بلقاء سري جمع فراي و سنو بالاشخاص الذين يفترض بهم أن يكونوا اعداءهم.

جاء عرض غير متوقع ، فرصة لتحالف لم تحدث قط بالتاريخ ..

تحالف بين الإمبراطورية و الالتراس.

البلاك اوردر كانوا منظمة سرية عملت بالخفاء و هدفها انقاذ البشر قدر الامكان , لكن ليس عن طريق القتال.

بل الخضوع و السير مع التيار.

فلسفة البلاك اوردر ببساطة كانت تتمثل في أن الشياطين اعداء لا يمكن قتالهم أساسا ، كانوا يقاومونهم لكن ليس بشكل مباشر ....

ف البلاك اوردر لم يتجرأوا يوما على القتال ، و كانت المرة الوحيدة التي قاوموا فيها هي عندما ساعدوا بقتل شيطان الرتبة 19 سابقا استاروث.

و حتى بذلك الوقت ، كان غافيد ليندمان هو من قام بتلك الخطوة ، و ليس البلاك اوردر.

هدفنا هو انقاذ البشر ، و الحفاظ على حياتهم بكل الطرق الممكنة , نحن نقاتل بطريقتنا الخاصة من أجل النجاة ."

هذا ما قالته ماريا.

و على ما يبدو ، منظمتهم لم تكن بالصغيرة.

فهي تضم اللورد ميرغو بنفسه بالإضافة لاثنين من الامبيريل ، رغم أن لورانس لم يكن بالعضو الرسمي بل مجرد تابع لميرغو.

و كل هذا كان مرئيا لفراي ستارلايت ، الذي ابتسم ببساطة بعد سماع العرض.

"تحالف إذا سيكون هذا امرا رائعا حقا في حال حدوثه ."

قال فراي بينما استدار سنو ناحيته و الشك بادي عليه.

فهو لم يكن يصدق الالتراس بسهولة.

لكن فراي واصل على أي حال.

"الحرب بين الإمبراطورية والالتراس قد طالت ، و بات من الضروري وضع نهاية لها قريبا .. في حال استمرارنا على نفس الوتيرة فاحد الجانبين سيزول بكل تأكيد على نهاية الحرب .. لكن و بتحالفنا .. قد نحول دون حدوث ذلك ..".

أومأ فراي ، معجبا بالفكرة.

"العدو الأساسي هم الشياطين ، عدونا الاوحد الذي وجب علينا القتال ضده بقيامنا بهذا التحالف ، نحن ... سنوحد القوى و نصبح أقوى مما نحن عليه الآن .. هذا سيناريو رائع حقا .".

أومأ فراي مرة أخرى ، لكن هذه المرة بدل الابتسامة اعتلت وجهه نظرة حادة.

" إذا ؟ اخبرني يا ميرغو .. ما هو الشرط ؟".

فراي سأل من العدم ، ما جعل الحاضرين ينظرون إليه بفضول.

"شرط ؟".

"أجل .. فقد قلت بنفسك أنك ترى بنا أملاً للبشر ، لكننا اشخاص مستعدون لخوض الحرب ضد الشياطين حتى النهاية .. حتى لو عنى ذلك تحدي الرتب العليا و جلب الاهوال لكوكبنا هذا."

بالمقابل .. انتم البلاك اوردر ترفضون القتال بشكل مباشر اليس كذلك ؟ هذا تضارب واضح بين مصالحنا .".

بسماع ما قاله فراي ، اعتلت وجه ميرغو ابتسامة عريضة.

انت حقا سريع الإدراك .. فراي ستارلايت ، و نعم ما قلته للتو صحيح تماما .".

آخذا بخطوة للامام ، تقدم ميرغو عارضاً حجته.

فراي ستارلايت ، أثق انك ذكي بما فيه الكفاية لتدرك الوضع الحالي .. قد تظن انكم ستفوزون نظرا لافتقارنا نحن الالتراس لمن يستطيع الوقوف بوجهك انت و صديقك .. لكن طريقة التفكير هذه خاطئة تماما ....

بحلول النهاية ، هلاك الإمبراطورية هو لأمر محتوم مهما بلغت شدة المقاومة التي ستبدونها .. لأن عدوكم ببساطة ليس ببشر ، بل شياطين قذرة لا يمكن التنبؤ بها.

قال ميرغو متنهدا بخفة بمجرد تفكيره بالشياطين العليا التي تتبرص بهم على الدوام.

نيتي صادقة .. فراي ستارلايت ، أنا هنا من أجل التحالف و توحيد القوى معك لو أمكن ، و انقاذ ما يمكن انقاذه من بين شعب الإمبراطورية .".

بسماع ذلك ، رد فراي غير مقتنع بتاتاً.

و كيف سننقدهم بالضبط إذا لم نقاتل ؟".

ردا على سؤال فراي ، قال ميرغو ما كان ينوي عليه.

"بالطريقة التي تسير بها الحرب حاليا ، فبمجرد خسارتكم ستتم ابادة الإمبراطورية بالكامل و بدون استثناء .. ستكون كارثة حقيقية يذهب ضحيتها الملايين .. لكن يا فراي ستارلايت .. يمكنك تجنب هذا المصير .".

قال ميرغو بينما مد يده.

فالتخضع للشياطين .. استسلم و تجنب الاسوء لك و للمقربين منك .".

انت قوي جدا ، و نفس الكلام ينطبق على سنو ليونهارت .. فلو خضعتما فالشياطين ستعطيكما من الاعتبار الكثير ، وستقومان بعمل افضل بكثير مني أنا و غافيد ليندمان ....

بمعنى آخر ، لو وافق فراي و سنو أن يصبحا متعاقدين شيطانيين ، و يخضعان تماما.

ستكون هناك فرصة جيدة لان ينجو الكثير من البشر بالنظر لقيمة كل من فراي و سنو.

فكلاهما يمتلك امكانيات هائلة.

الخضوع للشياطين لم يكن بالامر الغريب ، فقد حدث هذا عدة مرات بالفعل و ليس بين البشر فحسب.

فالذي يحتل الرتبة التاسعة بين الشياطين العليا نيتو ليس بشيطان ، بل من البانثيون.

بمعنى آخر يمكن للاجناس الاخرى دخول ترتيب الشياطين حتى لو لم يكونوا شياطين أساسا.

بالنظر لقوة فراي و سنو ، سيتم الاعتراف بهم و منحهم رتبا عالية جدا.

و باكتسابهم لتلك المكانة ، سيكون من الممكن انقاذ الكثير من البشر عن طريق توليهم امر الأرض بانفسهم بدل بياتريس الساحرة.

كانت هذه هي الطريقة الامثل والافضل للنجاة التي فكر بها ميرغو و منظمة البلاك اوردر بعدما شهدوا بانفسهم انجازات فراي و سنو خصوصا فراي.

كان هذا هو العرض باختصار ، و لم يبدو فراي و سنو معجبين بما سمعوه.

احقا هذه هي فكرتك اللامعة عن النجاة ؟ اتسمي هذا قتالاً أساساً ؟ فكل ما تفعلونه هو الخضوع و التدلل.

بالمقابل .. البشر لا يزالون يموتون كل يوم .".

صحيح أن البلاك اوردر انقذوا الملايين من الناس على مر السنين.

لكن مقابل كل بشري يتم انقاذه من الالتراس ، كان 100 اخرون يموتون.

"الخضوع جعلكم تتجنبون الصراع بشكل مباشر مع الشياطين ، لكن اصبحتم بالمقابل فئران تجارب لهم.

و مات معضمكم من الدماء الشيطانية .".

من كلامك ، افهم انك تريد أن تقوم الإمبراطورية بالامر ذاته اليس كذلك؟".

قال فراي ، بينما ضحك بخفة.

يالها من مزحة ....

كان هذا اغبى ما قد يقوم به بوجهة نظره ، و سنو وافقه الرأي تماما.

أفضل" أن اموت ممزقا و مشوها بساحة المعركة ، على أن أخضع و اتدلل لمخلوقات قذرة تستمتع برؤية الناس يموتون ."

قال سنو مظهرا معارضته الكاملة.

بسماع ذلك ، تنهد ميرغو تنهيدة ثقيلة.

لقد كنت هنالك كما تعلمان ..

"هناك بهيلموند. "

قال ميرغو ، مستعيدا ذكرياته القديمة قبل مجيئه للارض.

"بما أنني نصف شيطان ، فقد عشت طفولتي بارض الجحيم تلك .. و بأيامي القليلة هناك قد ادركت الكثير من الأشياء ، وشهدتها بأم عيني."

فراي ستارلايت ، ادرك أن عرضي يبدو تافها جدا بالنسبة لك ، لكن صدقني .. هذا أفضل ما يمكننا القيام به.. "

قال ميرغو ، رافعا من نبرة صوته غير العادة بينما تذكر اشياء من الماضي.

ملك الشياطين ، الرتب 10 العليا و دوقية الجحيم جميعهم وحوش لا يمكن التنبؤ بها ولا قتالها !

رفع سيوفنا ضدهم لن يكون سوى بمثابة محاولة انتحار .".

بدلا من الابادة ، و انقراضنا جميعا .. القتال من الظلال و الخضوع بالواجهة لهو امر ارحم بكثير."

بفضل ذلك الخضوع ، تم انقاذ الملايين بعد كل شيء رغم أن عددا اكبر بكثير قد مات منهم.

لكن فراي لم يتأثر بكلامه قط ، فهو لربما ادرى من ميرغو عندما يتعلق الامر بالشياطين و ملكهم.

"من المبكر الجزم بفشلنا من عدمه ، فنحن لم نبدأ القتال ضد الشياطين سوى للتو. "

..

المعركة ضد زييار ، و ظهور جيبيبتو.

تلك لم تكن سوى البداية لمعارك اشد بكثير تنتظرهم مستقبلاً.

لكن فراي كان ينوي خوضها جميعا دون تردد.

"أقدر عرضك يا ميرغو ، لكنني أفضل أن احدد مصيري بيدي ، لا أن أترك الآخرين يفعلون ذلك بينما اخضع لهم أملاً بأن يكونوا رحيمين بي .".

لعرض ميرغو ، لم يكن لدى فراي و سنو شيء سوى الرفض.

و هذا ما جعل العجوز يمسك قنينته مبتلعا كمية كبيرة من الشراب الذي تغلغل داخلها ...

من جهة أخرى ، ظلت ماريا هادئة غير متأثرة بما قاله فراي.

هذا الاخير كان يبقي عينه عليها طوال الوقت محاولا معرفة افكارها و نواياها .. لكن وجهها ظل باردا طوال الوقت دون إظهار اي رد فعل مخفية كل شيء ببراءة.

ماريا كانت أحد البطلات الرئيسيات للرواية التي كتبها فراي ذات يوم.

و مثل الآخرين تماما .. هي تمتلك إمكانيات هائلة بداخلها ...

بمرحلة ما ، كان يفترض بها أن تغير جانبها و تساعد سنو ليونهارت .. لكن هذا لم يعد مضمون الحدوث بعد الآن بعدما تغير كل شيء منذ مجيء فراي.

لوهلة ، ظن فراي أن ذلك سيحدث الآن بعدما عرضوا فكرة التحالف ، لكن و برفضه.

يبدو أن الأمر لن يحدث بأي وقت قريب.

لكن في تلك اللحظة ، قاطع ميرغو حبل افكار فراي.

"فراي ستارلايت ، لا اظنني سأتمكن من تغيير رأيك فعزمك واضح و عميق و لا يسع امثالي تغييره و لو قليلا .. لكن وجب علي تحذيرك فانت تسير لقبرك باقدامك .".

فراي لم يبدو متأثراً بما قاله ميرغو قط .. فهو رد ببساطة.

"دعني أقلق حيال ذلك ، فإذا جاء الموت بحثا عني فأنا لن ارفضه ."

"عنيد حقا .. لكن لا بأس بهذا " قال ميرغو قبل أن يتابع.

"فراي ستارلايت ، لنعقد رهاناً أنا و أنت .. رهان بسيط لن تخسر منه شيئاً ".

"رهان؟ أي نوع من الرهانات ؟".

كإجابة ، تقدم ميرغو خطوة أخرى للامام.

"الامر بسيط ، كما اسلفت الذكر .. الحرب بين الإمبراطورية و الالتراس بلغت نهايتها ، و المعركة الأخيرة وشيكة ،

فقريبا ، ستصطدم القوى الرئيسية لكلا الجانبين بصراع اخير سيحدد من خلاله الفائز و يتم حسم كل شيء .".

"رهاني ببساطة و هو كالتالي .. إذا نجت قوات الإمبراطورية من هذه المعركة و خرجت منها منتصرا فأعدك أنني رفقة البلاك اوردر سنكون تابعين لك .".

"أما اذا خسرت ، فعلى الارجح لن يتم قتلك .. وقتها أريدك أن تنضم الينا بنفسك و تنفذ الاقتراح الذي قدمته اليك ."

رهان حول الحرب و نتيجتها ...

رهان ستحدد نتيجته بناءا على من سيكون الفائز و من سيكون الخاسر.

من جهة فراي ، هو أومأ بهدوء بعدما فكر بالامر لبعض الوقت.

"لا بأس إذا .. في هذه الحالة نحن سنكون اعداءا لوقت اطول ".

بمجرد قول فراي لذلك ، تقدم سنو هو الآخر.

"هذا يعني انه سيكون من الأفضل قتلكم الآن اليس كذلك ؟ فأنتم احد أهم قوات الالتراس ..".

قال سنو مستعدا للانقضاض بسرعة الضوء بأي لحظة في سبيل إنهائهم.

لكن فراي اوقفه .. و بنفس الوقت.

شعر الجميع بموجة اورا عجيبة عبثت بهم ، و سرعانما تعرف عليها فراي.

فذلك كان تلاعب ميرغو بالفضاء الذي جعله قادرا على التنقل آنيا لمختلف الاماكن.

"هذه هي نهاية لقائنا ، فراي ستارلايت .. فالمرة القادمة ستكون بساحة المعركة ."

قال ميرغو ، بينما رد فراي.

"أتطلع لذلك ."

2025/11/04 · 181 مشاهدة · 1646 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025