عدت إلى نفس المكان الذي كنت أتناول فيه الفطائر. كانت الرائحة الشهية لا تزال عالقة في الهواء، ولكنها لم تكن كافية لطرد الأفكار الثقيلة التي تلاطمت في ذهني. "أقتل أكبر عدد من الفئة C؟" كنت أسأل نفسي، والقلق يتسلل إلى أعماقي، كظل يطاردني في كل خطوة. ما هو الهدف من فعل هذا؟ كنت أعلم أن فشلي يعني نهاية أحد أفراد أسرتي، وهذا الخوف كان يلتف حول قلبي كعاصفة لا تهدأ.

في تلك اللحظة، قطع صراخ الناس تفكيري. التفت نحو الصوت، ورأيت زحامًا كبيرًا في وسط الشارع. "ما هذا؟" تساءلت بدهشة، بينما كان وحش ضخم يظهر في الأفق، تجسيدًا للفوضى والرعب.

تجلت ملامح الوحش في أجواء مشحونة بالطاقة، وعيونه الحمراء اللامعة تتلألأ كالجمر. كان جسده هائلًا، وعنيفًا، مع بروز مدبب يأخذ شكل أنبوب طويل يثير الرهبة. غلافه الرمادي الداكن كان مزخرفًا بحراشيف تشبه الريش، لكنها شديدة القوة. بدا كأنه ليس مجرد وحش، بل تجسيد للغضب والعنف.

شعرت بمزيج من الرعب والانبهار. كان علي الهرب، لكن فكرة أن هذه قد تكون اللحظة المناسبة لتنفيذ مهمتي بدأت تتسلل إلى أفكاري. تركت الموقع ببطء، بينما كان الوحش يثير الفوضى من حوله. الرهبة كانت تتسلل إلى قلبي، لكنني كنت أعلم أن هذه فرصة لا تعوض. حتى إذا جعلني هذا شريرًا مسرفًا في الدماء، فإن أهم شيء بالنسبة لي كان عائلتي.

بدأت أسرع بخطواتي. في طريقي، رأيت محل أقنعة، ولم يكن لدي خيار سوى أخذ أي قناع. لحسن حظي، كان البائع قد هرب خوفًا من الوحش. وجدت قناعًا يظهر بشكل غامض وملفت. سطحه أملس، مع تصميم بسيط، لكن فيه لمسة من الغموض. عيونه، التي تتوهج بلون أحمر مشع، تمنح القناع جواً من الرهبة. شكل القناع مستدير قليلاً، مع زوايا ناعمة تعكس جمالًا غير تقليدي.

أخذته بسرعة ووضعته على وجهي. عدت إلى نفس الموقع، وتمامًا كما توقعت، كانت هناك مجموعة من الأبطال في مواجهة هذا الوحش. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وصراخ الناس يملأ الأفق.

في وسط الشارع، كان الوحش يتجول في فوضى، وعيونه الحمراء تتلألأ في ظلام الليل. كان صراخ الناس يملأ الأجواء، بينما بدأ الأبطال الخارقون من الفئة C يتجمعون ببطء لمواجهة هذا الكائن المرعب. كانوا يرتدون دروعًا متلألئة، وعلامات القوة والشجاعة تتجلى في ملامحهم.

"علينا أن نتحرك الآن!" صرخ أحدهم، وهو يرتدي درعًا زرقاء لامعة، بينما كانت يده تمسك بسيف طويل. "إذا لم نتحد، فلن نتمكن من إيقافه!"

تقدمت المجموعة نحو الوحش، كأنهم يشكلون درعًا من الإصرار. كان الوحش يزأر، وجسده يتلوى بفوضى، وكأن الغضب يندفع من داخله. "لن أسمح لكم بالمرور!" صرخ، صوته يملأ الشوارع.

اندفع الأبطال نحو الوحش، كل واحد منهم يتخذ موقعه. كانت المعركة تتصاعد، وكأنها رقصة مميتة في قلب المدينة. أول من هجم كان البطل ذو الدرع الزرقاء، حيث انطلق نحو الوحش بسيفه، مضربًا بقوة على جناح الوحش، مما جعل الوحش يتراجع قليلاً.

لكن الوحش لم يكن ليخضع بسهولة. انقض على البطل، موجهًا ضربة قوية بأحد أجنحته، مما أدى إلى دفعه للخلف. "تراجع!" صرخ قائد المجموعة، بينما انطلق بطل آخر، يحمل قوسًا وسهامًا، ليطلق سهمًا نحو عيون الوحش.

نجح السهم في اختراق أحد عيون الوحش، مما جعله يصرخ من الألم. لكن الوحش كان عنيفًا، وأطلق زفيرًا من النار في اتجاه البطل، الذي قفز جانبًا في الوقت المناسب. "علينا أن نتعاون!" قال أحد الأبطال، بينما بدأوا في تفعيل استراتيجياتهم.

بدأ الأبطال في التنسيق، حيث انطلق أحدهم نحو الوحش من الجانب، محاولًا تشتيت انتباهه، بينما الآخر كان يعد ضربة قوية. "الآن!" صرخ البطل ذو الدرع الزرقاء، بينما كان باقي الأبطال يستعدون.

مع هجوم مشترك، انقض البطل الذي يحمل المطرقة، ووجه ضربة مباشرة إلى جسد الوحش، مما أحدث صدى مدويًا في الشارع. لكن الوحش استجاب بقوة، حيث دارت ذراعيه، وأطلق موجة من الطاقة المدمرة.

تطاير الأبطال في كل الاتجاهات، لكنهم لم يستسلموا. "نحن بحاجة إلى خطة!" صرخ قائدهم، بينما كان يلتقط أنفاسه بعد القفزة. "يجب أن نركز على نقاط ضعفه!"

تجمع الأبطال مرة أخرى، وبدأوا في تبادل الأفكار. "إذا استطعنا إلهاءه، يمكنني استخدام تقنية خاصة لتثبيته!" قال البطل الذي يحمل القوس.

"حسنًا، سأكون في المقدمة!" أجاب البطل ذو الدرع الزرقاء، وهو يستعد للاشتباك مرة أخرى.

مع اندفاعهم، انطلقوا كالسهم نحو الوحش، وبدأوا في تنفيذ خطتهم. كان البطل ذو القوس يطلق السهام، بينما كان البطل ذو الدرع يهاجم من الأمام. ونجحوا في تشتيت انتباه الوحش، مما منح البطل الذي يحمل المطرقة الفرصة لتوجيه ضربة قاضية.

عندما انقضت المطرقة على الوحش، اهتزت الأرض من قوة الضربة، وصرخ الوحش بأعلى صوته. كانت المعركة تتصاعد بشكل ملحوظ، والمدينة تراقب بقلق.

لكن في تلك اللحظة، وبغض النظر عن كل الجهد المبذول، بدا أن الوحش لا يزال قوياً. "لن أسمح لكم بالفوز!" كان صوته يملأ الشوارع، بينما بدأ يتجمع حوله طاقة مظلمة.

"علينا أن نكون أسرع!" صرخ قائد الأبطال، بينما كانت المعركة تشتعل. كانوا جميعًا يقاتلون بشجاعة، لكن الوحش كان يُظهر قوة لم يسبق لهم رؤيتها.

[منظور أكومارو الحالي]

كنت أراقب المعركة بتركيز، أفكر في الخطوة التالية. "جيد، سوف أجعلهم يقتتلون مع الوحش، وعندما يرهقون، سأقتلهم جميعًا. لن أبقي أي بطل منهم. هكذا سأنجح في المهمة دون أضرار."

كانت أفكاري تتصاعد مثل دخان المعركة، وكنت أعلم أن هذه اللحظة ستكون الفاصلة. كل ما علي فعله هو الانتظار، حتى تأتي اللحظة المناسبة.

2024/12/28 · 35 مشاهدة · 801 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025