شعرت بهزة أرضية قوية في هذا المكان المظلم، وكأن العالم من حولي قد اهتز تحت وطأة قوة لا توصف.

كانت هناك فجوة عملاقة قد ظهرت فجأة، ومن خلالها خرج تابوت أسود، منقوش عليه كلمات غريبة باللون الأحمر، التي تشبه لون الدم.

كان ظلام المكان يحيط بي، لكن تلك النقوش كانت تلمع وكأنها تنبض بالحياة، مما جعلني أشعر برعشة تسري في جسدي، رعبًا وذهولًا.

ثم تحدث الشيطان، وهو جالس على عرشه المظلم، بصوت عميق ومخيف.

كان كلامه يحمل في طياته نوعًا من السلطة القاسية، حيث قال: "العذاب النفسي في بعض الأوقات قد يكون أقوى وأشد من العذاب الجسدي."

لم أفهم تمامًا ماذا كان يقصد بكلامه، لكن الإحساس بالخطر كان يتسلل إلى أعماقي، كخيط رفيع من الفزع.

فتح التابوت الأسود ببطء، وكأن الزمن قد توقف للحظة.

وعندما نظرت إلى الداخل، رأيت منظرًا لا يمكن وصفه؛ جثة أخي الصغير إيثان، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، كانت هناك، ممددة في صمت رهيب.

كانت عيناه مفقودتين، وكأن ظلام هذا المكان قد ابتلعهما.

أمعاؤه كانت ممزقة، وجسمه كان شاحبًا، وكأنه تعرض لتعذيب طويل الأمد، لا يمكن لأي قلب أن يتحمله.

كانت نصف رجله اليسرى مقطوعة وموضوعة فوق جسده، بينما كانت رقبته ممزقة، ولم أستطع رؤية سوى الدم والعظام.

سقطت على الأرض من هول الصدمة، بينما بدأت الدموع تتساقط من عينيّ دون أن أشعر.

لم أكن أستطيع الكلام، ولم أستطع تصديق ما رأيته.

حدث كل هذا بسبب فشلك يا أكومارو، تلك الكلمات كانت تتردد في ذهني كصرخة تأنيب، تتردد كأصداء في أعماق نفسي.

"هل كنت تظنني أمزح عندما قلت أنني سأعذبك بعذاب أشد إذا فشلت في هذه المهمة؟

بسببك، مات أخوك الأصغر، مات وهو يصرخ من الألم، لقد انتزعت أحشاءه وهو حي.

كان صراخه مزعجًا لدرجة أنني هشمت حنجرته."

كل هذا كان بسببك يا أكومارو.

كل مهمة ستفشل فيها، سيرتفع مستوى التعذيب، وسيكون أكثر إيلامًا.

نظرت إلى الشيطان بكل حقد، قبل أن يتحدث مرة أخرى.

"تذكر أنه تبقى لك أخت وأم، فلا تتفوه بالهراء مثل أنك لن تنفذ أي شيء أطلبه.

فأنت تعلم ما يمكنني فعله، يا أكومارو."

ما هذا؟ هل يمكن أن يكون قد قرأ أفكاري؟

خفضت رأسي ونظرت إلى الأرض، ألوم نفسي على ما حدث، وعلى الفشل الذي يلاحقني كظل.

نهضت من مكاني، وبشكل لا واعٍ، صرخت واتجهت نحوه.

لم أكن أفكر في ما يمكنني فعله ضد شيطان.

سقطت على وجهي، ولم أعد أستطيع أن أخطو خطوة للأمام.

أدركت بعد مدة أن كلتا قدمي قد قطعتا، وظللت مصدومًا، لم أشعر بالألم لوهلة.

آآخخخخخ! صرخت بقوة وأنا أستسلم لبكائي.

لم أعد أشعر سوى بالألم النفسي والجسدي، وقد بدأت أستسلم لليأس.

"أنت متهور يا أكومارو! هل تظن أن شخصًا مثل قمامة مثلك قادر على الاقتراب مني ولو لخطوة؟

حديثي معك يعتبر أكبر شيء مشرف حصل لك في حياتك كاملة، أن يكلم كائن مثلي قمامة مثلك."

تلك الكلمات كانت تتردد في ذهني، تذكرني بحجم الفشل الذي أعيشه، وبالظلام الذي يحيط بي من كل جانب.

لم أستطع أن أصمد أكثر، لقد أغمي علي، وأخر شيء سمعته من ذلك الشيطان هو: "أخرج من الغابة إن كنت لا تريد أن تتعذب."

أدركت بينما أغمضت عيني ببطء أنني سأعود لتلك الغابة اللعينة مجددًا.

فتحت عيني ببطء شديد، كان الوقت متأخرًا، يبدو وكأنه نصف الليل.

بدأت أتأمل حولي، لقد كانت نفس الغابة التي مت فيها، الغابة التي شهدت نهايتي.

شعرت بألم حاد في رأسي، وكأنني سأصاب بالجنون.

بدأت عيناي تذرف الدموع، لماذا يحدث لي هذا؟ صرخت بينما أبكي بشدة، وكأنني طفل رضيع، أطلب النجاة.

"تبا! سأصاب بالجنون!"

أخذت عيني اليمنى نظرة لجانبي، لقد كان السيف الأسود موجودًا مجددًا، حتى بعد موتي وانتقالي لذلك الكهف، لا يزال موجودًا، كأنه علامة على مصيري.

"اللعنة!"

ما هذا؟

سمعت ضجيج أقدام جعلت من الغابة تهتز من حولي.

هاه!

لقد كان هنالك أكثر من خمسين وحشًا يتجمعون حولي، وكأنهم يشتمون رائحة ضعفي.

كان قلبي ينبض بسرعة، وبدأت أرتجف، أدركت أنني في مواجهة جديدة مع الجحيم.

شعرت بقلبي ينبض بسرعة، وكأن كل دقة منه كانت تردد تحذيرًا عن الخطر المحدق بي.

تجمعت الوحوش حولي، وكانت عيونها تتلألأ في ظلام الغابة، كأنها تراقب فريستها.

كل وحش كان يختلف عن الآخر، بذيله القاسي وأنيابه الحادة، ورائحة الدم التي كانت تملأ الأجواء.

تقدمت أول وحش نحوي بخطوات ثقيلة، مخلفًا وراءه أثرًا من الرعب.

كان جسده مغطى بالفرو الأسود، وعيونه كانت تتقد بنار لا تعرف الرحمة.

سحبت السيف الأسود من غمده، وهو يتلألأ تحت ضوء القمر الخافت، وأخذت وضع القتال.

"لن أسمح لك بالاقتراب!" صرخت، وقلبي ينبض بالإصرار.

اندفعت نحو الوحش، مستعدًا لمواجهة مصيري.

استخدمت كل قوتي في الهجوم، فأطلقت ضربة قوية نحو الوحش، لكنّه تفادى الهجمة بمهارة.

أصابني ذيله الضخم، مما أسقطني على الأرض، لكنني لم أستسلم.

أشحت برأسي ورحت أتحرك بسرعة، محاولًا النهوض مجددًا.

في تلك اللحظة، جاء وحش آخر، أكبر وأشرس، يندفع نحوي، فاستدرت بسرعة وحاولت توجيه ضربة أخرى.

لكنني كنت بطيئًا، وأصابتني مخالبه، مما جعلني أشعر بألم حاد يعتصر جسدي.

فقدت توازني، وسقطت مجددًا، لكنني استجمعت قواي بسرعة، وبدأت أستعيد وعيي.

"لا يمكنني الاستسلام الآن!" همست لنفسي، بينما كنت أرى الوحوش تتقدم نحوي.

تجمعت الوحوش من حولي، وكأنها ستنقضّ علي في لحظة واحدة.

لكنني لم أعد أشعر بالخوف، بل شعرت بنار الانتقام تشتعل في صدري.

قفزت في الهواء، ضاربًا سيفي على الوحش الذي كان الأقرب إليّ، ونجحت في إصابته في كتفه.

صرخ الوحش بصوت عالٍ، وتراجعت خطوات للوراء، لكن لم يكن لدي الوقت للاحتفال.

فقد اندفع آخر نحوي، وتمكنت من تفاديه في اللحظة الأخيرة، لكنني شعرت بنفسي تتخبط في دوامة من الألم.

أدركت أن القتال لن يكون سهلاً، وأنني بحاجة إلى خطة.

بدأت أتحرك بين الأشجار، أستخدم البيئة لصالحني، بينما كنت أراقب الوحوش.

انطلقت نحو أحد الأشجار الضخمة، واستندت عليها لأستعيد أنفاسي.

لكن الوحوش لم تكن بعيدة.

تجمعت حولي، وكأنها تحاصرني في فخ.

استعدت، وضربت الأرض بسيفي، مما أحدث صدى عميقًا في المكان.

"لن أسمح لنفسي بالهزيمة!" صرخت، وأنا أوجه طاقتي نحو الهجوم.

اندفعت مجددًا نحو الوحوش، وهجمت بشجاعة.

تبادلت الضربات مع أكثر من وحش في آن واحد، وبدأت أستخدم كل ما تعلمته في القتال.

أصبت واحدًا في عينه، مما جعله يتراجع، لكن البقية لم تتوقف.

تقدمت نحو الوحش الأكبر، الذي كان يتربص بي، وأطلقت ضربة قوية نحو قلبه.

نجحت في إصابته، لكن الوحش لم يسقط، بل زأر بصوت عالٍ، وكأن صرخته تهز أركان الغابة.

استمر القتال، حيث كانت الضربات تتبادل بيننا، وأنا أتحرك بسرعة، مستخدمًا كل قوتي.

لكن في لحظة، شعرت بتعب شديد يتسلل إلى جسدي، وكأن الطاقة تتلاشى من داخلي.

فجأة، انقضّ أحد الوحوش من الخلف، وأصابني بخط مستقيم، مما جعلني أسقط على الأرض.

تألمت بشدة، لكنني لم أستسلم، بل استجمعت قواي ودفعت نفسي للنهوض مجددًا.

"إذا مت فسوف أعود مجددا٬ وسوف أوعاقب من ذلك الشيطان مجددا " ربما قد تكون أختي هذه المرة أو أمي؛ همست لنفسي، وعزمت على مواصلة القتال.

نهضت، واستعدت لسيفي، بينما كنت أرى الوحوش تتقدم نحوي.

تقدمت نحو الوحش الذي كان الأقرب، ووجهت ضربة قوية إلى جانبه، مما جعله يتألم ويصرخ.

مضيت قدمًا، وأصبت وحشًا آخر، لكنني كنت أرى أن عددهم يتزايد.

في كل ضربة، كنت أشعر بأنني أقترب من حافة اليأس، لكنني كنت مصممًا على القتال حتى النهاية.

استطعت أن أستخدم السيف بشكل أفضل، وبدأت أتحرك بسرعة أكبر.

لكن بعد كل ضربة، كانت الوحوش تزداد عنفًا، وكأنها تشعر بالدماء التي تسيل من جراحي.

أدركت أنني بحاجة إلى استخدام كل ما أملك، وبدأت أركز طاقتي.

في لحظة حاسمة، قمت بقفزة كبيرة، وسددت ضربة قوية نحو الوحش الأكبر.

أصبت قلبه، وسقط على الأرض، مما جعل بقية الوحوش تتراجع للحظة.

لكن لم يكن لدي الوقت للاحتفال، فقد انقضت الوحوش الأخرى عليّ.

بدأت أقاتل بكل ما أوتيت من قوة، لكنني شعرت بالتعب يتسلل إلى جسدي.

كل ضربة كانت تأخذ مني المزيد من الطاقة، لكنني لم أستسلم.

في النهاية، بعد صراع طويل، تمكنت من إسقاط أحد الوحوش.

ثم الآخر، حتى بدأت الكثرة تتناقص.

لكن فجأة، انقضّ أحد الوحوش الضخمة عليّ من الخلف.

لم أستطع تفاديه، وأحسست بألم شديد ينتشر في جسدي.

سقطت على الأرض، وأدركت أنني في معركة حاسمة.

"لن أسمح لهم بالتغلب علي!" صرخت في داخلي، بينما كنت أستعد للمواجهة النهائية.

مع كل ضربة، كنت أستعيد إيماني بنفسي، وأدرك أنني لن أستسلم مهما حدث.

في تلك اللحظة، شعرت بالقوة تتجدد في جسدي، واندفعت نحو الوحوش المتبقية.

كان القتال طويلاً، لكنني كنت مصممًا على البقاء، وأخذت كل ما أملك من القوة لأقاتل حتى النهاية.

كل ضربة كانت تمثل تحديًا، وكل لحظة كانت تحمل في طياتها خوفًا عميقًا، لكنني كنت أقاتل بشجاعة.

وأخيرًا، مع كل جهد، استطعت أن أخرج من دائرة الموت، وأقف في وجه مصيري، متحديًا كل ما يواجهني.

مع كل لحظة، كنت أشعر بأنني أقترب من النصر، وبأنني سأنتصر على كل الوحوش التي واجهتني.

ومع كل ضربة، كنت أصرخ في وجه الظلام، وأقول: "لن أتراجع!"

كانت المعركة تقربني من النهاية، وكنت أدرك أنني لن أستسلم، حتى لو كانت كل الظروف ضدي.

لأنني لو أستسلمت سوف ألاقي عذابا لن أقدر على تحمله!.... يتبع

2024/12/22 · 103 مشاهدة · 1389 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025