15 - محاولة اغتيال روتانيو مارتينيز (2)

الفصل الخامس عشر

........

اقتربت ايميليا من وجهتها وبدأت ابتسامتها تعتلي وجهها ، ابتسامة النصر ، أخرجت كيسا وغطت به جسدها ، ثم أسرعت بسرعة عالية جدا بطريقة مفاجأة مما أربك الشرطة قبل مواكبتها ولحاقها مجددا لكنها كانت قد ابتعدت ، عندما شعرت أن المسافة بينها وبين أقرب سيارة شرطة بعيد جدا انعطفت في أحد الشوارع الخالية ووضعت بندقية القنص خلف ظهرها وأخذت مسدس ووضعته في جعبتها ثم وصلت إلى السرعة القصوى وقفزت من باب السيارة الذي أغلق مجددا بسبب سرعة السيارة ، كانت ايميليا تتدحرج على الأرض دون أن تسيطر على نفسها ، وقفت ايميليا ، بعد ما ان سيطرت على نفسها وخلعت الكيس الذي حماها من أن تصاب بالجروح ، اختبأت في زقاق صغير ، بينما كانت سيارتها اصطدمت بأحد جدران المباني ، اجتمعت القوات الخاصة حول سيارتها لكنهم لم يجدوها : سيدي لقد فقدناها.

من القاعدة: تبا ، ابحثو في كل مكان لا يمكنها الابتعاد كثيرا ، وضعت ايميليا يدها على رأسها متألمة لكنها تمالكت نفسها وسريعا ما صعدت على أحد الأسطح وحملت قناصتها بانتظار .......

كان توم ينظر إلى السيارة التي ستصطدم به فأغمض عينه لينتظر موته ، ولكن أحد السيارات المدرعة أسرعت واصطدمت بالسيارة الأخرى ، رأى توم ذلك المشهد ببطئ ، رأى السبارة التي ستصطدم به يصطدم بها ، السيارة ترتفع في الهواء ثم تصطدم بالأرض وتتقلب ويتطاير منها شظايا الحديد ، بينما السيارة التي انقذت توم كان سائقها قد فقد السيطرة واصطدم بالرصيف ليتوقف ، توقفت سيارة واحدة أما الباقين أكملو طريقهم.

وقفت ايميليا مستندتا على بندقية القنص الخاصة بها بعد صعودها أحد المباني السكنية وهي بالكاد تقف ، كانت قد أسندت سلاحها على خافة جدار السطح القصير واستندت هي أيضا على الجدار ، نظرت أسفلها فوجدت الشرطة مجتمعة حول المنطقة بجانب القوات الخاصة ، كانت تعلم أن ليس أمامها الكثير من الوقت وآمنت بذلك عندما رأت الكلاب ، لذا قررت أن تحقق هدفها ، تأكدت من جاهزيتها لقنص روتانيو مارتينيز وكانت تتمنى أن يكون الثلاثة الآخرين قد أدو مهمتهم على أكمل وجه وقتلوا روتانيو ، لكنها عندما علمت عن فشل أول محاولتين قررت أن تتصرف بنفسها ، لم تكن تثق في المحاولة الأخير التي ما زالت لم تكتشف نتيجتها بعد ولكتها علمت أن القوات الخاصة ستوصل روتانيو إلى الحجز وفي الأغلب ستمر من الطريق المختصر ، ايميليا تنتظر فيه فرصتها ، كانت تتمنى ألا يتغير طريقهم بأي شكل إذا بقي روتانيو حيا ، وصل عميل من القسم الجنائي ليفتش المكان ويساعدهم في ذلك ، كان اسمه (دانيال) ، وقف دانيال وأخرج سيجاره الكوبي وأشعله وبدأ بالتدخين ، نفث الدخان وبدا منتشيا ثم قال لاحد مساعديه: ما المشكلة هنا؟.

كاد مساعده أن يتكلم فقال دانيال سابقا له بهدوء: نعم تذكرت ... أين الحادثة؟.

أشار له وقال: كانت السيارة تسير بسرعة تقارب 120 كيلو متر في الساعة ، ومن ثم اختفت منها ايميليا.

_ لقد قفزت من السيارة بالتأكيد. قال بلا مبالاة

_ نعم لكن ذلك سيسبب له الكثير من الإصابت...

فجأة وهم يمشون دعس دانيال على كيس سميك كبير في الأرض ، أشعل كشافه ولبس قفازه وقال: حسنا حسنا ، ها قد بدأت الغرائب.

حمل الكيس وألبسه مساعده ثم قال: هل فهمت؟.

نظر مساعده له وقال: المعذرة سيدي ولكن لم...

_ تبا أنت أحمق. قال بسرعة ولكن بهدوء

نزع دانيال الكيس عن مساعده وقال: ماذا لو لبست الكيس السميك وقفزت من السيارة ، هل سأصاب بجروح خطيرة؟

_ ربما كيس سميك كهذا قد يمنع من ذلك ، ولكن لابد من أن تصاب بارتجاج في المخ.

ابتسم دانيال وقال: إنها مختبئة هنا ، اطلقو الكلاب.

كان توم يحاول تهدئة روتانيو قدر الإمكان ولكن بلا فائدة ، فجأة صرخ روتانيو بهستيرية: سأموت سأموت.

تركه توم وسأل عن مدى اقترابهم من السجن الذي سيضعون به روتانيو نظرا لعقوبته (سنة واحدة) فقال السائق: هناك عدة طرق هل تريد أن أسلك الطريق المختصر؟.

رد توم وهو ينظر إلى روتانيو الذي يرتجف: نعم اسلك الطريق المختصر هذا أفضل.

سلك السائق الطريق المختصر ، كانت الإضاءة ساطعة جدا لترى على بعد أمتار ، رأت ايميليا الأضوء فقامت بتعشيق القناصة وهي بالكاد تقف ، كانت تعلم أنه سيقبض عليها بكل الأحوال ، استعدت لإطلاق النار وحاول تثبيت نفسها بدلا من الترنح يمنة ويسرة ، كانت مستعدة لإستلقاط الضحية أرضا بينما هي تسمع صوت الكلاب الذين كانو قد شموا رائحتها ويحاولون الوصول إليها ، رأت ايميليا الأضواء تقترب رويدا رويدا وأصبحت مستعدة أكثر ، الآن ، ظهرت السيارة التي تقل روتانيو مارتينيز صوبت نحو روتانيو وبدأ بقياس المسافة بينها وبين العربة والمسافة لصيب روتانيو مارتينز ، أصبحت مستعدة ، أطلقت النار ، كان توم هادئا حتى شعر ببعض السوائل على وجهه فمسحها ونظر إليها ، دماء! ، نظر إلى روتانيو فوجد رأسه مليئ بالدماء لتتوسع عينه ويبلغ السائق ليبلغ القوات الخاصة التي بدأت بتبادل المعلومات ، عند ايميليا كانت فرحتها عارمة لقد قتلت روتانيو هدفها الأسمى ولكن تم افساد سعادتها خلال لحظة ، كان السبب صوت باب السطح الذي فتح وحاصرتها القوات الخاصة ، لم تقاومهم انهارت وأغمي عليها مباشرة ، لقد أصابها ارتجاج بالمخ.

فجأة توقفت جميع السيارات لقد انتهت المهمة بالنسبة للقوات الخاصة ، لكنها انتهت بالفشل أما اميليا فقد نجحت وفي الحقيقة جعلت المستحيل ممكنا ، تزل توم من السيارة وهو مصدوم حتى لم يبدو مستوعبا لما يحدث ، هو فقط تضاربت معه فهو رأى ايميليا في حوزة الشرطة ولكن روتانيو الذي وعده بسنة سجن فقط وسيطلق سراحه بعدها قد مات ، النجاح والفشل يتضاربان معا ، نجح في القبض على العصابة ، فشل في حماية روتانيو ، كان ذلك جنون بالنسبة له.

2020/08/02 · 338 مشاهدة · 874 كلمة
اسعد
نادي الروايات - 2024