"هذا غير متوقع، العجوز بياتريس موجود هنا!" قال أدرياس، وابتسامة شيطانية تتلألأ على وجهه، بينما كان صوته يمتلئ بالتحدي والسخرية، وكأنما كان يشم رائحة الخوف تتصاعد من أعماق الغابة.

"هل جئت إلى هنا من أجل هذا الفتى الصغير؟" تحدث العجوز بياتريس، صوته يحمل نبرة تحمل مزيجًا من القلق والعزم، كأنما كان يحاول حماية ما هو ثمين.

"أيها العجوز، هل أنت قلق عليه؟ لا أعتقد أنك قد قابلته قبل هذا اليوم. ومن خلال السيف الذي تحمله، يبدو أنك شعرت بقدومي. على الرغم من كل ما حدث، لا تزال قويًا." كانت كلمات أدرياس تنساب كسموم، تسري في الهواء وتغمر الأجواء بحضور شرير ملموس.

تساءلت في داخلي: هل كانا يعرفان بعضهما؟ كان التوتر يملأ الغابة، وكأن الأشجار نفسها تتجمد في انتظار ما سيأتي، والأوراق تتساقط ببطء كأنها تحاول الهروب من هذا الصراع.

"حسناً، أيها العجوز، لا أريد القتال معك. كل ما أريده هو أخذ أكومارو." تحدث أدرياس بنبرة متعالية، كأنه يعتقد أن الأمور ستسير كما يشاء، متجاهلاً عواقب أفعاله.

تجمد دمي، وأصبح جسدي بارداً كالجليد، وجثوت على ركبتي. لقد كنت مرعوبًا من فكرة العودة إلى ذلك الكهف المظلم، حيث كان الشيطان يسيطر على كل شيء ويجعل الظلام يحيط بي. "لا أريد العودة إلى ذلك الكهف، أنا خائف، خائف جداً!" كانت كلماتي تتلعثم، وكأن الخوف قد شل حركتي وجعلني عاجزًا.

نظر إلي العجوز بعيون مليئة بالتعبير الغامض، مزيج من القلق والعزم، كما لو أنه كان يحاول قراءة أفكاري ومعرفة مخاوفي. "أدرياس، هل قلت أنك تريد أكومارو؟ هل تريد أخذ ضيفي مني؟" كانت كلماته تعكس الثقة والقوة، لكنني شعرت بأن الضغط يتزايد حولنا.

"أيها العجوز، أنت تعرف بالفعل ما أنا قادر على فعله. إذا لم تكن تخاف أن تتأذى، فتنحَ جانبًا." كانت نبرة أدرياس تحمل تهديدًا واضحًا، وكأنما كانت تنذر بعاصفة قادمة تلوح في الأفق.

"من أنا أخاف؟" قال بياتريس، وقد ارتفعت نبرته بشكل حاد، وكأن كل كلمة كانت تعبر عن قوة لا تضعف. "أدرياس، يبدو أنك قد نسيت من أكون. أنا بياتريس، أنا الذي تخافه الشياطين، وليس الذي يخاف منهم."

لكن أدرياس، الذي لم يظهر أي ردة فعل على كلمات العجوز، رد ببرود: "يبدو أنه لا جدوى من الكلام معك."

فجأة، انطلقت هالة سوداء من يد أدرياس، سرعان ما تحولت إلى طاقة مظلمة هائلة تتراقص في الهواء، كاشفة عن قوتها المفزعة. في وسط تلك الطاقة، كانت هناك نقطة حمراء صغيرة تتلألأ كعين الشيطان، وكأنها تراقب كل شيء حولها بدقة.

تراكمت الطاقة السوداء في الهواء، مما جعل الغابة الخضراء الجميلة تتحول إلى غابة مدمرة، حيث أصبحت الأشجار تتشوه وتفقد شكلها، وأوراقها تتساقط كأنها تتساقط تحت وطأة قسوة لا تُحتمل.

شعرت بأن قلبي يتسارع، بينما كانت تلك الطاقة السوداء تتسلل إلى جسدي، كأنها تحاول امتصاص كل ما هو نور وأمل. كنت أشعر بالخوف يتسلل إلى أعماقي، وكأنني أواجه شيئًا لا يمكن تصوره، كابوسًا يتحقق أمام عيني.

كان كل شيء قد تغير، والجو أصبح أكثر ثقلاً، وكأن الغابة نفسها كانت تنذر بالكارثة. أدركت أن المعركة على وشك البدء، وأن العجوز بياتريس سيواجه أعدائه في صراع مصيري. لكنني كنت خائفًا من أن أكون جزءًا من هذا الصراع، خائفًا من أن أكون ضحية ذلك الشيطان المظلم.

انطلقت الطاقة نحو العجوز بسرعة كالسهم، تاركة خلفها أثرًا من الظلام المكثف. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكأن الزمن قد توقف لحظة أمام هذا الهجوم القاتل.

تحرك العجوز بمرونة، وبسرعة متناهية، وجه سيفه نحو الهجوم، وكأنه كان يقرأ نوايا أدرياس قبل أن تظهر. بمهارة فائقة، قطع الطاقة السوداء إلى نصفين، مما أدى إلى انفجار هائل أمامه. تشتت الظلام في سحابة كثيفة، وكأن الغابة قد امتلأت بدخان أسود.

لكن المفاجأة كانت في أن العجوز لم يصب بأي ضرر. لم يكن هناك أثر للدمار حوله، ولا حتى شعاع من الطاقة المدمرة قد أصابه.

لماذا.. لماذا تساعدني؟ لم أعرفك سوى اليوم، لماذا تفعل كل هذا؟

"ببساطة، لأنني أكره الشياطين ولا أريد أن يحققوا أيًا من أهدافهم. لا تسيء الفهم، فأنا لا أريد إنقاذك، كل ما أريده هو منع الشياطين من تحقيق أهدافهم." كانت كلماته تحمل ثقل العزم، وكأنها تعبر عن قتال قديم لم ينته بعد.

"يبدو أن الأمر سيكون معقدًا"، قال أدرياس بنبرة تحمل في طياتها الغطرسة، بينما كانت ملامح وجهه تتجعد بشكل مثير للقلق. فجأة، ازدادت قرونه البارزة سوادًا، وكأنها تتغذى على الظلام من حولها. بدأت تظهر خطوط سوداء تحت عينيه، مما أعطى وجهه مظهرًا أكثر وحشية وقوة.

هالته المتزايدة جعلت من الغابة الخضراء التي كانت تنبض بالحياة مجرد صحراء مدمرة. الأشجار العالية التي كانت تتراقص مع نسمات الرياح بدأت تتشوه، ففروعها تناثرت كالعظام المهشمة، وأوراقها تحولت إلى رماد يتطاير في الهواء كأنها ذكريات محطمة. العشب الذي كان يغطي الأرض بألوانه الزاهية أصبح داكنًا، وكأن الأرض نفسها قد استسلمت لقوة أدرياس. كان اللون الأخضر يختفي، ليحل محله الرمادي القاتم، مما جعل المنظر كئيبًا وكأن الحياة قد اختفت من هذا المكان.

فجأة، ظهرت من خلف أدرياس بوابة عملاقة سوداء، فتحت كفم وحش جائع. كانت بوابة مظلمة جدًا، محاطة بتعويذات من الظلام، وكأنها تبتلع كل ما حولها. لم أستطع رؤية شيء سوا السواد الذي كان داخلها، وكان شعور غريب يراودني، كأنها تجذبني نحوها بقوة لا تُقاوم. شعرت ببرودة تتسلل إلى عظامي، وكأن الهواء نفسه قد تجمد أمام هذا المشهد المروع.

عندما نظرت إلى البوابة، كانت تتلألأ بنقاط ضوء حمراء خافتة، وكأنها عيون تراقب العالم من خلفها، تحمل في طياتها وعودًا بالخراب. كانت أشكال غامضة تتراقص في داخلها، تتشكل وتتفكك، وكأنها أرواح ضائعة تطلب الخروج.

كان المكان يشتعل بالضوء والظلام، بينما كانت البوابة تنفث طاقة شريرة، وكأنها تجذب كل ما هو حي نحوها. أدرياس، الذي كان يقف في وسط تلك الفوضى، بدا ككائن يتلاعب بمصائر البشر، عازمًا على استنزاف كل ما هو جميل.

"هل أنت مستعد لرؤية ما وراء هذا العالم، بياتريس؟" قال أدرياس، وكانت كلماته تتردد كصدى في الفضاء، تحمل تهديدًا مبطنًا. "سأريك القوة الحقيقية، تلك التي لا تستطيع أن تتخيلها."

أحسست بقشعريرة تسري في جسدي، وكأنني كنت أستشعر خطرًا غير مرئي يقترب. لم أكن أعرف ما قد يحدث بعد ذلك، شعرت وكأنني نملة محاصرة في معركة أسطورية بين تنينين عملاقين، حيث كان زئيرهما يهز الأرض من حولي، ويجعلني أدرك كم أنا صغير أمام عظمة تلك القوة المتصارعة.

2025/01/16 · 45 مشاهدة · 950 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025