انقلبت عائلة أستروفل الهادئة بين عشية وضحاها رأسًا على عقب .

هذا بسبب وقوع حدث غير مسبوق .

بدأ بمصدر مجهول و غامض .

عندما قيل أنها تبدوا صغيرة بشكل سخيف و قصيرة نوعًا ما ، فقس الطائر الصغير و خرج .

ولم يتحدد سبب الحادثة بعد .

تصبب باون الذي كان مسؤولاً عن فقس البيض عرقًا باردًا .

"ألن يقوم أحد بإطعامها للسادة حديثي الولادة ؟"

"لابدَ أنكَ تريد أن يتم رميكَ كـوجبة لهم بدلاً منها ."

"زلة لسان ."

قام باون على الفور بتصحيح خطأه و تراجع ، ذلك بسبب وقوف هذا الخصم أمامه .

كايد أستروفل .

كان رئيس عائلة أستروفل و الذي كان يقودها .

كايد ، رئيس القبيلة ، وُلِدَ بأقوى قوة في العالم ، و لقد كان لديه طبيعة قاسية تتناسب معه في هذا العالم .

كان الجو المحيط به بطاقته الفريدة و الخطيرة و عيناه الحمراوتان وشعره الأسود كل هذه رموز لعائلة أستروفل .

لن يتخلص منه كـطعام ، لكن باون ثعل عبثًا لأنه إذا لم يكن مطيعًا لن يكون قادرًا على التقاط عظامه .

"لقد بحثنا عن فيرمونات عائلتها ، لكن لا يوجد أثر لها ."

"هل تم التخلي عنها ؟"

"هذا ممكن ، إن لم ...."

ربما لا يستطيع الوصي رعاية الطفلة بعد الآن .

في كلتا الحالتين ، لم تكن أخبارًا جيدة لطائر حديث الولادة .

يبدوا الأمر كما لو أنه لا يوجد مكان تذهب إليه .

"نموها البطىء بسبب سوء امتصاص الفيرمونات ."

"فهمت ."

"ماذا تريد أن نفعل ؟"

طلب باون التخلص من الطائر الصغير .

نظر كايد إلى السلة الموجودة على المنضدة .

على الرغم من أنهما كانا يتحدثان عن ذلك إلا أن الطائر الصغير أخقى منقارة بين جناحيه و دحرج جسده على شكل دائرة و نام دون أن يعرف ثلاثة أشياء .

لم يكن هناك سلام في هذا العالم .

إنها لا تعرف حتى ما ينتظرها في المستقبل .

عدم وجود وصي للمولود يعني الموت .

على الأقل إن تم العثور على عائلة أخرى لها ، فقد يحمونها حتى بلوغ سن الرشد . لكنها لن تكون محمية هنا .

في عائلة أستروفل ، لم يتم الترحيب بالضعفاء الذين يلتزمون بشدة بالقواعد البرية .

"اتركها خارج الإقليم بسرعة و عد ."

"فهمت ."

رفع باون السلة لتنفيذ الأوامر بسرعة .

في الوقت نفسه ، برز رأس الطائر الصغير من السلة .

"بيي...؟"

استيقظ الطائر الصغير .

لقد استيقظ و أمال رأسه كما لو كان يريد أن يعرف ماذا يجري .

كانت الأجنحة الصغيرة الممتلئة ترفرف كما لو أنها لم تتحرك بشكل صحيح بعد .

بعد فعرة وجيزة فوجئت بوجود جناحيها كما لو أنها لا تعرف ما الذي عليها فعله .

جعد كايد جبينه بعد رؤية هذا المشهد .

"لقد كانت بيضتكِ صغيرة ، لذا يجب أن يكون هناك مشكلة طفيفة في رأسكِ ."

"لكنها لطيفة جدًا ..."

"ياله من هراء ."

"هل تريد التخلص منها ؟"

في تلكَ اللحظة ، بشكل مفاجئ توقف الطائر الصغير عن الحركة .

يبدوا و كأنها قد فهمت ما كانوا يقولونه .

لن يكون الأمر غريبًا إن وُلِدَ الطائر الصغير ثعبانًا ، لكن لقد كان هذا مدهشًا لأنها كانت طائرًا .

لكن لايبدوا أنها قادرة على امتصاص الفيرمونات من بيضتها .

وبالنظر إلى أنها قادرة على فهم لغة القبيلة .

تألقت عيون باون بشكل مثير للإهتمام .

"إذن ، سوف اتخلص منها !"

"بي !"

"أوامركَ يا سيدي ."

"بي !"

ثبت باون عينيه على الطائر الصغير كما لو كان يقرأ كتابًا .

في كل مرة كان الطائر الصغير يرفرف جناحيه و يكون رد فعله عاطفيًا .

نظر باون إلى الطائر الصغير مرة أخرى .

كما هو متوقع .

تم تلطيخها بشكل خافت بفيرمونات كايد .

"أشعر بالفيرمونات الخاصة بكَ ."

"أعرف ."

"لكن هل تريد التخلص منها ؟ سيتم تمزيقها بمجرد أن تخرج من أراضينا ...."

"أنتَ لا تقصد أنكَ تريد أن نجعلها تُربى في عائلتي صحيح ؟"

كانت رائحة الفيرمونات شديدة .

تراجع باون للخلف بسبب الرائحة .

"بي ... بي ..."

كان الطائر الصغير يرتجف خوفًا من فيرمونات كايد .

عندما دخلت إلى البطانية صرخت خائفة و ترددت حولها الفيرمونات .

"بي ... بي ."

بينما كانت تبحث عن شخص ما و الدموع في عينيها ، لمس كايد جبهتها .

كان هناك حقيقة معروفة ، إن اتبع الطائر الصغير الشخص الذي زوده بالفيرمونات ، سيكون بشكل تلقائي الوصي عليه .

عندما التقت عيناه بالطائر الصغير الذي كان خائفًا و يبكي ، عبس كايد ولوح بيديه .

"إفعل ما يحلو لكَ ، باون ."

***

عن ماذا يدور الموضوع ؟

مازلت لا أصدق ما الذي حدث لي .

هل أنا أحلم الآن ؟

بغض النظر عن مدى صعوبة التفكير في الأمر ، لم أستطع تذكر أى شيء ومع ذلك ، أملت رأسي إلى الوضع الذي ظل على حاله .

كيف أنا على قيد الحياة ؟

في الأصل ، كنت أعيش وحدي في منطقة صغيرة في الشرق .

لم أكن أعرف من أنا ، كل ما كان يمكنني فهمه هو أنني كنت قادرة على المشي على أربع أذرع ولي ذيل .

لأنه لم يخبرني أحد من أكون ، كان ذلك نتيجة غياب الأوصياء .

لم يكن من غير المعتاد أن تعيش آنسة شابة بمفردها في الشرق .

لأن العائلات القوية قاتلت بعضها البعض بضراوة ، كان هناك دائمًا حمامات دم في الشرق .

آخر ذكرياتي عن حياتي هو أنني قد طاردني وحش شرس .

أعتقدت أنني لن أنجو لكنني الآن على قيد الحياة و أتنفس .

علاوة على ذلك ، عندما فتحت عيني وجدت أنني طائر .

إنه عصفور .

أنا طائر .

كنت لا أزال على وشكِ تغطية عيني لكنني وجدت جناحًا صغيرًا ممتلئًا .

"بي!"

ليس هذا !

هززت رأسي المستديرة ، لقد كانت صغيرة جدًا ، لكنني رأيت جناحًا كلما نظرت إليه .

فركت وجهي هربًا من الواقع .

كدت أفقد عقلي للحظة بسبب اللمسة الناعمة لجناحي ، لكنني عدت لصوابي مرة أخرى .

ما الذي يحدث فجأة ؟

نظرت حولي مرة أخرى ، لم يشرح لي أحد ما يجري .

بجانب ذلك ...

"أنتَ لا تقصد أنكَ تريد أن نجعلها تُربى في عائلتي صحيح ؟"

بغض النظر عن الأمر ، سوف يتم تجاهلي .

هاه .

تنهدت و استلقيت .

لقد مررت بالعديد من الأشياء خلال لحظات قليلة و أنا منهكة بالفعل .

لأستريح .

شعرت بنفسي في سلة متأرجحة و رأيت رجلاً يُدعى باون .

إلى أين يأخذني ؟

أنتَ لن تطردني صحيح ؟

لن أستطيع النجاة بمفردي في هذا الجسد .

يجب أن أكون بمفردي مرة أخرى بمجرد ولادتي ، أشعر بالإكتئاب .

أعتقد أنني وحدي مرة أخرى في هذه الحياة ، شعرت بعيون باون الزرقاء الشاحبة لأنه كان يحدق بي .

"لماذا تنظرين لي بهذه الطريقة ؟"

"بي . بي . بييي ."

"لا أعرف ما الذي تقولينه ."

"بي بي بييي !"

"إن وردت أخبار عن وجود طائر هنا ، فقد يأتي شخص ما ليأكلكِ ... مثل ثعبان أو شيء من هذا القبيل ."

هيك . غطيت فمي بجناحي الصغير .

نظر باون عن كثب إلى السلة بينما كان يتلوى .

"إنها رائعة . الطريقة التي تفهمين بها كلامي ."

حدق بي بعينيه الزرقاوتين .

أغمضت عيني بإحكام . يا إلهي أعتقد أنه ثعبان .

أنا طائر لكنني أعتقد أن باون ثعبان .

بالنسبة للطائر ، كان الثعبان عدو الطائر الطبيعي ، لذلك وقف شعري من الخوف .

"كانت مزحة ."

"بي .. بي ؟"

"لن تشبعي جوعهم حتى ."

قال باون و اكتسحت صدري بإرتياح .

أنا طائر، استطعت أن أستوعب كل شيء .

الآن علىّ القلق من أن تأكلني الثعابين . يالي من بائسة .

كنت أنظر للأسف و توقف باون عن المشي .

"هذا هو المكان الذي ستبقين فيه ، أنا متأكد أن الأمر سيكون على ما يرام لأن سيدي أعطاني الإذن ."

–ترجمة إسراء .

2021/09/20 · 985 مشاهدة · 1236 كلمة
نادي الروايات - 2025