه ؟ هلا نظرت إلى هذا ؟ هالة هذا الفتى مشابهة لخاصتنا "

ضحك جيببيتو ، أما زييار فحدق به بفضول .

بينما تصارعت هالاتهم دون توقف .. حدث الصدام الاول بينهما .. بين الشيطان العاشر و الرجل الذي جاء من العدم ..

..

"فراي ستارلايت" .

عندما تتحول الكوابيس إلى واقع ، واقع ملموس

بدا هذا وصفا مناسبا ، لما حدث هناك بمقاطعة الدم الاعلى للألتراس ، هناك بشيز كلار.

الصرح العظيم ، البوابة العجيبة التي بناها الالتراس بصعوبة ، قد شهدت الصدام الأول.

صدام جمع بين البشر ، و أولئك الذين وقفوا بالاعلى

الكيانات التي لطالما حاول فراي الهرب منها .. ها هو الان يجد نفسه أمام أحدها.

الأول هو جيبيتو ، شيطان خسيس يبدو أشبه بمراهق

في سن 14 عشرة .. ما عدا ملامحه الشيطانية ، من كان ليتخيل أنه هو شيطان الرتبة 13 الأعلى

لكن جيبيتو لم يكن هو الأسوء.

..

بل ذلك الوحش الذي وقف وجها لوجه مع فراي حاليا.

شيطان قذر ، شيطان ملعون هو صاحب الرتبة العاشرة الاعلى"

..

زيبار ، الرجل الذي يعرف بجيش الرجل الواحد ، و حامل روح التناسخ الخاصة بأغاروث.

هذا الأخير كان على وشك ابتلاع غوست ، لكن فراي وصل باللحظة الاخيرة ، مبعدا صديقه من براثن الوحش.

زيبار لم يخفي قوته مطلقا ، فهو قد واصل هز المكان

بضغط هالته من الفئة SSS.

..

فراي بالكاد تمكن من الصمود هناك ، واقفا أمام خصم يفوقه قوة بكثير ، عن طريق اخراج هالته المتفجرة لأقصاها.

لكن حتى بدفع نفسه لاقصى حدوده ، قوته بدت فاترة جدا بالمقارنة مع الوحش الماثل امامه.

اللورد ستارلايت الذي إكتسب الكثير من ضبط النفس و القوة المتفجرة ، قد عانى الامرين."

..

بوجه إسودت تعابيره ، حتى هو لم يستطع إخفاء مشاعره الحقيقية امام كيان كذاك الذي وقف أمامه.

غوست ، مهما حدث .. إياك و أن تبرح مكانك ذاك .. لا تتحرك ، لا تتنفس ، لا تجرؤ على فعل أي شيء."

ممسكا بصديقه خلف ظهره ، توهج جسد فراي بضوء بنفسجي شديد السطوع ، أعينه لم تترك زيبار مطلقا

خوفا من أن أي تأخير قد منه قد يتسبب بكارثة لهم.

من جهة أخرى ، و بشكل سحري

..

بدأت قوة غريبة تتخلل الهواء ، قوة مظلمة مشؤومة زحفت مثل الافاعي فوق الأرض ، افاعي التفت بهدوء حول رقاب كل من فراي و غوست اللذان بقيا متجمدين مكانهما.

و كأن لعنة من نوعا ما قد ألقيت عليهما.

..

غوست لم يفهم ما كان يحدث ، لكن فراي فهم بوضوح أن ايا ما كانت عليه تلك الاشياء ، فهي قوة الشيطان الماثل امامه.

..

ثم عندما اوشك كل شيء على الانفجار .. قاطع صوت مرح من الخلف ما كان على وشك الحدوث.

هيا الان يا زيبار ، أنت تعلم أنه غير مسموح لك بفعلها ، خصوصا أمام ذلك الفتى"

جيبيتو طفى بهدوء بالهواء ، بينما اقترب ببطء قائلا بابتسامة باردة.

ذلك هو فراي ستارلايت ، الشخص الذي حدثتنا عنه بياتريس ."

موقفا زميله ، إستلم جيبيتو السيطرة على الوضع برمته."

..

لا داعي لكل هذه العدائية ، فراي ستارلايت .. نحن لسنا هنا للمشاركة بهذه الحرب البائسة التي تخوضونها

فيما بينكم .. إطمأن من فضلك ، فلا شيء تخاف منه.

..

قال جيبيتو بنفس النبرة المرحة تلك التي إستعملها منذ البداية ، ليجيب فراي بنصف ابتسامة لم تخفي توتره

لستم" هنا للمشاركة بالحرب ؟ أجد صعوبة بتصديق ذلك"

و لما لا تفعل ؟ أنت تعلم أننا نملك من القوة ما يكفي لمحوك أنت و كل من معك فلا فائدة لنا ترجى من خداعك"

...

لوهلة ، بدت كلمات جيبيتو تلك مقنعة ، فإذا كان الشياطين يستطيعون إرسال أمثالهما ، ذلك عنى أن الحرب بأكملها لن يكون لها أي معنى بمجرد مشاركتهم بها."

لكن فراي رأى الامر بضوء آخر.

إعذرني ، لكنني لا أصدقك ايها الشيطان.

أنا أعلم أنكما تملكان من القوة ما يكفي لإنهاء هذه الحرب ، لكن هذا السبب بحد ذاته هو ما يجعلني أرفض التصديق."

..

مبديا بعض الفضول ، أمال جيبيتو رأسه"

..

تابع الكلام"

..

مستجيبا له ، أخذ فراي بنظرة خاطفة على منهما ، قبل يعلن.

" زيبار ، حامل روح التناسخ .. شيطان يستطيع صنع عدد لا يعد و لا يحصى من النسخ من نفسه ، نسخ تملك قوة شبيهة بقوة جسده الاصلي ، و هذا ما جعله يحصل على لقب جيش الرجل الواحد"

جيبيتو ، أنت الآخر شيطان ملعون يملك قدرة قذرة

تجعلك تستطيع التلاعب بالموتى و جعلهم يقاتلون

لصالحك .. كلاكما متخصصان بالمعارك الجماعية

جنرالات الحرب الأوائل بالشياطين العليا أجمعين

..

..

أتريدني أن أصدق أن مخلوقات ملعونة ولدت من أجل

الحرب ولا شيء سواها .. سترفض المشاركة بواحدة؟"

قال فراي ما لديه ، كلماته تلك حملت من الصحة الكثير ، و قد أظهر للتو حقائق لا غبار عليها.

لقد كان محقا ، و لهذا السبب بالذات .. هو حصل على ردة الفعل المتفجرة تلك.

..

فهذه المرة ، حتى جيبيتو قد تخلى عن تلك النبرة المرحة التي عامل فراي بها .. مظهرا وجهه الآخر.

فهمت .. هذا ما عنته بياتريس إذا"

الشاب الغريب الذي حدثته عنه الساحرة

..

هذا هو فراي ستارلايت .. بشري غريب لا يخلوا من المفاجآت.

أنت تعلم الكثير بالفعل ، أتساءل من أين لك كل هذا القدر من المعرفة ؟"

..

جيبيتو لم يعلم كيف استطاع فراي معرفة كل تلك

المعلومات عنهما ، خصوصا قدراتهما ، و دورهما بجيش الشياطين العظيم.

يفترض أن كوكب الأرض قد كان معزولا تماما عن العالم الخارجي ، لذلك لم تكن هنالك من طريقة ليعرف ذلك القدر بالمقام الأول

"لكن بطريقة ما هو فعل."

..

هل ستخبرني ؟ أو لربما لن تفعل ؟"

رافعا يده بوجه فراي ، توهج جسد جيبيتو بضوء رمادي مميت جعل الفراغ نفسه يهتز من شدته

أتساءل .. لو فتحت جمجمتك ، هل سأجد الإجابة ؟ لو قتلتك و حولتك لتابع لي ، هل ستخبرني ؟ هل ستبوح

لي بسرك ؟ هيهيهي

ضحك جيبيتو بخفة ، بينما اشتد الضغط

..

..

سواءا زيبار ، أو او جيبيتو كلاهما كانا وحوشا من الفئة الاسطورية.. فئة مفقودة منذ وقت طويل .. الفئة SSS

رغم أن هالة فراي بنفس المستوى ، إلا انها بالكاد غطت مساحة صغيرة امامهما ، مانحة فراي و غوست خلفه الفرصة للبقاء واقفين."

..

يمكن القول أن غوست قد تلقى الاسوء ، فهو لم يتنفس منذ بداية الصدام الغريب بينهم وبين شياطين الرتب العليا.

..

لكن على عكسه .. فراي تماسك بشكل أفضل بكثير.

مخاطبا جيبيتو ، هو رفع إصبعه الاوسط بوجهه ، و إبتسامة مرعبة تعلو محياه.

إذا أردت الاجابة ، فإسأل ملكك اللعين ليعطيك واحدة"

ضاحكا بخفة ، سخر فراي

..

أثق أن كلا من اغاروث و ويسكر يعلمان بالفعل ، لكن ماذا ؟ ألم يخبروك ؟

هاها أفترض انك لست بتلك الأهمية يا شيطان الرتبة 13 .. كم هذا مثير للشفقة"

واقفا خلف ظهره .. حدق غوست برعب ناحية فراي

لم يستطع الحديث حتى .. لكن وجهه روى الكثير ...

ما أراد قوله بتلك اللحظة هو ببساطة :

فراي .. هل فقدت عقلك ؟"

هل جن جنونه اخيرا ؟

من أين له الجرأة ، ليقول شيئا كهذا لمخلوقات كتلك الواقفة أمامهم ؟

هو شجاع ؟ أن غبي ؟ أم كلاهما ؟

غوست لم يفهمه .. لكن وبكل تأكيد ، فراي نجح بتحقيق ما أراد."

..

..

..

لقد أثار غضبهما.

الامر أخذ أقل من نفس

..

نفس واحد ، ليظهر زيبار أمامهما ماد ا يده نحو وجه فراي.

الشيطان تحرك بسرعة مهولة ، سرعة لم يكن هنالك الكثير ممن يستطيعون متابعتها بهذا العالم.

لكن فراي فعل ، باللحظة الاخيرة ، و قبل أن تصل يد زيبار اليه.

أطلق فراي قطعا عموديا بسرعة الضوء ، ضربة هائلة حملت كل جوارحه.

كل خلية بجسده ، كل عضلة ، كل الاورا الخاصة به

..

بينما إستفزهم ، كان يجهز لها بالفعل.

..

أقوى ما استطاع اخراجه .. أقصى حدوده ، كل شيء بضربة واحدة.

10 آلاف خطوة من الظل : أسلوب فراي ستارلايت ، Nameless Judgement"

تلك هي قمة فراي ، ضربة أطلقت شعاعا هائلا من الاورا الارجوانية التي هددت بابتلاع العالم.

الضغط كان جنونيا ، و هذه المرة .. تلك الضربة قد حملت قوة اعظم حتى مما أظهره بخليج شيزكلار سابقا.

..

غوست كان متأكدا من ذلك ، فهو شاهدها بنفسه بعد كل شيء.

ضربة فراي محت البوابة تماما رفقة كل من زيبار و جيبيتو ، مبتلعة اياهم داخل مداها.

..

بل واصلت المضي قدما إلى أن إبتلعت السماء.

..

كل الالتراس المتواجدون بالقرب قد رأوها بوضوح ، و لم يكن لهم سوى أن يحدقوا بها برعاية:

فهي تملك من القوة ما يكفي لقتل اي واحد منهم.

لكن .. أمام قوة كتلك.

..

الشيطان العظيم زيبار لم يتزحزح حتى.

..

هو بقي واقفا مكانه ، بينما تدمر كل شيء من حوله.

..

جيبيتو هو الآخر شكل درعا غريبا من حوله لحماية نفسه.

.

لكن على عكسه ، زيبار إستقبلها بجسده.

..

فراي لم يبدو متفاجئا بذلك ، و غوست لم يسعه سوى التحديق بذهول من الخلف.

صحيح أن زيبار لم يتزحزح مكانه ، لكن قطعا عموديا

قد ظهر بشكل جلي على الجانب الايمن من صدره.

جرح طويل سرب الدم الاسود الذي تقاطر فوق الأرض من تحته.

بأصابعه القذرة ، لمس زيبار جرحه.

هو لم يبدي أي رد فعل يذكر ، بل إكتفى بالتحديق بتلك الدماء ، قبل أن يعود لفراي.

ليس سيئا"

هذا كل ما قاله زيبار ، رأيه الصادق عن الهجمة التي تعرض لها قبل قليل ، ذروة فراي ، و أقصى ما استطاع اخراجه .. كل ذلك يمكن إختصاره بالكلمتين اللتان غادرتا شفتيه.

"ليس سيئا هاه ؟"

ضحك فراي قبل ان يتنهد منزعجا ، لقد توقع حدوث هذا نوعا ما ، لكن الامر لا يزال يشير غضبه رغم ذلك.

..

ذروة كفاحه لم تستحق سوى تلك الكلمات الجافة من خصمه ، رفقة بضع قطرات من الدم.

لقد تمكنت من جرحي ، يا فراي ستارلايت لذا دعني أخبرك بشيء يساوي قيمة ما حققته"

على عكس جيبيتو ، كان من الصعب معرفة ما فكر به زيبار.

..

فهذا الأخير يعتبر أحد الشياطين العشرة العليا ، و أولئك العشرة قد كانوا مختلفين تماما عن سائر الشياطين.

أنت أصبحت نصف الحقيقة باستنتاجك السابق ، نعم نحن هنا من اجل الحرب ، تماما كما قلت .. لكننا لن نشارك بها الان و لن نتدخل بأي شكل من الاشكال ، بمعنى آخر .. سيأتي الوقت الذي ترانا به داخل ساحة المعركة ، لكن ليس بعد."

بين البشر ، و بين صدامهم الأول مع أمثال المقعد العاشر .. لم يكن هنالك شيء سوى الوقت.

..

لكن كم ؟

أيام ؟ أسابيع ؟ أشهر ؟ سنين ؟

لم يكن من السهل تقدير ذلك ، لكن و بكل تأكيد .. المهلة التي حصل عليها البشر لم تكن بالطويلة.

هذا هو السبب الذي جعلنا لا نقتلكما الان ، و السبب الذي جعلني آتي بنسخة مني ، لا جسدي الحقيقي."

بسماع كلمات زيبار الاخيرة ، و لأول مرة.

توسعت اعين فراي للحظة ، قبل أن يعود لهدوءه.

هكذا إذا"

هو قال.

..

مدركا أن ما جرحه لم يكن الجسد الرئيسي حتى.

..

فراي في تلك اللحظة بدأ يدرك ، حجم قوة أولئك الوحوش الذين سعى لامتلاك ما يكفي من القوة لهزيمتهم.

.

لقد بدأ أخيرا يقيس المسافة بينه و بين ذلك السقف.

..

و يالها من مسافة هي تلك.

..

أتطلع للقائنا القادم ، داخل ساحة المعركة"

بينما اضاء جسده بضوء بنفسجي يعمي الابصار ، توهج فراي محيطا نفسه و غوست بهالته .. مفعلا قدرة النقل الآني الخاصة به.

.

منذ البداية ، هو كان يعمل على إنشاء مهرب له و لصديقه .. لكن عملية نقل كهذه ضمت شخصا آخر معه قد إستغرقت بعض الوقت .. و هذا ما جعل فراي يستغل المبادلة السابقة لخداع خصومه .. و إكتساب ما يكفي من الوقت.

..

لكن مجهوداته لم يكن لها معنى من الأساس ، فزيبار لم ينوي قتله من الأساس ، بل فقط كان يختبر بذكاء

حدود خصمه دون الحاق الاذى به.

حتى زيبار لم يجرؤ على مخالفة الأوامر ، لذلك لم يكن له سوى هذه الطريقة.

محدقين ببعضهم البعض بأعين كادت تطعن بعضها البعض."

..

اختفى كل من فراي و غوست من المنصة ، تاركين شياطين الرتب العليا خلفهم.

..

سواءا فراي ، أو زيبار.

..

كلاهما كان يتطلع لها.

..

تلك المعركة التي قد تجمعهما بالمستقبل القريب.

..

"يا إلاهي ~

ألا تستطيعان الدخول بهدوء دون تدمير تحفي الثمينة بكل مرة ؟"

بينما إنشغل كل من زيبار و جيبيتو بالتحقيق بالمكان الذي اختفى به فراي رفقة غوست.

..

ظهر شيطان ثالث من خلفهما.

مرتدية فستانها الانيق و قبعة الساحرة الخاصة بها.

..

هي جاءت أخيرا.

..

زيبار لم يعرها الكثير من الاهتمام ، لكن اعين جيبيتو اضاءت فور رؤيته لها.

..

و هذا ما جعله يطير نحوها بسرعة خيالة و السعادة بادية على وجهه.

بياتريس!!! لقد إفتقدتك كثيرا !! بياترو !!!"

برؤية كيف إندفع نحوها ، يبدو أن بياتريس قد توقعت ردة الفعل هذه و هذا ما جعلها تفتح ذراعيها لجيبيتو ، مستقبلة اياه بعناق لطيف.

..

زيبار لم يستطع فعل شيء سوى التنهد و هو يحدق بذلك المشهد.

..

جيبيتو و على عكس حقيقته ، هو بدا اشبه بمراهق في الرابعة عشرة من عمره ، اما بياتريس ، فهي بدت ناضجة ، مثل سيدة كبيرة محترمة .. ما جعل العناق بينهما يبدو كأم تعانق ابنها ، أو اخت كبيرة تحمل أخاها الاصغر المحبوب.

.

أرى أنك لا تزال مثيرا للمتاعب كعادتك ، جيبيتو."

..

أبدا يا بياتو ! فزيبار هو من كان وقحا و رفض أن يتحدث معي على الرغم من أنه لا يسبقني سوى ب 3 رتب ! أليست هذه وقاحة ؟!"

واصل جيبيتو التذمر ، بينما مسحت بياتريس شعره الرمادي بهدوء.

.

أجل .. هذه وقاحة بكل تأكيد"

بياتريس بابتسامة ، رفعت رأسها محدقة بزيبار الذي

بدلها النظرات قبل أن يومئ كل منهما للاخر.

.

سعيدة برؤيتك بخير ، سيد زيبار"

أعتذر بشأن البوابة ، لم نكن نحن من فجرها على أي حال"

البوابة السحرية التي تتيح إمكانية السفر لمسافات هائلة بين الكواكب لم تكن سهلة الصنع.

..

الامر تطلب بزمام بياتريس بمقام بياتريس لتحقيق الامر في المقام الاول .. لكن فراي دمرها بهجومه السابق.

.

بانضمام بياتريس ، كان هنالك الان 3 شياطين عظمى من الفصل الأسود لويسكر حاضرة بمكان واحد.

..

و قد كانت العلاقة بينهم غريبة حقا.

..

فرغم أن جيبيتو قد كان أقوى بكثير من بياتريس ، إلا أنه ارتمى بحضنها و كأنه طفل صغير.

.

أما زيبار ، فقد أظهر احتراما حقيقيا تجاه السيدة الماثلة أمامه.

.

مكانة بياتريس بدا جليا انها مترسخة عميقا داخل صفوف الشياطين.

..

ليس عبر القوة فحسب ، بل عوامل أخرى كثيرة رفعت من قدرها.

.

ما رأيك به سيد زيبار ؟"

سائلة اياه ، أخذ زيبار بضع ثواني قبل ان يجيب.

.

إنه مختلف نوعا ما عن سائر البشر ، أرى ذلك بوضوح لكنني لا لم أرى منه ما يجعله مؤهلا لجذب اهتمام اللورد ويسكر"

فراي إمتلك بعض المعرفة الغريبة التي لا يفترض بامثاله حيازتها ، أما قوته .. فقد بدت هائلة بمعايير البشر ، لكن ضئيلة جدا بعينه.

.

زيبار لم يرى بعد ما يميز ذلك الشاب ، لكنه حصل على انتباهه بما فيه الكفاية مما أظهره أمامه.

.

سأحصل الاجابة عندما اقاتله مستقبلا"

قال زيبار ، بينما لمس الجرح الذي سببه فراي .. ثم بشكل سحري ، الجرح إختفى تماما دون أثر.

.

أما بياتريس فأومأت بخفة.

.

أتمنى أن تظل منخفضا إلى أن يحين الوقت المناسب ، سيد زيبار .. لا أعلم ما هي نوايا سيدنا بالضبط ، لكنك أعلم مني بمآربه"

بياتريس كانت محقة.

و زيبار لم يبدو معارضا للفكرة.

.

رغم أن كلاا نعتبر من الشياطين العشر العليا ، الا أنني لم أفهم يوما ما يفكر به ويسكر .. رغم أنني أكبر منه إلا أنه تسلق الرتب بسرعة هائلة و بلغ ما بلغه.

..

ما عدا كريمزون .. القمر الأحمر ، ويسكر هو أسرع من تسلق الرتب بتاريخ الشياطين العليا.

.

و هذا ما جعله مؤهلا ليكون عين الملك.

اممم . أأعذر وقاحتي سيد زيبار ، لكن هل لربما تستطيع معرفة مكانه الحالي ؟"

ويسكر لم يظهر نفسه قط ، و لا حتى لبياتريس التي اقامت لعبة الساحرة بأكملها من اجله ، بل اكتفى بمخاطبتها من خلال ظله.

..

لمن هم بمستوى بياتريس ، اكتشافه كان مستحيلا ببساطة.

..

لكن الساحرة قد إمتلكت بصيصا من الامل بزيبار ، فالاخير كان يملك ما يكفي من القوة ليقف أمام ويسكر حتى.

..

لكن زيبار هز رأسه ببساطة.

..

حتى جسدي الحقيقي سيعاني إذا حاول مطاردة ويسكر ، ناهيك عن نسخة ضعيفة كهذه"

فهمت"

بدت بياتريس خائبة الامل نوعا ما ، لكنها لم تترك ذلك يظهر علنا.

..

ويسكر لم يكلف نفسه عناء الظهور ، حتى بوصول أمثال زيبار.

..

ايا ما كان يخطط له شيطان الرتبة الرابعة ، فقد منحه كل وقته و جهده ، ما جعله لا يعطي اي اهتمام لشياطين فصيله التابعين له.

..

سيجدنا ويسكر بنفسه عندما يحين الوقت ، لذلك لا داعي لاستعجال الامور .. بياتريس"

بينما مر من جانبها ، تاركا اياها تعانق جيبيتو .. غادر زيبار المكان.

..

الساحرة أومأت ، موقنة بصدق ما قاله لها.

..

إذا لنواصل اللعب .. لوقت اطول قليلا هلا فعلنا ؟"

..

منظور فراي ستارلايت"

..

لقد بدأت العجلة بالتحرك أخيراً، ولم يعد هناك الكثير من الوقت المتبقي."

..

باستعمال قدرة النقل الآني خاصتي، تمكنت رفقة غوست من الهرب بسلاسة من أرض العدو.

بمجرد ابتعادنا عن بؤرة الموت تلك، استطعت تنفس الصعداء أخيراً بعد الصدام غير المتوقع مع خصوم فاقونا قوة بكثير.

غوست بشكل خاص قد تلقى القدر الأكبر من الضغط، فبمجرد بلوغنا بر الأمان، فإذا به ينهار أرضاً بينما يتنفس بصعوبة شديدة، غير قادر على تمالك أعصابه.

هو تعرق بشدة، بينما ارتجفت يداه دون توقف.

..

...

كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى بها غوست بحالة كهذه، فظلال ما قاساه قد جعلت ردة فعله بهذا العنف.

..

هذا ما يعنيه الوقوف أمام اثنين من أقوى الشياطين على الإطلاق.

..

على عكسي، هو لم يملك مخزون أورا من الفئة SSS يتيح له البقاء واقفاً أمام أمثالهم.

..

أمضيت بضع ثوانٍ طويلة أحدق به دون قول كلمة، ثم ألقيت بنظرة على معسكر قوات الإمبراطورية الذي تواجد بضع مئات الأمتار بعيداً عنا.

..

لقد تعمدت الانتقال بعيداً عنه لكي لا أثير الجلبة بظهوري المفاجئ.

.

لكن الآن، وعندما أمعن النظر بهم.. بقوات البشر، لا يسعني سوى أن أتساءل

..

..

كيف سيتمكن أمثالهم من النجاة بالضبط؟

ممسكاً برأسي، رافعاً شعري نحو الأعلى، بدأ صداع حقيقي يتملكني عندما فكرت بمدى ثقل الكارثة التي كنا على وشك مجابهتها.

..

جيبيتو، المعروف بثاناتوس.. البعض يناديه بملك الموت.

..

..

وزيبار، المصنف العاشر، الشيطان الذي يستطيع إنهاء الحروب بمقدرة لأنه جيش بحد ذاته.

..

كيف سنتمكن من التعامل معهم بالضبط بمستوى قوتنا الحالي؟

لقد قابلت السير آلون سابقاً، وأعرف قوة مايكار...

مقارنة بهما، قد أكون أنا هو البشري الأقوى حالياً فوق الكوكب.

إذا لم أستطع بكامل قوتي فعل شيء سوى إصابة أحدهما بضرر ضحل.. فما الذي نأمل تحقيقه بالضبط؟

ناهيك عن أن زيبار لم يأت بجسده الحقيقي.

..

لا أعلم ما هي حدود نسخه التي ينشئها بروح التناسخ الخاصة بأغاروث، لكن مما أعرفه، النسخة الواحدة لا تتجاوز قوتها 80% من قوة الجسد الرئيسي.. وتلك النسبة تتضاءل كلما زاد عدد النسخ.

بمعنى آخر، بأحسن الأحوال، أنا كنت أواجه 80% فقط من قوة الشيطان العاشر، وحتى ضد نسخة كتلك، أنا لم أستطع سوى ترك إصابة بسيطة على جسده بأقوى هجوم داخل ترسانتي.

"اللعنة

...

لأول مرة منذ وقت طويل، عاد لي ذلك الشعور.

الشعور بالعجز، وأن قوتي لا تعني أي شيء.

لا شيء على الإطلاق.

..

فقط كم مقدار القوة اللعينة التي أحتاجها لمناطحة مثل أولئك الوحوش؟

..

ما الذي يجب أن أفعله؟ ما الذي يجب أن أضحي به بالضبط؟

هل أتخلى عن إنسانيتي؟ بشريتي؟ هل أبيع نفسي للشيطان، لكي أهزم شيطاناً آخر؟

لا أعلم.

..

أمام أمثال زيبار، أنا لا أعلم ما الذي يجب علي فعله، ففارق القوة كان مهولاً هذه المرة.

..

".. فراي"

بعد مرور بضع دقائق، تمكن غوست من استعادة رباطة جأشه أخيراً، ويبدو أنه قد شاركني المخاوف بدوره.

"هل.. هل نحن نملك الفرصة للفوز.. لا.. للنجاة حتى ؟

سأل غوست، مبدياً سلوكاً لم أعهده منه.

وسؤاله كان بمحله.

..

".. لنرى"

ممسكاً بسيوفي، الدارك سيستر، وباليريون، أخذت لمحة مطولة عليهم، قبل أن أجيب.

فرصنا معدومة.. حالياً"

بمجرد سماع إجابتي، غوست التقط الجزء الأخير.

"حالياً؟"

أومأت، بينما نقرت على كتفه بخفة.

"أعداؤنا أشداء.. غوست، أشد من أي وقت مضى، لو شاركوا بالحرب الآن، فنحن سنموت لا محالة."

لهزيمة مقاتل من الفئة SSS، أنت تحتاج لواحد آخر من نفس المستوى.

حتى بكل سبل الغش خاصتي، فهالتي هي الوحيدة

التي بلغت ذلك المستوى، باقي إحصائياتي أقل من ذلك بكثير، ما يعني أنني لن أستطيع هزيمة محارب بلغ الفئة SSS.

..

ناهيك عن شيطان الرتبة العاشرة الذي بلغ مراحل متقدمة منها.

فالفئة SSS ليست بالهينة، وهي في حد ذاتها تنقسم إلى 7 مراحل.

المشكلة هي أنني لا أعلم بأي مستوى يتواجد كل من زيبار وجيبيتو، ما يجعل مقدار قوتهما الكاملة مجهولاً لي.

" لكن "

هم لن يشاركوا بالحرب الآن، هناك شيء ما يجبرهما على التنحي، ما يعني أنهما هنا من أجل سبب آخر، سبب يجعل أمثال الرتبة العاشرة يأتي بنفسه للأرض.

..

السؤال هنا هو لماذا جاء أمثالهما للأرض بالمقام الأول؟

..

أنا متأكد من أن الكثير من ساحات المعركة بهذا العالم الشاسع تتطلب وجودهما، فالبشر لا يشكلون أي خطورة عليهم على عكس بعض الأجناس الأكثر قوة.

لربما هذا هو السبب الذي يجعل زيبار حاضراً بنسخة لا جسده الأساسي.

لكن هذا لا يغير حقيقة أنه أتى بنفسه، رفقة جيبيتو.

سبب يجعل أمر الحرب التي نخوضها ضد الألتراس شيئاً تافهاً بنظرهما....

فكر

لماذا قد يأتيان لمكان كهذا؟ ما المهمة التي كلف بها أمثالهم؟

..

غارقاً بحالة تفكير عميق، حاولت فك لغزهما.

..

زيبار وجيبيتو ينتميان للفصيل الأسود.. الجماعة ، الذين يتبعون ويسكر... بمعنى آخر هم يتبعون أوامر ذلك الشيطان اللعين.

" ويسكر "

..

شيطان الرتبة الرابعة الذي تواجد بظلالي لوقت طويل.

الشيطان الذي بسببه مات والدي، الكيان القذر الذي يتربص بنا من حيث لا نحتسب.. المعنى الحقيقي لكلمة شيطان.

ويسكر..

..

مفكراً به، فجأة.. بلغني إدراك معين.

..

إدراك جعلني أفتح واجهة النظام على الفور..

..

إذا كان استنتاجي صحيحاً.. فهي ستظهر الآن...

متجاهلاً كل مميزات النظام وإحصائياتي الفوضوية

..

أعيني سقطت على قائمة المهام على الفور..

...

...

...

المهام الرئيسية:

...

قتل 10 آلاف فرد من الألتراس: 5 آلاف نقطة إنجاز. (مكتمل)

هزيمة أحد القوى الرئيسية للألتراس: 5 آلاف نقطة إنجاز. (مكتمل)

المهمة النهائية: التخلص من ظلال ويسكر.

تم فتح المهمة النهائية.

وصف المهمة:

إجتاحت ظلال ويسكر العالم، وبدأ الصيد بالفعل، إنه سباق ضد الوقت، لمن سيصيد الآخر أولاً!

الكارثة قادمة لا محالة، وسيفك قد يكون هو المفصل بالصراع القادم.

قبل فوات الأوان، تخلص من ظلال ويسكر!

الظل الأول: الساحرة الأبدية بياتريس.

الظل الثاني: ملك الموت ثاناتوس، المعروف بجيبيتو.

الظل الثالث: جيش الرجل الواحد، الرتبة العاشرة من الشياطين العليا، زيبار.

الظل الرابع: ؟؟؟

مكافأة إنهاء المهمة: فتح المراحل المتقدمة من تأقلم الظلال. (ستفتح مرحلة مقابل كل ظل ينجح المستخدم بقتله.)

عقوبة الفشل: خسارة الحرب وفناء البشرية.

ملاحظة النظام:

أعلم.. أعلم، لربما تتساءل من أنا أليس كذلك؟ من النظام الغريب الذي يسخر منك طوال الوقت؟ دعني أمسك قليلاً.. في حال نجحت بالمهمة، سأخبرك بهويتي! أليس هذا رائعاً؟!

لكن.. المهمة أصعب من أي وقت مضى، وفرصك ضئيلة حقاً، هل ستصطادهم؟ أو سيصطادونك؟

أنا أرجح الأخيرة، لكن من يعلم؟ لربما تحقق المفاجأة..

وددت لو أقول أنك لا تزال مجرد ضفدع بقاع البئر، لكن قوتك زادت كثيراً مؤخراً، لذلك لنقل أنك جيد بالكاد لكن ليس بالقدر الكافي.

"فلتبذل جهدك، فراي ستارلايت"

2025/08/06 · 396 مشاهدة · 5715 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025