بعد أن تأكدت من أن الوحش الأكبر قد سقط، شعرت ببعض الأمل يتسلل إلى قلبي. لكن لم يكن لدي وقت للاحتفال، فالبقية من الوحوش لا تزال تحاصرني، عيونها تتلألأ في الظلام كأنها تحاول استعادة شجاعتها. في تلك اللحظة، أدركت أنني بحاجة إلى استراتيجية.
استدرت بسرعة، محاولًا استخدام الأشجار كحواجز. قبل أن أستطيع التفكير بخطة، انقضّ علي وحش آخر، وكانت مخالبه تشرخ الهواء. تجنبت الضربة في اللحظة الأخيرة، وعاد السيف إلى يدي، مستعدًا لضربة مضادة. تقدمت نحو الوحش، وأطلقت هجمة سريعة، لكن الوحش كان سريعًا أيضًا، وتمكن من تفادي الضربة.
تكررت الهجمات، وتبادلنا الضربات، لكنني شعرت بالتعب يتسلل إلى جسدي. أدركت أنني بحاجة إلى استعادة قوتي. لذا، استخدمت كل قوتي في قفزة عمودية، هبطت على الوحش من فوق، مما أحدث ضجة كبيرة. استطعت أن أضربه في كتفه، مما جعله يتراجع، لكن لم أستطع أن أستريح.
فجأة، رأيت وحشًا آخر يتقدم نحوي من الجانب، وكأنني محاصر في شباك من الرعب. مع كل خطوة، كنت أشعر بأنني أقترب من حافة اليأس، لكن في أعماقي كان هناك شعور قوي بعدم الاستسلام. "لا يمكن أن تنتهي هنا!" همست لنفسي. في لحظة، رأيت فرصة.
توجهت نحو أحد الأشجار الكبيرة، واستندت عليها بينما الوحوش تتقرب. قمت بإيذاء واحد منها بسيفي، مما أدى إلى صراخه في الظلام. لكن سرعان ما انقضت مجموعة من الوحوش الباقية. بدأت أستخدم كل ما تعلمته، متجنبًا هجماتهم، وفي كل حركة، كنت أستجمع قواي. تقدمت نحو أحد الوحوش، وأصبت رأسه، مما جعله يسقط على الأرض.
لكن البقية لم تتراجع، بل أصبحت أكثر عنفًا. شعرت بأنني أتحرك ببطء، وكأن الزمن يتباطأ من حولي. عندما رأيت أحدهم يقترب، قمت بلف السيف حولي، وضربت بقوة. استطعت أن أصيب أحد الوحوش في بطنه، مما جعله يتأوه ويتراجع. لكن المزيد كانوا يتقدمون، وكانوا أكثر شراسة.
أخذت نفسًا عميقًا، وقررت أن أكون أكثر استراتيجية. عندما اقتربت الوحوش، بدأت أستخدم الأرض لصالحني. ركضت نحو أحد الأشجار، ثم قفزت لأعلى، متجاوزًا الوحوش التي كانت قريبة. هبطت خلفهم، واستدرت لأواجههم. في تلك اللحظة، رأيت فرصة لتوجيه ضربة قوية نحو أحد الوحوش.
أصبت في جانب رأسه، مما جعله يسقط بلا حراك. لكن في نفس الوقت، شعرت بضغط من الخلف؛ وحش آخر كان يتجه نحوي. فجأة، انقضّ الوحش محاولًا خطفي، لكنني تجنبت الضربة بسرعة، واستدرت لأواجهه. تبادلت معه الضربات، وكلما كنت أشتبك معه، كنت أشعر بأنني أستعيد قوتي. "هذا يكفي!" صرخت، وأطلقت ضربة قوية نحو قلبه.
نجحت في إصابته، وسقط على الأرض، لكن القتال لم ينته بعد. تراجعت للحظة، محاولًا استعادة أنفاسي، لكن الوحوش لا تزال تتجمع حولي. كان هناك وحش ضخم، يقترب بمخالب حادة وعيون متقدة. تقدمت نحوي، وكأنها تريد القضاء علي. شعرت بأنني في وضع صعب، لكنني لم أستسلم.
حاولت توجيه ضربة نحوها، لكنها كانت سريعة، وتفادت الهجمة. في تلك اللحظة، شعرت بالتعب يثقل كاهلي، لكنني كنت مصممًا على الاستمرار. مددت يدي، وبدأت أركز طاقتي في السيف، وصرخت: "لن أنتهي هنا!" حاولت أن أكون أكثر حذرًا، واستخدمت كل مهاراتي في القتال. في لحظة حاسمة، قمت بتوجيه ضربة قوية نحو قلب الوحش الضخم.
نجحت في إصابته، وسقط على الأرض، لكنه لم يكن النهاية. فقد انقضت باقي الوحوش عليّ. تدافعت نحوهم بكل قوتي، وأخذت أضرب وأحاول تجنب الضربات. كل ضربة كانت تذكرني بأنني في معركة حياة أو موت. أصبت وحشًا آخر، لكنني شعرت بأنني أقترب من حافة الإعياء. لكنني كنت مصممًا على البقاء.
فجأة، وجدت نفسي محاطًا بأكثر من وحش، كل منهم يحاول الانقضاض عليّ. في تلك اللحظة، أدركت أنني بحاجة إلى خطة جديدة. بدأت أتحرك بسرعة، أستخدم الأشجار كدرع، وأضرب الوحوش من زوايا مختلفة. قمت بقفزات سريعة، متجنبًا الضربات، وفي كل مرة كنت أضرب فيها وحشًا، كنت أشعر بأنني أقترب من النصر.
تدريجيًا، بدأت الوحوش تتراجع، وكأنها تدرك أنني لن أستسلم بسهولة. لكن لم يكن لدي وقت للاحتفال، فقد كانت المعركة لا تزال مستمرة. مع كل ضربة، كنت أستعيد شجاعتي، وأدرك أنني لن أسمح للظلام بأن يبتلعني. في النهاية، ومع كل الوحوش المتبقية، كنت أقاتل بشجاعة، وأصرخ بصوت عالٍ: "لن أتراجع!"
كل ضربة كانت تمثل الأمل، وكل لحظة كانت تحمل في طياتها القوة. وكنت أقاتل حتى النهاية، مؤمنًا بأنني سأخرج من هذه المعركة منتصرًا. في تلك اللحظة، شعرت بأنني حققت شيئًا أكبر من نفسي، وأنني أقاتل من أجل البقاء، ومن أجل كل من أحببتهم، وكنت أعلم أنني لن أستسلم، حتى آخر نفس في جسدي.
وأخيرا، بعد جهد، استطعت الهروب من بقية الوحوش التي لم تعد تتطاردني. "اللعنة على هذه الغابة اللعينة."
بعد المعركة الشرسة، شعرت بتعب شديد يتسلل إلى كل عظمة في جسدي. كان جسدي مثقلًا بالآلام، والدماء كانت تغطي ملابسي، وتكاد تشعرني بالانهيار. توجهت نحو شجرة ضخمة، ذات جذع عريض وأغصان تمتد نحو السماء، وكأنها تحرس هذا المكان من الظلام. تعثرت في خطواتي، وقد بدت الغابة وكأنها تدور حولي، كل شيء يتلاشى في ضباب من التعب.
استندت إلى جذع الشجرة، ووضعت رأسي عليها، محاولًا استعادة أنفاسي. كان الهواء باردًا، لكنه منعش، وشعرت بأنني بحاجة إلى بعض الوقت للاسترخاء. تدريجيًا، بدأت أغمض عيني، وكأن التعب أخذني في حضنه الدافئ. أحسست بسكون الغابة من حولي، وكأنها تراقبني بهدوء.
تلاشى صوت الوحوش، وبدأت أسمع فقط همسات الرياح التي تعبر بين الأغصان. مع كل نفس، شعرت بأنني أترك وراءي كل ما عانيته من قتال.
تسللت إلى أعماقي مشاعر من الراحة، وكأن جسدي كان يحتاج فقط إلى هذه اللحظة للهدوء. بدأت أرى صورًا متداخلة في ذهني، ذكريات بعيدة عن القتال، عن الحياة قبل كل هذا الظلام.
رأيت وجوه أحبتي، وضحكاتهم، وكأنهم يحيطون بي بسلام. لكن سرعان ما تلاشت تلك الصور، لتحل محلها ذكريات ذلك المنظر البشع، منظر جثة أخي الحبيب.
"لحظة! أنا.. أنا من أين أمتلكت كل تلك المهارات؟ كيف قاتلت الوحوش وأنا لم أمسك بحياتي سيفا حقيقية ولكنني الأن أمسكه وأقاتل به؟! كيف يمكن أن يحدث هذا؟ هل هنالك من يمدني بالقوة!"
تبا، لا أفهم شيئًا مما يحدث. لم أعد أملك القوة للتفكير بالمزيد من الأسئلة، فاستسلمت للنوم. شعرت بالتعب يغمرني، وكأنني أغرق في بحر من السكون. مع كل لحظة، كان جسدي يثقل أكثر، حتى انغمست بالكامل في أحضان النوم. كنت أعلم أنني في مكان آمن، تحت حماية تلك الشجرة، وكأنها درع من كل الشرور.
تدريجيًا، أخذني النوم بعيدًا، بعيدًا عن كل الصراعات والألم، إلى عالم من الهدوء والسلام. وبينما كنت أستسلم للنوم، كنت أستشعر أنني سأستيقظ قريبًا، مستعدًا لمواجهة ما يأتي. لكن الآن، كان الوقت لي، لأستريح، وأجمع قواي من جديد تحت ظلال تلك الشجرة العتيقة.