لم أستطع رؤية أي شيء سوى الظلام.. الظلام و لا شيء غيره.

لم أشعر بمرور الوقت.. لا أعلم كم قضيت فقط في النظر نحو الظلام..

مهما حاولت التحدث كان الأمر صعباً و لم أستطع فتح فمي..

و كأن هنالك ما يمنعني.. ليس لدي وقت لكل هذا...

و من المستحيل أن أثق بالحكام و أخشى التأخر هنا..

اوه.. تباً لقد سئمت من المحاولة..

< هل حقاً ؟ أنت غير صبور.. >

كنت للتو سأستسلم و أتوقف عن أي شيء و لكن عاد صوت حاكم الموت المزعج مجدداً.

حاولت التحدث هذه المرة و استطعت فتح فمي أخيراً.

لنقل فقط.. كلماتي ليست لطيفة.

" أليس ذلك بسبب أن عا@ر لعين وضعني هنا بدون أي معلومة لعينة ؟! بحق الجحيم توقف عن هذا و أخبرني مالذي تريده ! "

< امم.. كما قلت لك.. انه رد الدين من صفقتك، و ستحتاج لمقابلة حاكم آخر >

شعرت برأسي يكاد ينفجر، حاكم آخر ؟! ألا تكفي هذه المهزلة..

"

تنهد

، لا يهم لا أريد حتى السؤال و لكن كيف يمكنني الوصول له ؟ من هو ؟ مالأمر بحق الجحيم ؟ أجب على هذا على الأقل "

< الأمر هو.. اكتشفه بنفسك~ >

" أيها.. الحقير..! "

و قبل أن أستطيع حتى اكمال جملتي فجأة بدأ المكان حولي يتغير.

بدأ المكان يتحول لمكان مشرق و... فاخر..

هذه هي..

غرفتي..؟ بحق الجحيم.. ماذا يحدث هنا ؟..

كان المكان هادئًا.. بدون أي صوت و كأن هنالك من كتم كل الأصوات...

و كان هذا الشعور بالألفة..

ليس مع الغرفة.. بل مع شخص سيكون من الغريب مقابلته هنا.. و سيكون.. لا بل أتمنى أن يكون مستحيلاً..

لن أمتلك القوة العقلية الكافية لرد الصدمة..

اعتقد ذلك..

حاولت تهدئة نفسي و اتجهت نحو الباب، عندما امسكت بقبضة الباب جفلت من شدة برودتها..

< أراهن أنك لو سكبت الماء عليها فسوف يتجمد~ >

" هاه..؟ "

هذا صوت الرخيص.

" أوه.. أنتم معي.. "

سمعت ضحكة الرخيص و ثم صوت سوبر روك.

< عليك الانتباه.. أنت لا تعلم ما ينتظرك >

أومأت برأسي.

" أنت محق.. مع هذا لست خائفاً على حياتي.. "

أجل.. فأنا أعلم تماماً أنا لن أموت..

فتحت الباب و خرجت..

كان المكان مظلمًا في البداية و لكن سرعان ما أصبح مشرقاً.

اتجهت نحو الخارج.. ربما كنت أريد رؤية أي شخص..

و ذلك لأنني كنت.. هنا وحيداً بلا أي أحد..

استمررت في التجول في المنزل و المدينة..

المكان حقيقي جدًا و لكن لا يوجد فيه أي شخص.

ثم شعرت بذلك الحضور.. الحضور الذي رغبت في الشعور به طول الوقت..

ركضت نحو غرفتي و فتحت الباب على مصراعيه..

وجدت

ذلك الشخص

....

الشخص الذي اشتقت له لدرجة أنني لم أستطع التحكم بمشاعري..

بدأت بالبكاء بدون شعور...

أمامي كان هنالك رجل وسيم بشعر أسود طويل قليلاً.. كان يصل حتى رقبته.. كانت ملامحه الجميلة أكثر جمالاً تحت ضوء القمر..

ابتسم لي ابتسامة دافئة..

و نادى اسمي..

" آريا.. "

شعرت بالاختناق.. لم أدرك ذلك و لكن.. أنا حقاً أردت رؤيته..

" أبي... كيم يون جي..... "

سقطت على ركبتي و بدأت بالبكاء بصوت أعلى..

و عندها شعرت بدفئه حولي..

أبي

... الذي رباني في حياتي الماضية.. فقط التفكير بكوني قادرًا على رؤيته ثانية..

عانقني أبي و بادلته في العناق ثم سمعته يتحدث.

" لا أسئلة ؟ ظننت صغيرتي ستسألني كثيراً ...."

نقرت لساني و تمتمت .

"

تسك

أنت أحمق.. الآن أنا كايل.. و رجل من جديد.. لا تناديني

صغيرتي

هذا مزعج... "

" و مع ذلك فأنت لم تدفع والدك المزعج بعيداً ؟ ياله من شرف ، أنا فخور أنا فخور.. "

ابتعد عني قليلاً و بدأ يبعثر شعري بينما كنت أتمتم.

" تباً.. مازلت تحب السخرية مني.. "

حاولت بشدة تهدئة نفسي و لكنني لم استطع..

بعد وقت طويل أخير هو من بدأ بالتحدث..

" كما تعلم.. كيم يون جي هو اسم مزيف.. و.. اسمي الحقيقي هو.. كيم روك سو.. "

في الأوضاع العادية كنت سأتفاجئ.. أسخر منه و لكن..

هذه الوضعية التي نحن فيها..

تجعلني أفكر في كل شيء من البداية..

عن الحكام.. و المتحدين أو أصحاب الحياة الواحدة و الرسل و المتجسدين و غيرهم..

و كلمات حاكم الموت أيضاً..

و لكن ان كانت هذه حقيقة.. فكيف كان معي في عالمي....

الكثير من الأفكار و بدون أي حل نظرت له بوجه يقول 'عليك اللعنة أخبرني بالتفاصيل' و ضحك قليلًا قبل الاجابة.. .

" الأمر بسيط.. أنا هو كيم روك سو و الذي أصبح كايل هينيتوس.. حدثت الكثير من الأمور.. و انتهت بكوني أحد الحكام اللعينين... "

ضحكت قليلًا و قلت.

" واو.. أنت حقًا والدي حتى يكون كرهنا للحكام متساويا هكذا "

" حسناً سوف أكمل.. كنت على حافة الموت.. لقد عشت حوالي 200 سنة.. كان هذا هو حد حياتي.. كنت سأموت من الكبر في السن.. لقد أصبحت عجوزاً رغم ذلك مازالت صحتي جيدة مقارنة بالباقين.. بالنسبة لرفاقي البشر.. فقد ماتوا بالفعل.. "

على الرغم من محاولته لتغطية الأمر و لكنني شعرت ببعض الحزن في صوته..

" الآنسة روزالين و ذلك الوغد بود.. و رون.. بيكروكس.. و التوأم و ماري.. و آخرين..

و عائلتي.. جميعهم ماتوا.. تشوي هان كان بجانبي مع راون... بجانبهم أون و هونغ.. على الرغم من كون موتي هو أمر متوقع و غيرمفاجئ.. و لكنني شعرت بالخوف..

لم أرغب في مواجهة موتي.. أنا شخص يريد عيش حياة طويلة و سلمية كشخص كسول...

حتى.. عندما لم يكن لدي أي شيء.. أنا لم أقتل نفسي "

كل ما فعلته هو وضع رأسي على كتفه بهدوء.

امتلأ المكان بالصمت و لكن لم يكن الوضع متوترًا.

بعد فترة تكلم أبي ثانية.

" و.. فقط في آخر لحظة من حياتي.. لم أهتم بمدى عقلانية قراري.. لم أهتم بأي شيء ، عواقب ، منافع ، وعود ، صفقات... كان أمامي خيارٌواحدٌ فقط..

الموت أو العيش...

في الأوضاع الطبيعية.. كنت سأختار الموت..

و لكن بينما كنت على حافة الموت، حتى لو أوهمت الجميع بعكس هذا..

تشوي هان كان يعرف.. هو الشخص الذي يعرفني أكثر من أي شخص آخر.. و حزنه عندما كانت لحظاتي الأخيرة...

جعلتني أفقد كل ذرة عقلانية في رأسي..

و سمعت صوتًا باردًا و دافئًا في نفس الوقت..

كان عرضاً غير متوقع بالنسبة لي..

هل تريد أن تعيش ؟

للتفكير في الأمر فهذا اقتراح ليس غريب، حياتك دائماً غريبة على أي حال.

بالطبع، لن تكون حياتك في هذا العالم معهم

عندما سمعته لهنا.. كانت إجابتي واضحة..

لشخص مثلي أعظم مخاوفه هي الوحدة و فقدان أصدقائه.. عائلتي.. كان هذا بمثابة شيء مستحيل..

و عندها أكمل..

صديقك سيكون حاكماً،... أعرف أنك تكره الحكام و لكن لديك فرصة لتبقى معه عندما يحين الوقت..

أصبح حاكماً أو مت

ما رأيك بهذا ؟ "

ربت على رأسي و قد فهمت.. العائلة الوحيدة لأبي..

لـ كيم روك سو... و التي ستبقى وحيدة للأبد بدونه..

بالنسبة لي و من خلال ما قرأته فقد كانا حقاً قريبين..

كان تشوي هان هو الوحيد الذي يفهمه تماماً..

ربما كانا أكثر من مجرد أفراد عائلة.. و لكنني لن أسأل..

لذلك تحدثت له بصوت هادئ.

" أليس عرضاً مغرياً ؟ ستعيش مجددًا و.. مع تشوي هان أيضاً "

"صحيح...

و لذلك وافقت... ثم أصبحت حاكمًا.. لم يكن الأمر بهذا السوء.. بسبب كوني كسولاً لم أفعل شيئًا ، كانت هنالك بعض الحالات الضرورية لتدخلي..

و ثم انتظرت.. فقط كنت أراقبهم.. على الرغم من حزني بسبب حزنهم لأنهم فقدوني...

فقد شعرت بالفرح.. أنا.. مهم لدرجة أنهم لم ينسوا أمري حتى بعد مرور مئات السنين.. "

عانقت أبي ثم قلت له.

" حسناً فهمت هذا على الأقل.. و لكن.. كيف بحق الجحيم كنت في عالم متوازي آخر ؟ و أنقذتني ؟ و لماذا ؟ استطيع فهم كلمات حاكم الموت على أن

الحاكم

الذي يحميني هو أنت و لكن..

كل شيء آخر هو مجرد غموضٌ لي... "

ابتسم لي و ربت على ظهري.

و عندها شعرت فقط بأنّي لو قرأت هذا المشهد في الرواية.. كان راون سيقول..

الانسان ! هل ستخدع أحدًا مرة أخرى ؟..

ابتلعت بدون وعي و نظرت له بأكثر وجه هادئ أستطيع اظهاره..

" في البداية.. سأخبرك بأكبر صدمة.. "

بدأ كل شيء مررت به حتى الآن في الدوران حول رأسي..

شيء يصدمني أكثر...؟

تباً ما هذا..؟

" انه... حقيقة أنك ابني الحقيقي "

تجمدت...

ماذا يقول هذا المجنون..؟ هل يظن المزاح ممتعاً لهذه الدرجة...؟

أو هل هذا حقيقي..؟

أنا...؟ طفل كيم روك سو.. طفل كايل هينيتوس !!!

القدرات.. نفسها.. و الشيء الغريب في روحي.. ربما يتعلق بهذا...

كان الصمت غي الغرفة ثقيلًا بينما كنت أفكر في كل شيء..

و عندها فقط أدركت..

ما قاله هو الحقيقة.. الشخص الذي اعتبرته أبي و معلمي..

هو والدي الحقيقي...

هذا الشعور.. على الرغم من شدة تعقيد مشاعري فقد استطعت فهمه جيدًا...

هذا الدفء.. لقد كنت سعيدًا جداً...

و لكن سيتوجب عليه الشرح أكثر..

بينما كنت أنظر نحو الأسفل ناديته.

" أيي.... "

ابتسمت له ابتسامة مماثلة لابتسامته تماماً..

أوه فهمت حتى تشابه التصرفات.. انها الجينات في النهاية..

" سيتوجب عليك شرح كل شيء.. لدي حرب في انتظاري "

*************

انتهى الفصل اتمنى اعجبكم 💖

2021/06/24 · 480 مشاهدة · 1406 كلمة
Altaira
نادي الروايات - 2025