آن اوان التحرك ، و تنفيذ الوصايا.
الالتراس ، العائلة الملكية ، و عائلة ستارلايت.
هذه هي القوى التي اختارها لورد الضوء ، ليتم ازالتها من العالم.
الكنيسة لم تختر واحدا منهم ، بل اختارتهم جميعا.
"على نهاية الحرب ، سيختفي أعداء لورد الضوء من هذا العالم ."
لم يعلم اتباع الكنيسة سبب وضع إلاههم المزعوم لتلك الخيارات الثلاثة بالتحديد.
يمكن تفهم الالتراس بما إنهم اتباع و عبدة الشياطين .. نقيضهم المباشر.
لكن العائلة الملكية و عائلة ستارلايت كانت قصة أخرى.
"تماما."
يمكن القول أن الوضع كان مبهما تماما ، لكن من هم ليشسكوا بأوامر الإله الذي اتبعوه.
هو أعطى الامر.
و هم سينفذون.
لأول مرة على الاطلاق منذ 300 سنة ، الكنيسة كانت على وشك التحرك بكامل قوتها.
ضد أعدائها كافة .. الفوضى التي سيشهدها العالم كانت على مستوى آخر تماما.
...
...
-الجانب الآخر من العالم -
قارة الالتراس.
اليوم الأول من الحرب التي تم إستئنافها أخيرا.
جانب البشر قسم قواته للكثير من الفرق و ارسلها جميعا كطلائع ، بينما تبعهم الجيش الرئيسي من الخلف.
من جهة أخرى ، الالتراس ارسلوا العديد من القوات هم الآخرون سواءا الدم الادنى أو الاعلى ، و و حتى مخلوقات الكابوس.
نتيجة لذلك ، إندلعت عشرات المعارك بوقت واحد ، عندما اشتبكت القوات و تطاحن الجنود و الوحوش على حد سواء.
الجبهات كانت كثيرة جدا ، لدرجة أن التقارير وصلت الواحدة تلوا الاخرى للقيادة.
بضع ساعات ، بدأت 21 معركة كاملة بالطليعة.
معارك متفرقة ، و بنتائج مختلفة..
الطلائع لم تكن سوى قوات لجت النبض ، و إستبيان مدى قوة و خطط العدو.
كلما تعمقوا أكثر ، كلما كان افضل.
لكن بكثير من الأحيان ، تنسحب تلك القوات عندما تواجه خطرا حقيقيا.
من بين المعارك ال 21 ، فازت الإمبراطورية بالبعض ، و خسرت البعض الآخر ، بينما انسحب البعض ايضا.
تلك الفرق لم تملك الكثير من الجنود ، لذلك التعمق داخل أرض العدو كثيرا باعدادهم تلك كان جنونيا محضا.
من بين القادة الذين وضعتهم الإمبراطورية ، الكثير منهم أبلى جيدا.
خصوصا الفرق التابعة لفينيكس صنلايت ، و البطل سنو ليونهارت.
هم قاموا بعملهم على اكمل وجه ، واجهوا العدو ، و فازوا ، و أمنوا الطريق من أجل القوات الرئيسية التي حافظت على قواها كاملة من أجل الصدام الرئيسي ..
لكن .. و من الفرق الواحدة و العشرين.
كانت هناك فرقة معينة جعلت الهجوز ايريس صنلايت يجلس حائرا بمكتب القيادة.
الغضب كان باديا على وجهه ، و لحيته النارية اشتعلت أكثر من أي وقت مضى.
الأشخاص من حوله كانوا قلقين ، و التقارير كانت تصل الواحدة تلوا الاخرى ..
"سيدي .. هم يواصلون ارسال التقارير و المعلومات لنا بانتظام .. لكنهم لا يستجيبون للأوامر .. أيضا قائدهم يهددنا أنه سيتوقف عن إبلاغنا بالمستجدات اذا واصلنا ازعاجه أكثر من ذلك ."
بمجرد سماع التقرير الأخير ، نهض ايريس مفجرا مكتبه.
"مالذي يفكر به اولئك الحمقى بالضبط ؟! أيحسبون أننا نلعب هنا ؟!"
ايريس كان غاضبا حقا هذه المرة ، هو لم يكن من محبي هذا الشذوذ العجيب بساحات المعركة ، خصوصا إذا جاء من جانبهم.
"ذلك اللعين .. فراي ستارلايت .."
بطبيعة الحال ، الكلام هنا كان عن فراي ستارلايت و فرقة المجانين الخاصة به التي اخترقت عميقا داخل أرض العدو لدرجة أن بلوغهم لم يعد ممكنا بعد الان ..
لقد تم منحه 1000 رجل ، لكن المئات منهم عادوا فازين و الخوف يعتري وجوههم بعد القتال بجانبه ليوم واحد .."
فراي لم يكن غبيا ، و ايريس متأكد من ذلك.
هو لم يكن من النوع الساذج الذي يرمي بنفسه للموت.
مهما بلغت قوته ، هو لن يستطيع النجاة بين الاعداء بمفرده ، حتى الغبي يدرك ذلك.
"هو يعلم أن ما يقوم به لا معنى له .."
قال ايريس ، بينما اشتعلت لحيته أكثر و أكثر.
"إذا لماذا بحق الجحيم يواصل التعمق أكثر بين الاعداء ؟!"
هو صرخ مرة أخرى بينما اهتزت الارض من تحته.
فراي ستارلايت أصبح قوة لا يمكن السيطرة عليها ، ولا التنبؤ بها.
فهو يتجاهل كل الاوامر ، و لا يتحرك من تلقاء نفسه.
تحركاته كانت ستدمر خطط الإمبراطورية بشكل كامل ، لذلك لم يستطع ايريس فعل شيء سوى تجاهل وجوده من الأساس.
"سنواصل المضي بنفس الخطة ."
اما فراي من معه ، فلم يكن لهم سوى تحمل مسؤولية اختياراتهم.
ذلك كان القرار الذي خرج به ايريس بعد تحمله لجنون فراي لعدة ايام.
...
...
-طليعة الإمبراطورية ، فرقة فراي ستارلايت -
الفرقة التي بلغت ما لم يبلغه الآخرون.
فريق المجانين الذي اخترق عميقا داخل مجال العدو و بات محاصرا بالاعداء من كل مكان.
لليوم الثامن على التوالي ، هم كانوا لا يزالون يخوضون المعارك.
المدافع السحرية لم تتوقع عن اطلاق النار ، و معظم الجنود خسروا قوتهم و قدرتهم على المواصلة.
لكن مجموعة معينة من المقاتلين استمروا بالقتال بنفس الضراوة .. لا بل بدوا أكثر شراسة من الأيام الماضية حتى.
ساحرة عجوز انزلت الصواعق فوق رؤوس الاعداء.
بدون توقف ، مغتال مرعب زحف منها هيا حياة الكثيرين.
أميرة شيطانية غمرت ساحة المعركة بظلالها .. و غيرهم الكثير.
لكن أكثرهم رعبا و بكل تأكيد ، هو ذلك الرجل الذي قادهم.
الرجل الذي غطته الدماء من كل حدب و صوب .. دماء كثيرة لدرجة أنه بدا بحالة مرعبة ، بإستثناء أن تلك لم تكن دمائه .. بل دماء اعدائه.
بينما شاهد الجنود المنهكون من بعيد ، المعركة كانت مستمرة حتى الان..
رجل معين بالمقدمة ركض بجنون ملوحا بسيفه العظيم.
..
كل ضربة منه كانت تحول العشرات لاشلاء ، بضحكة مرعبة تجلت على وجهه.
صرخ مورفال منتشيا.
"أهاها ! أنت حقا مجنون ! لورد ستارلايت!"
لهث مورفال بشدة ، بينما واصل الجري محاولا اللحاق بذلك الرجل الملعون متبعا ظهره.
با عين مورفال القاسية ، لم ينعكس شيء سوى البنفسجي و الاحمر القرمزي.
الضوء المشؤوم لاورا فراي ستارلايت ، و الدماء التي سكبت من جثث اعدائه.
لم يفهم مورفال قط كيف استطاع ذلك الشاب التعامل مع هذا القدر من الاعداء بهذه السهولة.
"فقط كم عدد الذين قتلتهم حتى الان بحق الجحيم ؟"
"سلاش !!*
رغم أن مروقال كان يصرخ ، إلا أن صوته بدا ضئيلا و غير مسموع مقارنة باصوات الانفجار و الدمار التي تسبب بها سيف فراي.
هذا الاخير منقوعا بالدم ، مبديا ابتسامة مريضة كان لا يزال يمزق اعداءه .. هو قطع الرؤوس ، بشكل عشوائي لدرجة أن الجثث التي خلفها بدت مشوهة جدا ليتم التعرف عليها.
كثيرا ما لم تترك هجماته الاشد فتكا أي جثث من الأساس.
هذا الاخير استدار ناحية مورفال الذي طارده حتى الان.
"المعذرة ، أنا لم أستطع سماعك"
تحركت يد فراي لوحدها مدمرا المزيد و المزيد ، صابغا الارض بالدم.
"هلا تركت بتكرار ما قلته ؟"
قال فراي بابتسامة لطيفة ، لم تتناسب مع وجهه المنقوع بالدم.
"لالا .. لا تهتم ، فالامور افضل بهذه الطريقة "
بتلويحة أخرى من سيفه الضخم ، ارسل مورفال المزيد من جنود الالتراس طائرين.
"لكني اتساءل .. لورد ستارلايت ، هل من المناسب أن نواصل التقدم بشكل اعمى هكذا ؟"
قاتل مورفال بجانب فراي طوال الوقت ، و هو بالكاد استطاع مجاراة رغم فراي الجنوني حتى الان.
معظم من واجهوهم بدوا ضعفاء ، سواءا كانوا من الدم الاعلى أو الادنى.
"ماذا ؟ هل بلغت حدودك يا مورفال ؟ ألم تقل أنك ولدت من أجل لحظات كهذه ؟"
كلمات فراي بدت مشؤومة حقا ، خصوصا عندما تصدر بالوقت الذي قطع فيه احدهم لنصفين.
"هل ربما تود الهروب انت ايضا ؟"
"أبدا ~" اجاب مورفال بابتسامة سادية أبانت عن تعطشه الشديد للدم.
"ما أقوله أنني أخشى ان يرسل الالتراس قواتهم الرئيسية لنا قريبا إذا واصلنا التقدم بهذا الشكل ".
لقد تعمقوا كثيرا ، اكثر من اللازم.
"لن أتفاجأ لو ظهر احد قادتهم "
قال مورفال بينما اجاب فراي ستارلايت..
"هذا ما أراهن عليه "
واضعا نهاية للعرض ، ارسل فراي موجة مرعبة من اورا الظلام التي ابتلعت ما تبقى من جنود الاعداء.
هجوم كاسح فجر كل شيء امامه ، منهيا المعركة.
"القوة الفردية بزمننا هذا اصبحت هي ما ينهي الحروب ، فالأقوياء .. تلك الوحوش التي تقود من الاعلى هي ما يهم ".
يمكن للجنود العاديين القتال طوال اليوم لو أرادوا ، في النهاية قد يظهر عدو واحد يملك من القوة الجبارة الكثير ، و ينهيهم على الفور.
"لهذا السبب أنا موجود هنا ، لأتعامل مع هذا النوع من الاعداء "
قال فراي ، ماسحا الدم من على وجهه.
كانت هذه المعركة السادسة التي يفوزون بها بظرف 8 ايام.
و هذا رقم مرعب بالفعل.
لقد كان يتحمل معظم عبئ المعارك بمفرده حتى الان.
ما جعل الجنود الآخرين قادرين على الاحتفاظ بقوتهم و قدرتهم على التحمل.
بهذه الطريقة ، هم استطاعوا الصمود حتى الان.
بينما تحدث فراي و مورفال ، اضاءت اجسادهم بضوء اخضر نقي..
ضوء جعل التعب و الارهاق رفقة الاصابات تذهب بعيدا.
عندما استدار كلاهما للخلف ، وجدا اوريل قد نشرت قوتها المقدسة بالفعل ما جعل الكثيرين يتنفسون الصعداء.
لقد كانت موجودة بالخلف رفقة سيلين .. لكن و بما انهم اتبعوا فراي فحتى بتمركزهم خلف المحاربين الرئيسيين ، الا ان الامر انتهى بهم بين الاعداء.
"شكرا لك ، القديسة اوريل ، وجودك لهو نعمة حقا "
بجانب كل من اوريل و سيلين ، جاءت الساحرة زينيث و بابتسامة خرقاء تعلو وجهها المسن.
هي بدت مختلفة جدا عن الساحرة المرعبة التي امطرت ساحة المعركة بالصواعق قبل لحظات.
اوريل لم تجبها بما انها كانت لا تزال تركز على علاج الجميع ، لكن زينيث لم تنزعج من الامر مطلقا.
"مالخطوة التالية ؟ فراي"
من الظلال ، خرج غوست اومبرا.
المغتال الذي تسبب بالكثير من الكوارث للاعداء حتى الان.
"لقد تعمقنا كثيرا ، أي شيء ابعد من ذلك و سنبلغ نقطة اللاعودة"
على الرغم من انهم تقدموا كثيرا ، إلا أن الانسحاب لا يزال خيارا حتى الان.
لكن بمجرد تجاوزهم لنقطة معينة ، هم لن يستطيعوا القيام بذلك بعد الان ، لانهم حرفيا سيعلقون بين قوات الاعداء التي ستحيط بهم من الخلف ايضا.
فراي أومأ ، فهو فكر بتلك الاحتمالية بالفعل.
"سنتوقف هنا الليلة ، و نقرر بعد ذلك الطريقة التي سنتقدم بها من الان فصاعدا"
بسماع ذلك ، غوست ضيق عينيه.
جواب فراي المبهم اظهر انه لا ينوي التوقف مطلقا.
كلام غوست السابق كان صحيحا ، لكن خاطئا بنفس الوقت.
لو تم حصارهم ، سيموت الكثيرون ، لكن الاقوياء منهم ستكون لهم الفرصة للنجاة و الانسحاب.
أما الضعفاء ، فمصيرهم هو الموت بكل تأكيد.
فراي بدا مستعدا للتضحية بهم دون تردد ، و هذا ما فهمه غوست من مراقبته له طيلة الايام الماضية.
ثم هناك أمر تلك الفرقة الغريبة التي شكلها.
ما عدا سيلين ، جميعهم كانوا وحوشا و بدو مستعدين لمرافقته حتى النهاية.
مهما حدق بهم ، تلك كانت فرقة ابادة.
سانسا هي الأخرى كانت تبدو غير مبالية ، مادام فراي معولا على السير بهذا الطريق ، هي ستدعمه بدون تردد.
او بالأحرى ، هي الأخرى بدت مستمتعة بكل ما كان يحدث ، فشيطانية مثلها تتغذى على المشاعر السلبية و الموت و الدمار.
الوحيدون الذي لم يفكروا بهذه الطريقة المريضة ، كانوا الجنود .. رفقة بعض الافراد القلائل.
اوريل بلاتيني و سيلين كانوا احدهم.
محدقين بكل تلك الجثث ، و الدماء.
كانت سيلين أول من تحدث.
"لورد ستارلايت ، إعذر وقاحتي و سؤالي .. لكن هل من الضروري حقا الذهاب لهذا الحد ؟"
القتل الوحشي ، القتل عديم الرحمة.
منذ البداية ، فراي كان واضحا.
لا رحمة ، لن نرحم أحدا ، هذا ما قاله لهم فراي ببداية الغارة.
و قد نفذ كلامه بالحرف.
هو لم يرحم أحدا ، حتى اولئك الذين استسلموا له.
"اعلم ان الالتراس هم جانب الشر هنا .. اتباع الشياطين الذي يستحقون الموت .. لكن لا يسعني سوى أن اتساءل ما إذا كان هذا هو الطريق الصحيح ؟"
قالت سيلين بتردد ، بينما حدق غوست بعينه الميتة تلك.
لقد تفوهت تلك الفتاة بما كان يدور بعقول الكثيرين منهم.
و الجواب جاء على الفور من فراي الذي اقترب منها .. لا يزال منقوعا بدماء الذين قتلهم.
"إسمك سيلين اليس كذلك ؟"
هو سأل بلطف ، ما جعل سيلين تومئ على الفور مرتبكة.
"جيد جدا ، سيلين .. دعيني أصحح لك بعض المفاهيم الخاطئة بسؤالك الاخير"
محدقا ببحث الالتراس ، هو قال:
"لا وجود للشر و الخير هنا ، فأنت الأخرى معمية على ما يبدو بما يروى هناك داخل اسوار الإمبراطورية "
"هاه ؟"
بدت سيلين حائرة ، لكن فراي كان كريما بما فيه الكفاية ليشرح لها.
"أتظنين أن كل من واجهنا حتى الان ، هم اشرار يستحقون الموت ؟ آسف لتخييب أملك .. لكن معظمهم لم يكونوا سوى بشر عاديين .. لربما بشر يعيشون باستقامة أكثر منا حتى .."
صحيح أن الالتراس كانوا اتباع الشياطين ، لكن معظمهم هم مجرد ضحايا اجبروا على ذلك المصير.
كثير منهم ليسوا سوى بشر عاديين عاشوا بدماء شيطانية تسري بعروقهم.
"لا وجود لشيء مثل الخير و الشر هنا ، ما يوجد امامك هم أعداء.
أعداء يجب عليك إبادتهم ، هذا كل شيء.
سواءا كانوا صالحين ، فاسدين ، مجرمين ، طبيبين.
ذلك لا يهم.
"ماداموا يقفون بالجانب الاخر من ساحة المعركة ، فذلك كل ما يهم . هم لن يترددوا ، و بدورنا .. نحن لن نفعل .."
هذا هو الواقع المظلم الذي عاشوا به ، الواقع الذي تقبله فراي منذ وقت طويل.
"يستحسن أن تعتادي على الامر ، فما هذه سوى البداية "
اختتم فراي كلامه ، تاركا سيلين بحيرة.
على عكسها ، الآخرون لم يبدوا متفاجئين.
في تلك اللحظة هي ادركت .. انها كانت تقضي ايامها حتى الان بين الوحوش.
...
"منظور فراي ستارلایت "
اليوم الثامن منذ بداية الجولة الثانية ، لهذه الحرب.
جانب الالتراس غريب حقا هذه المرة ، تحركاتهم مبهمة ، فاترة ، ومليئة بالثغرات .. و كأنهم لا يأخذون
الوضع بجدية من الأساس
متكئا بيد واحدة على طاولة الإجتماعات البسيطة التي جهزها الجنود من اجلي ، جلست هناك استمع لتقرير شاب معين .
..
"بدا قريبا مني من حيث السن ، لكنه كان قصير القامة بشعر اشقر طويل ، و جسد نحيل ناسب المغتالين
"أحد الثمانية الذين قرروا اتباعي بذلك اليوم ، مركزه لم يكن ثابتا ، لكنه معروف بسرعته لذلك استعملته ككشافة لنا إسمك ثيو اليس كذلك ؟ أتمنى لو تشرح بالتفصيل "
قاطع غوست اومبرا ، الذي كان حاضرا هو الاخر ، ليومئ ثيو بتكاسل
"لقد تعمقنا كثيرا داخل أرض العدو كما تعلمون جميعا مسبقا ، نحن بعيدون جدا عن حلفائنا لدرجة أن الاعداء اقرب بكثير ، نظرا للضرر الذي تسببنا به بالايام الاخيرة ، و سمعة القائد فراي ستارلايت المتنامية ، يمكن اعتبارنا تهديدا حقيقيا ."
قال ثيو مشيرا للحقائق
لكن وعلى الرغم من ذلك ، إلا أنهم لم يبدو اي رد فعل يذكر ، بل يسمحون لنا بفعل ما نشاء .. فعندما تقدمت بمفردي من أجل كشف خططهم تفاجأت من انهم لا
يزالون يتقدمون بنفس وتيرة الايام السابقة
و كأن ما حققناه طيلة الأيام الماضية لم يكن سوى وهم
"عندما تصيغ الامر بهذه الطريقة ، لا يسعني سوى أن أتفق معك "
قالت اوريل الجالسة على يميني قبل أن تستدير ناحيتي
تصرفات العدو غريبة ، و بالنظر لما اخبرتني به عن تلك الساحرة بياتريس ، أخشى أن هذه قد تكون لعبة أخرى
من العابها ."
لعبة لربما أشد قسوة من سابقتها "
قالت اوريل ، بمعنى مبطن بكلماتها .. و كأنها تحاول
إقناعي بضرورة التراجع
محدقا بها ، ثم بالفراغ أمامي ، وجدت نفسي افكر
"بالوضع الحالي "
كما قيل من قبل ، الوضع الحالي مريب ، فهو يسير لصالحنا بشكل زائد عن اللزوم
اوريل كانت محقة ، فما هذه على الارجح سوى واحدة من مآرب بياتريس
الطريقة التي لعبت بها تلك الشيطانة ، خططها ، نظرتها للحياة ، كيف فضلت العبث بمن حولها من الخلف بدل
الهجوم بشكل مباشر.
لم يسعني فعل شيء سوى مقارنتها به .. الشيطان الآخر الذي لعب بنفس الطريقة
بياتريس شيطانة لا اعلم عنها الكثير ، بما أنني لم اكتب
عنها مطلقا ، لكن وبعد التصادم منها عدة مرات
اصبحت مدركا لوجودها
هي شبيهة به .. شبيهة بويسكر ، شيطان الرتبة الرابعة
بدت مثل نسخة مصغرة منه ، نسخة اقل شأنا
لكن حتى النسخة الاقل شأنا من ذلك الوحش الخبيث ، كافية للتسبب بهذا النوع من الضرر.
بياتريس لوحدها كانت كافية لوضع الإمبراطورية على الحافة عدة مرات ، أما هذه المرة فهي ليست وحدها.
..
فالفصيل الأسود الخاص بالشياطين قد أرسل العديد من الاسماء الكبيرة ليكونوا معها ".
لقد قال انهم لن ينضموا للحرب .. ليس بعد
تلك كانت كلمات زيبار ، الرتبة العاشرة.
لكن وبالتفكير بالامر ، لم يسعني سوى التفكير .. متى سيحدث ذلك بالضبط ؟
هناك حرب أخرى تجري بالخفاء حاليا ، و ما نحوضه نحن هنا ليس سوى بالقشرة الخارجية
أشبه بحدث ثانوي لا معنى له ، لعرض أكبر بكثير.
لا أعرف من يقف بالضبط خلف جانب البشر لهذه الحرب ، لكن ما أعلمه يقينا ، هو أن جانب الشياطين أقوى بكثير
"فهم جنس واحد اتحدت كل المخلوقات ضدهم ذات مرة ، و فشلوا بهزيمتهم لذلك لم اكن متفائلا يوما بشأن هذه الحرب ، ليس منذ وصول كل من زيبار و جيبيتو نزولهما دمر كل شيء ، و بعثر كل الاوراق "
..
نحن نلعب الان على حافة الهاوية ، فبأي لحظة .. قد ينقلب كل شيء رأسا على عقب.
معيدا انتباهي لمن هم حولي .. لغوست و اوريل افراد فرقتي الثمانية الذي انتظروا بصبر قراري
"سنواصل التوغل بارض العدو ابتداءا من الغد ."
بمجرد قولي لذلك ، عم الصمت المكان تلقائيا ، هذا القدر كان متوقعا ، فأنا ذهبت للتو عكس التيار.
"ستتسبب بموت الجميع بهذه الطريقة ، لورد ستارلايت
علقت العجوز زينيث ، مظهرة بعض الحيرة من قراري
هي لم تبدو و كأنها تعارضه ، فقد قالت منذ وقت ليس بالطويل انها تبحث عن مكان للموت.
لكنها أعطت رأيها ، بما انها على الارجح الاكثر خبرة بيننا "
"أعطنا سببا على الاقل ، لورد ستارلايت.. بدل ان تطلب
منا الموت هكذا بشكل اعمى
قالت سيلين هذه المرة ، بأعين أبانت عن الشكوك التي تنامت داخل قلبها
أولئك الثمانية بمن فيهم سيلين قد أظهروا استعدادهم لاتباعي نحو الجحيم لو تطلب الامر بالماضي
لكن حتى هم لم يكونوا محصنين من تلك الشكوك
و هذا كان طبيعيا.
لقد طلبت سببا ، لكنها لم تكن لتتمكن من فهم الحقيقة
أبدا.. لهذا لم أستطع سوى أن اجيبها بشكل مبهم
"لا أستطيع أن اشرح دوافعي لكم ، لكن يجب أن تفهموا جميعا أن هذا هو القرار الافضل الذي يمكننا اتخاذه حاليا "
محدقا بهم الواحد تلوا الاخر ، انا أعلنت
"لن أمنع أي منكم إذا اراد الانسحاب ، فأنا لن اجبر أحدا على اتباعي ، كل ما أستطيع وعدكم به ، هو أنني سأخوض هذه الحرب أمامكم دوما "
أول ما سيواجهه الاعداء ، أول ضربة ، أو قذيفة ، او تعويذة كلها ستكون موجهة نحوي ، لأنني سأكون دوما الشخص الأول الذي سيندفع نحو ساحة المعركة "
الجنود من خلفي لن يروا سوى ظهري ، ولا شيء سواه
سأتلقى العبئ الاكبر دوما .. و لكن
"لن أضمن حياة أحد منكم ."
شعرت انه يجب علي أن أوضح هذه النقطة ، فنحن نخوض حربا هنا
فكرة انقاذ الجميع بالحرب هي مجرد غباء محض ، فمهما بلغت قوتي و ما اقدر عليه .. سيموت الناس
بشكل أو بآخر.
قد يبدو هذا نفاقا من طرفي ، لكنها كانت الحقيقة
لربما بدوت و كأنني اجر كل هؤلاء الجنود و اقودهم
لحتفهم ، لكن ذلك لم يكن صحيحا بالضرورة.
فلو شارك امثال زيبار بهذه الحرب ، فلن يهم لو تواجدوا بمؤخرة الجيش أو طليعته
الموت هو كل ما ينتظرهم
أنا لا أستطيع مجابهة أمثاله بمستواي الحالي ، لهذا السبب أضطررت لأزيد قوتي بأسرع شكل ممكن
لهذا كنت يائسا لمواصلة التقدم ، فمسار الدم هو ملاذي الوحيد.
أنا مضطر لقتل المزيد .. المزيد والمزيد من الاعداء ، هذا هو خياري الوحيد
لم أكن أملك أي خطط لامعة ، أو إستراتيجيات محكمة ، فأمام القوة المطلقة ، و أمام امثال بياتريس و ويسكر اللذان يفوقانني ذكاءا وخبثا .. الخطط تصبح بدون معنى.
لذلك لا يسعني سوى المضي قدما ، و تقديم كل ما لدي في سبيل إكتساب القوة ، ولا شيء سواها
هذا كل ما لدي لأقوله ، يرجى إبلاغ الجنود بقراري من يرغب منكم بالمواصلة فأنا شاكر له ، و من سيهرب
بهذه النقطة فلن ألومه أو أنتقده ، ارجوا أن يكون هذا القدر واضحا "
أمام انظار الجميع ، بمن فيهم غوست و اوريل اللذان
محدقا بي بمشاعر مختلطة ، نهضت من مكاني مغادرا الاجتماع.
عندما خرجت من الخيمة البسيطة التي إحتضنت اجتماعنا السابق ، تفاجأت من أن السماء اظلمت بالفعل ، معلنة حلول الليل.
بعد ثمانية أيام من القتال المستمر ، تقلص عدد الجنود الذين إتبعوني بشكل كبير جدا.
فمن الألف الذين إنطلقت بهم لأول مرة ، لم يتبقى سوى ما يزيد عن المائة بالقليل.
هذا لم يعد جيشا ، بل اشبه بكتيبة صغيرة ظلت طريقها بين الاعداء.
الجنود المتبقون اما هربوا ، أو ماتوا بالمعارك السابقة.
حياتهم و موتهم ، كانت أشياء أثرت عليها قرارتي بكل تأكيد ، فانا من جررتهم لهذا المكان.
لربما ارواحهم ستقع علي لأتحمل مسؤوليتها.
لربما لهذا السبب كنت اشعر بذلك الحمل الزائد فوق اكتافي ، ذلك الثقل و الضغط الغريب
بينما تجولت بين الخيم القليلة التي تم نصبها داخل معسكرنا البسيط
وجدت نفسي ابتسم بمرارة.
"ما الفرق الان ؟ فقد تحملت ما هو أكبر من ذلك بكثير"
هذا هو الثمن الذي وجب دفعه
على عكس الماضي ، أصبح عدد الارواح المتعلقة بي اكبر بكثير.
هذه المرة ، أنا لم أعد أرى وجوه والدي ، كلانا ، او دانزو فحسب .. فالعدد قد زاد ، و الوجوه الجديدة التي أطلت علي الان ، كانت لاشخاص لم أتعرف عليهم من الأساس
"أشد ظلمة من السواد "
بينما غفلت تماما بعزلتي ، نسيت تماما انني لم أكن بمفردي.
فبعدما تمشيت كثيرا بعيدا الانظار ، أصبحت بعيدا بما فيه الكفاية ، ما دفعها للخروج.
"كنت هادئة مؤخرا لدرجة أنني كدت انسى وجودك "
كلماتي هذه كانت موجهة للشيطانة التي اطلت علي من الظلال.
"شعرت أن هذا الوقت المناسب لأظهر مرة أخرى "
قالت سانسا بابتسامة لطيفة ، ما جعلني أعود لما قالته من قبل.
"أشد ظلمة من السواد .. مالذي يعنيه هذا بالضبط ؟"
سألت ، بينما تمشينا معا بين معالم القفار الميتة لارض الالتراس.
كانت السماء من حولنا هي الشيء الحيوي الوحيد بهذا المكان.
شابكة يديها خلف ظهرها ، سبقتني سانسا بالخطوات ، ما جعلني اتبع قيادتها.
هي اخذت بعض الوقت لتجيب على سؤالي
"أتذكر ما قلته لك منذ زمن بعيد ؟ عندما هزمتك أنت و الاخرين بنزالنا الودي .."
هي اجابت بسؤال بسؤال ، و لأكون صادقا .. انا لم استطع التذكر
ثم بعد إمعان التفكير ، أدركت انها تتحدث عن النزال الذي خسرته رفقة كل من سنو و دايمن ضدها
"لهي ذكرى بعيدة هته التي أثرتها ، إذا لم تخني الذاكرة
فشعرك كان لا يزال اشقرا يومها.
كانت لا تزال الاميرة البشرية التي لم اعلم بالضبط ما هي علاقتي معها ، أما انا فكنت لا أزال أحاول ايجاد المعنى من حياتي بعد فوزي بالفيكتورياد.
لقد تذكرت هذا القدر بالفعل ، لكنني عجزت عن الوصول إلى ما قالته بذلك الوقت
"ظلامك فاتر و ضعيف جدا ، هذه كانت كلماتي لك "
سانسا لم تمنحني المزيد من الوقت ، و أعطت الاجابة بنفسها.
"أما الان ، فهو اشد ظلمة من السواد ، الهاوية بداخلك قد كبرت كثيرا ، لدرجة أنني أخشى أن تبتلعك ذات يوم
هذا القدر .. أنا على دراية به بالفعل
"أجهل ما تراه أعينك الشيطانية بالضبط ، لكن لا شيء
قد تغير .. سواءا الان ، أو بالماضي .. ولا حتى بالمستقبل "
تلك الهاوية ستزداد حجمها فحسب ، إلى أن تلقي بظلالها بعيدا.
"هل أنت قادر على تحمل العبئ يا ترى ؟" هي سألت.
"ما أعلمه هو انني سأفعلها ، سواءا امتلكت القدرة من عدمها ، لكن هيا و كأنني سأنهار أو ما شابه ."
ضحكت مشيرا إليها.
"فأنت هنا"
بسماع ذلك ، هي أومأت.
"لهذا السبب قررت الظهور امامك الان "
بينما إقتربت منها ، بدأت ادرك أكثر و أكثر أهمية وجود سانسا بالجوار.
لا أعلم ماهية ما أكنه بقلبي تجاهها ، لكنها كانت اشبه بالمهدئ.
مخدر قوي يرميني بعيدا مؤقتا عن الواقع ، و ينسيني كل ذلك العبئ الملقى فوق اكتافي.
قد يبدو هذا و كأنه شيء غير عادل و وقاحة مني ، و سانسا كانت مستعدة للقيام بالكثير من اجلي.
لكن هذه هي ماهية مشاعري الحالية تجاهها ، لا استطيع أن اقول انها حب ، فكما أسلفت الذكر
هي أشبه بمخدر حلو المذاق ، يبقيني متماسكا لوقت أطول .. بهذه الطريقة كنت أنظر إليها ، و على ما يبدو ، هي ادركت الامر و تقبلته بالفعل.
بجانب مشاعرها الخاصة ، لربما هي الاخرى قد طورت نفس النظرة المريضة تجاهي.
لربما كنت انا هو المخدر الخاص بها ، و مهربها الخاص من ظلال الحياة.
هي مدركة لدورها ، لذلك ظهرت امامي بهذه اللحظة بالضبط.
سانسا .. المهدئ اللطيف الخاص بي.
-قارة الالتراس-
هناك بالجانب الرئيسي الذي إحتضن اهم قوات أعداء الإمبراطورية ، تواجدت القاعدة الرئيسية للدم الاعلى.
بمدينة تواجدت بقلب القارة ، مدينة نال منها القفار هي الاخرى ، لكنها كانت احسن حالا لكثير من سائر المدن بكل تأكيد.
بأسوار عالية ، و أضواء ساطعة جعلتها تتألق وسط الصحراء .. تلك هي المدينة التي اصبحت بمثابة منارة الحرب الخاصة بالالتراس ، و المعروفة بـ نيثيوس.
معظم قوات الاعلى كانت حاضرة.
كانت حيوية جدا ، لا تنطفئ شمعتها سواءا بالليل أو النهار.
بينما تحرك الجنود ذهابا و إيابا .. كل شيء تمت مشاهدته من الاعلى.
من طرف رجلين وقفا بقمة أحد المباني الاكبر نسبيا .. يحدقان ببني جنسهم ... الرجال الذين إتبعوهم بشكل اعمى.
الاول كان عجوزا سكيرا بملابس رثة لا يلفت النظر شيء سوى سيفه الملعون ، و الثاني رجل انيق لا يتشابه معه سوى بحقيقة حمله لسلاح مشتعل هو الآخر.
الصمت ساد الموقف لوقت طويل ، إلى أن كسره ميرغو الذي لم تفارق أعينه اوجه الجنود أدناه.
"كل يوم تأتي وجوه جديدة ، بينما تغادر القديمة .. لهو أمر غريب كيف انني أنساهم بسرعة "
مستمعا إليه ، اجاب ليندمان بلا مبالاة.
"هذا طبيعي ، فهم يغادرون من أجل المشاركة بالحرب ، كما أنني اشك أن عجوزا خرفا مثلك يتذكر الوجوه من الأساس "
ميرغو السكير لم يبدو متزنا كثيرا باعين غيره.
هذا الاخير إبتسم ببطء.
"الحرب هاه ؟ هل حقا نحن نخوض واحدة الان ؟"
"و هل نلعب برأيك ؟" تذمر غافيد منزعجا من الطريقة التي سارت بها دوما محادثته مع هذا العجوز.
"لربما نحن نفعل ، ليندمان .. فأنا أشعر و كأنني أخوض غمار مسرحية ، لا الحرب "
بسماع ذلك ، غافيد استدار ناحية ميرغو.
"قد تكون مسرحية للبعض ، أو حربا للبعض الآخر ، الامر يختلف حسب الطريقة التي تنظر بها إليها "
حرب إشتبكت تياراتها ، أو مسرحية لم يعلم ما هو السيناريو الخاص بها
ميرغو لم يرى الكثير من الفرق.
لكنه كان متأكدا من شيء واحد.
"نحن نموت يا ليندمان ... نحن نموت ببطء "
كلام ميرغو إمتلك العديد من المعاني و الدلالات.
لعل ابرزها حقيقة موت الكثير منهم داخل ساحة المعركة مؤخرا.
"لقد عقدنا صفقة مع الشيطان " قال عجوز السكير ، بينما أومأ غافيد.
"لقد فعلنا ، مع أكثر من واحد "
بعد بلوغهم هذه النقطة ، لم يعد هناك ما يمكن تغييره بعد الان .. هذا ما أدركاه منذ إنتهائهم من صنع تلك البوابة التي جاءت تلك الشياطين من خلالها.
"لا يسعني سوى أن اتساءل ، ما إذا كنا اتخذنا القرار الصحيح "
"لا أعلم " قال غافيد.
"لكنني اعلم انني هذه المرة على الاقل لو مت ، فسأفعل
نتيجة لقراراتي ، و ليس سيطرة غيري "
حتى لو انتهى بهم الامر للفناء و الموت ، فعلى الاقل هذه المرة .. هم كانوا اسياد مصيرهم.
غافيد و ليندمان الذي كسر عقده الشيطاني ، و إنقلب على امثال استاروث بالماضي .. لطالما حاول القتال من اجل حريته المزعومة.
من اجل تحقيق اهدافه ، أبرم العديد من الصفقات التي جعلت الحرب الحالية تبدو كمسرحية مظلمة يخوضون غمارها.
على الرغم من كلاهما هو و ميرغو يعلمان أكثر بكثير من غيرهم ، إلا انهم بدوا جاهلين جدا عندما يتعلق الامر بالنتيجة النهائية لما اختاروا خوضه.
سواءا كانت صفقة مع شيطان خسيس ، أو امير غريب ، او كيان عجيب.
لم يعد هنالك مجال للتراجع.
على الأقل ، هم امتلكوا الحق لتقرير المكان الذي يموتون به هذه المرة.
أو على الأقل ، هذا ما اختاروا تصديقه.