الفصل السابع: المستشفى المهجور (الجزء الثالث)
كانت محتويات الغرفة الثانية أكثر غرابة من الأولى. فقد غطّت الرسومات الجدران الأربعة والسقف بالكامل. كانت الغرفة شبه خالية، ما عدا خزنة وحيدة تقف في منتصفها.
قال فنغ بوجوي وهو يتقدم نحو الخزنة ثم يجثو ليتفحصها:
"يبدو أن هذا اللغز واضح تماماً الآن."
ثم أضاف بصوته الهادئ وكأنه يتحدث عن أمر تافه:
"هذه مجرد وضعية تدريب، وقد وضعوا في الحسبان احتمال أن 'اللاعبين لن يتمكنوا من التفكير جيداً بسبب الخوف'."
تبعَه وانغ تان تشي وهو يشعر أن وجوه الرسومات تبدو حيّة، وكأن العيون تلاحقه من كل الجهات. لم يكن في الغرفة وجهٌ يشبه الآخر، وكأن مئات العيون تراقبه من الظلام. وحده هذا كافٍ ليقشعر البدن.
سأل وانغ تان تشي بتوتر:
"جِـ... جـيـه... ألا يمكننا فقط حمل الخزنة للخارج وتفقدها هناك؟"
رد فنغ بوجوي بثقة:
"أحتاج فقط إلى بضع دقائق."
وقف ثم نشر الرسومات أمامه، وبدأ يُقارن الوجوه على الجدران.
"عندما اقتربت من الخزنة، نبهني النظام أنها تتطلب كلمة سر مكوّنة من ستة أرقام لفتحها."
ثم أشار إلى الحائط وقال:
"أنظر، هناك ستة وجوه مصطفّة بشكل قطري. إنها تشبه تماماً الرسومات التي معنا."
بدأ يطابق الرسومات من اليسار إلى اليمين، ومن الأعلى إلى الأسفل، بينما يتمتم بالأرقام المكتوبة في الزوايا:
"٤، ١، ٦، ٣، ٥، ٢."
ثم عاد إلى الخزنة وأدخل الرقم السري.
قال وهو يدير مقبض الخزنة:
"لو أنك دخلت الغرفة الأولى ومررت مرور الكرام، لم تكن لتنتبه إلى الرسومات ولا إلى هذه الوجوه التي تمثل كلمة السر."
التفت إلى الوجوه الستة على الجدار وأردف:
"في الواقع، تم عرض الحل في المنطقة التي سلط عليها الضوء مباشرة عندما فتحنا الباب. لكن بدون الرسومات، حتى لو كنا نعلم أن الحل موجود هنا، لم نكن لنلاحظه."
انفتح باب الخزنة، وفي داخلها وجد عنصرين: مفتاح وبطاقة.
تفحّص فنغ بوجوي محتوى الخزنة وقال:
"خيبة أمل..."
"ماذا هناك؟" سأل وانغ تان تشي وقد بدأ يستعيد هدوءه؛ فقد انخفض مستوى الرعب لديه إلى ٣٪.
أجابه فنغ بوجوي بينما يعطيه البطاقة:
"سيتوجب علينا استخدام المفتاح لاحقاً، أما هذه..."
[الاسم: قبضة الإله المتفجرة]
[نوع البطاقة: مهارة نشطة، تختفي بعد استخدامها مرتين]
[النوع: قتال]
[التأثير: تنفجر عند إصابة الهدف، محدثة ضرراً من نوع النار]
[الاستهلاك: ٥٠ نقطة من قيمة اللياقة البدنية]
[شرط الاستخدام: تخصص قتال - الرتبة F]
[ملاحظة: بـــوم!]
قال فنغ بوجوي وهو يتنهّد:
"كنت آمل أن نحصل على عتاد حقيقي... لكنها مهارة فقط."
سأله وانغ تان تشي بفضول:
"لكن كيف عرفت أن هناك مكافآت مخفية من الأساس؟"
رد عليه:
"أليس الأمر واضحًا؟ رغم أن هذا النمط من اللعبة لا يمنح اللاعبين سوى نقاط الخبرة، فقد تم تصميم السيناريو ليتيح إتمامه بطريقتين."
ثم أضاف وهو يتقدّم حاملاً المفتاح:
"إما أن تواجه الخصم مباشرة وتنجو من الخوف عبر القتال، أو أن تستخدم عقلك لحل الألغاز وتتفادى الصراعات."
أكمل شارحًا:
"من يسلك طريق الألغاز قد يتأخر في تطوير التخصصات القتالية، لكن النظام يعوّض ذلك عبر منح مهارات أو أدوات بديلة."
أومأ وانغ تان تشي وقال:
"إذن وضع التدريب هذا، الذي لا يمنح نقاط المهارة، يُكافئ حلّ الألغاز بمنح عناصر."
"بالضبط." أكد فنغ بوجوي.
ثم وصل إلى الباب الثالث. وكما توقع، كان مغلقًا. استخدم المفتاح عليه، فانفتح واختفى المفتاح.
كانت الغرفة نظيفة للغاية. وُضع فيها مكتب صغير ملتصق بالحائط، وفوقه دُوّنت مفكرة.
سأل فنغ بوجوي وهو يلتقطها:
"بالمناسبة، كم خانة من تخصصاتك قد فُتحت؟"
"تخصصي القتالي والعام، كلاهما في الرتبة F. وأنت؟"
"فقط التخصص العام حتى الآن." فتح المفكرة وتصفحها قائلاً:
"كيف فُتح تخصصك القتالي؟"
أجاب وانغ:
"في اختبار المبتدئين، هاجمني شيء يشبه القرد، وعندما قتلته، ظهرت رسالة تُخبرني أنني فتحت التخصص القتالي."
قال فنغ بوجوي وهو يدوّن ملاحظاته ذهنيًا:
"فهمت... ينبغي علينا السعي لفتح جميع التخصصات الستة."
ثم التفت إليه وسأله:
"الآن بعد أن حصلت على مهارة، هل فُتح شريط المهارات لديك؟ إذاً، ضع البطاقة، ربما نحتاجها قريبًا."
كان ذلك أول استخدام لفنغ بوجوي لبطاقة مهارة. عندما قرأ خصائصها، أخبره النظام أن شريط المهارات قد فُتح لديه.
في "جنة الإثارة"، يحتوي شريط المهارات على ١٢ خانة فقط. يستطيع اللاعبون ضبطه قبل دخول السيناريو، ولا يمكنهم تجهيز أكثر من ١٢ مهارة. المهارات المثبتة تصبح جزءًا من بيانات اللاعب ولا يمكن بيعها أو تبديلها إلا خارج السيناريو.
كان هناك استثناء وحيد: إذا وجد اللاعب بطاقة مهارة أثناء اللعب، يمكنه تعلمها فورًا، حتى لو كان شريط المهارات ممتلئًا. حينها يستطيع استبدال مهارة قديمة بالجديدة، لكن التبديل الكامل يتطلب الرجوع إلى مساحة الدخول.
قال وانغ متعجبًا:
"لكن لماذا لا أستطيع استخدامها إلا مرتين؟"
رد عليه فنغ بوجوي دون أن يرفع عينيه عن المفكرة:
"المهارات النشطة لها ثلاث أنواع: دائمة، مؤقتة، ومستهلكة بعد عدد محدد من الاستخدام. بطاقتك من النوع الأخير."
ثم أضاف:
"لو كانت دائمة أو مؤقتة، كانت ستتطلب مستوى أعلى من التخصص أو استهلاكًا أعلى للطاقة."
أومأ وانغ قائلاً:
"كلامك منطقي. لو أعطوني مهارة تحتاج فقط للرتبة F وتستهلك ٥٠ نقطة، فهذا يعني أني أستطيع استخدامها مئة مرة لو كنت في المستوى ٥٠. هذا غير متوازن."
ابتسم فنغ بوجوي وقال:
"لهذا السبب نبحث عن المعدات. وفقًا لما قرأته، المعدات ذات الجودة الممتازة نادرة جداً على هذا المستوى."
ثم أضاف وهو يُقلب الصفحات:
"إن الوصول إلى المستوى ١٠ سهل نسبياً، لكن كلما زادت القوة، قلّت فرصة الحصول على المعدات الممتازة في المراحل الأولى."
قال وانغ:
"إذا كانت المعدات ستصبح بلا فائدة لاحقاً، فلماذا لا نبيعها؟"
أجابه فنغ:
"حالياً لم يتم فتح المتاجر. وإذا احتفظنا بها، فستشغل مساحة من الحقيبة."
ثم توقف فجأة وقال:
"أوه، خطأ في الحساب!"
ارتبك وانغ، وشهر السكين وهو ينظر إلى الممر، فلم يرَ شيئًا سوى آثار الأقدام الدامية.
قال فنغ بوجوي:
"بالمناسبة، في المرات القادمة عندما نجد خزنة، أنت من سيفتحها. أنا سأعطيك الرمز."
رد وانغ ممازحًا:
"كنت أظن أنك ستقول شيئًا مرعبًا... موضوع الكارما سخيف، كله احتمالات. ما الفرق إن فتحتها أنت؟"
قال فنغ:
"أشعر برغبة في الخروج
والتقاط حجر لأرميه على رأسك."
"حسناً، أنا آسف."
أعاد فنغ بوجوي المفكرة إلى حقيبته وقال:
"هيا بنا، سأشرح لك الحبكة ونحن نتحرك..."