الفصل السابع: الحدود الأولى

المشهد الأول: أول مواجهة مع أنويمون

لم يكن هناك شيء ثابت في هذا المكان، كل شيء كان في تغير مستمر.

المنكر لم يكن يتحرك، لكنه كان يدرك التغيير.

منذ أن تحدث لأول مرة، منذ أن نطق بكلماته الأولى، كان الطيف نفسه يتفاعل معه.

لكنه لم يكن الوحيد.

كان هناك شيء آخر يراقبه.

لم يكن مثل الكيان الأول، لم يكن مجرد انعكاس غامض.

بل كان شخصًا.

ظهر أمامه فجأة، وكأن المسافة بينهما لم تكن موجودة منذ البداية.

كان طويل القامة، برداء رمادي يندمج مع الفراغ المحيط به.

لكن عينيه كانتا مختلفتين.

"أنت لست جزءًا من هذا المكان."

لم يكن هذا استنتاجًا، بل حقيقة مطلقة.

المنكر لم يرد، لكنه لم ينكر ذلك أيضًا.

الشخص الغريب ابتسم ابتسامة خافتة.

"إذن، إلى أي عالم تنتمي؟"

عندها، للمرة الأولى، شعر المنكر بشيء مختلف.

كلمة "عالم" لم تكن مجرد مفهوم.

كانت شيئًا حقيقيًا.

لم يكن هذا الكيان يتحدث عن عوالم مادية، بل عن عوالم أنويمون.

المشهد الثاني: إدراك الحقيقة

"أنتمي؟"

كرر المنكر الكلمة، كأنه يختبرها لأول مرة.

لكنها لم تبدُ صحيحة.

هو لا ينتمي إلى أي شيء.

كان ثغرة، كسرًا في المعادلة، سؤالًا بلا إجابة.

الشخص الغريب لاحظ ذلك، وهز رأسه ببطء.

"هذا ما ظننته..."

ثم، وللمرة الأولى، بدأ الطيف يتغير.

كان كأن شيئًا غير مرئي يتحرك، أشبه بموجة تمر عبر الواقع نفسه.

وفجأة، كل شيء حولهما تغير.

المشهد الثالث: عالم داخل عالم

لم يعد المنكر واقفًا في الفراغ الرمادي.

الآن، كان في مكان مختلف تمامًا.

سماء متحركة، كأنها مصنوعة من سائل شفاف، وأرض لا تمتلك شكلًا ثابتًا، كأنها تتنفس.

لكن الأهم من كل ذلك...

كان يستطيع رؤية الطيف نفسه.

لم يكن مجرد إحساس، لم يكن مجرد قوة غامضة تتحرك في الخلفية.

بل كان شبكة من الألوان والنغمات، تتدفق عبر كل شيء.

الشخص الغريب رفع يده، وبحركة خفيفة، تغير الطيف حوله.

"هذا هو أول عالم في أنويمون،" قال بصوت هادئ. "عالم الانعكاس الأول."

المنكر لم يتحدث، لكنه كان يفهم.

هذا المكان لم يكن مجرد "مكان".

بل كان مرحلة، مستوى من الفهم والقدرة.

إذا كان هذا هو "العالم الأول"...

فكم عدد العوالم الأخرى التي تنتظر؟

المشهد الرابع: أول اختبار

"كل كائن يبدأ من هنا."

الشخص الغريب رفع يده، والهواء اهتز للحظة.

"وأنت؟"

نظر إليه المنكر، ولم يجب.

لكنه كان يعرف الجواب بالفعل.

هو لا يبدأ من هنا.

هو لم يكن من المفترض أن يكون في أي من هذه العوالم أصلاً.

لكن الآن، هو هنا.

والسؤال الحقيقي ليس "إلى أي عالم ينتمي؟"

بل...

إلى أي عالم يستطيع الوصول؟

نهاية الفصل السابع

2025/03/21 · 1 مشاهدة · 402 كلمة
Hibari
نادي الروايات - 2025