الفصل الثامن

إذا أنت روتانيو مارتينيو

كان توم يجلس على اريكته في جناح الفندق وبيده كوب قهوته ، كان يفكر ، بينما ذلك الشخص في ذلك العنوان لم ينم الليل ، كان خائفا ، كان مرتعبا ، وكأنه يخشى تركه وحيدا ، كان يود أن يفتح ذلك الباب الذي أخبرته أمه أنه إذا فتحه سيجدها لتحميه ، لكن ذلك الباب لم يعد موجودا ، أنت الآن ذلك الباب ، أنت من ستحمي نفسك ، كان روتانيو هو ذلك الشخص ، الذي يجلس وينتظر في ذلك العنوان ، بينما كان توم يشرب كان بالفعل قد خطط لما سيفعله ، هو متأكد أن ذلك العنوان لا يكمن به شخص واحد ، كان يتوقع احتمالان ، الأول هو مقابلة العصابة ، والثاني هو أن يكون شخص من ذرية رومولوس ، وقف توم حائرا ولبس بذلته الباهظة الثمن ، وخرج من الفندق وتوجه إلى القسم الجنائي ، لكنه قرر قبل ذلك صرف الشيك الذي أعطاه إياه هوبكنز ، وقرر شراء سيارة فارهة ، وبالفعل هذا ما فعله ، ركب سيارته الفخمة وتحرك بها نحو القسم الجنائي وركنها أيضا هناك ودخل إلى القسم ، وصل إلى مكتب هوبكنز وطرق الباب ، قال هوبكنز بنبرة واضحة وصريحة: تفضل

دخل توم وقال بهدوء: أنا جاهز للذهاب إلى ذلك العنوان

ابتسم هوبكنز بثقة وقال: هذا ما أردت سماعه

فتح هوبكنز أحد أدراجه وأخرج مسدسا وعلبة ذخيرة وتصريح بحمل السلاح ثم قال: ها أنت الآن تأخذ ما تريده لكن إن لم تأتني بمعلومات مفيدة ستندم

ابتسم توم: سنقبض على العصابة

قال هوبكنز باستهزاء: تبدو واثقا

قال توم: بالتأكيد فقد...

قاطعه هوبكنز: لا اريد سماع ما تقول ، انصرف

استغرب توم لكنه خرج من المكتب ، توجه توم نحو مكتبه ، دخلت مايا عليه ووقفت عند الباب وقالت: اذهب إلى غرفة الشرطة في اسفل المركز سيجهزونك بالعدة

قال توم متسائلا: أنا بالفعل معي سلاح

نظرت إليه وقالت: وأين ستضعه ونحن في الطريق ، بمؤخرتك؟!

ابستم توم وقال: لديك وجهة نظر ، والآن اخرجي قبل أن أضعه في مؤخرتك

ابتسمت مايا وقال ساخرة: هل تعرف كيف تحمله أساسا؟

رمقها توم بنظرة وقال: انصرفي

ضحكت وخرجت من المكتب ، كان توم متوتر قليلا ، كان يعلم أنه ذاهب للمجهول ، هل سيكون هذا آخر يوم له؟ ، لكنه تمالك نفسه ، كان توم يحب أن يتبنى القضايا التي يعمل عليها ويؤمن جيدا بما يفعله ، وقف على قدميه وأخذ منديلا ومسح عرقه وخرج من المكتب ، دخل غرفة الشرطة ، استقبله أحدهم وصافحه ، نظر إليه الشرطي وقال: حسنا ، هاهو العتاد

لبس توم عتاده وقبل أن يخرج سمع صوتا يناديه من خلفه: توم لم تنتهي بعد

تفاجأ توم ، إنها مايا! ، تنفس توم الصعداء ونظر لها ، كانت هي الأخرى تلبس العتاد ، وقفت مايا وقالت له: اتبعني

بينما هم يمشون سألها: مايا ماذا تفعلين؟

ردت بلا مبالاة: سآتي معك

نظر لها توم وقال بسخرية: لتقتليني ، لا أعتقد أنك تجيدين استخدام السلاح

دخلا غرفة معزولة الصوت وكان هناك اختبار دقة السلاح ، قالت له: ما رأيك أن نجرب؟

ابتسم توم وقال: ابدئي أنتي

رفعت مايا سلاحها وصوبت بسرعة على تلك الأجسام وكانت اصاباتها دقيقة ، أعادت تعبئة سلاحها وقالت: توم ارني مهارتك

ابتسم توم وقال: إذا لم تخبريني أنك تعرفين استخدام الأسلحة

قالت بهدوء: لقد كنت شرطية قبل أن أكون سكرتيرة

نظر لها وقال مازحا: هذا غش

نظرت له وقالت: أنت محقق بالتأكيد ستعرف ذلك ، انا انتظرك في الخارج

خرجت مايا فقال: لن أتعب نفسي بذلك

وقف توم وهم بالخروج ، وهو يخرج حمل سلاحه وأطلق على الخشبة لتأتي بدقة في منتصف الرأس وقال: أيضا أبي كان شرطيا

خرج توم من القسم فوجد مايا تنتظره ، قال لها: سنستخدم سيارة شرطة أليس كذلك؟

نظرت له وقالت: لا لا يجب أن يتم اكتشافنا ، سيوصلنا راؤول

نظر لها وقال: لا لما لا تأتي بسيارتي

وقالت: إذا تلك السيارة الفارهة لك!

نظر لها وقال: نعم ، هل يبدو غريبا؟

قالت له: نعم ، لم تخبرني ، ما هو البنك الذي سرقته

نظر لها وقال: سأخبرك بالسيارة

ركبا كلاهما ، قام توم بتشغيل السيارة الفخمة وتحرك نحو العنوان ، نظر لها وقال مازحا: هذه سيارة من بنك هوبكنز

قالت له بلا مبالاة: حسنا

شعر توم بنبرة غريبة بصوتها فقال: لم أتوقع أن يكون هذا ردك

كانت تريد الرد لكنها بقيت صامتة ، قال توم: إذا ما المشكلة؟

نظرت له وقالت بتردد: أ... أنا فقط متوترة نعم متوتورة قليلا

نظر لها توم وقال: أنتي تصيبيني بالذعر ، ما المشكلة ، الأمر ليس متعلق بالمكان الذي سنذهب إليه ، بل بأموال هوبكنز

صرخت غاضبة: هوبكنز سيجبرك على العمل عنده مقابل هذا المال ، وستصبح مجرد عاهرة لديه

رد توم بهدوء: كيف ذلك؟

نظرت له وقالت بصوت عال: إنه عقدك يا توم ، لا تكن أحمقا ، لا أحد يقرأه جيدا

صمت توم وأكمل قيادته وبدا غير مذعور ، تمالكت مايا نفسها وقالت متوسلة: أنا آسفة ، أرجوك لا تخبر هوبكنز أني قلت لك أي... أي شيء من ما هذيت به ، أتوسل إليك

رمقها وقال بهدوء: لا بأس

استغربت منه لم يكن متوترا فسألته: ألم تفزع مما قلت؟

نظر لها وقال: أنا لم أنخدع منه ، بل خدعته

نظرت له وقالت: كيف؟

قال بثقة: الشيك كان باسم رئيس بنك أمريكا ، ما لا يعلمه هوبكنز أني أعرف القانون جيدا ويمكنني أن أصبح محامي خبير

ابتسم توم وقال لها: لو قرأتي عقدي مئة مرة انه سليم ، أنا لست مجرد محقق مايا تمالكي نفسك ، هناك أمر أهم يجب علينا التركيز عليه

وصلا بعض نصف ساعة ، أوقف توم سيارته بعيد عن العنوان توجها إلى هناك ، بينما هي يخطون إلى هناك قالت: نحن قريبون ابقى حذرا ، الغريب أن الشارع كان خاليا من أي شخص أخرج توم سلاحه عندما شعر بتوتر وعندما اقتربا من العنوان ، وقفا عند الباب ، عد توم لثلاثة وفتح الباب ، أشهرا سلاحهما بسرعة وكانو مستعدين لإطلاق النار ، لم يجدا أحد أمام الباب ، نظرا إلى بعضهما ودخلا بسرعة ولكنهما لم يجدا أحدا ، كان المكان هو غرفة وبها درج وباب آخر ، سمع توم ومايا صوت خطوات من الدرج فأشهرا سلاحهما نحو الدرج بشكل غريزي ، كان صوت الخطوات يقترب حتى بدأ نزول الدرج ، كان توم يتصبب عرقا ، لكن مايا كانت بالكاد تلتقط أنفاسها ، فجأة سمع توم صوت شخص يقوم بفتح الباب فالتف بسرعة وأطلق النار ، كان توم قد أصاب ذلك الشخص في بطنه ، حينها صدر صوت من عند الدرج يقول: توقف توم لا نريد أن نؤذيكم

ظل توم مشهرا سلاحه بعد أن ظهر ذلك الشخص دون سلاح قال له توم: من أنت؟

نظر له ذلك الشخص ومد يده للمصافحة وقال: روتانيو مارتينيز

نظر توم إلى يده الممدودة ، نزل الكثير من الأشخاص من نفس الدرج وأسعفوا صديقهم الذي أصيب ، توتر توم ولكنه صافح روتانيو مارتينيز بسرعة ، وبدأ باستعادة أنفاسه ، نظر توم إلى مايا فوجدها بالكاد تلتقط أنفاسها ، قال توم بطريقة مفاجأة: إذا أنت روتانيو مارتينيز ، لما لا تخبرني بما يحدث الآن

نظرت مايا له وقالت: هناك الكثير لتفسره لنا

نظر لهما روتانيو وقال بهدوء: لدي الكثير من الأشياء لأخبركم بها ، حتما ستفيدكم.

2020/07/22 · 395 مشاهدة · 1128 كلمة
اسعد
نادي الروايات - 2024