الفصل 4 – الفسحة الثانية
انفصل فنغ بوجوي عن الاتصال، فتح كابينة اللعبة، جلس منتصبًا وأطلق زفرة طويلة.
كان الوقت ظهرًا، وأشعة الشمس تتلألأ في الخارج بشكل جميل.
كان فنغ بوجوي يعيش وحده في غرفة مستأجرة في الطابق الثالث عشر، وهو أعلى طابق في البناية. فهم والداه منذ البداية أنه لا نصيب لهما في هذه الرواية، فتسلّما التعويض من المؤلف (سان تيان ليانغ جاو) بغضب، ثم توفيا قبل عدة سنوات، تاركين بطلنا وحيدًا هنا. لأنني، المؤلف، لم أرغب بأن أتعب نفسي في اختراع اسمين إضافيين لهما، اضطررت لإرسالهما إلى شانغريلا منذ بداية القصة. تِسْ تِسْ، هذا ما يُسمى: "إذا قدّمت المساعدة، لا تُفصح عن اسمك."
-------
*ادم : المؤلف أكسل منكم ايها القراء
-------
نظر فنغ بوجوي إلى الساعة، ليكتشف أنه لم يلعب سوى 15 دقيقة فقط. ففي الوضع غير النومي، تكون نسبة الوقت بين لعبة جنة الأثاره والواقع هي 1 إلى 2. بمعنى آخر، قضى في اللعبة ثلاثين دقيقة. أما في الوضع النومي، حيث يكون الاتصال العصبي أعمق، فقد تصل النسبة إلى 1 إلى 10.
هناك مثل يقول: "لا وقت في الأحلام." فإذا لعب اللاعب كامل فترة نومه، فيمكنه اللعب لمدة 80 ساعة متواصلة. طبعًا، هذا يعني أنه كان يحلم لمدة ثماني ساعات متواصلة، وسيستيقظ حتمًا مع صداع رهيب في اليوم التالي. وقد ذكرت الكتيّبات أنه لا يُنصح باللعب أكثر من أربع ساعات في الوضع النومي، وقد حفظ فنغ بوجوي هذه المعلومة جيدًا.
في هذه اللحظة، نهض فنغ بوجوي من الكابينة. لم يكن بحاجة للراحة، بل لأنه كان قد اتفق مع صديقه على اللعب سويًا.
كان هذا اليوم أول يوم تطرح فيه شركة دريم إنك. النسخة التجريبية المغلقة. وقد فُتحت الخوادم منذ الثامنة صباحًا، لكن صديقه كان مشغولًا في ذلك الوقت، لذا اضطر فنغ بوجوي للانتظار. فقط أراد أن يدخل قليلاً ليتعوّد على أسلوب التحكم في اللعبة، ولم يرغب في رفع مستواه كي لا يحدث فرق بينه وبين صديقه.
السؤال هنا: هل كان فنغ بوجوي بلا عمل في الصباح؟
نعم، صحيح، لم يكن لديه ما يفعله.
لقد قلت لكم إنه كاتب روايات بوليسية، أعتقد أن البعض منكم ما زال يتذكر ذلك. فهل يعني ذلك أن هذا الصبي، الكاتب-سِنسِي، لا يقلق حتى إن لم يفعل شيئًا؟
الظاهر أنه لا يقلق فعلًا.
لم يكن فنغ بوجوي مشهورًا، لكنه معروف بدرجة ما. أعماله لم تكن سيئة، وكل واحدة منها كانت مؤهلة للنشر. وكان لديه دار نشر تتعامل معه بالفعل. كان من أولئك الكُتّاب الذين لا يملكون ثروة، لكنهم لا يموتون جوعًا.
كان يملك صفحتين أسبوعيتين في مجلة ينشر فيهما قصة بوليسية مستمرة. وكان عليه أن يسلّم مسودة محتوى الشهر القادم قبل نهاية كل شهر. وإذا لم يكن المستوى جيدًا بما فيه الكفاية، فكان أمامه وقت لإعادة كتابتها. وكان الموعد النهائي دائمًا في نهاية الشهر، حيث يتم تسوية العوائد في نفس الوقت.
لكن بدخله هذا، كان بالكاد ينجو في مدينة S. لذا، كان يكتب أيضًا سلسلة من الروايات البوليسية الطويلة، تُنشر لاحقًا على شكل كتب ورقية. وكلما انتهى من كتاب، كان يجني منه بعض المال، الذي يُعتبر فائدة صغيرة له.
لكن، لماذا لا يفعل شيئًا في الصباح؟
الإجابة بسيطة. كان فنغ بوجوي يصف حياته ومصدر إلهامه كما يلي: "إلهام متدفق، تسليم في الوقت، أطايب فاخرة، كعك راقٍ، أفكار يابسة، لا كلمات، حساء مالح، ثم نودلز." من الواضح أنه الآن في مرحلة الأفكار اليابسة، حيث لا يستطيع أن يلد أي كلمات جديدة.
هذا الرجل متكيف جدًا. فعندما لا يستطيع الكتابة، كانت كتاباته المجبرة محض هراء. لذا، كان يفضل أن "يجمع الإلهام" من خلال اللعب.
وعليه، فإن انتظار تسليم مسودته في الوقت المحدد كان مجرد أسطورة.
كلما مرّ نصف الشهر، كانت محررة المجلة تأتي راكبة حصانًا وسيف في يدها لتطرق بابه. وكانت صاحبته، بيد تمسك بها سيف "جناحي طائر العنقاء المطلي بالذهب اللوتيتيوم"، وبالأخرى مفتاح احتياطي، تفتح الباب وتبدأ بطعنه.
وفي كل مرة يأتي فيها هذا اليوم، يكون فنغ بوجوي مستعدًا تمامًا، يرتب دفاعاته، يدق طبول المعركة، وينتظر خوض ثلاثمئة جولة معهما. وتحت السماء التي ستغطيها الغيوم السوداء، كان لا ينطق إلا بجملة واحدة: "ما عندي فلوس، بس عندي ورقة مسودة!"
*ـــــ*
حسنًا، أنا أضخّم القصة، لكنه في الحقيقة كان راضيًا عن حياته.
الآن، دعونا نتحدث عن صديقه. الطيور على أشكالها تقع. فهل يُعقل أن يكون صديق فنغ بوجوي هو الرجل المثالي؟
نعم، كان بالفعل الرجل المثالي.
اسمه كان وانغ تان تشي، وهو أقرب صديق لفنغ بوجوي. وفقًا للعامية، كانا أصدقاء الروح. كانا زملاء دراسة منذ رياض الأطفال حتى تخرجا من الثانوية. ثم التحق وانغ تان تشي بكلية الطب، بينما تحول فنغ بوجوي إلى عالة على المجتمع.
----------
ادم :المؤلف استاذ في فنون جبر الخواطر *ـــ*
---------
ما مدى قرب علاقتهما؟ يمكننا شرح ذلك بطريقتين، واحدة واقعية، والأخرى افتراضية.
أولًا، من الناحية الواقعية: لماذا اختار وانغ تان تشي كلية الطب؟ لأن فنغ بوجوي كان يحلم دائمًا بأن يسير على خُطى شرلوك هولمز، ومساعد شرلوك هولمز هو الدكتور واتسون. ولهذا، قرر وانغ دخول الطب.
الآن، لنتحدث عن الافتراض. لو كان وانغ تان تشي فتاة، لكانت هذه الرواية قد تحوّلت تمامًا، وربما كانت الآنسة وانغ قد أهدت عذريتها لفنغ بوجوي منذ سنوات.
ـــــــــــــ
احا²
ــــــــــ
ولمن بدأت أفكارهم تنحرف، اسمحوا لي أن أوضح: كلاهما ذكور. مستقيمين تمامًا.
كان وانغ تان تشي من عائلة ثرية. مدى ثرائها لا يهم، المهم أنه كان يستطيع العيش دون أن يعمل قط. كان وسيمًا، أطول بقليل من فنغ بوجوي، طوله حوالي 183 سم. شاب لطيف، متواضع، طيب القلب، حساس قليلًا، لا يحب إزعاج الآخرين.
باختصار، من الصعب العثور على عيب فيه. كان النقيض التام لذاك الغريب الأطوار فنغ بوجوي. فوانغ تان تشي محبوب من الجميع، أما فنغ بوجوي، في أعين الآخرين، فكان دائمًا شخصًا غير مبالٍ، مزاجيًا، وأشبه بشاب شوارع.
ومع ذلك، فإن الحياة مليئة بالمعجزات. فقد ظل هذان الشخصان أعز الأصدقاء.
مرّت فترة الظهيرة سريعًا. قضى فنغ بوجوي ساعة أخرى في قراءة معلومات على موقع اللعبة. وبما أنه أنهى تعليمات اللاعبين الجدد، فقد بات من السهل عليه الآن فهم محتوى اللعبة.
في الوقت المتبقي، صنع بعض النودلز. ليس لأنه يحبها، بل لأنه اشترى نودلز سريعة التحضير لتوفير المال كي يشتري الطحين.
نعم، كان غريب الأطوار فعلًا. لقد حسب بدقة حاجته اليومية من الطعام، والحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة، ثم استخدم مدخراته – التي لم تكن كثيرة – لشراء كابينة اللعبة. والباقي خصصه لفواتير الخدمات والطحين.
ـــــــــــــ
ادم :سلامه ادمن مجموعه تلكرام بالضبط *ــــ*
ــــــــــــ
هل تقول إنه مقتصد؟ حسنًا، لقد اشترى منتجًا فاخرًا (الكابينة الجديدة باهظة بالفعل) بأموال لا يملكها. هل تقول إنه مبذّر؟ حسنًا، لم يترك نفسه يتضور جوعًا يومًا.
---
اقترب الغروب. أكل فنغ بوجوي طبقًا من النودلز العادية كعشاء.
اتصل به وانغ تان تشي وأخبره أنه دخل اللعبة وأنهى تعليمات المبتدئين. قال إنه شعر بالخوف لدرجة التعرّق. وبعد أن خرج من اللعبة، اتصل بفنغ بوجوي وهو يحاول استجماع نفسه.
فكر فنغ بوجوي: "أنا فعلاً أحترمك! ما هو العرق البارد أصلًا؟ صار لي شهور ما حسّيت فيه."
وبعد تبادل بعض الكلمات، تبادلا أسماء المستخدم، ودخلا اللعبة سويًا.
---
(1) 高富帅 -
Gao-Fu-Shuai: مصطلح إنترنتي صيني يعني حرفيًا "طويل، غني، وسيم"، ويُستخدم لوصف الرجل المثالي.