بدأت تخرج من البوابة مخلوقات غريبة، تتراقص في هواء مفعم بالخطر. كانت تلك المخلوقات تتخذ أشكالًا مروعة، بأجساد هزيلة وعيون تتلألأ كالجمر. كانت جلودها مغطاة بقشور داكنة، تعكس الضوء بشكل مخيف، وكأنها قد نُحتت من الظلام نفسه.
أطرافها كانت طويلة ونحيلة، تنتهي بأظافر حادة كالسكاكين. كانت تتحرك بسرعة، تتسلل من البوابة وكأنها تبحث عن فريسة. همساتها كانت تتداخل مع ضجيج الرياح، وكأنها تتحدث بلغة غير مفهومة، تحمل في طياتها تهديدات مبطنة.
بينما كانت المخلوقات تخرج، تجمعت حول أدرياس كالأشباح التي تستمد قوتها من ظلامه. كانت قوى الشر تتدفق من البوابة، وكأنها تملأ المكان برائحة الموت والخراب. لم يكن من الممكن تجاهل تلك الأجواء المشحونة بالخطر، حيث كانت كأنما تنذر بعاصفة قادمة.
بينما كانت المخلوقات تتجمع حول أدرياس، انتفضت الغابة تحت وطأة قوة الظلام المتزايدة. كان أدرياس يراقب بياتريس بنظرة مليئة بالتحدي، وكأنه يتوقع ردة فعل العجوز. "الآن، دعني أريك كيف يتجسد الخوف!" صرخ أدرياس، بينما انطلقت المخلوقات نحو بياتريس كالسهم.
تحرك بياتريس بسرعة، متجنبًا الهجوم الأول. كان سيفه الأحمر يتلألأ في الضوء الخافت، مشعًا كالنجم في سماء مظلمة. "لن أتركك تأخذ أكومارو!" صرخ، بينما وجه سيفه نحو أحد المخلوقات، وقطعها إلى نصفين في لحظة، مما أدى إلى تفجر سحابة من الظلام والرماد.
لكن أدرياس لم يكن ليتراجع. أطلق موجة من الطاقة السوداء نحو بياتريس، وكأنها عاصفة من الشر. "تجنب هذا!" صرخ أدرياس، بينما كانت الطاقة تتجه نحو العجوز كالرصاص.
لكن بياتريس كان جاهزًا. حرك سيفه بسرعة، مستعينًا بمهارته في القتال، وصد الهجمة بتقنية متقنة. تصادم الطاقة السوداء مع شعاع النور المنبعث من سيفه في انفجار مدوي، مما أدى إلى اهتزاز الأرض تحت أقدامهم.
"أنت مهما كانت قوتك، لن تستطيع هزيمتي بسهولة!" قال بياتريس، وهو يتقدم نحو أدرياس بخطوات ثابتة. كانت عينيه تتلألأان بالإصرار، وكأنه يقترب من تحقيق النصر.
ومع ذلك، لم يكن أدرياس ليتخلى عن السيطرة بسهولة. "أنت قديم، بياتريس! طاقتك بدأت تتلاشى!" قال، وهو يستدعي المزيد من المخلوقات التي بدأت تتزايد حوله. كانت تشكل جدارًا من الظلام، تتجه نحو بياتريس بأعداد متزايدة، كالأمواج التي تضرب الشاطئ.
بدأ بياتريس يشعر بتزايد الضغط، لكنه لم يستسلم. "لقد عشت طويلاً لأعرف كيف أقاتل!" صرخ، بينما اندفع نحو مجموعة من المخلوقات، وقطعها بسيفه في حركات سريعة ودقيقة. كانت كل ضربة تدل على تجربته، وكل حركة تؤكد قوته.
تدور المعركة في دائرة، وكل ضربة تحمل معها عواقب وخيمة. أدرياس كان يحاول استغلال كل نقطة ضعف، بينما كان بياتريس يرد بكل ما أوتي من قوة.
"أنت لا تعرف من تتعامل معه!" قال بياتريس، وهو يضرب الأرض بسيفه، مما أدى إلى انطلاق موجة من الطاقة النقية. كانت الطاقة تتفجر حولهما، وكأنها تعكس صراعًا بين النور والظلام.
لكن أدرياس، الذي كان يراقب كل حركة بدقة، قام بتوجيه طاقة مظلمة نحو بياتريس، محاولًا استغلال الفرصة. "إذا كنت تريد القتال، فأنا مستعد!" صرخ، بينما كانت المخلوقات تهاجم في تنسيق مرعب، كأنها جيش من الظلال.
وفي وسط هذا الفوضى، قام بياتريس بتوجيه ضربة قوية نحو أدرياس، محاولًا اقتحام دفاعاته. لكن أدرياس كان سريعًا، وصد الهجمة بيديه، مما أدى إلى تصادم آخر جعل المكان يهتز.
مع تجمع الغيوم السوداء في السماء، انفجرت هالة مرعبة من أدرياس، محاطة بأجواء من الرعب. كأن الظلام نفسه كان يتجسد في كل حركة، مما جعل بياتريس يشعر بثقل المعركة. "هل أنت مستعد الآن؟" قال أدرياس، بينما كانت عينيه تتقدان بوميض الشر.
تقدمت الأمطار بغزارة، تتساقط كالرصاص على الأرض، مما زاد من وطأة الأجواء الكئيبة. كان صوت الرعد يهز الغابة، ويتداخل مع صرخات المخلوقات التي خرجت من البوابة.
"لن أسمح لك بإلحاق الأذى بهذا المكان!" صرخ بياتريس، وقد ارتفعت طاقته بشكل كبير. استخدم تقنية "الدرع القاتم"، حيث أحاط نفسه بوهج أسود يعكس الظلام، مما جعله يبدو كروح حارسة. تموجت الطاقة السوداء حوله، وكأنها تتفاعل مع قوى أدرياس.
فجأة، اندفع أدرياس نحو بياتريس، محاولًا اختراق دفاعاته. "لن أتردد في سحب روحك إلى أعماق الجحيم!" صرخ أدرياس، بينما أطلق موجة من الطاقة الداكنة.
لكن بياتريس لم يكن ليتراجع. بحركة سريعة، وجه سيفه نحو الهجمة، مما أدى إلى تفجير الطاقة في سحابة من الظلام. "أنت لا تعرف القوة التي أملكها!" رد بياتريس، بينما انطلقت طاقة مضيئة من سيفه، مما أدى إلى تصادم هائل.
تتطاير الشرارات في كل الاتجاهات، وتشتعل الأجواء بوهج المعركة. كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم، وكأن الطبيعة نفسها كانت تتعذب تحت وطأة قواهم.
بدأت المخلوقات المظلمة تتجمع حول أدرياس، تتشكل في جدار من الظلام، بينما كان بياتريس يتقدم بخطوات ثابتة، عازمًا على مواجهة هذا الخطر. "أنت لن تسيطر على هذا المكان!" صرخ، واندفع نحو أدرياس، سيفه يلمع في ضوء كئيب.
أطلق أدرياس هجومًا آخر، حيث جمع الطاقة في يده، وصنع كرة ضخمة من الظلام. "تلقَ هذا!" قال، وأطلق الكرة نحو بياتريس. لكن العجوز كان مستعدًا، وصد الهجمة بحركة سريعة، مما أدى إلى تصادم قوي أحدث دوامة من الطاقة المظلمة.
تزايدت حدة المعركة، وكل هجمة كانت تعكس قوة الإرادة. بياتريس، الذي استشعر أن الأمور قد تتجه نحو الأسوأ، جمع طاقته في سيفه، مستخدمًا تقنية "القطع الدائم". "سأقطع كل ما هو في طريقي!" صرخ، واندفع نحو أدرياس بحركة سريعة.
أدرياس، الذي كان يستعد لهجوم مضاد، شعر بالخطر يقترب. لكن بياتريس كان أسرع. باستخدام سيفه، وجه ضربة قوية نحو يد أدرياس اليسرى، مما أدى إلى قطعها في لحظة مذهلة.
تطايرت الشرارات، وارتفع صراخ أدرياس في الهواء، بينما سقطت يده المقطوعة على الأرض، تتدفق منها الطاقة المظلمة. كانت الغابة تهتز تحت وطأة المعركة، وكأنها تشهد نهاية الصراع.
"لا!" صرخ أدرياس، وهو يصرخ من الألم والخيبة. "لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا!" كانت عينيه تتقدان بغضب، لكنه كان يدرك أن قوته بدأت تتلاشى.
بينما كان بياتريس يتنفس بصعوبة، أدرك أن النصر قد تحقق، لكن أدرياس لم يكن ليقبل الهزيمة بسهولة. "سأعود، أيها العجوز!" صرخ أدرياس، بينما بدأ يتراجع، مستدعيًا ما تبقى من قواه.
تلاشت المخلوقات من حوله، وعادت البوابة السوداء إلى ما كانت عليه، وكأنما تبتلع كل آثار المعركة. أدرياس، الذي كان يعاني من الألم، اختفى في ظلامه، تاركًا وراءه الغابة المدمرة وبياتريس الذي كان يقف في وسط الفوضى.
توجهت أنظار أكومارو نحو بياتريس، مستشعرًا الرهبة والدهشة من ما حدث. كانت المعركة قد انتهت، لكن آثارها ستبقى محفورة في ذاكرته إلى الأبد.
"كيف! كيف هزمته؟" سألت العجوز بدهشة، بينما كانت مشاعري تتلاطم كالأمواج العاتية. كنت لا أزال مستغرقًا في صدمة المعركة التي شهدتها، حيث كانت ظلال أدرياس تكتنف المكان.
"لقد كان ضعيفًا بسبب وجوده هنا." تكلم العجوز، الذي كان يتنفس بصعوبة، وكأن كل نفس يتطلب جهدًا هائلًا. كانت ملامحه مرهقة، لكن عينيه تلمعان بحكمة عميقة.
"ما الذي تقصده بالضبط؟" سألت، محاولًا فهم ما يجري في هذا العالم المعقد.
"هناك ختم على الشياطين من مستوى شيطان حقيقي وأعلى يمنعهم من القتال بقوتهم الحقيقية. لو كان أدرياس بكامل قوته، لكانت ضربة واحدة منه قادرة على جعل هذا العالم يرتجف رعبًا." كانت كلماته تتدفق ببطء، كل واحدة تحمل ثقل المعرفة والخبرة.
"ختم؟ كيف ذلك؟" تساءلت، مشدودًا إلى حديثه، وكأنني أبحث عن المفتاح لفهم هذا اللغز.
أكمل العجوز كلامه، "لا أعلم التفاصيل، لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أنه ختم من حاكم شيطاني."
"لماذا فعل ذلك؟" سألت، وقد ارتفعت وتيرة قلبي، مدفوعًا بالفضول والخوف في الوقت نفسه.
"لقد أخبرتك أنني لا أعلم." قال بياتريس، وقد بدا عليه الحزن والحيرة. "قد يكون ذلك جزءًا من صراع قديم، أو رغبة في الحفاظ على التوازن بين القوى. لكن الأهم هو أننا، في هذه اللحظة، قد أوقفنا خطرًا وشيكًا."
[منظور أدرياس]
"اللعنة على هذا الختم اللعين!" همست لنفسي، بينما كنت أشعر بألم لا يطاق يعتصرني. عندما فتحت البوابة، شعرت كأنني أُقحم في جحيم. لم أستطع حتى أن أخرج وحشًا جيدًا من أعماق الظلام، حيث تفاقم الألم لدرجة جعلتني أفقد القدرة على التفكير في المعركة.
لقد كنت محاصرًا في كهف مظلم وبارد، جدرانه تحيط بي كقبضة حديدية. كان الظلام يثقل علي، يتسلل إلى كل خلية من خلايا جسدي، ويزيد من إحساسي بالعجز.
"ليس هنالك أي أعذار للخاسرين، أدرياس." ترددت تلك الكلمات في ذهني، كصدى نذير شؤم.
نظرت إلى الأمام بدهشة. لقد رأيته، زارثوس، كما العادة، كان جالسًا على عرشه، متسمرًا في مكانه ككائن مظلم. كانت ملامحه تعكس قوة لا تُضاهى، وعيناه تتقدان بوهج مرعب.
"سيدي، أنا أعتذر. لقد..." بدأت أتكلم، لكنني أصمت فجأة تحت نظرة مرعبة. كانت عيناه تنفثان غضبًا يكاد يلتهمني. "لقد أخبرتك، ليس هنالك أي أعذار للخاسرين. هل علي أن أكرر كلامي مرتين؟"
شعرت بالحرارة تتصاعد في داخلي. "شيطان حقيقي يخسر من قبل عجوز ليس بكامل قوته. ألا تشعر بالعار؟" كانت كلماته كالسكاكين، تخترق قلبي.
"أعتذر... لم أكن أتوقع أنه سيكون موجودًا. لقد خفضت من..." توقفت، بينما شعرت بشيء غريب يتسلل إلى حنجرتي. "هاه؟ لماذا لا أستطيع الكلام؟ لقد... هشم حنجرتي؟!" كانت تلك اللحظة كالكابوس، حيث شعرت بأنني محاصر في جسدي، غير قادر على التعبير عن الألم أو الخزي.
"ألم أقلك أن تصمت، أدرياس؟" كان صوته يتردد في أذني، كأنما يتلاعب بأفكاري. "أنا لم أعد أحتاجك..."
في تلك اللحظة، قررت زارثوس أن يُظهر سلطته الحقيقية. قام بمد يده نحو عنقي، وكأنما كان يلتقطني كفريسة. "لقد عانيت كثيرًا من وجودك، أدرياس. حان الوقت لإنهاء هذا."
بسرعة البرق، اُقتُلع رأسي من جسدي. شعرت بحركة سريعة، ثم جاء الألم مباشرة بعد ذلك، وكأن الوقت قد توقف. قبل أن أستوعب ما حدث، كنت أرى جسدي يتهاوى، بينما كان رأسي يفصل عن جسدي في لحظة مرعبة.
سقط رأسي على الأرض، وبدأت أرى المشهد من زاوية مختلفة. كان كل شيء يتلاشى، بينما كانت الظلال تحيط بي.
يتبع...