الفصل الثاني
سبع ضحايا في وقت واحد
استيقظ توم من النوم ، نظر إلى ساعة الحائط وجدها الساعة السابعة والنصف ، يحب أن يكون في عمله خلال نصف ساعة! ، استحم بسرعة وقام بتنظيف اسنانه خرج من الحمام سريعا ، كان يريد أن يجهز قهوته لكن سمع صوت طرق باب الغرفة ، فتح الباب فوجد عامل يحمل له كوب قهوة ، أخذه وشكر الخادم ، تذوق كوب القهوة ، كان يحب أن تكون قهوته محلاة ومليئة بالرغوة ، وهكذا كانت قهوته فعلا ، لبس البذلة الفخمة التي اشتراها له هوبكنز وخرج مسرعا ، وقف أمام الشارع رافعا يده محاولا إيقاف تاكسي ، لكن أتى شخص من خلفه وقال: سيدي أدعى راؤول سأقوم بإيصالك
نظر توم له وصافحه وقال: حسنا كما تشاء
ركب كلاهما السيارة الفخمة الفارهة ، قال توم: هل هذه وظيفتك أم أنك زميلي بالعمل
_ أنا أعمل لدى السيد هوبكنز أنا سائقه الخاص ، لقد طلب مني احضارك
_ يمكنني الذهاب لوحدي
_ لا ، لا يمكنك ذلك
_ ولما لا؟
_ أنت لا تملك بطاقة ولا أي دليل على امتلاك عقد
_إذا أنا سأوقع على العقد وآخذ تلك الشارة التي تدل أني من قسم الجنائي
_ بالضبط
_ هل يمكنك تشغيل بعض الموسيقى؟
_ بالطبع
وصل توم إلى القسم الجنائي ، أدخله راؤول إلى مكتب السيد هوبكنز ، فرح هوبكنز عندما رأى توم وقال: أهلا بالمحقق
_ ماذا تريد
تغيرت نظرات السيد هوبكنز وأصبحت جدية ، قال هوبكنز: حسنا وقع على هذا العقد
قرأ توم العقد لكنه رفضه مباشرة قائلا: ستصرف علي الشهر الأول ثم يجب علي رد المال الذي انفقته علي!
_ نعم هذا أفضل من أن تعمل بدون كسب دولار واحد إذا نجحت في عملك
_ هذا ليس ما أخبرتني به بالأمس
_ هل رأيت الأسهم ثابتة ليوم كامل؟
_ هل نحن أسهم؟
ضحك هوبكنز وقال: أنت تعجبني... لكن هذه صفقة لمرة واحدة ، وقعها او اعمل هنا لمدة شهر دون ربح دولار واحد ولن يكون هناك من ينفق عليك
_ إذا ليس لدي خيار آخر
_إذا وقعها
_أعطني قلما
وقع توم العقد ، تصافحا وأعطى هوبكنز توم شارته ، جلس هوبكنز على مكتبه وأخرج صندوقا مليئا بالملفات وقال: هذه هي القضية التي ستعمل عليها ، اقبض على تلك العصابة وسيتم إسقاط التهم
_ هاه حسنا
وقف توم عند الباب فقال هوبكنز: هناك فتاة اسمها مايا سترشدك إلى مكتبك
خرج توم ووجد مايا واقفة عند الباب تنتظره ، كان سيتكلم لكن سبقته مايا: اتبعني
تبعها توم حتى وصل إلى مكتبه ، كان مكتبه خاص ، هو لوحده يملك مكتبه الخاص ، دخل توم المكتب ووضع صندوق الملفات بين الكثير من الصناديق ، قالت مايا: سيأتي عاملان ليساعدانك ، فكر في تصميم مكتبك
_ شكرا
عندما خرجت مايا قام بإغلاق باب مكتبه الزجاجي وبدت السعادة واضحة على وجهه ، قرر وضع طاولته مقابل الباب مثل أي مكتب طبيعي وقرر وضع مكتبة صغيرة على الجدار وطاولة صغير حولها بعض من الآرائك الجلد الأسود ، عند الساعة التاسعة قام توم بإنهاء تصميم مكتبه الجديد ، جلس أخيرا بعد أن وضع كوبا من القهوة بجانبه ، أمسك الملفات وبدأ بقرائتها ، لقد قام نفس الأشخاص بقتل أربعة عشر شخص بالسكين ، لم يخفو بصماتهم لكن الغريب أنهم ليس لديهم أي سجل لدخول أمريكا ، ما يعني أن هذه الجرائم خطط لها من سنوات أو تم التخطيط للجرائم خارج أمريكا ، ودخلو تهريبا ، اتصل توم برقم المشرحة ليذهب ويرى الجثث التي قتلت ، اتفق اأن يكون في المشرحة الساعة العاشرة ، بدأ بجمع ما يحتاج من معلومات ، في الساعة العاشرة كان يقف بين أربعة عشر جثة مطعونين بالرأس ، نظر لهم وقال لطبيب المشرحة: من هؤلاء
أعطى طبيب المشرحة أربعة عشر ملف ل توم ، جلس توم وبدأ قراءة الملفات بتمعن ، سبعة ايطاليين الجنسية ، أربعة كرواتيين ، ثلاث فرنسيين ، قال توم : لقد قامو بقتلهم بنفس الطريقة ، سنلتقط صورا لهم ثم ستعطيني تلك السكاكين
نفذ طبيب المشرحة الأمر وقام بنزع السكاكين وصورها هي الأخرى قبل تنظيفها ، قام توم بتنظيفها ليكتشف نقش باللغة الإيطالية على السكين ، خرج توم من المشرحة ، قال في نفسه: سأترجم هذا الكلام فيما بعد ، أريد تفقد مواقع الحوادث ، اتصل بالقسم الجنائي وطلب الإذن ووافقو ، كانت مواقع الحوادث قريبة من بعضها جدا أي أنها كانت بنفس المنطقة ، وقف توم وبدا محتارا فلقد كان هؤلاء الضحايا يسكنون بعيدا عن هذه المنطقة ، طلب توم خريطة للمنطقة وسأل الشرطي القائد هناك: هل هناك أي بناية مهمة أو مصرف ضخم؟
_ لا ولكن قمنا بتفقد جميع البنايات إنها سليمة
شعر توم بالتوتر وقال: متى حدثت جرائم القتل؟
رد الشرطي قائلا: قتل الإيطاليين في يوم واحد بنفس الدقيقة في بنايات مختلفة ، ثم الباقين قتلو في أوقات مختلفة
_ ألم تقومو بتطويق المكان؟
_ بلا لمدة أسبوع ولدينا كاميرات مراقبة
_ اعطني الأشرطة
أشار الشرطي إلى أحد الفتية لإحضار الأشرطة ، دخل تلك البنايات ووقف حيث عثرو على الجثث ، بدت الحيرة على توم لكنه التزم الصمت ، وخرج من المبنى ، وأخذ الأشرطة وقال: راقبو سكان هذه المنطقة بعناية و...
قاطعة الشرطي قائلا: لقد استجوبناهم ليس لديهم أي معرفة بالأمر
_ فقط نفذ ما أقول إذا اردت أن نقبض على العصابة
خرج توم من موقع الحادثة وهو يقول: سبع ضحايا في وقت واحد!.
عاد توم إلى القسم الجنائي وجلس في مكتبه ، وبدأ بالتمعن بأسماء الضحايا ، حينها أتت فكرة لتوم فبحث بحسابات الضحايا الشخصية ، اكتشف أن الضحايا الفرنسيين كانت تحب مؤسس المملكة الرومانية رومولوس ، تمعن توم ب شجرة العائلة لأولئك الفرنسيين فوجدهم ذو أصول إيطالية ، واتت توم فكرة جنونية وهي أن جميع الضحايا لديهم أصول إيطالية وهذا ما حدث حتى الضحايا الكرواتيين لديهم أصول إيطالية ، صدم توم من الاستنتاج الذي توصل إليه ، لابد أن القتله كارهين للإيطاليين ، ذهب توم إلى مكتب هوبكنز وسلمه الملفات وما توصل إليه لكنه لم ينظر للملفات حتى ولم يدع توم يتكلم فسبقه قائلا: هل استطعت معرفة من هم أفراد العصابة أو معرفة أماكنهم؟
رد توم: لا ولكن...
_كل ذلك يخصك ما يخصني هو إن كانت لديك المعلومات الكافية لنمسك بهم ، أعني هويات القتلة أو أماكنهم... وإذا لم تملك شيئا من ذلك فاخرج من المكتب الآن. قال مقاطعا
أخذ توم الملفات وخرج من المكتب ، كان غاضبا مما حصل ، لكنه كان يرى أن ما فعله هوبكنز منطقي ، لذا قرر اكمال بحثه المعقد والغريب ، جلس على مكتبه ووضع صورة شجرة العائلة للضحية الأولى على أمل ان يصل إلى شيء مجنون.