6 - المستشفى المهجور (الجزء الثاني)

الفصل السادس: المستشفى المهجور (الجزء الثاني)

"جـ-جـ-جـيه... جيه-غي، هـ-هـ-هـذا..." تمتم وانغ تان تشي بصوت مرتجف، بينما كانت نسبة الخوف لديه تتصاعد. وعلى الرغم من أنه هدأ بعد بضع ثوانٍ، فإن المؤشر لم يعد إلى الصفر، إذ كانت مشاعر الرعب تتراكم داخله. لقد توقفت النسبة حاليًا عند 15%.

أما وجه فِنغ بوجوي فظلّ خاليًا من التعبير، وصوته هادئ كعادته حين قال:

"يبدو أن أمامنا خيارين الآن."

"ما... ما هما؟" تمكّن وانغ تان تشي أخيرًا من التحدث بجملٍ كاملة.

"الخيار الأول، أن تأخذ السكين وتندفع إلى الأمام، وعند المنعطف، إن صادفتَ شيئًا... اقطعه فورًا. سأغطي ظهرك."

"أختار الخيار الثاني!" أجاب وانغ فجأة بثقة، رغم أنه لم يكن يعلم ما هو هذا الخيار.

"وأنا كذلك أفضل الخيار الثاني." قالها فِنغ وهو يتجاوز وانغ متوجهًا نحو أول بابٍ على يمينهم، ثم مد يده وسحب المقبض.

الجميع يعلم أن الأبواب في ألعاب الرعب هي مصدر الفزع الأساسي، فلا أحد يعرف ما الذي ينتظره خلفها. بل هناك حالات يُقتل فيها اللاعب بمجرد فتح الباب. يمكن القول إن فتح الباب في تلك اللحظة لم يكن أقل خطرًا من مطاردة الظل الذي ظهر عند الزاوية.

في العادة، يفتح اللاعبون العاديون الباب بحذر شديد، مع انحناء أجسامهم، محاولين الابتعاد قدر الإمكان عن الباب، ومستعدين للهروب في أي لحظة.

أما فِنغ بوجوي، فقد فتح الباب كما لو أنه يفتح باب حمامه الخاص، بكل بساطة. اندفع نحوه، فتحه، ودخل.

لم يكن في الغرفة أي مصدر ضوء سوى القادم من الخارج، والذي بالكاد أضاء المكان. وكان المنظر في الداخل مرعبًا.

كانت الغرفة على الأرجح غرفة مريض، بمساحة عشرة أمتار مربعة تقريبًا. الخزانة في الزاوية وسلة المهملات كانتا مقلوبتين، والأرضية مغطاة بالحطام: ضمادات، لفّات ورق المرحاض، قطن متسخ، وجرّات دواء مكسورة... إلخ. ملاءة السرير كانت ممزقة. ورائحة الدماء تملأ المكان. وكان الضوء المنبعث من الخارج يكشف عن بقع دم منتشرة في كل زاوية.

قال فِنغ بوجوي وهو يتقدم نحو الخزانة ويفتحها ليتفقد ما بداخلها:

"وضع التدريب يختفي عندما يصل اللاعب إلى المستوى الخامس. من الواضح أنه صُمم ليسهّل الوصول لهذا المستوى."

بعد انتهاء التدريب الإرشادي، فإن اللاعبين المحترفين يلعبون وضع التدريب مرة واحدة فقط، وربما يتجاوزونه ويتجهون مباشرة إلى "وضع البقاء الفردي"، لأنهم يقرأون الشروحات مسبقًا ويعلمون أن مكافآت التدريب، وهي مجرد خبرة، لا تُقارن بمكافآت البقاء.

وجد فِنغ بوجوي في الخزانة عبوة إبر غير مفتوحة، ففحص خصائصها ثم وضعها مباشرة في حقيبته.

قال:

"يبدو أن مكافآت وضع التدريب أسوأ من مكافآت التدريب الإرشادي. أظن أن مستوى الصعوبة مماثل. إن لم يُصَب اللاعب برعبٍ شديد، فبإمكانه قطع الاتصال في أي وقت. وحتى لو لم يتمكن من حلّ اللغز، لا يزال بوسعه إنهاء السيناريو."

ثم انحنى فجأة ليشمّ إحدى الجرّات المكسورة.

"في الحقيقة، لسنا مضطرين لتفقد كل غرفة. يمكننا فقط تتبّع ذلك الظل، وسيأخذ الأمر حوالي 20 دقيقة وعدة لكمات وركلات ستقلّل من معدل البقاء لدينا، ثم نُكمل السيناريو."

سأله وانغ تان تشي:

"إذاً، لماذا دخلت الغرفة؟"

"ألم أخبرك أن لدينا خيارين؟ أنت لم تنتظر لتسمع التفاصيل واخترت الثاني." قالها فِنغ وهو يلتقط بعض الأوراق عن الأرض، ورفعها إلى الضوء ليقرأها.

"الخيار الثاني هو: حلّ اللغز."

"لكن... ألم تقل للتو إننا لسنا بحاجة لحلّه؟"

"قلتُ إننا لسنا مضطرين لحله لإنهاء السيناريو، لكنني لم أقل إننا لن نقوم بحله." أضاف فِنغ، "حتى لو حللناه، لن نحصل على نقاط مهارة إضافية."

تابع قراءة الأوراق دون أن تتغير ملامحه.

"لكن، حلّ اللغز يمنحنا ميزة تقليل مستوى الصعوبة. ببساطة، سنستخدم عقولنا لنقلل من الجهد الجسدي المطلوب لإنهاء السيناريو."

ثم سلّم إحدى الأوراق إلى وانغ وقال:

"انظر، ما هذه؟"

أخذ وانغ الورقة وتمعّن فيها قليلًا، ثم قال:

"سجل طبي؟"

> [الاسم: السجل الطبي لمريض مجهول الهوية]

[النوع: متعلق بالقصة]

[الجودة: عادي]

[الوظيفة: غير معروفة]

[قابل للحمل خارج السيناريو: لا]

[ملاحظة: أجزاء كثيرة من هذا السجل مغطاة ببقع دماء]

قال فِنغ وهو يرفع بقية الأوراق:

"هذه مهمتك يا صديقي. سأهتم بالباقي."

تجمد وانغ وهو يحدق بالصفحة العلوية في يد فِنغ، فقد كانت تحمل وجهًا بشريًا مرسومًا بطريقة غريبة.

توجّها معًا إلى نقطة في الممر حيث كان الضوء ساطعًا، وجلسا هناك لعدة دقائق يقرآن الأوراق.

قرأ وانغ السجل بدقة، رغم صعوبة فكّ الكلمات الملطخة بالدماء. وفي الوقت نفسه، كان فِنغ يتصفّح الرسومات بسرعة وكأنها رسوم في مجلة. لم تُرعبه، بل كان تركيزه على الفهم والتحليل، مدعومًا بذاكرة قوية وقدرة استيعاب جيدة.

سأل فِنغ:

"هل انتهيت؟"

أجاب وانغ بعد صمت وتأمل:

"ذكر، عمره 13 عامًا... لا يزال طفلًا."

ربّت فِنغ على ذقنه وقال:

"أوه... عضو في طلائع الشباب."

(في إشارة إلى منظمة شبابية صينية للصغار)

ثم تابع وانغ:

"مصاب بسرطان الدم، ومكوثه في المستشفى كان طويلًا. لكن... حسب سجله الطبي، أيامه كانت معدودة."

رفع رأسه وحدّق نحو نهاية الممر:

"ربما أصبح شبحًا الآن."

قال فِنغ:

"لا نعلم. أمامنا ثلاث غرف. لقد دخلنا الأولى، وربما كانت غرفة هذا الطفل. لكن لا يمكننا الجزم بأن الظل الذي رأيناه يعود له."

ثم ناوله بقية الأوراق:

"لا حاجة لقراءتها، فقط افحص خصائصها."

وبعد برهة، تابع قائلًا:

"هناك ست صور لوجوه مختلفة مرسومة على هذه الأوراق، مرقّمة في الزوايا."

> [الاسم: رسم بورتريه ×6 قطع]

[النوع: متعلق بالقصة]

[الجودة: عادي]

[الوظيفة: غير معروفة]

[قابل للحمل خارج السيناريو: لا]

[ملاحظة: يبدو أن جميع الرسومات رسمها شخص واحد. يمكن تكديسها كعنصر واحد أو فصلها]

قال وانغ:

"أصبحت أكثر حيرة الآن."

هزّ فِنغ رأسه وقال:

"لا بأس. لأننا لم نحصل بعد على الأدلة الكافية لحلّ اللغز."

ثم سار نحو الغرفة الثانية وهو يقول:

"لكن لديّ فرضية. وهذا سبب رغبتي بحلّ اللغز قبل إنهاء السيناريو."

ودفع باب الغرفة الثانية مضيفًا:

"أعتقد أن هناك قطعة عتاد حقيقية واحدة على الأقل داخل هذه الغرف الثلاث."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) طلائع الشباب: هي منظمة جماهيرية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وأربعة عشر عامًا في جمهورية الصين الشعبية. تُدار "طلائع شباب الصين" من قبل "رابطة شباب الشيوعيين"، وهي منظمة شبابية أكبر تتبع للحزب الشيوعي الصيني. وتُشبه هذه المنظمة حركات الطلائع التي وُجدت أو لا تزال موجودة في العديد من الدول الشيوعية حول العالم.

وهنا، أراد فِنغ بوجوي أن يشير إلى أن الطفل المذكور يقع ضمن الفئة العمرية التي يُفترض أن يكون فيها عضوًا في منظمة "طلائع الشباب".

2025/07/07 · 1 مشاهدة · 951 كلمة
Adam
نادي الروايات - 2025